أول مذابح حزب الإتحاد والترقي التركي بحق الإيزيديين الشرقيين - الحلقة الأولى
مترجم من صفحة السيد Neriman YILMAZ .
تحت هذا العنوان يقدم المؤرخ Hilmar Keizer ( لم يذكر جنسيته ) المختص بتاريخ العقود الأخيرة للعهد العثماني التركي ، بحثاً جاداً عن أول مذابح حزب الإتحاد والترقي عام 1908 ( في عهد السلطان عبد الحميد ) وما تبعتها من مذابح بحق الأرمن ، وعن التحالف بين إبراهيم پاشا المللي و حسين گنجو رئيس عشيرة Êzîdî Şerqîyan ( تحالفهما في البداية ) ، وعن دور أشراف ديار بكر ( كانوا قوميون كورد في البداية ثم أنقلبوا الى قوميون أتراك أثناء المجزرة ) وخاصة دور عارف پرينچي ذاده وإبن أخيه المعروف بإسم ضياء گوك ألب في تلك المجزرة . وكذلك النهاية المأساوية لحسين گنجو وپاشا تحالف المليين إبراهيم پاشا المللي .
جميع هذه المعلومات التاريخية سنقدمها لكم في حلقات قادمة إعتباراً من الغد .
أول مذابح حزب الإتحاد والترقي التركي بحق الإيزيديين الشرقيين
الحلقة الأولى :
الإيزيديين الشرقيين Êzîdî Şerqîyan كانوا ضمن تحالف الإتحاد المللي بزعامة إبراهيم پاشا المللي ، الذي كان يسيطر على جميع المناطق والأراضي الممتدة بين ولايتي أورفا Urfa وديار بكر Diyar Bakir منتهياً بصحراء سورية . وكان الإتحاد المللي متعدد القوميات والأديان ( أغلبية كوردية مسلمين وإيزيديين - بعض القبائل العربية - الأرمن الكاثوليك المقيمين في مدينة ويران شهير Wêran Şehir “ - السريان الأورثودوكس - المسيحيين الروم ).
كانت نسبة سكان المسيحيين في عاصمة الپاشا ويران شهير تبلغ 70٪ ، حيث سكنوا المدينة بتشجيع من الپاشا للإستفادة من خبراتهم في تطوير المدينة صناعياً وعمرانياً .
في بداية القرن /20/ حدث أول نزاع مسلح بين إبراهيم پاشا وأشراف ديار بكر بزعامة عارف پيرينچي ذادة Arif Pirinççi Zade “ , حيث تغاضى السلطان عبد الحميد عن إعتداءات إبراهيم پاشا على أملاك وأراضي أشراف ديار بكر في محيط المدينة ، لأن التحالف المللي كانت تشكل إحدى الألوية الحميدية المدعومة من قبل السلطان ، وكان المقدم حسين گنجو رئيس عشيرة الإيزيديين الشرقيين بمثابة الذراع الأيمن لإبراهيم پاشا وحليفاً وثيقاً له .
في عام /1895/ ساهم أشراف ديار بكر ، وخاصة المدعو عارف پيرينچي ذادة في مذبحة جماعية بحق أرمن ولاية ديار بكر ، أغتصبوا بها أملاكهم وأراضيهم وسجلوها على إسمهم ( كان الأشراف المذكورين من طبقة التجار الذين أكتسبوا اللقب والثراء بالترهيب والعنف للإستيلاء على أملاك الغير ) .لم تكن للدين أو السياسة علاقة بهذه المذبحة ، وإنما الطمع والقوة ، وضعف حيلة الطرف الآخر لعبت الدور الرئيسي في حدوث تلك المجزرة .
في بداية بروز إسم عائلة پيرينچي ذادة الكوردية الأصل ، كانت تدعو للقومية الكوردية ، لكنها وجدت فيما بعد مصلحتها في الدعاية للقومية التركية وإنكار أصلها الكوردي ، حيث لعب المال والمصلحة السياسية دوراً مهماً في هذا الإنقلاب من قومية الى أخرى مسيطرة .
حدثت في عام /1908/ إنتفاضة في ديار بكر بزعامة ضياء گوك ألب Ziya Gökalp “ ( إبن أخ عارف پيرينچي ذادة ) أستولى في أعقابها على مركز تلغراف -البرقيات في المدينة . وأرسل برقية تهديد بالقتل الى إبراهيم پاشا الذي كان متواجدا ً في دمشق مرسلاً من قبل السلطان للإشراف على تمديد خط الحجاز للقطار ، فجرت محاولة فاشلة لإغتياله بتدبير من ضياء گوك ألب وأعوانه من أشراف المدينة . عقب هذه المحاولة ، غادر إبراهيم پاشا على وجه السرعة مدينة دمشق الى عاصمته ويران شهير .لكن الإتهامات الباطلة والملفقة بدأت تلاحقه بتحريض وتلفيق من ضياء گوك ألب ( حينها كان عضواً بارزاً في الإتحاد والترقي ، فأتهم بالتحضير للإستقلال عن السلطنة ، ومغادرته دمشق دون علم السلطان ، و... مما وجدت لها صدى أيجابية لدى قيادة حزب الإتحاد والترقي الحاكم الذي أفلح بتأليب السلطان عليه وإقناعه بالخلاص من إبراهيم پاشا .[1]