=KTML_Bold=عفرين في العهد الايوبي :=KTML_End=
في 1175م انتقل حكم شمالي سوريا من الزنكيين إلى الأيوبيين ، فقد توجه صلاح الدين إلى أعزاز وفتحها بعد حصار دام شهرا كاملا وسلمها إلى ابن أخيه تقي الدين عمر، وفتح عنتاب في سنة 1182م. وفي سنة 1188م استعاد قلعتي “دربساك وبغراس” المجاورتين لانطاكية من الإفرنج، وسلم أمرها إلى صاحب أعزاز “علم الدين سليمان بن جندر”. وبعد وفاة السلطان صلاح الدين سنة 1193م، تولى ابنه الملك الظاهر “غياث الدين” حكم حلب وتوابعها مثل حارم واعزاز وتل باشر ودربساك وغيرها، إضافة إلى جميع مناطق سوريا الشرقية. وفي عام 1240م استلم الملك الحافظ ارسلان شاه بن الملك العادل الأيوبي حكم اعزاز وتوفي فيها في العام التالي. واستمر الأمر بيد الأيوبيين إلى مجيء التتار بقيادة هولاكو، فاستولى على أعزاز وحارم مرورا بجبل الكرد سنة 1258م.
=KTML_Bold=_ الإمارة المندية=KTML_End=
كان الأيوبيون قد منحوا ناحية القصيرفي سهل العمق لأمير كردي يسمى “مند”، فأسس مند إمارة عرفت في المصادر التاريخية ب “إمارة كلس وأعزاز” في منطقة مثلث سيروس، أي كامل منطقة عفرين الحالية إضافة إلى نواحي حارم، وشمالي سهل العمق وأعزاز وكلس، وإمتدادات جبال الكرد شمالا داخل الحدود التركية الحالية، ويقول شرفخان عن الأمير “مند” ونسبه: أن المنديين أبناء عمومة لحكام هكاري والعمادية (في كردستان العراق). فشمس الدين من أسرة حكام هكاري، وبهاء الدين من حكام العمادية، ومنتشا أو مند شاه مؤسس إمارة كلس، كانوا ثلاثة اخوة.
فإن “مند” كان قد جمع في بدء ظهوره قوة من العشائر الكردية، لازم بها السلاطين الأيوبيين، فأنعم عليه أحدهم ناحية
“قصير-انطاكية” وقلعتها كسنجق ليقيم بها مع أتباعه. فلحق به الأكراد القاطنون في جورم “هكذا ذكرها شرفخان، ولاشك أن شرفخان قصد بها الكورد الذين كانوا يقطنون سهل جوم وكلس أيضاًّ”. ثم اجتمع حوله من الأكراد الإيزدية في تلك النواحي الكثيرون، فعلا شأنه، وأخذ يتدرج في توسيع نفوذه ليمتد إلى سهل جومه ومناطق جبل الكورد وأعزاز وكلس، وأنشأ إمارة في كلس، ثم عطف عليه السلطان الأيوبي، وولاه على كافة الكورد القاطنين في ولايتي الشام وحلب.
وقد نازع الأمير مند في إمارته في أوائل عهده فئة من الشيوخ الإيزدية الساكنين بين حماه ومرعش، فنشبت بينهما حرب امتدت أياما، انتصر فيها “مند”، ثم أخضع هؤلاء لأمره باللطف تارة، وبالقسر تارة أخرى. فدان له جميع الكورد في تلك الأنحاء، ولما جاءته المنية، خلفه ابنه “عرب بك”، وبعد وفاة عرب بك، خلفه ابنه الأمير جمال، وحين وفاته قام ولده أحمد بك بن الأمير جمال مقامه.
وعندما انتهت دولة الأيوبيين في حلب على يد المغول سنة 1261م باحتلال هولاكو لكافة مناطقها، مثل أعزاز ونواحي جومه وج.الكرد وسهل العمق ومدينة حارم سنة 1259م، فإن حكم التتر لم يطول فسرعان ما تراجعوا إلى هضبة إيران سنة 1260م بعد معارك مع المماليك البحرية.
وكان أحمد بك في تلك الفترة حاكما على إمارة الكورد في كلس، ولما انتقلت كافة حكومات الأيوبيين إلى المماليك، أبى أحمد بك المندي الإذعان لهم وبقيت الإمارة محتفظة باستقلالها، يحكمها أمراء الأسرة المندية إلى حين استلام المماليك البرجية الحكم في سوريا ومصر سنة 1380 ميلادية.
وفي نهاية عهد المماليك البرجية كان “قاسم بك” من أحفاد الأمير “مند” يتولى زمام حكم الإمارة وكوردها وكان ذا بأس ودهاء، فأراد سلاطين المماليك عزله وإناطة حكومة الكورد بالشيخ عزالدين من سلالة الشيوخ الإيزدية. فأذعن لأمره بعض الكورد الإيزديين، وسار عزالدين في أتباعه، مع قسم من جند حلب المملوكي، لإقصاء قاسم بك. فنشبت بينهم معارك، أسفرت عن إخفاق الجيش المملوكي وقوات الشيخ عزالدين، وانتصر قاسم بك فيها، وحافظ بذلك على استقلال إمارته كاملا
=KTML_Bold=المصدر :=KTML_End=
_ مقطع من كتاب دراسة تاريخية لعفرين للباحث محمد عبدو علي بتصرف[1]