جلال الدباغ
الجزء الثاني:
وصلت السليمانية بتأريخ 09-04- 1979 وهناك إلتقيت بالرفيقة أم سرباز وإبنتها بيان وعندما عرفت أم سرباز بنيتي السفر الی أربيل للقاء بأبو حكمت إقترحت علي عدم السفر حرصا علی سلامتی بسبب خطورة الأوضاع وبينت إستعدادها لنقل رسالة مني الی الرفيق أبو حكمت حيث كانت تلتقي به. لذلك كتبت رسالة الی ر. أبو حكمت وسجلت فيها طلب المكتب السياسي بضرورة توجهه الی ناوزنگ بأسرع ما يمكن..إلخ
وكذلك إلتقيت بمسؤول السليمانية وغيره وأطلعت علی المستجدات ومواصلة السلطة الدكتاتورية لحملتها الإرهابية المشتدة ضد رفاق وأصدقاء حزبنا في جميع المحافظات. وبعد ثلاثة أيام سافرت الی بغداد التي كانت تعيش جوا إرهابيا خانقا، وإتصلت بالرفيق عبدالرزاق الصافي (أبومخلص)عضو المكتب السياسي من خلال المراسلة وكان باقيا في بغداد مسؤولا عن جريدة طريق الشعب رغم المخاطر الجدية وبينت إستعدادي لنقله وعدد من الرفاق الآخرين الی طرف الرفاق فی الجبل، وزرت صديقي الدكتور عزالدين مصطفی رسول وطلبت منه تحديد موعد مع الرفيق محمد كريم فتح الله (أبوسامان) للقاء به، وفي الموعد المحدد حضر الرفيق أبو سامان الی دار الدكتور وتحدثنا كثيرا عن مختلف الأمور والأوضاع السياسية. وإتفقنا علی أن يهئ نفسه وكذلك الرفيق سلام الناصري (أبو نصير) وبالسرعة الممكنة لأقوم بنقلهما الی طرف الرفاق في كوردستان وبعلم وموافقة الرفيق أبومخلص، الا أنهما قد تأخرا كثيرا رغم إلحاحي وبقيت في بغداد حتی نهاية الشهر دون جدوی وفي كل ليلة كنت أغير مكان بقائي حتی إستلمت أخيرا رسالة من الرفيق الصافي أرسلها الی عنوان معين بواسطة الرفيق حبيب محمد تقي الذي تخلص بأعجوبة وشجاعة من إحدی مفارز الأمن قرب مقر الجريدة وأوصل الرسالة التي جاء فيها ما معناه: الرفيق العزيز أبو محمود! تحية رفاقية..!
أعتقل الرفيقين (أبونصير) وأبو (سامان) اليوم أثناء تسوقهما كعادتهما قبل العودة الی دارهما بصحبة الرفيق السائق محمد (أبو جاسم ) الفيلي. و لذلك عليك مغادرة بغداد والعودة الی كوردستان فورا. ولا تقلق علي لأنني رتبت أموري..الخ مع التقدير وقد تألمت كثيرا لهذا الخبر وسمعت فيما بعد أن الرفيق السائق أبو جاسم الفيلي قد عذب بوحشية وصمد بوجه الجلادين حتی إستشهاده البطولي.
رجعت الی السليمانية في اليوم التالي وإلتقيت بالمسؤول الحزبي في المحافظة ونقلت اليه الخبر المحزن. وبقيت عدة أيام في المدينة لأنجاز بعض المهام. ثم بينت لمسؤول المحافظة إستعدادي لتنفيذ أية مهمة يحتاجون فيها الی جهودي قبل عودتي الی الجبل.
وعلمت بمكالمة تلفونية من زوجتي ووالدتها الرفيقة (تهنيا) من بغداد بأن زوجتي قد ولدت في07-05-1979بنتا، وطلبت مني أن أسميها فسميتها(كازێوه).
وطلب مني مسؤول لجنة المحافظة مساعدة المنظمة الحزبية بنقل الرفيقين القياديين أحمد كريم (نوري) وكريم عبدالله چنگنياني الی الجبل وقد ساعدنا شقيقي كمال حيث نقلنا بأمان بسيارته الخصوصية وبصحبة زوجة الرفيق أحمد الی مدينة قلعةدزة بتأريخ08-05 -1979وبعد إيصالنا رجع هو الی السليمانية. وبقينا ليلتنا في دار عم الرفيق أحمد الذي رحب بنا كثيرا، ثم سافرنا مساء اليوم التالي ووصلنا ناوزهنگ صبيحة 10-05-1979وقد وصل الرفيق أبو حكمت الی ناوزنگ في نفس اليوم.
وقد مكثت في ناوزنگ مدة أسبوع حيث زرنا رفاق قيادة الإتحاد الوطني الكردستاني، وقد طلب مني الأخ ماموستا جعفر (فاضل كريم أحمد) عضو م.س للإتحاد ومسؤول إعلام (أوك) آنذاك كتابة مقالات لإذاعتهم ووعدني بإذاعتها نصا دون حذف أي شئ منها. وقد بر بوعده حيث أذيع ما كتبته من المقالات في الإذاعة.
وقد علمنا بإنفصال مجموعة الحركة الإشتراكية الكردستانية (بزوتنهوه) بقيادة الأخ رسول مامند والدكتور محمود عثمان عن (أوك) وقد ذهبت مع الرفيق كريم أحمد ورفاق آخرين لزيارتهم وكانوا منتقلين الی واد حصين وادي دۆڵهتو قرب ناوزنگ حيث وضعونا في صورة أوضاعهم وأسباب إنفصالهم عن الإتحاد الوطني. وتحدث الرفيق كريم أحمد شارحا لهم توجهات حزبنا وسياسته الجديدة.
وفي 17/5/1979 غادرت ناوزهنگ ووصلت الی مقرنا في مهاباد، وعقدنا إجتماعا بقيادة الرفيق كريم أحمد حضره الرفاق أبو سرباز وبهاءالدين نوري وتوما توماس ويوسف حنا وكاتب هذه السطور. تطرقنا فيه لمستجدات لأوضاع السياسية وتبادلنا الآراء ثم حدد الرفيق كريم ر.أبو سرباز بإعتباره مسؤولا بدلا من ر. بهاءالدين وبقرار من الحزب.
وبعد الإجتماع إلتقيت هناك بالأخ كريم حسامي ومعه زرت الأخ د.عبدالرحمن قاسملو وكذلك إلتقيت بالإخوان محمد أمين سراجي ويوسف رضواني (عبدالله شلير) وكان المكتب السياسي للحزب المذكور قد حصل علی الكثير من وثائق الساواك في مهاباد حيث وضعوها تحت تصرفي وقد إطلعت عليها وخاصة علی الكتب الرسمية التي تخص جنوب كوردستان والتي كانت في بعضها أسماء بعض الجواسيس من الكرد العراقيين وعدد من تقاريرهم المقدمة الی الساواك (جهاز الأمن لنظام الشاه) وكذلك زارني في مقرنا في مهاباد الشاعر المبدع هێمن، ودعاني الی تناول الغداء في داره، وكان فرحا بلقائه بزوجته وذويه وأبناء شعبه بعد سنوات طويلة من الفراق والهروب من بطش النظام الشاهنشاهي.
وفي23-05-1979 سافرت مع الرفيق بهاءالدين نوری الی طهران ومن هناك الی مدينة (كرچ) وإلتقينا بالأخوين السيدين إدريس ومسعود البارزاني. والغريب في الأمر أن بهاءالدين قد طلب أثناء اللقاء الإنفراد بهما! وقد نظر الأخوين الی بعضهما البعض والي بإستغراب، ثم قال الأخ إدريس البارزاني مسعود أنت أبقی مع كاك جلال! وذهب هو مع بهاء الی غرفة أخری وبعد دقائق رجعا وواصلنا لقائنا. وعندما خرجنا من الدار إنتقدت بهاء علی تصرفه هذا.
و تواعدت مع الأخ الدكتور كمال كركوكي الكادر المتقدم في الحزب الديموقراطي الكوردستاني الذي كان مصابا في يده في أحداث مدينة (نهغهده) للقاء به في عصراليوم الثاني أمام جامعة طهران كي أستلم منه رسالة فيها بعض المواد يرسل من كاك مسعود الی كاك كريم، وقد تأخرت عن الموعد عدة دقائق وعندما شاهدني الدكتور كمال رأيته يضحك من أعماق قلبه وقال قبل قليل سألت أحد الواقفين بلغتي الفارسية الركيكة عن الوقت ولكنه وضع تومانا معدنيا واحدا في يدي المكسورة والمعلقة برقبتي. ثم سألت شخصا آخر وفعل نفس الشئ، حيث كانا يتصوران أنني شحاز! وقد ضحكنا ثم إستلمت الرسالة وتفارقنا. وهنا لابد أن نذكر شيئا عن أحداث مدينة (نهغهده) حيث أراد (حدكا) إفتتاح مقره المحلي في المدينة التي تسكنها عوائل كثيڕة من الترك الآذريين ووقفوا ضد مراسيم الأفتتاح مما سبب في إندلاع القتال بين الطرفين وبتدخل قطعات من الجيش الإيراني القادمة من أورمية، حيث قتل عدد كبير من الأكراد وتشردت العوائل الكردية من المدينة.
وإلتقينا، بهاءالدين وأنا بالرفيق عادل حبه الذي عرفنا علی مهندس شاب من حزب تودة الإيراني للبقاء في ضيافته حيث خدمنا هو وزوجته خدمة رفاقية لأكثر من أسبوع. وتركت هذه العائلة لدينا إنطباعات جيدة من أخلاقيتها الرفيعة وودها الرفاقي وموقفها التضامني تجاه حزبنا الشيوعي العراقي. وقد زرنا دربند في شمال طهران بتأريخ 1/6/1979. ثم مددنا إقامتنا في طهران بعد إحالتنا الی المحكمة وتغريمنا مبلغا ضئيلا نتيجة تأخرنا عن تجديد الإقامة.
غادرت طهران لوحدي للعودة الی سورية في يوم الإثنين المصادف04-06-1979 بسيارة باص طويلة حيث دخلنا توركيا من نقطة عبور بازرگان الحدودية وفي يوم الثلاثاء وصلنا (مهلاسگرد) وفي الساعة الثامنة مساء نفس اليوم وصلنا مدينة(بدليس) التأريخية الجميلة، مدينة المؤرخ الكردي الشهير والأول في تأريخ كوردستان(شرفخان البدليسي) ومكثنا في الليل في أحد الفنادق القذرة حيث لم أتمكن من النوم حتی الصباح بسبب كثرة القمل في الأفرشة! وفي صباح اليوم التالي تحركنا مع جميع الركاب حيث أوقفتنا الجندرمة الأتراك في( سيڤيريك ) في 6/6لإجراء التحري! ثم واصلنا الی سورية عبر بوابة العزيز الی مدينة حلب ثم وصلنا الشام في 7/6. بقيت في دمشق حتی تحركت صباح يوم 11-06 -1979 الی مدينة اللاذقية ومن هناك واصلت الطريق الی توركيا وركبت القطار في13 /6 عبر بلغاريا الی يوغسلافيا، ووصلت مدينة(بلغراد) العاصمة ومكثت فيها يومي 15و16/6حيث إلتقيت بعد سنوات طويلة من الفراق بشقيقي الأصغر الدكتور فاضل الذي كان يدرس هناك في كلية الطب،وفي17/6رجعت الی دمشق جوا. وبقيت هناك عدة أيام.
تكليفي بمهمة حزبية خاصة في القامشلي
وبعد أیام إتصل بي الرفیق كریم أحمد (أبو سلیم) وإلتقينا بتأريخ 23-06 -1979 ثم الرفیق عمر علي الشیخ (أبو فاروق) كل علی حدة. وقد تحدث الرفيق كريم من جديد حول تكليفي بمهمة حزبية خاصة في القامشلي وتحدث عن إمكانية الحصول علی الأسلحة والمعداة من خلال الأصدقاء وضرورة التفكير بكيفية إيصالها الی الرفاق في كوردستان، وكلفني ر.كریم بإسم المكتب السیاسي للجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقی بالذهاب الی القامشلي لتدبیر أمر إیصال السلاح والرفاق الی داخل الوطن وإیجاد الصلة مع المهربین بمساعدة رفاق الحزب الشیوعي السوري وغيرهم. وعندما أخبرته بأنني كاتب وإعلامي وهذه المهمة بعیدة عن إختصاصي، قال لي إننا نثق في مقدرتك علی النجاح وسبق أن عملت في مجالات حزبية عديدة بنجاح، والحزب یكلفك بهذه المهمة. ثم تحدث لي عن أهمية هذه المهمة كي أبقی هناك وسيكون لنا منظمة حزبية أقودها ومن هناك يكون بمقدورنا الإتصال مع الداخل..وإيصال البريد الحزبي ..الخ. وكذلك تحدث معي الرفیق عمر علي الشيخ (أبو فاروق) في موعد معه بنفس الإتجاه، فوافقت علی تكليفي بهذه المهمة الجديدة. كما إلتقيت بالرفيقين معا.
لقد شعرت بأهمية إيصال الأسلحة والمعداة الی الرفاق الأنصار في كوردستان حيث تجمعت مجموعات من الرفاق هنا وهناك بدون إمتلاك الأسلحة الكافية، كذلك شعرت بأهمية إيجاد طرق الصلة بالمنظمات الحزبية المقطوعة في الداخل، نتيجة الحملات الإرهابية الدكتاتورية لنظام صدام الفاشي، لذلك وافقت علی القيام بالمهمة.
اللقاء مع رفيق متواجد في دمشق
وأثناء بقائي عدة أيام فی دمشق أخبرني الرفيق أبوأنصار بأن هناك رفيق كوردي عراقي يعيش هنا منذ سنوات في ضيافة الحزب الشيوعي السوري ولديه بعض المشاكل، وأقترح أن ألتق به وأطلع علی مشكلته لمساعدته، فوافقت، ومن خلال الرفيق أبو أنصار تعرفت علیه وعلمت أنه إبن أحد شهداء الحزب في بادينان، وإسمه (سلام) وعرف فيما بعد بإسم سلام تحياتي..! وفي لقاء معه أخبرني هذا الرفيق أن الحزب أرسله الی سوريا بهدف الوصول الی أحد البلدان الإشتراكية للدراسة هناك حيث حصل علی زمالة دراسية بواسطة الحزب، إلا أن جواز سفره قد فقد لدی الرفيق يوسف فيصل الذي كان أمينا عاما مساعدا في قيادة الحزب الشيوعي السوري! وقال أنه سبق وأن طرح قضيته علی الرفاق الذين مروا من دمشق وخاصة الرفيقين زكي خيري سعيد وماجد عبدالرضا الطائي أثناء زيارتهما لسورية دون جدوی، وقد وعدته بحل قضيته. وفي لقائي مع الرفيق أبو سليم طرحت عليه هذه القضية وإستغرب، وتعاطف معه وقدمنا أوراقه وقد تم قبوله من جديد في زمالة دراسية. وأخرجنا له جواز سفر مناسب وفي لقاء آخر معه أبلغته بضرورة سفره الی لبنان ومن هناك سيسافر بمساعدة الرفيق فخری كريم (أبونبيل) لإكمال دراسته. وقد طار من الفرح وشكر الحزب وسافرالی بيروت.
وفي هذه الأيام إلتقيت في دمشق بالرفيقين أبوجمال وأبو محمد اللذان قد كلفهما الحزب بالإتصال بالرفاق الذين كانوا يتقاطرون علی دمشق هربا من الإرهاب البعثي المنفلت، والإشراف علی أمورهم .
وفي يوم من الأيام كلفني الحزب باللقاء مع الرفيقة الدكتورة سعاد خيري، زوجة الرفيق زكي خيري، وقد وصلت دمشق بعد خروجه من الإعتقال في بغداد. و رحبت بها ثم إستفسرت عما حدث لها. وقد تحدثت لي بالتفصيل عن تصرفات الجلادين في بغداد معها وتعذيبها أثناء ما يسمی بالتحقيق وصمودها..إلخ كذلك تحدثت حول معاناة رفيقاتنا وبطولاتهن أثناء التحقيق وممارسات التعذيب التي تعرضن لها في السجن بحيث لم يقترفها حتی إيتام هتلر وجلاديه تجاه ضحاياهم.!
التوجه الی القامشلي
توجهت الی القامشلي بعد أيام وفی19-07 -1979، بصحبة الرفيق رمو شیخو الفرحة (أبو جنگو) عضو المكتب السیاسي للحزب الشیوعي السوري. حیث ركبنا سیارة باص قدیمة الی مدینة حلب وهناك أخذنا سیارة باص أخری الی القامشلي. وقد إستقبلنا فی گراج السیارات الرفیق أبو وحید، وهو من كوادر منطقیة الجزیرة للحزب الشیوعي السوري. وقد أخذني الی دار شقیقه الرفیق(أبو صخر) وقد عشت وسط هذه العائلة الكریمة إحد وعشرون یوما، حیث أحاطوني بكرم الضیافة والخدمة الرفاقیة والإحترام والتقدیر النابع من تقدميتهم ومن حبهم وتقدیرهم لحزبنا الشیوعي العراقي حتی إستأجرت فيما بعد غرفتين في دار الرفيق حمزة حسو(أبوسلام).
وكنت أول من بدأ العمل في القامشلي في مثل هذه المهمة. ثم إلتقیت بالرفیق عثمان برو(أبو شهاب) عضو المكتب السیاسی للحزب الشیوعی السوري ومسؤول منطقية الجزيرة والرفيق د.محمد شيخو والرفيق (أبو وليد) وأبو خورشيد وغيرهم من رفاق منطقية الجزيرة.
وكان الحزب آنذاك موحدا لم ینفصل عنه غیر مجموعة بقیادة الرفيق ریاض الترك عضو المكتب السياسي، المجموعة التي إنتقلت الی العمل السري بسبب وقوفها فی المعارضة ضد النظام في سوريا وتعرضت للمطاردة والإعتقالات وأعتقل رياض الترك وكوادر أخری من المجموعة التي كانت تعمل بإسم الحزب الشيوعي السوري..وقد ساعدني الرفيق أبو وحيد في تحركاتي وإتصالاتي وزودني بمعلومات وافية عن رفاق الحزب الشيوعي السوري وعن الأحزاب العاملة في المنطقة وخاصة الأحزاب الكوردية.
وكان الرفیق كریم إحمد یؤكد علی الصیانة وكنت أنا أیضا أتحرك وأعمل بدقة وأراعي مستلزمات الصیانة حیث لم تكن لدینا أیة صلة آنذاك مع ممثلي السلطة في الفرع العسكري أو في غيره من الأجهزة الحكومية.
وقد وعدني الرفیق أبو سلیم بضم عدد من الرفاق الجیدین الی العمل معي وطلب مني إقتراح الأسماء المناسبة لذلك فيما بعد.
البدء بتوفير مستلزمات العمل
وبدأنا بتوفیر مستلزمات عملنا وخاصة شراء سیارة بیك آب حیث إشتری الحزب سیارة من نوع الشوفرلیت بمساعدة رفاقنا فی الحزب الشیوعی السوري بمبلغ دفعه حزبنا وقدره 48000 لیرة سوریة وسجلناها بأسم الرفیق السوري سعید یاقو وسجلت بإعتبارها سیارة زراعیة وعینا سائقا لها هو الرفیق السوري أبو خالد. وأخذ ر. أبو خالد السیارة الی دمشق بصحبة رفیق آخر، بناء علی طلب ر.أبو سلیم مني، ومن دمشق عبروها الی لبنان بمساعدة الجبهة الدیموقراطیة لتحرير فلسطين، حیث صنع داخل السیارة مخبئا ممتازا، یسع لثلاثین قطعة كلاشنیكوڤ مع عتادها الأول. وبعد أیام رجعا الی القامشلي وفي موعد فی أحد شوارع المدینة سلموني السیارة مع رسالة صغیرة ملفوفة بدقة، وقد شكرتهم وأخذت السیارة الی مكان مناسب ثم أطلعت علی محتوی الرسالة، ثم دبرنا تفریغ الشحنة المرسلة في مكان مناسب خارج القامشلي لحین إرسالها الی كوردستان. وهكذا كنا نستلم الوجبات العديدة من الأسلحة والعتاد.
وقد إستلمنا في هذه الوجبات الأولیة وبصورة تدريجية 12طنا من الأسلحة المختلفة بصورة سریة وكانت تتكون من بنادق الكلاشنكوف ورشاشات من نوع عفاروف و60 بندقیة قناص قدیمة مع عدد من مدافع الهاون من عیارات مختلفة وصنادیق العتاد وقنابل المدافع. وقد أرسلت إلینا هذه الأسلحة من مصادر المنظمات الفلسطینیة المناضلة. وكانت منظمات الجبهة الدیموقراطیة و الفتح والجبهة الشعبیة تتعاون مع حزبنا وتساعدنا بصورة جيدة.
وكان هم الرفيق أبو سليم أن ندبر أماكن أمينة بمساعدة الرفيق أبو جنگو وغيره لإخفاء هذه الأسلحة والمعدات لحین توفر إمكانیة إيصالها الی كوردستان سرا.
قد هيأ الرفيق أبوجنگو بعض المخابئ في قرية قريبة من الحدود السورية العراقية دون أن نستعملها لإنتفاء الحاجة بعد تدبيرها فيما بعد بطريقة أخری من خلال الرفاق فی الأجهزة السورية الرسمية، وخاصة الفرع العسكري الذي تعاون معنا وساعدنا بصورة جيدة.[1]