أحمد شفيع بلال
من عفرين: شخصية اليوم هي من الشخصيات البارزة حيث كان له دور هام في بداية خمسينيات القرن الماضي وذلك على مدى ثلاث عقود في دعم الفكر الوطني والقومي والثقافي في منطقة عفرين وحلب .. إنه الراحل:
حيث كتبت إبنته السيدة والفنانة التشكيلية الكوردية “شكران بلال” مشكورة عن حياة والدها في رسالة خاصة تقول فيها؛ بأن الراحل هو من “مواليد قرية كاوركان 1926 حصل على شهادة السرتفيكا في مدرسة عفرين آنذاك في نهاية الثلاثينات تقريبا وتوظف في مديرية مالية عفرين عام 1947 وكان آنذاك من أوائل الموظفين الأكراد بعفرين وكان الموظف الحكومي آنذاك يلقب بالأفندي لقلة عددهم وثقافتهم الواسعة .. وقد كان الراحل من أوائل المؤسسسين للبارتي في مدينة عفرين مع عدد من رفاقه المخلصين، مثل المرحوم رشيد حمو والمرحوم محمد علي خوجه وآخرين وكان ذلك عام 1957 وفي عام 1958جاءت الوحده بين مصر وسوريا وأشتد هجمات المباحث {المخابرات} في عفرين بشكل ملحوظ وأشتدت الرقابة على أعضاء الحزب وأزدادت مضايقاتهم حيث كانوا يتلصصون ليلاً على المنازل ويراقبونهم للكشف إن كان هناك اجتماع للحزب”.
وتضيف كذلك؛ “رشح من قبل الحزب كوجه ثقافي بارز وذلك لإنتخابات المجلس النيابي وكان ذلك في عام 1961في عهد الإنفصال أيام حكم الرئيس ناظم القدسي حيث في ذلك العهد كانت لا تزال بعض العائلات الكرديه المتنفذه مهيمنه بمرشحيها على البرلمان فما راق لهم ترشح شخص من الطبقه الفقيره {أي ليس من طبقة الأغوات على حد تعبيرهم} فلعبوا لعبتهم كما هو معروف في انتخابات دول العالم الثالث وصدرت النتائج وطبعاً باسم أحد المتنفذين، ورغم ذلك فقد تعرف مجمل أهالي منطقة عفرين بمدينتها وريفها على إسم أحمد شفيع وبما يتمتع من أخلاق وسمعة رائعه وحبه وإخلاصه لأبناء جلدته وروحه العاليه لخدمة أهالي عفرين .. في عام 1962 انتقلت وظيفته إلى حلب وهناك كان أيضاً موضع مراقبة من قبل المباحث وكان عهد الرئيس أمين الحافظ وبعدها الرئيس نور الدين الأتاسي وقد أعتقلوا بعضاً من رفاقه في الحزب؛ مثل: رشيد حمو ومحمد علي خوجه وشوكت نعسان وسجنوا بفترات متفاوته في سجن المزه بدمشق وبسبب هذه المضايقات ولأسباب خاصه أخرى اضطر لترك صفوف الحزب مكرهاً”. وتضيف أيضاً “وبعد أكثر من عشرين عام وبطريق الصدفه قدم له المسؤول عن الإنتخابات في عفرين وكان قد أصبح ضابطاً كبيراً في أحد فروع الأمن بحلب فقدم له ورقة مكتوب عليها نتائج الإ نتخابات الحقيقية وأبلغه بتلقيهم وقتها برقيه من دمشق بالتزوير وكانت نسبة المصوتين لصالح أحمد شفيع تتجاوز 98٪ ولا زالت هذه الورقه بحوزة العائلة”.
وبخصوص حياته الإجتماعية فقد كتبت السيدة شكران بلال تقول: “تزوج نهاية عام 1950 من السيده هند إبنة المناضل الأول محمد أفندي ابن سليمان أغا من قرية ميركان والذي قضى سنوات في المعتقل بين حلب وبيروت وذلك من عشرينيات إلى أربعينيات القرن الماضي والذي كان من أوائل المتعلمين من بين الأكراد منذ أكثر من مئة عام، كما إنه كان من أعضاء الكتله الوطنيه والذي كان له الأثر الكبير في وطنية أحمد شفيع” وأخيراً فقد كتبت تقول بخصوص رحيل والدها؛ “توفي أحمد شفيع عام 1988بنوبة قلبيه ولم يستطع انجاز حلمه بالسعي لإنشاء جمعية خيريه ومشفى خيري لأبناء عفرين .. رحمه الله كان رجلاً مهيوباً مثقفاً بكل معنى الكلمه فالقراءة والإطلاع بالنسبة إليه كان زاده اليومي وبكل مناحي الثقافة وكان يتمتع بأفق وفكر بعيد ومحبة وإحترام كببيرين من قبل جميع من عرفه .. يحب العلم والمتعلمين ويقدرهم، رحمة الله عليه وعلى جميع من أنار لنا درباً نمشي عليه”. وبدورنا نشكر السيدة والفنانة الكوردية شكران بلال على الجهد الجميل ونقول كل الرحمة للوالد الراحل ويكفي فخراً لنا وله تاريخه الوطني وبأنه أب لفنانة تشكيلية ساهمت في إيصال رسالة جميلة عن شعبنا ومنطقتنا؛ عفرين للعالم ولكل مهتمي الفن والثقافة .. فلكما كل التحية والتقدير والمحبة.
مصادر البوست:
_ رسالة خاصة من الفنانة “شكران بلال” إلنة الراحل أحمد شفيع بلال.[1]