#ياسر المندلاوي#
لم ينته دور شيوخ برزان في الحركة الكردية بإنتهاء حركة الشيخ أحمد، إذ سرعان ما برز (ملا مصطفى البارزاني) قائدا لثورة بارزان 1943 – 1945 ، ولاحقا، زعيما مطلقا للحركة الكردية التي إندلعت في أيلول 1961، وإستمرت لغاية إتفاقية الجزائر بين العراق وإيران عام 1975.
لاريب هناك عوامل شتى مكنت (ملا مصطفى البارزاني) من تزعم الحركة الكردية، لسنا بصدد البحث فيها، كونها تقع خارج إهتمامات هذه الدراسة، ولكننا نقطع بأن زعامته للحركة لم تكن بسسب الزعامة الدينية. فهو كان بعيدا عن هذه الصفة، ولم يعتبر نفسه يوما شيخ طريقة دينية. ولكن رغم ذلك لا ينبغي لنا تجاوز حقيقة أن نشأته، وثقافته الدينية، إنعكستا على موقفه من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان يقوده. هذا الموقف تجسد في عدم إهتمامه بالجوانب السياسية والفكرية في عمل الحزب، بل وتجاوز ذلك إلى الدعوة لإلغاء منهاج الحزب والإستعاضة عنه بالقرآن والسنة النبوية الشريفة بعد أن نفذ صبره على المؤتمرين الذين كانوا منهمكين في مناقشة منهاج الحزب دون أن يتوصلوا إلى إتفاق على بنوده وفقراته في واحد من مؤتمرات الحزب. وعن نفوذ رجال الدين في الحركة، يمكننا القول بأنه كان نفوذا غير منظم لغاية عام 1970 – 1971، حينها تشكلت جمعية علماء الدين بتشجيع من البارزاني الذي كان يقود فرع حزبي خاص بهم. ومنذ ذلك الوقت أصبح لعلماء الدين تاثيرا منظما في الحركة، بحيث باتوا قادرين، وبدعم من البارزانيين طبعا، على القيام ببعض الإجراءات، بدون الأخذ بعين الإعتبار وجود الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأحيانا بالضد من توجهات هذا الحزب الذي كان يشعر بالضيق من تزايد نشاط رجال الدين الذين حصلوا على إمتيازات عديدة، حيث خصصت لهم رواتب وميزانية لدعم نشاطهم، ولكن بالرغم من كل ذلك فإن هذا النشاط لم يتطور ليفرز تيارا دينيا...إنتهى[1]