بقلم :-صلاح الدين أنور قيتولي..
-مركز الدراسات العلمية-جامعة السليمانية-أقليم جنوب كوردستان
فيما مضى ومنذ الازمان غابرة وقبل التاريخ الميلادي يعيش الشعب الكوردي على وطنه المعروفة بإسم كوردستان التي تعني(بلاد الكورد)وحسب الالاف من المصادر التاريخية إمتدت حدود أراضيها من أرمينيا وجبال القوقاز شمالا وسواحل البحر المتوسط في جنوب شرق جبال طوروس في شمال الغرب حتى خوزستان وبالقرب من سواحل الخليج جنوبا .. ومن شرق همدان واردبيل وبلاد الفرس(شرق أصفهان وشيراز)شرقا وصولا الى نهر دجلة غربا ..وكانت المنطقة موطنا لفروع وأسلاف الشعب الكوردي من الايلاميين والكاردوخيين والكوتيين والكاشيين والميديين والهوريين وبنيت فيها حضارات لم تكن أقل قيمة من حضارات سومر بابل وفارس الهنود والمصريين واليونانيين وغيرهما.. لكن أرض هذا البلاد تعرض الى الاحتلال والغزو الاستيطاني من قبل أقوام الجوار لقرون عديدة خصوصا من جانب جيرانهم من الفرس والارمن الاشوريين والعرب ومن ثم الاتراك المغول وقسمت أراضيها وتعرض أبناءه الى شتى انواع الاضطهاد والمظالم والتهجير والترحيل وغيرها من الاساليب والتعاملات اللانسانية ناهيك عن إذابة أكثر من نصف هذا الشعب في بودقة الاقوام المشارة اليها وبما يربو على أكثر من نصف أعداد الكورد وهروبهم الى هنا وهناك ..
على أية حال وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وإفول نجم الاستعمار خصوصا سلطة الاستعمار العثماني الظالم والبغيض توقع الشعب الكوردي من المجتمع الدولي(عصبة الامم) وقتذاك خيرا وكان على أمل نيل الحرية والاستقلال كغيرها من شعوب البلقان والعرب واليهود والشعوب الاخرى التي كانت ترزح تحت وطئة الاستعمار خصوصا إن فحوى معاهدة الصلح والسلام في باريس عام(1918)والفقرتان(62 و63)عام(1920)إنذاك أشارت الى حق الشعب الكوردي في إقامة دولته القومية على جزاً من أراضيها في شرق الاناضول وجنوب كوردستان،بيد أن الدول الكبرى كعادتهم تملصت من كل تعهداتهم في معاهدة لوزان التي وقعوها مع(مصطفى أتاتوك)عام(1923)لاحقا وتركوا الشعب الكوردي لمصير أسود الذي بقي يعاني في أجزائه المقسمة الاربعة دون دولة الان حيث يعاني هذا الشعب من النكران لهويته القومية ومن حق العيش على ارضه بعدالة والتعلم بلغتة كسائر شعوب العالم ..
على اية حال لنعد الى عنوان الموضوع ان الاتراك من أكثر أقوام في المنطقة كرها وانكارا لوجود الكورد في المنطقة خصوصا في شرق الاناضول التي كانت تاريخيا موطنا لليونانيين والكورد والارمن حيث يقطن الكورد في شمالها وشمالها الشرقي منذ فجر التاريخ فضلا ان العثانيين وبعد إحتلالهم للمنطقة إحتلوا أغلب أرجاء كوردستان الكبرى وحكموها لعشرات القرون وكانوا يكتبون ويتداولون في كتاباتهم الرسمية ويشيرون الى وجود منطقة جغرافية واسعة وولاية بإسم ولاية كوردستان تمتد حدودها من جنوب شرق تركيا الحالية الى جنوب لورستان لكن القادة الاتراك في الوقت الحالي علاوة على قمعهم اللامحدود منذ عام 1921 والى الان لحق الشعب الكوردي ينكرون وجود منطقة أو شعب باسم الكورد و لايرغبون في سماع حتى كلمة الكورد لا بل مرعوبين من سماع إسم الكورد وكوردستان ..
الوثيقة أدناه هي لكتاب بإسم(مرات الممالك)عبارة عن معلومات قيمة عن ولاية بإسم كوردستان كتبها ودونها باللغة والابجدية العثمانية بحار تركي توفي عام(1562)بإسم(سيدي رئيس)أثناء إحدى رحلاته الى كوردستان وقام بمراجعة الكتاب المشار اليه شخص تركي اخر مختص بهذا الجانب اسمة(أحمد جودت)..ويشير الكتاب الى حدود ولاية كوردستان والذي يبدأ من جنوب شرق الاناضول حتى جنوب لورستان ..
والعجيب ان هناك الالاف من الوثائق العثمانية التاريخية لاْكثر من(6)قرون)موجودة ومحفوظة جميعها في دور الارشيف التركية تشير الى المراسلات الرسمية الادارية والتجارية والعسكرية منها مابين رؤساء ولاية كوردستان وبين العاصمة العثمانية اسطنبول انذاك بخصوص سبل الادارة بين الطرفان .. بيد ان القادة الشوفينيين الترك حاليا ومن منظور عنصري وشوفيني حاقد من بينهم(اردوغان الرئيس الحالي وخلوصي اكار وزير الدفاع وزعيم المعارضة كمال كليجدارواخرين كثيرون)يتنكرون لوجود منطقة بإسم كوردستان ومرعوبين من سماع كلمة الكورد وكوردستان ..
المصدر كتاب مرآت الممالك
[1]