#زاغروس آمدي#
عند الحديث عن الفساد المستشري في سوريا، والذي شكَّل أكثر من 90% من أسباب الثورة... كان البسطاء والسذج والخبثاء والمنتفعين والمنافقين على حد سواء، يقولون بأن بشار الأسد رئيس (كويس بس الحاشية اللي حواليه فاسدة).
وأوهم هؤلاء نسبة كبيرة من عوام الناس بهذه الصورة الزائفة.
الرئيس الصالح والعادل و (الكويس) لا يمكن أن يحيط نفسه بفَسَدة ولصوص. وإذا حدث وحصل ذلك فرضاً، فإن الرئيس هنا يبقى هو المسؤول الأول والأخير ما دام رئيسا. لأن الرئيس (الكويس) لا يمكنه تحمل الفساد والسرقة ونهب المال العام دون أن يكون هو الآخر فاسدا ولصا كبيرا.
مناسبة هذا الكلام هو أن الحديث عن الفساد في إدارة إقليم كردستان العراق بدأ يتصاعد بدلا من أن يقل ويختفي، واستئثار عائلة البرزاني وعائلة الطلباني بثروة كبيرة وبشكل غير قانوني وغير شرعي، يشكل ملمحا أو عاملا خطيرا على سلامة ومستقبل الإقليم وشعبه.
رئيس الإقليم مسعود البرزاني كشخص وكإنسان يوحي بالصدق والصراحة والطيبة و...، أوعلى الأقل هذا ما أشعر به. ولا أعتقد أن ثمة كثيرون يخالفونني في ذلك.
لكن صفة الرئيس الأهم هي أن يكون عادلاً ومنصفا وحاسما، ولا يتهاون مطلقا في أمور الفساد واللصوصية وسرقة أموال الشعب من أي كان.
وإذا كان السيد مسعود البارزاني كرئيس للإقليم لا يستطيع منع الفساد والقضاء عليه حالياً، فكيف له أن يقضي عليه عندما يتضخم ويصبح كالهيدرا؟ بل وكيف له أن يقود الإقليم نحو الإستقلال؟ والأشرف له في هذه الحالة أن يستقيل، كي لا يُدنس هو الآخر برجس الفساد، وإلا فعليه مكافحة الفساد والظواهر السلبية الأخرى بجدية وبقسوة وبلا هوادة وبلا تفريق قبل كل شيئ، فروح والده البرزاني مصطفى وكذلك أرواح مئات الآلاف من القتلى والضحايا الكرد (الذين سقطوا بسبب النضال الكردي المسلح الذي بدأه أبوه وتابعه هو) لن ترتاح في قبورها عندما يتم سرقة ونهب أموال الشعب الذي زُهقت أرواحهم من أجله.
أما إذا كان حزبا البرزاني والطلباني يرتئيا أنه من حقهما الحصول على الحصة الأكبر من الثروة بسبب تاريخهما النضالي، فهي الطامة الكبرى، ويدل هذا إذن أنهما كانا يقاتلان ويقامران بأرواح أبناء الشعب الكردي من أجل الثروة والمال، وليس من أجل حقوق الكرد.
صحيح أن الفساد في اقليم كردستان العراق لا يمكن مقارنته بالفساد الذي خرّب سورية ودمرها وقتل وشرّد أهلها، أو بفساد اللص نوري المالكي، الذي كاد هو الآخر أن يتسبب في كارثة، لكنه أي الفساد يخلق جوا من عدم الارتياح بين أفراد الشعب وكذلك شعورا بالإحباط والغبن وحتى بالظلم.
وصحيح أن الفساد لا يؤدي بالضرورة إلى تمردات وثورات وسفك للدماء، لكنه يؤدي حتما إلى أشياء أخطر وأبشع من التمرد والثورة وسفك الدم، ألا وهو انتشار الفقر وازدياد التفاوت الطبقي المُتسبب في نشوء الحقد والكراهية ودفع المواطنين إلى الهجرة، كما هو الحال عند كثير من دول العالم التي ينخر فيها الفساد.
وإذا كانت العاطفة القومية عند غالبية الكرد والمصالح المادية عند البعض ( وخاصة خارج الإقليم) تغلب العقل والمنطق وتحجب عنهم الرؤية الموضوعية والواقعية للأمور بما يتعلق بالفساد وسرقة أموال الشعب في اقليم كردستان العراق، فإن التاريخ سوف لن يرحم. وشيء مؤسف أن يحدث يوما ما، أن تُحطم تماثيل البرزاني بأيدي الكرد.
المطلوب من البرزاني الاقتداء بقول أدولف هتلر*: من يريد أن ينير كالشمس، عليه أن يحترق مثلها. ولقد طبق هتلر قاعدته هذه ولذلك حظي بحب ووله وطاعة عمياء من قبل شعبه.
فهل الرئيس مسعود البرزاني مستعد أو يمتلك الشجاعة والقدرة مثل هتلر على أن يحترق مثل الشمس ويحرق الفساد وسائر الظواهر السلبية الأخرى التي تقف عائقا أمام وحدة الشعب وبالتالي أمام استقلاله وحريته؟[1]