=KTML_Bold=إمارة الجبل الكردية في طرابلس بحسب الارشيف العثماني :=KTML_End=
استقر الكرد بشكل أساسي في سورية كما هو الحال في كردستان في المناطق الجبلية العالية ، بحيث يستطيعون بدون عوائق تربية الماشية وكذلك ممارسة تقاليدهم . وتعتبر الجبال الساحلية الوعرة في لبنان والتي يمكن للمرء أن يصل إليها بصعوبة، ذو أهمية كبيرة بالنسبة للتاريخ الكردي ، حيث استقرت هناك مجموعات قومية ودينية تمتعت بحكم شبه ذاتي واستطاعت الاحتفاظ بتقاليدها بشكل أفضل، وكانت عائلة جان بولات و عائلة معن من أهم تلك العائلات الكردية الأميرية والذين تحولوا بعد انتقالهم إلى لبنان إلى المذهب الدرزي وهيمنوا لسنوات طويلة على سياسة القبائل وتحكموا بالضرائب، بالاضافة الى عائلة شعب وهي غير معروفة كثيرا تنتمي إلى الطائفة الأثنا عشرية الشيعية في جنوب لبنان، وكانت هذه العائلة تتمتع بحق جباية الضرائب في منطقة جبل عامل ولكنهم لم يستطيعوا الصمود طويلا أمام إمارة شهاب ( 1788-1840 ) القوية .
يرد اسم هذه الإمارات بكثرة في الوثائق العثمانية المتعلقة بأمور التمويل ، ولكن نظرا لاندماج هذه الإمارت السريع في المجتمع الأقطاعي اللبناني لا يمكننا معاملتها كجزء من التاريخ الخاص بالكرد . أما بالنسبة للعائلات الكردية في سنجق طرابلس فقد كانوا ومازالوا حتى القرن 18 محتفظين بهويتهم القومية ، وأهم إماراتهم كانت الكورة في رأس نحاش وأحفادهم هم الأيوبيون الحاليون في شمال لبنان .
وفي ملفات قضاء طرابلس من النصف الثاني للقرن 17 يتم ذكر إمارة الكورة ومجموعات كردية أخرى منهم عائلة حمادة التي كانت تحت حكم إمارة الكورة وكانت هناك علاقات زواج فيمابينهم، وكانت عائلة حمادة تنتمي إلى الطائفة الاثنا عشرية ووقع على عاتقهم جباية الضرائب، وقد عاشت إمارة الكورة مرحلة الانتعاش في منتصف القرن 18 .
في سنة 1740 حصل الأمير علي ابن حسن الكردي ( حفيد الأمير أحمد ابن موسى الكردي ) مع شريك مسيحي على ضرائب الإيجار في عكار وعنفة والزاوية في اعالي جبال طرابلس، وخلال العقد اللاحق هيمن فرع موسى وفرع حسن من العائلة الأميرية على الإيجار بشكل فردي أو معا في محيط الكورة وعنفة والزاوية في جبال أعالي طرابلس.
كان على الأمراء الكرد كباقي الأمراء المحليين أن يبعثوا بأحد أعضاء العائلة كأسير إلى قلعة طرابلس إلى أن يتم استلام الضرائب، وفي سنة 1745 تمكن قاسم ( على الأغلب ابن حسن الكردي ) عن طريق الرشاوى من تجنب ذلك الاحتجاز، وتمتع أخوه عمر بالحصول على الإيجارات من الكورة وعنفة حتى سنة 1764 بعد ذلك فقدت العائلة هذا الحق .
لم يأخذ الإقطاع الكردي في لبنان حقه الكافي من البحث وهو أمر ينطبق على هذا البحث أيضأ نظرا لقلة الوثائق ، وبالنسبة لجماعات أخرى والتي ربما أصولها كردية ، مثل عائلة سيفا الأميرية من عكار , الذين حكموا كامل أيالة طرابلس اعتبارا من سنة 1579 , يتم ذكر هذه العائلة في المصادر على أنهم أكراد ولكنهم كانوا من ضمن الاتحاد القبلي التركماني ( ذوالقادر )، أما شعير الذين ربما هاجرو من شمال سورية ، فينتمون إلى الطائفة الأثنا عشرية وكانت لهم في القرن 17 علاقات حميمة مع كرد الكورة وسيفا، وتقدم لنا عائلة المرعبي والتي تمتعت بدعم السلطات، حالة جديرة بالأهتمام , حيث بسطت هذه العائلة سيطرتها حتى القرن 20 على منطقة عكار في أقصى شمال لبنان ، ففي دراسة تفصيلية عن تاريخ عكار أظهر الباحث فاروق هبلوس أن هذه العائلة كانت تجبي الضرائب للعثمانيين ، وقد هاجرت من حلب إلى طرابلس سنة 1715 , ويرى الباحث بأن هذه العائلة ربما كانت ذات أصول عربية ولكن هذا التقدير عائد إلى خطأ في ترجمة وثيقة من اللغة التركية ( من طرابلس ) ، وحسب الوثيقة فأن وزيرا عثمانيا ( وليس شدید الناصر المرعبي ) هو الذي بات لعدة أيام ( في سنة 1714 ) في حصن الأكراد أثناء ذهابه من حلب إلى صيدا ، في ذلك الوقت أمتلك شديد وأقربائه تحصيل الضرائب من عكار وحصن وصافيتا وأسرع شديد في الانتقال إلى جانب الوزير العثماني عندما حاول الحصول على منصب الحاكم في طرابلس ووضع المنطقة لسنوات عدة في حالة من الاضطرابات.
في سنة 1741 يظهر شديد وأولاده سلهب وإسماعيل ضمن قائمة من 38 ثائرة أغلبهم تركمان كانوا قد انطلقوا قبل سنة من وادي الحضور وهاجموا منطقة صافيتا وأرهبوا سكانها ( هذا الأمر ربما يوضح السبب الذي تم بموجبه نقل حق تحصيل ضرائب الإيجار في هذه السنة إلى أمراء الكورة : انظر في الأعلى ) . الأمر غير المعروف بالنسبة لنا هو فيما إذا كانت الدولة العثمانية تعتبر المرعبي إمارة كردية كما كان الحال بالنسبة لإمارة الكورة ، ولكن الأمر المؤكد هو أن وجهاء عكار مازالو يفتخرون بأصولهم الكردية وكانوا حتى الأربعينيات على الأقل يتميزون بلهجتهم الخاصة وبلباسهم الكردي.
ملاحظة : الصورة للنائب اللبناني عن عكار طارق ابن النائب السابق طلال المرعبي
المصدر :
أكراد سورية في مرآة مصادر الارشيف العثماني خلال القرن 18 للميلاد ل شتيفان فينتر
ترجمها من الالمانية: د. نضال محمود حاج درويش Nedal Haj Darwich
[1]