=KTML_Bold=شعلة نوروز التي أشعلها مظلوم دوغان وزكية آلكان.. متقدة بإرادة الشعوب التواقة للحرية=KTML_End=
=KTML_Underline=هيفيدار خالد=KTML_End=
يعتبر عيد نوروز يوماً تاريخياً بالنسبة للشعب الكردي، فمنذ مئات السنين وهو يحتفل بهذه المناسبة التي تمثل يوماً للتحدي والمقاومة في وجه الظلم والاستبداد، وبداية إعلان النضال في وجه الظلام من أجل حياة جديدة وتحقيق الحرية في شهر آذار، الذي كان وما يزال شاهداً على ارتكاب أبشع المجازر بحق الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة.
اكتسب يوم نوروز معناه الحقيقي لدى الكرد في بداية ثمانينات القرن الماضي، وذلك بعد أن أشعل أحد قادة حزب العمال الكردستاني مظلوم دوغان الملقب ب كاوا العصر، نار نوروز بجسده ضد آلة القمع في سجن آمد بشمال كردستان، مردداً الشعار التاريخي المقاومة حياة أكثر من مرة، بذلك أضاف معنىً جديداً لنوروز، وجاءت عملية المناضل الكردي الثوري رداً على الظلم والتعذيب الممارس في سجن آمد، بعد أن أشعل نار نوروز بثلاثة أعواد كبريت، ليتم الاحتفال بيوم 21 آذار من ذلك الحين، كرمز لمقاومة الشعب الكردي في كافة الأماكن، ورمزٍ وطنيٍّ للمقاومة والفداء والثبات أمام الفاشية التركية.
ثنائية النضال والمقاومة رافقت الشعب الكردي منذ القِدم، وربما العيش من دون هذه الثنائية الفريدة من نوعها، أمر مستحيل بالنسبة لهذا الشعب، وبشكل خاص في يومنا هذا، حيث الصراعات الطائفية والمذهبية الكبيرة التي نشهدها اليوم، والتي حوّلت كردستان إلى ميدان ومسرح رئيس لتنفيذها، إلا أن كل ذلك لن يثني الشعب الكردي عن نضاله في وجه أيديولوجية الظلم وسياسات الدولة القومية، التي لم تجلب سوى الدمار والخراب للمنطقة بأدواتها العنصرية، وعلى وجه الخصوص المرأة الكردية التي خاضت نضالاً مريراً من أجل أن تبقى راية الحرية عالية في نوروز كل عام، أمثال زكية آلكان، راهشان دميرل، روناهي، بيريفان، سما يوجا والعشرات من الرفيقات اللواتي، جعلن من أجسادهن وأرواحهن شعلة أبدية؛ لكيلا ينطفئ نار نوروز.
عانى الكرد الكثير من أجل الاستمرار في الاحتفال بهذا اليوم التاريخي، والذي يعتبر بالنسبة لهم رمزاً وطنياً في أجزاء كردستان الأربعة، لكنهم بفضل المقاومة الكبيرة والتاريخية التي أبداها خيرة أبنائها، تمكنوا من الاحتفال به على الرغم من السياسات القمعية للأنظمة الاستبدادية في كافة أنحاء المنطقة، وحافظوا على روحهم النضالية والمقاومة في كافة أماكن تواجدهم، متمسكين بهويتهم النضالية، التي أصبحت إضاءة شعلة نوروز رمزاً؛ لاستمرارها.
نوروز كلمة كردية تعني اليوم الجديد، وهو يوم الشعب المقاوم، ويوم الانبعاث، وخلق حياة جديدة، وبشارة قدوم الربيع وانتفاضة ضد الطغاة، وعدم الاستسلام للظلم والعبودية، بل النضال البطولي ضدها ورفضها بكل جوانبها، وهذا ما يتوجب على المرأة الكردية المناضلة اليوم أن تفعله بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة، وتصعيد نضالها أكثر من أي وقت مضى، بجعل روح نوروز هذا العام؛ منطلقاً لهدفها المنشود وهو حرية القائد عبد الله أوجلان، وتعزيز دورها تحت شعار المرأة، الحياة، الحرية، نحو ثورة المرأة.
فالمرأة ذات مقدرة عالية على لعب دورها المنوط بها، عبر توحيد صفوف النساء من كافة المكونات، والنساء اللواتي خرجن إلى الساحات وتضامنّ معاً خلال ثورة المرأة، الحياة، الحرية، أثبتن للعالم بأنه لا توجد قوة على الأرض بمقدورها إيقاف نضال المرأة العظيم، وبهذا التضامن؛ أشعلن شعلة نوروز.
الشعوب التي تحمل شعلة نوروز، شعوب سلام وحرية لا تنكس راياتها للظلم والعبودية عبارة لفتت انتباهي، مكتوبة على لافتات معلقة في المدن الكردية بشمال وشرق سوريا التي تستعد للاحتفال بعيد نوروز. نعم بالفعل الشعوب التي تكاتفت معاً في وجه الإرهاب في مناطق شمال وشرق سوريا جديرة بأن تحمل شعلة نوروز هذا العام معاً، بطليعة المرأة وريادتها، فشعلة نوروز التي أشعلها مظلوم دوغان وزكية آلكان على أسوار مدينة آمد قبل سنوات من الآن وفي أقسى الظروف متقدة بإرادة الشعوب التواقة للحرية اليوم في كافة الميادين والساحات، ليس في كردستان فقط بل في كافة الأماكن التي تؤمن شعوبها بإرادتها الحرة لتحقيق قضاياها العادلة بتضامن جميع مكوناتها معاً.
في نوروز هذا العام، سيحتفل الآلاف في منطقتنا تحت شعار بروح مقاومة نوروز نحرر القائد أوجلان وندحر الاحتلال، بالطبع سيكون لهذا النوروز طابعاً خاصاً وروح خاصة ورسائل واضحة؛ تدعو للنضال الموحد معاً في وجه كافة الهجمات التي تستهدف إرادة الشعوب وتحاول طمس هويتها، فبتحقيق حرية القائد أوجلان، تتحقق حرية جميع الشعوب المضطهدة والتي تناضل اليوم من أجل نيل حريتها واستعادة حقوقها والعيش بكرامة.[1]