=KTML_Bold=مزكين.. منبع الإلهام لمن منح قلبه للحرية=KTML_End=
بفنها وبطولاتها أصبحت منبعاً للإلهام لمن منح قلبه للحرية، بهذه الكلمات تشير عضوات فرقة الشهيدة مزكين إلى مدى تأثرهن بنضالات الشهيدة والقيادية التي قلّت نظيراتها في العالم.
يصادف يوم غد الخميس (11 أيار) الذكرى السنوية ال 31 لاستشهاد المناضلة والفنانة #هوزان مزكين# (غربت أيدن) التي صنعت بنضالها وفنها ميراثاً من الفن الثوري الكردستاني، كما أسهمت في إحياء التراث الكردي الأصيل بصوتها الجبلي العذب.
والشهيدة غربت أيدن تنحدر من قرية بلَيدَر التابعة لمدينة باتمان (إيله) في باكور (شمال كردستان) عام 1962، اشتهرت بصوتها العذب وفنّها الجميل منذ صغرها، وبدأت بالبحث عن طريقة للوقوف ضدّ الذهنيّة المهيمنة وسياسات إبادة الشعب الكردي وهي لا تزال في مقتبل عمرها، وعلى إثر هذا، انضمت إلى صفوف حركة التحرّر الكردستانيّة عام 1980.
وبعد مسيرة فنية طويلة لها في أوروبا، عادت أدراجها إلى الوطن عام 1990 وتوجهت إلى جبال كردستان، وهناك تولت قيادة إيالة غرزان، وقامت بالعديد من الفعاليات الشعبية إلى جانب قيامها بتطوير الفن الثوري، وبينما كانت في ناحية تطوان التابعة لناحية بدليس للقيام بعملٍ ما في 11 أيار عام 1992، تمّ تطويق المنزل الذي كانت فيه من قبل جنود دولة الاحتلال التركي، قاومت القياديّة مزكين آنذاك حتّى النهاية واستشهدت.
ولمواصلة مسيرتها الفنية، تأسست العديد من المؤسسات الثقافية التي أصبحت وجهة لكل محبي الفن، حيث تجاوزت نسبة مشاركة النساء فيها 70 بالمائة، بالإضافة إلى تأسيس أكثر من 21 فرقة نسائية للغناء والموسيقى والمسرح، كما يتم العمل على افتتاح أكاديمية للثقافة والفن خاصة بالمرأة في شمال وشرق سوريا، على ما ذكرته حركة الهلال الذهبي لثقافة المرأة في شمال وشرق سوريا لوكالتنا.
فرقة الشهيدة مزكين
وإحدى تلك الفرق، فرقة الشهيدة مزكين للغناء، التي تأسست تخليداً لذكرى الشهيدة مزكين عام 2019، وتتألف الفرقة من 8 عضوات تراوح أعمارهن بين 40 و60 عاماً.
وتهدف الفرقة إلى حماية أغاني وتراث الفن الكردي الثوري الأصيل الذي تركته الشهيدة مزكين خلفها من جهة، ومتابعة مسيرة شهداء الحرية من جهة أخرى.
وتشارك في الكثير من الفعاليات التي تقام على مدار السنة مثل المهرجانات والأنشطة الثقافية، (عيد نوروز، 8 آذار يوم العالمي للمرأة)، إلى جانب المشاركة الاحتفالات السنوية التي تقام في شمال وشرق سوريا.
كوناي مصطفى الإدارية في حركة الهلال الذهبي في مقاطعة الشهباء والعضوة في فرقة الشهيدة مزكين، قالت: ننحني إجلالاً أمام عظمة الشهداء، وبشكل خاص الشهيدة مزكين، مشيرة إلى تأسيسهن للفرقة بحماسٍ كبير.
في استذكار الشهيدة مزكين، أكدت أنها كانت تمثل شخصية المرأة الكردية الأصلية، تمكنت بقوتها وإرادتها من تمثيل حقيقة فلسفة ثورة الحرية.
وذكرت أنهن (أي عضوات الفرقة) يستمددن من شخصية الشهيدة مزكين القوة والإرادة في المثابرة على العمل الفني الثوري، ويطمحن إلى أن تتوسع الفرقة وتكبر شيئاً فشيئاً.
كما نوّهت إلى تدريبهن للراغبات بتعلم أداء الأغاني الثورية، وسعيهن إلى تشكيل فرقة للرقص الفلكلوري مماثلة لفرقة الشهيدة مزكين، معربة عن فخرها الشديد بنضال الشهيدة مزكين في الميدانين الثقافي والعسكري.
'مثلت صورة المرأة الثورية التي قلّت نظيرتها في العالم'
من جهتها، أوضحت فاطمة سليمان، وهي عضوة في فرقة الشهيدة مزكين، أن إطلاق اسم الشهيدة على الفرقة ذات حمل ثقيل وله دلالات ومعاني عديدة، كونها قيادية ومناضلة وثورية وفنانة وأحدثت تأثيراً كبيراً على النساء اللواتي حرصن على حماية إرثها.
وأشارت إلى أن سبب انضمامها للفرقة، كان محبة بالشهيدة مزكين وما تركته من بصمة مميزة على المسيرة الفنية، بالإضافة إلى حرصها على تخليد ذكراها، بقولها: الشهيدة مزكين مثّلت صورة المرأة الثورية التي قلّت نظيراتها في العالم.
وأكدت أن الشهيدة مزكين أسطورة وسيمفونية لا يستطيع المرء إيفائها حقها مهما تحدث عنها، وقالت: جعلتنا ندرك ذواتنا ونتعرف على ثقافتنا وتاريخنا، ونثبت أنفسنا أمام شعبنا، وأثّرت بشكل كبير على واقع المرأة الكردية من خلال قيادتها الحكمية وصوتها الشجي، لذلك لها مكانة خاصة عندنا.[1]