مقالات حول كوردستان
بقلم ( كامل سلمان )
مجرد ان اقرأ عنوان المقال وأي مقال حول كوردستان أستبشر خيرا لأن ذلك يعطي لي الإحساس بأن القضية الكوردية لها الاولوية وهي مازالت في المقدمة ومازالت تتصدر العناوين على الاقل في الصحافة والمواقع المحلية ، وان كوردستان في ضمائر اصحاب الاقلام الحرة ، وان الكورد لا يغفلون ولو للحظة عن قضيتهم ، وهذا يذكرني بحال الإنسان المؤمن الذي يتعبد كثيراً حباً وطاعة لله فترى لسانه بذكر الله لهجا ، ولا ينسى ربه ابدا ولا يكاد يفارق ذكر ربه فتكون العلاقة عشقية بين المؤمن وخالقه ، بهذه المقارنة أجد نفسي في هوس مع كل مقالة تتحدث عن الكورد وحياتهم ومعاناتهم واعماق تفكيرهم وكل شيء حولهم . فكلما كثر الحديث عن القضية الكوردية والامة الكوردية ازداد الوعي وتعمق الادراك عند الناس واقترب الجميع من الهدف الكوردي الواحد ، وتغلبت الافكار الايجابية واضمحلت الافكار السلبية ، بهذه الطريقة تنمو الثقافة بين عموم الناس ، وبهذه الطريقة تشحن الروح الوطنية ، وبهذه الطريقة تشحذ الهمم ، وهكذا تبطل كيد الاعادي ودسائسهم ، الاقلام التي تكتب عن كوردستان كثيراً هي الاقلام المشبعة بعشق الارض هي الاقلام التي ترى المستقبل بشكل واضح وجلي غير مشوش فهي اقلام مؤمنة بحقوقها ، هي اقلام كثيرة والافكار المطروحة ايضاً كثيرة ، وانا في تقييمي الشخصي كلها لها مردود ايجابي في عطاءها حتى وان كانت بعض المقالات لا ترتقي الى المستوى المطلوب . .
أنا ومن خلال تجاربي في الحياة اؤمن بأن تحقيق الهدف يقترن بمدى ايمان الإنسان بقدراته في الوصول الى الهدف ، فكلما ازداد إيمان الإنسان بقدراته وثقته بنفسه كلما أقترب من تحقيق الهدف ، وهذا ايضاً ينطبق حسب رأيي الشخصي على الوضع الكوردي ، فكلما ازداد اعتقاد المواطن الكوردستاني من تحقيق حلم الكيان المستقل يكون فعلاً قد اقترب كثيراً من هذا الهدف ، لذلك تراني مستمتعاً مع كل مقالة تتحدث بروحية الشخصية الكوردية حتى وان كان كاتبها ليس ذي صلة بكوردستان .
وعلى صفحات صحيفة صوت كوردستان أتطلع الى بعض المقالات التي أكن لكتابها الاحترام والتبجيل وهي تتحدث عن شؤون الكورد وتأريخ الكورد وثقافة الكورد ، وكذلك ألاحظ الحرص الشديد من قبل بعض المتابعين القراء سواء أكانوا منتقدين او داعمين للمقالات ، والجميع يسعون لإيصال رسالة الى الناس كافة بأن هذه الأمة لن تنسى قضيتها ولن تثبط عزيمتها ولن تموت إرادتها مهما اشتدت المحن …. هذه هي الثقافة التي يجب ان تدخل في ذهنية كل مواطن كوردي رغم صعوبتها مع الظروف القاهرة المحيطة بالشعب الكوردي ، التشبع بروحية الشخصية المستقلة والمجتمع المستقل اكثر أهمية من ذات الاستقلال إذا لم تكن النفوس قد أستقلت وتحررت من قبل .
حدثني احد المقاتلين من الجيش الامريكي ، قال عندما كنا نقوم بتدريب قوات البيشمركة والاسايش وباقي قوى الامن الكوردية نشعر وكأننا في وحدات تدريبية مع افراد من الجيش الامريكي ، فسألته عن السبب لهذا الاحساس ؟ اجاب ، الفرد الكوردي صاحب معاناة وهو بحد ذاته رسالة إنسانية وهو أهل للثقة ويحترم عمله ، فهو عنصر متلهف نفسياً وذهنياً وجسدياً لاداء واجبه ، وهذا الشيء وبهذا المستوى قلما نجده في تدريباتنا في اماكن اخرى من العالم ، لذلك نعطي كل ما لدينا دون خوف او تردد . . . . هذا الكلام يبعث في النفس السرور ، للمكانة التي يتمتع بها العنصر الكوردي في نفوس مقاتلي وقادة أقوى دولة في العالم ، والحقيقة هو لم يقل سوى الحقيقة ، هذه حقيقة الإنسان الكوردي ، هو رسالة إنسانية عظيمة ولكن للأسف اعداء كوردستان حاولوا طمسه لئلا يعلو كعبه عليهم . وفي هذا الصدد استذكر البغداديين عندما يتحدثون عن الصدق يذكرون الإنسان الكوردي مثلاً لكلامهم فيقولون في احاديثهم ( هذا إنسان كوردي لا يكذب ) اي طبع في اذهانهم ان الكوردي لا يكذب ، ، فالامة الكوردية إذا كانت هذه هي تركيبة أبناءها اما تستحق ان تنال وجودها وكيانها المميز بين الامم ؟
من هذا المنطلق تراني أهتم كثيراً بأي مقال ينشر هنا وهناك ، تنقل لنا صور حقائق وخفايا عن الشعب الكوردي عن التراث الكوردي ، عن العادات الكوردية التي لها نكهة وطعم خاص طمسها أعداء الكورد عن قصد او دون قصد بحيث اصبحت مجهولة لمن لا يعيش عن قرب مع حياة الكورد . . ليست المقولات السياسية والثقافية وحدها من تنشر المعرفة وتعرّف الاخرين عن الكورد . عندما تلتقي بأي فرد واعي من اي بلد من بلدان العالم في اي مكان فأن اول شيء يحدثك به عن وطنه وعن شعبه وتراثه ويبدأ بعرض الصور المخزونة في جهازه الموبايل اي انه يصبح سفيراً لبلاده ولو لدقائق معدودة ، ويستطيع التأثير على الناس وكسب محبتهم وتعاطفهم ، فكيف اذا كان البلد يعاني من الظلم والعدوان مثل كوردستان ، اكيد سيكون التعاطف اكبر واعمق .
مظلومية الشعب الكوردي وحدها قضية كبيرة ، لا يصح المرور عليها مرور الكرام فهي قلب القضية الكوردية ، وأكبر الظلم ان يعيش شعب بهذا الحجم وبهذه القدرات وبهذه الاعداد المليونية التي تجاوزت الاربعين مليوناً نسمة وبهذه الطبيعة الجميلة وبهذه الثقافة العميقة يعيش بلا وطن مستقل ، يجب سرد كل هذا الكلام وسرد تفاصيل الكلام من جديد وفي كل مناسبة ليطلع العالم على ما يدور من ظلم في هذه البقعة من الارض لتستيقظ الضمائر وليعاد الحق لأصحابه الحقيقين ، وهذا ما تسعى اليه انامل اصحاب المقالات المحترمين ولكننا نطمع بالمزيد . تحية لصوت كوردستان ولكتاب صوت كوردستان ولكل المتابعين لهذا الصرح الحضاري المبجل .
kamil.salman@gmail.com
[1]