=KTML_Bold=كهوف كردستان:=KTML_End=
كهف شانيدر Şanîder
يعتبر كهف شانيدر Şanîder الذي يقع في بلدة شانيدر بإقليم سوران شمال شرق اربيل ، من اوسع الكهوف المكتشفة حتی الآن في كردستان ، والذي عاش فيه الانسان القديم المعروف بالنياندريتال ، قبل اكثر من 60 الف سنة قبل الميلاد ،
يقع كهف شانيدر علی سفوح جبل (كَلي اَشكَفت Gelî Eşkeft) ضمن سلسلة جبال برادوست عند الضفة اليسری لنهر (الزاب الكبير Zêy Gewre) في وادِِ ضيق تحيط به سلاسل جبلية عالية ضمن منحدرات جبال زاكروس ،
يبلغ عرض كهف شانيدر 53م ، وعمقه 40م ، اما عرض فتحة الكهف يصل الی 25م ، والذي ساعد علی وصول اشعة الشمس اليها لاطول مدة خلال النهار ، واستفادة الانسان القديم منها للتدفئة تحت اشعة الشمس في فصول الشتاء الباردة ،
يعتبر كهف شانيدر من اهم الكهوف المكتشفة من الناحيتين الأثرية والجيولوجية ، حيث اتخذه انسان العصر الحجري المعروف بالنياندريتال كملجأ مناسب للإيواء والاحتماء فيه ، وذلك بسبب ملائمة مناخ المنطقة وتوفر مصادر العيش فيها للأنسان والحيوانات ،
عاش الإنسان القديم المعروف بانسان نياندريتال في كهف شانيدر قبل اكثر من 60 الف سنة قبل الميلاد ،
وقد قام الآثاري (رالف سوليكي) بالتنقيب في كهف شانيدر نيابة عن جامعة (مشيغان) الامريكية ، ومن ثم نيابة عن معهد (سشموني) الامريكي سنة 1951م ، واستمر في التنقيب في الكهف حتی العام 1961م ،
وقد اكتشف (رالف سوليكي) العديد من الآلآت والادوات الحجرية وعظام الحيوانات في الكهف ، والتي منحت عمقاً تأريخياً ابعد للكهف والمنطقة ، وبيّن ان المنطقة قد مرت باربع فترات حضارية تمثل العصور الحجرية القديمة والوسيطة والحديثة من الاعلى الى الاسفل وهي :
1 الطبقة A :
وهي الطبقة العليا ، وتعود للعصر الحجري الحديث ، وقد تضمنت مكتشفات هذه الطبقة العديد من الآلآت والادوات الحجرية ، مثل المطاحن والمدقات والهاونات ،
وكذلك بقايا عظام حيوانات داجنة كالماعز والاغنام ، والذي يدل على ان الانسان قد بدأ في تلك المرحلة بتدجين وترويض تلك الحيوانات ،
وقد حدد تاريخ هذه الطبقة بحدود سبعة الآف سنة قبل الميلاد ، وهي الفترة التي بدات فيها الزراعة التجريبية في مجمع
(زاوي جَم Zawî Çem) ، ومن المعتقد ان كهف شانيدر كان المقر الشتوي لسكان مجمع (زاوي جَم) ،
2 الطبقة B :
وهذه الطبقة تعود للعصر الحجري الوسيط ، وتعطي الآثار المكتشفة في هذه الطبقة بعض التفاصل عن البيئة والمناخ الطبيعي للمنطقة في تلك الفترة وعلاقة الانسان معها ، وقد عثرت في هذه الطبقة على بقايا لانواع مختلفة من الحيوانات ، وخاصة تلك التي تم تدجينها فيما بعد كالماعز والاغنام والغزلان والخنازير ، وبيّنت الآثار في هذه الطبقة ان الصيد كان المصدر الرئيسي لغذاء الانسان في تلك المرحلة ، والتي حدد تاريخها بحدود 8900 سنة قبل الميلاد ،
واكتشفت في هذه الطبقة الكثير من الادوات الحجرية الدقيقة ذات الاشكال الهندسية ، والتي تمثل نماذج من الانصال والقاشطات المستخدمة آنذاك في صيد الحيوانات او قتلها او سلخ جلودها ،
3 الطبقة C :
يعود تأريخ هذه الطبقة الی مابين الاعوام (34000ق.م 30000ق.م) ، وقد وجدت في هذه الطبقة بعض الآلآت المعمولة من حجر الصوان ، وهي نماذج من النصال مختلفة الاشكال ، ومقوسة ذات جوانب حادة ومدببة النهاية ، وذلك لاستخدامات مختلفة مثل القطع وذبح الحيوانات والتثقيب ، وهي صناعات محلية ابتكرها الانسان القديم في تلك المنطقة ، ولذلك سميت مكتشفات هذه الطبقة بالحضارة البرادوستية نسبة الى منطقة (برادوست) المكان الذي يقع فيه كهف شانيدر ،
4 الطبقة D :
وهي تعتبر من اهم طبقات هذا الكهف من الناحية الأثرية ، و اكثر الطبقات سميكة ، وهي تتكون من نحو (28) قدم من الانقاض ، وتعود آثار هذه الطبقة الى العصر الحجري القديم الاوسط ، من دور (مستيري) ، حيث سكن نوع من إنسان النياندر يتال كهف شانيدر طوال عدة مئات من القرون ، وحدد فترة هذا الدور من كهف شانيدر بطريقة فحص (كاربون - 14) ما بين 45 الف سنة الی 60 الف سنة ، وهي الفترة التي حددت للدور (اللفالوازي - المستيري) في الاجزاء الاخرى من الشرق الادنى ،
وقد وجدت في هذه الطبقة ايضا بقايا عظام حيوانات مختلفة لكنها غير مدجنة كالاغنام والماعز والثيران واصداف السلاحف ،
واكتشفت في هذه الطبقة من كهف شانيدر (مابين العامين 1956م 1957م) هياكل لعظام بشرية ، وهي هياكل انسان النياندريتال الذي يعتبر آخر الانواع البشرية البائدة ، حيث ظهر بعد (الانسان النياندريتالي) الانسان العاقل (الانسان الحديث) ،
ويعود احد تلك الهياكل لطفل يبلغ عمره حوالي 6 اشهر ، وقد قدر تاريخه بحدود 60 الف سنة قبل الميلاد ، بدليل عمق الطبقة التي وجد فيها الهيكل ،
اما الهياكل الثلاثة الاخرى فتعود لاشخاص بالغين ، وقدر تاريخها بحدود 45 الف سنة قبل الميلاد ،
وتدل اكتشاف هذه الهياكل العظمية الى ان انسان النياندريتال الذي عاش في كردستان خلال العصر الحجري القديم وسكن كهف شانيدر ربما قد مارس بعض الطقوس اثناء مراسيم دفن الاموات يعتقد انها تمثل شكلا من اشكال التنظيم الاجتماعي آنذاك ، والتي تعني وجود بعض الروابط العائلية لدى هذا النوع من الانسان الذي عاش في كردستان واستقر في كهوفها خلال تلك العصور .
المصادر :
٭ الدكتور تقي الدين الدباغ والدكتور وليد الجادر : عصور ما قبل التاريخ ، بغداد ، مطبعة جامعة بغداد ، سنة 1983م .
٭ الدكتور أحمد سوسة ، حضارة وادي الرافدين بين الساميين والسومريين ، بغداد ، دار الرشيد ، سنة 1980م .
٭ أ.و.ل فيلجيفكسي : الأكراد : البداية والتاريخ الأثنوغرافي في الشعب الكردي ، ترجمة الدكتور أحمد عثمان أبو بكر ، مجلة شمس كردستان ، العدد 86 ، بغداد ، سنة 1984م .[1]