د. #فرست مرعي#
(البهائية) حركة باطنية ظهرت في (إيران)، نبعت من المذهب الشيعي الاثنا عشري، وهي امتداد للحركات الباطنية التي ظهرت في (إيران) في حقب سابقة: كالشيخية والكشفية والبابية، بدعم من روسيا في المرحلة الأولى، والاستعمار البريطاني، واليهودية، فيما بعد، بﮪدف إفساد العقيدة الإسلامية، وتفكيك وحدة المسلمين، وصرفهم عن مبادئهم الأساسية.
أسسها (الميرزا حسين علي المازندراني) الملقب ب (بهاء الله)، المولود سنة1817م، وكان والده من ملاك الأراضي الكبار، وقد أتعب (الميرزا حسين) نفسه في قراءة كتب التصوف الغالي، وكتب الشيخية، وتعاليم
(ابن عربي) و(عبدالكريم الجيلي)، وكبار شعراء الفرس. لذا آمن بوحدة الأديان، و بوحدة الوجود، التي تنتهي بصاحبها إلى القول بسقوط التكاليف، ويتبعها سقوط الشعائر. وقد أعلن (بهاء الله) دعوته في حديقة السراي (=حديقة الرضوان) في (بغداد) سنة1863م. أما (الميرزا يحيى علي)، أخو البهاء، والمقلب ب (صبح الأزل)، فقد أوصى له الباب (علي محمد رضا الشيرازي)، المقتول سنة 1850م، بخلافته، وسمى أصحابه بال (أزليين). فنازعه أخوه (الميرزا حسين علي البهاء) في الخلافة، ثم في الرسالة، والإلهية، ودس السم لأخيه. ولشدة الخلافات بينهم وبين بقية الشيعة الاثني عشرية، في (إيران) و(العراق)، فقد تم نفيهم من قبل الدولة العثمانية عام 1863م، بناء على طلب الحكومة القاجارية الإيرانية، إلى مدينة (أدرنة) الواقعة غرب (استنبول).
الجذور التاريخية ل(البابية) و(البهائية)
لم تنقطع مؤامرات الحركات الباطنية على العقيدة والفكر الإسلامي في التاريخ، حتى الوقت الحاضر. وفي بداية القرن التاسع عشر الميلادي، تم تجديدها على يد شيخ فاسد العقيدة، غامض الفكرة والأسلوب، يثير حوله جوا من
ميرزا حسين علي نوري
التقديس الكاذب، وهو الشيخ (أحمد الإحسائي) (1753- 1826م)، والذي أسس طريقة في مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، سميت فيما بعد ب (الشيخية).
والشيخية يقولون: إن الحقيقة المحمدية تجلت في الأنبياء قبل محمد (صلى الله عليه وسلم) تجليا ضعيفا، ثم تجلت تجليا أقوى في (محمد) والأئمة الاثني عشر. ثم اختفت زهاء ألف سنة (260 – 1260ﮪ)، وتجلت فيما بعد في الشيخ (أحمد الإحسائي)، الذي هو الركن الرابع، وفيما بعد في الشيخ (كاظم الرشتي ت1843م)، ثم تجلت في (محمد كريم خان القاجاري الكرماني ت1870م)، هذا التجلي أو الظهور هو أعظم التجليات لله وأئمة الشيعة الاثني عشرية.
والركن الرابع: من الشيخ الإحسائي إلى ما بعده، هم شيء واحد، يختلفون في الصورة، ويتحدون في الحقيقة، التي هي)الله:( ظهر بينهم، أو حلّ في أجسامهم.
ويعتقدون أن (محمد)اً رسول الله، وأن الأئمة الاثني عشر هم أئمة الهدى. ومعنى الرسالة والإمامة عندهم، أن الله تجلى في هذه الصورة، فمنهم رسول، ومنهم إمام. ويعتقدون أن اللاحقين هم أفضل من السابقين. وبناء على ذلك ف (الشيخ أحمد الإحسائي)، في رأي أصحابه، أعظم من جميع الأنبياء والمرسلين. ويعتقد هؤلاء أيضا ب(الرجعة)، ويفسرونها بأن الله بعد أن غاب عن صور الأئمة، رجع وتجلى تجليا أقوى في الركن الرابع، الذي هو (الشيخ أحمد)، ومن أتى بعده.
ميرزا يحيى علي
الشيخ (أحمد الإحسائي) من الشيعة الحلولية، الذين يفسرون (علي)اً على غرار الشيعة النصيرية (العلوية)، وأدلته الفلسفية مستقاة من مذهب الفيلسوف الإيراني الباطني المشهور (ملا صدرا الشيرازي ت1640م).
وترشح كتاباتهم بأنهم يعتقدون في (علي بن أبي طالب)، نحو ما يعتقد فلاسفة الأفلاطونية المحدثة في العقل الأول، بل أدهى وأمر.
أما اعتقادهم في يوم القيامة، فهو اعتقاد باطل، مخالف لنصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وإجماع الأمة. فقد أقر بوجود جنتين، وجهنمين: إحداهما في هذه الدار العاجلة (الدنيا)، والأخرى اللاحقة (القيامة)، وإن الجنة هي الولاية والاعتراف بالقائم، ولا فرق. أما يوم الحشر، فإن الخلق لن يعودوا إلى الله وفق تعاليم الإسلام، وإنما إلى المشيئة الأولى. وأن البعث (النشور) لا يكون في الأجسام المشهودة، بل في أجسام لطيفة (قوريلائية)، هي أجسام بين عالم الكثافة وعالم الجنة الروحاني. وبعبارة أخرى: فإن فكرة (الإحسائي) حول مسألتي المعاد والمعراج الجسماني، تعد بدعة في العقيدة الإسلامية، فقد كرر أن جسم الإنسان مكون من أجزاء متباينة، مستمدة من الطبائع الأربعة: (الماء والتراب والهواء والنار)، والأجسام التسعة السماوية. وأن الجسم الذي يقوم في يوم القيامة لا يتكون إلا من الأجزاء السماوية، وأما الطبائع الأربعة، فإنها تعود إلى الأرض بمجرد الوفاة. وعلى هذا فإن معراج النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء، كان روحانيا لا جسمانيا.
وما تجدر الإشارة إليه، هو أن الفكرة الباطنية، نظرا لما يحيط بها من غموض وإبهام، ولما في طرق تأديتها وتعاليمها من رموز وإشارات، قد يتعذر وجود شخصين متفقين فيها، وهذا ما جعل (كاظم الرشتي) يخالف أستاذه (الإحسائي) في كثير من مبادئه، ويؤسس له طريقة جديدة، عرفت ب (الطريقة الكشفية). وهذا بعينه أيضا هو الذي حدا بالسيد (علي محمد)، أن يؤسس- بعد مدة- دينا جديدا (الدين البابي)، رغم اتصاله الشديد بأستاذه (الرشتي). وقد استخدم الشيخ (الإحسائي) جميع وسائل الباطنية، من: تأويل، وحلول، وتناسخ، وتقديس للأنبياء والأئمة، فالإمام مخلوق من نور الله، وأنه صاحب المشيئة في العالم، لأنه نفس الله! ولم يتورع (الإحسائي) عن الاستناد على روايات كاذبة، وأحاديث ضعيفة، منسوبة إلى الأئمة، في تمرير أساطيره وخرافاته بين أتباعه، الذين حاولوا دون جدوى توضيح آراء أستاذهم، والدفاع عنها.
أما الحركة الكشفية، فهي تطور طبيعي للشيخية، على يد (كاظم الرشتي). وقد كتب (الرشتي) مجموعة رسائل، دافع فيها عن عقيدة (الإحسائي)، وحاول شرح غموضها، ولكن علماء الشيعة الإمامية ما لبثوا أن ردوا عليه أيضا، وعدوه من الغلاة.
والمعروف أن (الميرزا علي محمد الشيرازي)، زعيم البابية، كان تلميذا ل(الرشتي). بالرغم من أن (الفرقة الكرمانية)، بزعامة (محمد كريم خان الكرماني)، انبثقت مباشرة من (الرشتية)، وتطرفت وغالت في أفكارها هي الأخرى.
ومما لا شك فيه أن (البابية) قد استفادت إلى درجة ملحوظة من التراث الباطني، الذي خلفته الفرق الأخرى من التصوف الغالي، وخاصة تراث (الحلاج) المقتول، و(محيي الدين ابن عربي)، و (الإحسائية)، و(الكشفية).
)البهائية) والكورد: التأثير والتأثر
بعد إعدام الباب (علي محمد الشيرازي)، من قبل السلطات القاجارية الإيرانية، في عام1850م، هرب (صبح الأزل)، وأودع (الميرزا حسين) السجن لمدة أربعة اشهر، وقد تدخلت السفارة الروسية لمصلحة الأخير، فتم نفيه إلى (بغداد)، وزودتهم السفارة الروسية بالمال اللازم. وبعد وصول (الميرزا حسين) إلى (بغداد)، التي سبقه إليها أخوه (الميرزا يحيى/ صبح الأزل) حدث خلاف وصراع بينهما، مما دعا (الميرزا حسين) إلى ترك (بغداد)، والذهاب إلى منطقة (السليمانية)، حيث استقر في كهف في (جبل سورداش)، المطل على قريتي (سركلو) و (بركلو)، للفترة من 1854-1856م. وكان يغادر مقر خلوته إلى خانقاهات الصوفية النقشبندية في (السليمانية) و(بياره) و(طويلة) (=منطقة هاورمان على الحدود الإيرانية) للاجتماع مع زعماء الطريقة.
وكان العالم العثماني الصوفي الحنفي (الحافظ بن محمد خواجة بارسا)، المتوفى سنة 1419م، ألف كتابا سماه (فصل الخطاب)، تحدث فيه عن ظهور المهدي، ومناقبه، بقوله: تظاهرت الأخبار عن ظهوره، وإشراق نوره، يجدد الشريعة المحمدية، ويجاهد في الله حق جهاده، ويطهر من الأدناس أقطار بلاده، زمانه زمان المتقين، وأصحابه خلصوا من الريب، وسلموا من الغيب، وأخذوا بهديه وطريقته، واهتدوا من الحق إلى تحقيقه. به ختمت الخلافة والإمامة، وهو الإمام من لدن موت أبيه إلى يوم القيامة، و(عيسى) يصلي خلفه، ويصدقه على دعواه، التي هي دعوة صاحب الملة المحمدية.
وقد شرح هذا الكتاب (= فصل الخطاب) (محمد بن أبي جمهر الإحسائي)، المتوفى سنة 1495م، وأضاف إليه، وشرحه، الشيعي الصوفي (الميرداماد)، المتوفى سنة 1631م، وتابعه في مدينة (أصفهان) (ملا صدرا الشيرازي)، المتوفى سنة 1640م، وأودع تعاليمه في كتابه (جامع الأسرار ومنبع الأنوار). وأصبح هذا الكتاب أحد أعمدة المذهب الباطني، وعلى ضوئه وضع الشيخ (أحمد الإحسائي)، المتوفى سنة 1826م، مذهب الشيخية.
وعندما قام (بهاء الله) بسياحته إلى كوردستان العثمانية (=العراق)، في عام 1856م، اطلع على كتاب (فصل الخطاب)، عند أتباع الشيخ (مولانا خالد الجاف النقشبندي)، المتوفى سنة 1827م، في (تكية بيارة)، وكانت لها نتائج بعيدة المدى على طريقة تفكيره ودعوته.
ويبدو أن فترة بقاء (البهاء) في تلك المنطقة، كانت لها آثار سلبية على عقيدة بعض الكورد، ففي سنوات (1919-1920م)، ظهرت في تلك المنطقة حركة ال(حقه)، التي تعد إحدى حركات الغلو في التصوف النقشبندي، وكانت لها أفكار غريبة وعجيبة، مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة، التي هي عقيدة الغالبية العظمى من الكورد.
وغالب الظن أن ل(بهاء الله) يد بما حصل من الانحراف لدى الصوفية في تلك المنطقة، المحيطة بقرية (شه ده له)، التي آلت نتيجتها إلى ظهور نحلة ال(حقه). وليس من المستبعد، لدى بعض الباحثين الكورد، أن يكون قد تم ذلك وفق خطة رسمت لهذه الغاية، لإفساد عقيدة أهل المنطقة، مثلما عمل (البهاء) لإفساد عقيدة من انتحلوا (البهائية) في (إيران). وإلا فما الداعي ليسكن هذا الرجل، في هذه المنطقة النائية، مدة سنتين من 1854 لغاية 1856م، وبالقرب من مركز رئيس الطريقة النقشبندية في قرية (شه ده له)، الشيخ (سردار النقشبندي)، أحد خلفاء مولانا (خالد الجاف). ومما يدل على ذلك، هو أن بعض منتسبي هذه النحلة، نعتوا شيخهم (عبدالكريم شدله) بأنه هو (المهدي)، وبعضا آخر وصفوه بأنه هو (عيسى) (عليه السلام). كما أسبغ البهائيون على زعيمهم (بهاء) مثل هذه الأسماء. وينقل عن شخص معاصر لتلك الأحداث، وهو السيد (الحاج عبد جاسم)، الذي كان من رجال الشرطة العراقية الملكية، بأنه حين مداهمته لخانقاه (تكية مامه رضا)، أحد زعماء طريقة ال(حقه) في قرية (كلكه سماق)، القريبة من (مصيف دوكان) (=غرب مدينة السليمانية)، وتحريه لممتلكاتها، سنة1944م، لم يجد فيها من الكتب غير كتاب (البهائية(.
ومن جانب اخر فان بعض المصادر تذكر ان سبب اختفاء بهاء الله في جبال كردستان قرية (شه ده له) في جبال سورداش - غرب السليمانية، كان نصيحة من الحاخام اليهودي (يوسف حاييم) لاكتساب تجربة روحية من الاطلاع على القبالة اليهودية واسرارهما، هذه التجربة تجعله يدرك جوهر الأشياء وقوانينها العميقة كما فعل نبي الله موسى (عليه السلام) حين غاب في جبل الطور في سيناء.
وكان بهاء الله يظهر علاقته بالروس، ولكن يخفي علاقته بيهود بغداد ويهود كردستان. فحين وصل بهاء الله إلى بغداد عام 1852م كان فيها حوالي (50) الف يهودي وفي كردستان حوالي (18) الاف يهودي، وعندما اتصل بهاء الله بالحاخام (شمعون اغاسي المتوفى سنة1914م) ارسل إلى كردستان الحاخام والعالم اليهودي (هارون البارزاني المتوفى سنة1900م)، كان الحاخام رجلا صوفيا يؤمن بظهور الملك الالهي (المسيح المنتظر) وعهده السعيد، وكان عالما بالعربية والفارسية، وكان متعطشاً لمذهب القبالاه (=التصوف اليهودي).
استقبل الحاخام اليهودي بهاء الله بالترحاب وأمن له المعيشة الحسنة في جبل (سركلو) وصار يتجول في السليمانية وما حولها.
ومن جانب آخر، فإن الشيخ (فرج الله زكي الكوردي المريواني الكاشنكاني)، الذي ينتسب إلى مدينة (مريوان)، بكوردستان إيران حاليا، والمولود في عام 1882م، وبعد أن نال قسطا من التعليم في بلده، جاء إلى (مصر)، في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، للدراسة بالأزهر الشريف. وبما أنه كوردي انتسب إلى (رواق الأكراد)، لكنه في إحدى زياراته لبلاد الشام، قابل فيها زعيم (البهائية): (عبد البهاء)، وأعجب بدعوته واعتنقها، وأصبح من أشد المدافعين عن (البهائية) في (مصر) بعد ذلك. ولما اكتشف أمره، تم فصله من (الأزهر)، ومن (رواق الأكراد)، لردته ولخروجه عن الإسلام.
ويبدو أن (فرج الله الكوردي) كان مستعدا للحظة فصله، فقد كان مشتغلا بالتجارة بالكتب. ومنذ عام 1900م كان يعمل وكيلا للشركة الخيرية لنشر الكتب العالمية الإسلامية. وجرى المال في يده، واشترى داراً له بمنطقة الأزهر، فلم يرجع إلى بلده كوردستان (إيران)، وإنما استقر ب(مصر)، واتخذها سكنا وموطنا، وزاول فيها مواهبه وقدراته في نشر الكتب والمخطوطات النادرة.
وكان الزعيم البهائي (عبد البهاء)، نجل (بهاء الله)، قد ألف كتاباً بعنوان: (الرسالة المدنية)، باللّغة الفارسيّة، نشرت في مدينة (بومباي) بالهند عام 1882م، ومن بعد ذلك أشرف على طبعها ثانية الشّيخ (فرج الله زكي الكوردي) عام 1909م، وظهرت التّرجمة الإنجليزيّة للكتاب في (لندن)، عام 1910م، وأعيد طبعها في (شيكاغو) بالولايات المتّحدة عام 1918م، تحت عنوان: MYSTERIOUS FORCES OF CIVILIZATION . وصدرت آخر ترجمة لها بالإنجليزيّة عام 1956م، بقلم (مرضيّة غيل)، وطبعت في (الولايات المتّحدة الأمريكية). ورغم أنّ هذه الرّسالة كانت في متناول قرّاء الفارسيّة والإنكليزيّة منذ تاريخ صدورها؛ ولكن ترجمتها إلى العربيى تأخرت، حتى تولت ذلك السّيدة (بهيّة فرج الله زكي)، اقتداءً بوالدها، والّذي كان قد نوى نقل هذه الرّسالة إلى اللّغة العربيّة، ولكنّه لم يستطع تحقيق أمله هذا في أيّام حياته، فقامت ابنته (بهيّة) بتحقيق أمنيته، وأدّت في آن معًا خدمة كبيرة إلى المكتبة البهائية العربيّة.
وظل (فرج الله الكوردي) على حالته تلك، حتى وافته المنية عام 1940م. ولم ينجب إلا بنتا واحدة، هي المذكورة آنفاً: (بهية)، وكانت بهائية المعتقد مثله، وعملت مدرسة ب(معهد المعلمات) ب(بغداد)، في العهد الملكي. وكان عندها صالون أدبي، يجتمع عندها الأدباء والمثقفون! أحبها الشاعر الكوردي (يونس ملا رؤوف) (1918-1948م)، المعروف باسمه الأدبي: (دِلدار)، أي (العاشق)، مؤلف النشيد الوطني الكوردي (أي رقيب)، الذي كان نشيد جمهورية كوردستان(=مهاباد)، وحالياً نشيد إقليم كوردستان العراق؛ لكنها مع ذلك تزوجت من أمريكي بهائي، وأنجبت منه ولداً أسمته (حسين).
وفي الآونة الاخيرة، وبعد سقوط (بغداد) بيد المحتل الأمريكي، شوهد العديد من أتباع الديانة (البهائية) في كوردستان العراق، جاءوا إليها هربا من الميليشيات الشيعية، لأن الأخيرين يعدون البهائيين منحرفين عن عقيدة الشيعة الاثني عشرية. ولتوضيح ذلك يمكن الإشارة إلى اختتام أعمال (منتدى الحوار الديني الثاني) في (محافظة دهوك – كوردستان العراق)، في يوم الجمعة 17/5/2013م، الذي ضم ممثلين عن الديانات الإسلامية والمسيحية والإيزيدية والكاكائية والبهائية، شاركوا بالمنتدى (لتعزيز ثقافة التعددية الدينية وقبول الآخر).
من جانبها، أكدت ممثلة الديانة البهائية: (كرمل عقيل)، أن هناك العديد من المشتركات بين الأديان، وخاصة في الأعياد، لأنها مناسبات الفرح والسرور بين الجميع، لافتة إلى أن العراقيين يشاركون في الأعياد بعضهم البعض، مما يعكس وجود العديد من المشتركات في أعياد الديانات الموجودة بالعراق. وأشارت (عقيل) إلى أن أحد المشتركات المهمة بين أعياد الديانة (البهائية) والمسيحية والإيزيدية هي تزامن مواعيدها، موضحة أن أتباع الديانة (البهائية) يحتفلون بعيدي رأس السنة البهائية وعيد الرضوان المجيد في ال21 من آذار وال21 من نيسان، حيث نجد أن هذه الفترة تتزامن مع احتفال المسيحيين والإيزيديين بأعيادهم. وتابعت (كرمل): أن الوضع الأمني أثر في جميع الأديان في العراق، معربة عن أملها أن يستقر الأمن، ويتمتع أتباع جميع الديانات لتوطيد المشتركات فيما بينهم.
وتحاول المؤسسات البهائية ترجمة الكتب البهائية، القادمة من مراكز النشر في (البرازيل)، وغيرها، إلى اللغة الكوردية، على أمل إدخال بعض الكورد إلى عقيدتهم، وتعزيز نفوذهم في كوردستان، بغية الاستفادة من الأجواء السياسية والثقافية السائدة حاليا فيها، بعيد الاحتلال الأمريكي للعراق.[1]