#هفال عارف برواري#
مهندس وكاتب وباحث
من أرشيف كتاباتي عن أسباب فشل إقامة دولة كردية كتبتها قبل عقود من الزمان قمت بتلخيص الأسباب في تلك النقاط :
1- التوازنات الإقليمية في هذه المنطقة الحساسة من العالم والتي لها خصائص متميزة حيث أن معظم الدول في هذه المنطقة تتكون من أعراف وقوميات وطوائف متعددة لذلك فأقامة دولة كردية استناداً الى المعيار القومي في هذه المنطقة تعد سابقة خطيرة وصعبة .
2- إقامة دولة كردية مستقلة جديدة من شأنها أن تؤدي الى تفكيك دول قائمة وهو ما يؤدي الى التأثير في التوازنات الإقليمية الحساسة بل قد يؤدي الى احداث تأثير مباشر في الأمن القومي لتلك الدول.
3- حالة الانقسام والصراع العسكري والسياسي بين الفصائل الكردية كانت عائقاً ومعضلة في عدم قيام دولة كردية
بل الجدير بالذكر ان كثير من حركات التمرد والانتفاضات التي كان يقوم بها زعماء العشائر وقادتهم كانت ذات أهداف محلية ونزعات عشائرية تغذيها دوافع شخصية او مصالح خاصة ضيقة ولَم ترقى الى مستوى المطالبة بالحقوق القومية ، وهذا العائق مازال موجوداً ويؤثر في القرار السياسي !
4- اعتماد القيادات الكردية على القوى الدولية الخارجية التي سرعان ما تغير مواقفها تبعاً للمتغيرات المتعلقة بمصالحها في المنطقة مما أدى الى تلاعب تلك القوى بالقضية الكردية في كل مرة دون حصولهم على اي شيء .
5- قيادة كثير من الثورات والحركات الكردية كان من قبل زعامات قبلية عشائرية ولَم يكونوا علماء وخبراء ومثقفين سياسيين مما أدى الى فوضوية الثورات وتلك الحركات وسهولة التلاعب بها واستفزازها بحيث تخطيء في عملها ويتم انطفاء ثورتها بعد ذلك
وهذا كله كان في مقابل دهاء وخبرة الطرف المقابل ولاسيما الطرف المقابل هي دول كبرى ذات حضارات عريقة مثل تركيا وإيران ؟
6- اخلاص الكرد بفطرتهم الى الاسلام والدولة الاسلامية ونزعتهم الى الاسلام كانت اكثر بكثير من نزعتهم الى القومية الكردية في مقابل قِدم النزعة القومية التركية والفارسية
اي ان الحس القومي الكردي كان متأخراً مقارنة بالنزعات القومية لدول الجوار.
لذلك استطاعت تلك الدول بإخماد ثورات كثيرة وحالات التمرد عن طريق إصدار فتاوي تحرم محاربة السلطة وتلزمها بالطاعة والولاء .
7- كان العامل الجغرافي تأثيره على عدم قيام دولة كردية المتمثّلة بجبالها الوعرة والمرتفعة مع سهولها ووديانها وأنهارها التي مثلت مانعاً طبيعياً بين العشائر الكردية وبالتالي التأثير على
اللهجات الكردية وظهور العديد من اللهجات وبالتالي صعوبة التفاهم بينهم
وكذلك اختلاف الصفات الاجتماعية فيما بينهم ،، اذ اصبح لكل قبيلة خصائصها ومميزاتها فبعضها كانت تسكن الجبال والبعض يسكنون السهول
وأدى الى شبه انقطاع بين بعضهم البعض أورثت فيما بعد قدراً من النزاعات الداخلية فيما بينهم،،،،،
كذلك وعورة المنطقة وجبالها المرتفعة خلقت بيئة اثرت في الشخصية الكردية جعله كقطعة من هذا الجبل في عناده واصراره وكذلك قوته في المعارك لكن كان أيضاً كما ذكرت مانعاً طبيعياً وسبباً في التمزق الطبيعي بينهم .
8- الموقع الجغرافي الحساس التي يقنطها الكرد ومحاولات روسيا القيصرية وبريطانيا في بداية القرن العشرين لاضعاف الدولة العثمانية والنفوذ اليها جعل من الكرد ورقة سياسية بشكل غير مباشر
كذلك الصراع التركي الفارسي جعل كليهما يقومان باستخدام الكرد ضد بعضهم البعض وفِي نفس الوقت الاتفاق الدائم ببن الترك والفرس بعدم قيام دولة او اي كيان كردي في المنطقة التي من شأنها أضعاف الدولتين اضافة الى الصراع الكردي الكردي كما ذكرنا سابقاً .
9- انتشار الكرد على رقعة واسعة من الاراضي والمنحصرة بين دول كبيرة وقوية مع وجود موارد مائية مهمة في أراضيها ( منبع نهري الدجلة والفرات)بالاضافة تواجد الموارد المعدنية والنفطية [كركوك/الموصل]
بالاضافة الى عدم وقوع اي من أراضيها على البحار أو اي خليج مثل الخليج العربي-الفارسي.
لذلك تعد قيام دولة كبيرة عملية صعبة بل حتى قيام دولة صغيرة
ففي العراق مثلاً عند قيام دولتهم فستكون هذه الدولة ضعيفة في المنطقة وستعتمد اعتماداً كلباً على الدعم الخارجي وستكون مصدراً رئيسياً للقلاقل والاضطرابات لكافة المنطقة ناهيك عن معارضة الدول العربية لقيامها وهكذا .....[1]