ضياء كريم
تمر هذه الايام 2009الذكرى التاسعه و العشرين لانتفاضة الشباب الكرد الفيليين في الاول من ايار عام 1980 في سجن ابوغريب هذه الانتفاضه الباسله التي هزت اكثر سجون البعث جبروتا وارغمت ازلام النظام في عراق دموي وشوفيني انذاك للرضوخ لمطالب ابطال الفيليه الى تهجيرهم الى ايران (علما ان ايران ليست بلدهم) بل للالتحاق بعوائلهم الذين هجروا عنوة بعد سلب كل ممتلكاتهم ووثائقهم الثبوبته .
هكذا بدأت الشرارة حين تقدم احد جلاوزة العبث الى مجموعه من شباب الكرد الفيليه الذين كانوا ينادون و يحثون بقية الشباب للقيام بأضراب عام عن الطعام احتجاجا على عدم وجود اي سبب او تهمه لوجودهم في هذا السجن السئ الصيت ,تقدم هذا العبثي ليشتم ويذكر شرف الكرد الفيليه بالسوء (وهي بالحقيقه شهاده للفيليه بأنهم اصلاء وكاملي الخلق لانها تصدر من عبثي ناقص), فأنطلقت الشرارة ويا لها من شرارة بل شعله و نار وغضب تجمعت قوى الشباب ككتلة واحده لتحطم ابواب السجن والذي كان من الحديد و الاسمنت المسلح بالحديد وبدا وكأن هذه الابواب ليست حديديه بل وكأنها من ورق وهؤلاء الجلاوزة ليسوا رجالاً و حرساً و اسلحه بدوا و كأنهم خراف تهرب امام اسود هجموا عليهم , وهذه هي حقيقة البعث كما تجلى للعالم كله في يوم التاسع من نيسان عام 2003.
الكرد الفيليه اول من ادرك حقيقة ازلام حزب العبث منذ عام 1963 وتأكدت هذه الحقيقه في 1 ايار عام 1980 ولكن ومع الاسف العالم لم يعرف حقيقة هؤلاء الا في 2003 .وللاسف هناك من لا يزال ينادي للحوار معهم والمصالحه بل حتى اشراكهم بالسلطه والمصيبه الكبرى ضحاياهم لا زالوا مشردين وحقوقهم مسلوبه رغم كل ما قدموه من الضحايا وشهداء وكذلك هم من الاوائل الذين وقفوا ضد حزب العبث عام 1963 وقدموا العشرات من الشهداء انذاك وهذا هو احد الاسباب الرئيسيه بتهجيرهم وسلب كل حقوقهم والتي لا زالت لم تسترجع رغم سقوط حكم العبث الصدامي. نعم النظام في عام 1980 وما تلاها من اعوام قام بجريمه كبرى يندى لها الجبين وبعد تهجير المئات من الشباب الى ايران قاموا بأحتجاز اكثر من عشرة الاف من الشباب الذين هجرت عوائلهم تباعا ورغم قيام هؤلاء الشباب بعدة انتفاضات على شاكلة انتفاضة سجن ابو غريب ولكن جلاوزة العبث كانوا كالوحوش المتخلفه في طريقة الابادة الجماعيه لهؤلاء الشباب حيث الحرب العراقيه الايرانيه كانت مستمره انذاك, ولا يزال مصير هؤلاء مجهول لحد الان.
انتفاضة ابوغريب شاهد على ان شباب الفيليه هم كتله واحده امام التحديات رغم اختلاف انتماءاتهم و توجهاتهم السياسيه و الفكريه و حتى العقائديه , وهنا اتوجه لكل التنظيمات الفيليه للوقوف امام هذه التجربه العظيمه في تاريخ الفيليه ولتكن هذه الملحمه درسا لهم بكيفية الالتحام ونكران الذات والعمل على التوحيد كما فعل شبابنا الفيليين في سجن ابوغريب وكيفية مواجهة ازلام البعث ككتله واحدة رغم اختلاف الانتماءات الفكريه .
المرحله الحاليه تتطلب من كل التنظيمات ان تستعد لتوحيد الجهود والعمل بكل جديه للمشاركه بالعمليه السياسيه كقائمه موحدة باسم الفيليه وجعل كل الطاقات تتوجه لتشكيل كيان يمثلهم لدخول مجلس النواب بعدد يتناسب مع حجم الكرد الفيليه في العراق وبذلك نضمن مستقبل الاجيال القادمه من اجل عدم تكرار المآسي ,انا كلي ثقه بقدرة الفيليه على تحقيق هذا والدرس واضح و جلي في انتفاضة سجن ابوغريب.
والان اناشد من يكتب التاريخ الا يستحق قارئي التاريخ مستقبلا ان يطلعوا على مثل هذه البطولات والتضحيات ؟ والتي طالما اطلعنا نحن على مشاهد و مواقف شبيهة بها او حتى اقل منها شجاعه و بطوله وتضحيات في التاريخ القديم و المعاصر , سجن ابوغريب لا زال موجوداً وكل هذه الاحداث موثقه وكذلك ابطال الملحمه غالبيتهم موجودون وبأمكانهم ذكر كل التفاصيل و المعاناة اتمنى على كتاب التاريخ الانتباه لمثل هذه الملحمه و قد يكونوا الامل الاخير بأنصاف الكرد الفيليه بعد ما خذلهم الاعلام .[1]