عباس العزاوي
خرجت كباقي الامهات العجائز تبحث عن بقايا فجيعة اصحبت مع توالي المصائب والكوارث العراقية مجرد ذكرى لايفقه ألمها ورسوخها بين طيات القلب الا الامهات الثكالى ,عادت بعد ايام وبيدها كيس صغير... وقد وضعتة في حجرها كأنه من مقتنياتها الثمينة.... ووسط شكوى وانزعاج ركاب الحافلة التي استقلتها من الرائحة الغريبة المنبعثة من الكيس.... راحت تنحدر من عيونها دموع غزيرة وهي صامتة لاترغب باطفاء فضول الركاب عن مصدر الرائحة واسبابها ولكن بعد اصرار الجميع على معرفة الحقيقة ....وبعد تسائل البعض منهم عما تحمل هذه العجوز في كيسها هل هو سمك متعفن ام ماذا؟ ...اجابتهم وهي مختنقة بعبرتها ( يمه شبيكم هذه عظام ابني وحيدي... عمت عيني عليه لكَيته مدفون بالمقابر الجماعية)....بهذه المفردات الحزينة اخرست الالسن....وخيم وجوم ثقيل على المسافرين..... لايشوبه سوى صدى نشيج العجوز الثكلى وصوت محرك العجلة وهي تنطلق بسرعة هائلة كانها هاربة من لعنة سكان المقابر الجماعية....
سيدي رئيس جمهورية العراق .... هذه الام العراقية وغيرها من العراقيين البسطاء فقدوا ابنائهم وآبائهم وازواجهم على يد العصابة البعثية طوال 30 سنة من حكمهم الاسود بقيادة المقبور الذي رفضت انت من قبل التوقيع على اعدامه وطلبت ان تكون مجازاً ساعة توقيع الوثيقة ولم نعرف الدافع الحقيقي لذلك !! وتناسيت ياسيدي كل ضحايا العراق وكل المقابر الجماعية وتناسيت ضحايا حلبجة واطفالها ,فان خانتك الذاكرة ياسيدي الرئيس فان الارشيف الكردي مازال متخماً بالاف الصور المأساوية لمجازر البعث في حلبجة والدجيل وكربلاء والديوانية والعمارة والناصرية وغيرها من مدن العراق ... فايّ عفو ورحمة يستحق هؤلاء المجرمين وزبانية الشيطان ممن ترفض الان المصادقة على اعدامهم.
وهل استطاع هؤلاء الاوغاد العفو عن الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ؟ وهو الذي عفى عنهم من قبل!!
وهل عفوا عن ابناء الجنوب والوسط في انتفاضة عام 1991 ؟ بل قتلت الحكومة 300,000 مواطن عراقي في حينها!
وهل رحموا دموع الامهات ياسيدي الرئيس وصراخ الابرياء والاطفال من ابناء العراق عندما طلبوا منهم الرحمه؟
وهل عفوا عن الاكراد من ابناء كردستان خلال سنوات مقارعتكم للبعث من اجل حق القومية الكردية ؟
وهل رحموا الكرد الفيليه عندما سحبوا منهم جنسياتهم دون مبرر حقيقي ورموهم على الحدود العراقية الايرانية في العراء من دون رحمة وزج شبابهم في طوامير البعث المظلمة وابادتهم بعد ذلك ؟ !!!
ألست انت يا سيدي الرئيس؟ من كنت تقود معارك النضال الكردي !! ضد حكومة البعث لمدة 40 سنة ليعيش ابناء كردستان بسلام وحرية ؟
فايَّ ثائر رومانسي انت!!! واي قائد رقيق انت ياسيدي!!! لترفض اداء الواجب الوطني المقدس بانزال القصاص العادل بحق الخونة البعثيين ومن اتباعهم من اوباش القاعدة الذين ترفض ايضا توقيع اعدام (500) مجرم منهم سقطوا بيد قوات الامن العراقي , والذين جاءوا ليفجروا ابنائنا واطفالنا وبيوتنا وجوامعنا وكنائسنا...
وهل توقف نزيف العراق وعم السلام لتكون انت رجل السلام على حساب دموعنا وحسرتنا على ماضاع من حياتنا وعلى من قُتل ودُفن من اخواننا واهلنا....
وهل توقف البعثيون عن سفك دمائنا والرقص على جثث اولادنا منذ سقوط صنمهم حتى هذه اللحظة حتى تفكر بالعفو عنهم؟
الان وبمحض الصدفة استيقظ العالم بسحر المصالح القومية وشعارات الانسانية الصامته طوال سنين الموت والخراب .. استيقظ هذا العالم ليدافع عن طارق عزيز وسعدون شاكر وعبد حمود وغيرهم ويطلب الرحمه لهم ولرفاقهم المجرمين.. اي خطية ( مو احنه لكَيناهم ايبوكَون غنم).
هاهو العفيف الاخضر!!! يناشدك بالعفو عن المجرمين من ازلام البعث ويبكي على المقبور صدام والطريقة الوحشية التي نُفذ بها حكم الاعدام به... ياحرام ..... هذا الاخضر كان نائماً يغط بنوم ليبرالي دافئ وعميق ...... وايقضته وحشية العراقيين في القصاص من جلادهم المقبور رغم نيله محاكمة عادلة ومنبر للخطابه لم يحض بها ايّ من خصومه من قبل.... لكن يبدو ان هذا السيد الاخضر
لم يسمع بالموت العراقي المجاني في الحروب النيابية الطويلة !!
ولم يسمع صراخ الابرياء في زنازين الشعبة الخامسة وابو غريب( الخاصة) والطوامير الاخرى التي ملئت العراق !!
ولم يُعلق من يديه الى الخلف ايام وليالي في دوائر الرعب البعثي ليوقظه من النوم احد المجرمين صباحاً بضربة على بطنه!!!
ولم يقض هذا الاخضر ليلة واحدة في الامن العامة ..... وماأدراك ماالامن العامة !!!
ولم يشهد الجرافات في الرضوانية وغيرها من مدن العراق وهي تهيل التراب على العراقيين وهم احياء!!
ولم يشهد صاحبك الرقيق هذا السحل في الشوارع للمواطنين العراقيين من قبل ازلام البعث!!
ولم يرى المدن العراقية التي قصفها المقبور بصواريخ الراجمة والمدفعية الثقيلة في الانتفاضة الشعبية !
ولم ير اطفال حلبجة وهم متناثرين في طرقات المدينة كأنهم ملائكة نيام في ازقتهم بعد قصفهم بالكيمياوي القومجي ؟
ولم يشهد هجرة العوائل الكردية في شمال العراق هاربين من الموت البعثي ولا هجرة الملايين من الجنوب بعد تجفيف اهوارهم وابادة ماشيتهم وقصف قراهم بالمدفعية الوطنية الباسلة!
ولم ولم ولم..... ربما احتاج لمئات الصفحات كي اتقيئ عليها مرارة البعث المتكدسة في صدورنا وقلوبنا ياسيادة الرئيس
فان كان لابد للعفو والمسامحة فان اصحاب الشأن من العراقيين وليس غيرهم من لهم حق العفو.. من عدمه ... اسألو العجائز والايتام والارامل والثكالى واسالوا سكان المقابر الجماعية ....في العفو عن هؤلاء العتاة القتله ....فان قبلوا كان بها والا فالقصاص العادل من غير ظلم .....
وعاش الرئيس الرومانسي المتسامح بدماء ابناءه من شعب العراق .......!!
عباس العزاوي
01-08 -2011.[1]