الأصل الكوردي لإسم (سوريا)
مهدي كاكەيي
يعمل مغتصبو كوردستان ومرتزقتهم والحاقدون على شعب كوردستان على بث سمومهم وإدعاءاتهم الكاذبة والمضللة عن تاريخ الشعب الكوردي، حيث أنني بعد أن نشرتُ مقالي المعنون [ما أصل الأسماء (سوريا) و (دمشق) و (حوران)؟]، أخذ عدد من هؤلاء بالتعليق على المقال المذكور، يحاولون التشكيك بمصداقية دراساتي وأبحاثي عن التاريخ الكوردي بِهدف تثبيط معنويات المواطن الكوردستاني ومنعه من التعرّف على تاريخ شعبه الذي هو أعرق شعب في المنطقة ومن أعرق شعوب العالم. هؤلاء الأعداء يحاولون يائسين أن يوقفوا النهضة الكوردستانية الصاعدة وأقول لهم أنّ مسيرة النهضة الكوردستانية لا تتوقف أبداً وبدأ الشعب الكوردي يتعرّف على ذاته وتراثه وتاريخه ويتحلى بِوعي قومي كوردي ووطني كوردستاني عالٍ وأنّ هذا الوعي يضمن تحرره وإستقلال كوردستان وأنّ دولة كوردستان قادمة بكل تأكيد وليست هناك قوة في عالمنا يستطيع إجهاض ولادة هذه الدولة الجميلة.
رداً على الأصوات المعادية الخائبة، أنشر هنا هذا المقال المعزز بمصادر موثوقة عن كوردية إسم سوريا، واعتمدتُ فيه على مصادر غربية وعربية فقط ولم أستند فيه على أي مصدر كوردي لأبيّن للقارئة العزيزة والقارئ العزيز ضحالة هؤلاء الأعداء المرعوبين من النهضة الكوردستانية ولذلك ينشرون أكاذيبهم وترهاتهم لتحريف وإلغاء التاريخ الكوردي العريق والعظيم.
الدلالة الدينية لإسم (سوريا) مستمدة من إسم إله الشمس الكاشي (سورياش Suriash)، حيث أنّ الكاشيين هم من أسلاف الكورد الذين عاشوا قبل أكثر من (3300) سنة وحكموا بلاد بابل لأكثر من (400) سنة، وأنّ حرف (ش) المنتهي به إسم إله الشمس الكاشي، هو من خصائص أسماء الأعلام في اللغة الكاشية (1) (2) (3) (4) . هذا يعني أنّ إسم إله الشمس الكاشي هو (سوريا). كما أنّ إسم الإله آشور (آسور) مُقتبّسٌ من إسم إله الشمس السوباري (سورياش، آسور، آهورا)، والذي إسمه يعني الشمس (5). عبادة الإله السوباري، بصيغة (آسُور)، إنتقلت إلى أسلاف الكورد الهيتيين (الحِثّيين) أيضاً، الذين كانوا يعيشون في شمال كوردستان (الأناضول). كما أنّ إسم إله أسلاف الكورد الخوريين كان (آسورا) (6) (7). في هذا الزمن القديم الذي ظهر خلاله إسم (سوريا) المستمد من إسم إله الكورد الزاگروسيين من خوريين وكاشيين وهيتيين الذين كان لهم إله واحد ومعتقدات دينية مشتركة، لم يكن للسريان أي وجود في المنطقة ولذلك إسم (سوريا) غير متأتي من إسم السريان، بل بالعكس إسم السريان إنبثق من إسم سوريا بعد هجرتهم إليها.
إحدى المناطق الواقعة شمالي الفرات كانت تُعرَف بإسم (سو - ري Su - Ri) (8)، وأن تلك المناطق، منذ حوالي سنة (1800) قبل الميلاد، كانت موطناً لأسلاف الكورد الخوريين (الهوريين)، وأنّ الآراميين غزوا تلك المناطق بعدئذ، ولم يكونوا من سكّانها الأصليين. كما أنّ الخوريين كانوا قد إرتبطوا على صَهْوَة جيادهم بين بلاد أورارتو والأناضول وسوريا العليا، بِرباط إثني وثقافي [9]. هذه المعلومات المهمة أعلاه تؤكد لنا أن اسم (سوريا) مرتبط في الأصل بالخوريين جغرافياً وثقافياً.
=KTML_Bold=المصادر=KTML_End=
1. وليام لانجر. موسوعة تاريخ العالم. 1/90.
2. جورج رو. العراق القديم. صفحة 333.
3. د. أحمد فخري. دراسات في تاريخ الشرق القديم. صفحة 205، هامش (1).
4. د. عبد الحميد زايد. الشرق الخالد. صفحة 77.
5. هاري ساغز. عظمة آشور. ترجمة وتحقيق خالد اسعد عيسى وأحمد غسان سبانو، 2011، صفحة 298.
6. وليام لانجر. موسوعة تاريخ العالم. 1/91.
7. عِمارة نجيب. الإنسان في ظلّ الأديان. صفحة 238.
8. د. عبد الحميد زايد. الشرق الخالد. صفحة 235.
9. رينيه لابات وآخرون. سلسلة الأساطير السورية. صفحة 8.[1]