=KTML_Bold=أسلاف الكورد الخوريون – الميتانيون=KTML_End=
المُعتقدات الخورية
د. مهدي كاكه يي
ترك الخوريون لنا مصادر قليلة عن ديانتهم، حيث تمّت معرفة الكثير من الأساطير الخورية من خلال الأساطير الهيتية التي هي بالأساس أساطير خورية و كذلك من خلال الآثار المكتشفة في (أوگاريت).
إنتشرت المعتقدات الخورية في منطقة آسيا الوسطى، حيث تبنّت شعوب هذه المنطقة الديانة الخورية وأن ملامح الآلهة الخورية تظهر بوضوح في ديانات هذه الشعوب. كانت للديانة الخورية تأثير كبير بشكل خاص على المعتقدات الهيتية. على سبيل المثال، تشير النقوشات في (يازلكايا Yazlkaya) إلى أن الآلهة الخورية أصبحوا رسمياً آلهةً للإمبراطورية الهيتية وأن الملِكات ال الهيتيات كانت لهن أسماء خورية، وأن الأساطير الخورية تظهر في الأشعار الهيتية. الهيتيون قاموا أيضاً بتبنّي الأسطورة الخورية أغاني من ULLIKUMMI.
كانت آلهة الخوريين لهم معابد خاصة بهم، كما كان الحال بالنسبة الى السكان القدماء لجنوب بلاد ما بين النهرين أو مصر. كانت المملكة الخورية في وقت لاحق مركزاً دينياً لإله القمر، بينما كانت بلدة (KAHAT) مركزاً دينياً لمملكة ميتاني بعد تأسيسها. تم بناء معبد (نیرگال NERGAL) في أواخر الألف الثالث قبل الميلاد كما أن الإله (شاوشكا SHAUSHKA ) كان له معبد هام في نينوى عندما كانت المدينة تحت حكم الخوريين.
مارس الخوريون شعائر دينية خاصة وكانت لهم أعياد في أوقاتٍ محددة، حيث كانوا يحتفلون بها في المعابد وفي غابات صغيرة مقدسة. كانت شعائرهم عبارة عن فعاليات لتطهير الروح والحصول على البركة الإلهية والتزوّد بالتأثيرات السحرية. إهتم الخوريون أيضاً بالتعويذات والنبوءات والكهانة والعرافة.
تشير الوثائق والأساطير الخورية بأن الآلهة الخورية كانوا يعيشون كالبشر، حيث يتزوجون وينجبون أطفالاً ويتمرضون ويموتون، كما يفعل البشر، إلا أن البشر كانوا يعبدون آلهتهم ويسجدون لهم، كما هو العلاقة اليوم بين الخالق والبشر. كانوا يُقدّمون القرابين للآلهة ويقومون بطقوس دينية عبادية، حيث تم العثور على العديد من الطقوس الخورية في المملكة الهيتية في الأناضول (إقليم شمال كوردستان). كما أن هناك مؤشرات كثيرة عن قيام الخوريين بالسحر والايحاءات.
بالإضافة إلى ذلك، كانت للمُقدّسات غير البشرية، مثل السماء والأرض، أهمية كبرى عند الخوريين ونفس الشئ بالنسبة الى آلهة الجبال والأنهار. في الأساطير الخورية، كان الجانب الشرير من الآلهة غالباً ما كان ينتصر على جانب الخير.
كان الخوريون يعبدون آلهة كثيرة، حيث كانت الآلهة الخورية الرئيسية هي: ملِك الآلهة و الذي هو إله الطقس (تيشوپ TESHUP)، إلهة الأم (هيبات HEBAT) التي كانت إلهة الشمس عند الهيتيين، الإله (شاروما SHARRUMA) الذي هو إبن كل من إله الطقس و إلهة الأم، الإله (كوماربي KUMARBI ) الذي هو سلف إله الطقس وكانت مدينة أوركيش المركز الرئيس لعبادة هذا الإله، إلهة الخصوبة و الحرب والشفاء (شاوشكا SHAUSHKA) التي كان مركزها في نينوى، إله الشمس (شيميگي SHIMEGI) و إله القمر (كوشوه KUSHUH).[1]