=KTML_Bold=العصر الذهبي للخالتيين = الاوراراتيين:=KTML_End=
وصلت المملكة الأورارتية في عهد الملك أركشتي الأول إلى قمة مجدها وعظمتها ، فمن عاصمته في وان وضع هذا العاهل الأورارتي يده لا على الطرق التجارية المهمة المارة بين وادي الرافدين وإيران فحسب ، وإنما إستولى على مصادر المعادن في كولخاي ( كولخيس ) ووادي نهر آراس ، وكان هذا المحور يمتد أيضا نحو كل من الأنضول في الغرب والسهول الواسعة بشمال سوريا في الجنوب، وألحق أرگشتي الأول (787 - 766 ق. م) هزائم مريرة بالجيوش الآشورية حيث استغل فرصة الأزمة السياسية التي مرت بها آشور ليطلق حملة عسكرية ضد عدوه، سار فيها بمحاذاة بحيرة أرومية ووصل إلى بلاد الرافدين من وادي دجلة مهدداً بذلك مباشرة مدينة عرفة، أهم مركز إداري وسياسي بالنسبة لآشور.
ويرجع الفضل في ذلك الى زيادة الإنتاج الزراعي وتحسن الأحوال الإقتصادية عبر فتح قنوات الري وإلى شبكة من الأعمال الجليلة والتنظيمات الدائمة لملوك أورارتو ، كما إزداد نمو الفواكه وأشجار العنب الذي حول الأورارتيون أثمارها إلى خمور حفظوها داخل جرار فخارية وفي مخازن و سراديب ضخمة مطمورة تحت الأرض لأجل التصريف المحلي أو لتصديرها إلى بلاد أخرى .
وكان العقل المفكر ومهندس الحصون والقنوات والجسور وجميع أعمال التنظيم في هذه الفترة هو الملك اركشتي الذي مات في عاصمته ودفن في مدفن عظيم أمام صخرة بقلعة وان قرب لوحة سجل فيها حولياته، ومع كل ذلك فإننا لا نملك معلومات كافية عن ميكانيكية الآلة العسكرية لأركشتي، فجيشه ، أو بالأحرى إتحادات محاربيه كانت تتركب من جنود المشاة وفرسان ومجموعة من المركبات، و كالسابق فإن هولاء جميعا كانوا نصف غراة ثم بدأوا يلبسون نوعا من بدلات عسكرية يشدونه بأحزمة على الخواصر مع وضع غطاء على الرأس .
لقد تسلح الأورارتيون بالسيوف والتروس الصغيرة ، إلا أن نوعية هذه الأسلحة تحسنت بالتدريج فأضيفت عليها الرماح ذات الرؤوس المدببة المصنوعة من الحديد ، كما ظهرت السيوف والأقواس والسهام ذات الرؤوس المصنوعة من المعدن ذاته.
ومع ذلك فقد ظلت تنظيمات الوحدات ومظاهر الواقع العسكري والأسلحة المصنوعة من البرونز وخاصة الدروع كما هي حيث تشاهد في الصور المنقوشة على الصخور، وإستعمل كل من إشبويني و مينوا في معاركهما مع مشتا قوات متنقلة تعدادها 106 مركبة و 9174 فارس و 2704 جندي من المشاة، أما مع لوشا وكاتارزا فإستعملا 66 مركبة و 460 فارس و 15760 جندي مشاة ، وإعتمدا في نفس الوقت على قوات غير نظامية كان يقودها رؤساء القبائل . وعلى كل حال ، فإن قوات الأعداء ، ما عدا الآشوريين ، لم تكن بمستوى التنظيم والتسليح الاوراراتي
=KTML_Bold=المصدر :=KTML_End=
من كتاب ظهور الكورد في التاريخ ل جمال رشيد احمد
بالاضافة الى مقطع من مقالة في ORIENT CUNÉIFORME
[1]