#شه مال عادل سليم#
اهتم الحزب الشيوعي العراقي بالمسألة القومية و خاصة قائده الكفء الشهيد الخالد (يوسف سلمان يوسف ) فهد الذي اهتمّ اهتماما كبيرا بالقضية الكوردية و بكون الكورد يشكلون القومية الثانية في العراق ... و لهذا الغرض طالب الحزب بعد كونفرنسه الاول عام 1944 بتشكيل منظمة شيوعية خاصة بالشعب الكوردي في كوردستان العراق باسم (الفرع الكوردي) للحزب الشيوعي العراقي و منحها حق اصدار صحيفة باللغة الكوردية... و في ضوء هذا القرار صدر العدد الاول من جريدة ئازادي (الحرية) عام 1945 و تابعت الصحيفة صدورها بصورة سرية الى ما بعد ثورة 14 تموز المجيدة ، ثم أبصرت النور بصورة رسمية بتاريخ 1 - 5 - 1959 وتواصل حضورها الى يوم اغلاقها في اواخر تشرين الثاني 1960, وكان صاحب امتيازها الشهيد المحامي الخالد نافع ملا يونس .
وساهم الحزب الشيوعي العراقي مساهمة فعالة في تطوير و اغناء الصحافة الكوردية في العراق ، بمختلف الجرائد و المطبوعات الدورية السرية و العلنية ... فكانت ئازادي اول جريدة كوردية يصدرها حزبنا الشيوعي العراقي ، قد لعبت دورا مشهودا و بارزا في توعية الجماهير الكوردية الكادحة و نشر الافكار الماركسية اللينينية ليس فقط في كوردستان العراق بل وفي كوردستان ايران و تركيا ايضا . وعلى سبيل المثال، حينما تعرضت عشيرة جوانرو في كوردستان ايران في الخمسينات الى حملة شرسة من قبل نظام محمد رضا البهلوي، دافعت ئازادي بكل وضوح عن هذه العشيرة وأصبحت لسان حال العمال و الفلاحيين و جميع المضطهدين من شعب كوردستان ، و قد خدمت هذه الصحيفة المناضلة في ذات الوقت الادب و الفن واهتمت بالتراث الثوري لشعب كوردستان .
يقول الرفيق الراحل( فتاح توفيق المعروف بملا حسن )عنها مايلي ׃– استطيع القول ان جريدة ازادي كانت الجريدة الكوردية السياسية اليومية الاولى انذاك من حيث اهتمامها بقضية شعب كوردستان . اتذكر ان الجريدة اصدرت عام 1960 عدادا خاصا بمناسبة ذكرى تأسيس جمهورية كوردستان في مهاباد و تم ارسال مئات النسخ من هذا العدد الى كوردستان ايران سرا تعاطفا و تضامنا مع ابناء شعبنا الكوردي هناك ...
كما حرصت الجريدة كثيرا على المحافظة و على ترسيخ الجمهوريه العراقية الفتية باعتبارها مكسبا عظيما لشعوب العراق بعربه و كورده و قومياته الاخرى .و حينما تسلم الرفيق سلام عادل قيادة الحزب شعرنا ان وضع الحزب قد تغير باتجاه سيادة الشرعية و الحياة الحزبية الطبيعية و توحد الحزب بعد ان حلت منظمة (راية الشغيلة) نفسها و انضمت الى صفوف الحزب و اعيد بناء المنظمات من جديد و توسعت بشكل ملحوظ وخاصة بعد الكونفرانس الثاني للحزب ... واعتقد بان الحزب قد طرح افضل دراسة علمية ومستفيضة وعلى ضوء الماركسية – اللينينية لقضية الشعب الكوردي، محددا فيها بوضوح مرحلة حركة التحرر الكوردستانية ، و رفع الحزب ولاول مرة شعار الحكم الذاتي لكوردستان، مؤكدا على ان هذا الشعار مرحلي و ان الهدف النهائي هو حق تقرير المصير للشعب الكوردي .
صحيح بان الحزب رفع شعار استقلال كوردستان في عام 1935 و صحيح ايضا بان الرفيق فهد كان قد عالج في مقالاته القضية الكوردية و كتب عنها الرفيق بهاءالدين نوري أيضا و لكن ما طرحه الكونفرنس الثاني كان اكثر عمقا و وضوحا ..
وقد اهتم الحزب الشيوعي العراقي بالمسالة القومية وخاصة في فترة قيادة الرفيق الخالد فهد وثمة وثيقة منشورة في عام 1935 في جريدة (كفاح الشعب) لسان حال الحزب الشيوعي العراقي تتضمن الدعوة لاستقلال كوردستان ... و من هذا المنطلق بدأ نشاط الحزب الشيوعي العراقي بين الشبيبة الكوردستانية و كان الرفيق الخالد (الملا شريف الاربيلي الملقب ﺒ فؤاد) اول رفيق كوردي حضر المؤتمر الاول للحزب الشيوعي العراقي المنعقد عام 1945 ... و لعب دورا بارزا في اصدار جريدة ئازادي في الاربعينات . كما ايد الرفيق الخالد فهد حركة البارزانيين عام 1945... وعند اعلان جمهورية مهاباد عام 1946 ارسل الحزب وفدا من الشيوعيين الاكراد لزيارة مهاباد دعما للجمهورية الفتية .
ويقول الشاعر الثوري احمد دلزار ׃– ظهر شعار حق تقرير المصير للشعب الكوردي كمانشيت في العدد الاول من (كفاح الشعب) الجريدة المركزية الاولي للحزب الشيوعي العراقي الصادرة في اواخر تموز عام 1935 وتم لاحقا التعامل مع هذا الشعار حسب المراحل التاريخية، واصدر الحزب الشيوعي العراقي في عام 1945 بيانا ساند فية انتفاضة بارزان بقيادة مصطفى البارزاني وتضمن إدانة شديدة للحكومة العراقية اداة الامبريالية البريطانية، ودافع الحزب عن الثوار وفضح الهجوم الوحشي للجيش العراقي المساند بالطائرات الحربية الانكليزية ووزع هذا البيان بشكل واسع في بغداد ... وبهذا الموقف اعتبر الحزب الشيوعي العراقي اول حزب سياسي في العراق يساند انتفاضة بارزان في تلك الفترة .
وفي الكونفرانس الثاني المنعقد في ايلول 1956 ازاح الحزب الستار عن الكثير من القضيا الرئيسية وكانت القضية الكوردية احداها ، وتناولها الرفيق جمال الحيدري أيضا. أشار الكونفرانس الثاني الى الطريق الصحيح والصائب للنضال، طريق الاعتراف المتبادل بالحقوق المصيرية للشعبين العربي و الكوردي ومشروعية طموحات ومطالب و نضال الشعببن نحو التحرر والوحدة القومية، طريق الكفاح المشترك ضد الامبريالية .
و بهذه المناسبة الهامة لابد ان نتذكر شهدائنا ورفاقنا الراحلين بخشوع ممن لعبوا دورا مشهودا في الصحافة الشيوعية الكوردية وفي مقدمتهم الرفاق الابطال ﴿ جمال الحيدري وملا شريف اربيلي ونافع ملا يونس واحمد غفور وعمر عارف قاب ره ش والشاعر الوطني الكبير عبدلله ﮔﻮران وعبدالواحد نوري وسعيد بامرني وكاكه ى فلاح و على عبدالله قادر وفتاح توفيق و غفار كريم و عادل سليم وصالح الحيدري ﴾ وعدد اخر من الشهداء والاحياء، الجنود المجهولين في الصحافة الكوردية السرية و العلنية ...
اضافة الى الرفاق الذين سبق ذكرهم، لابد من ذكر دور الشاعر الوطني المعروف ﴿ احمد دلزار) والاساتذة و الذوات : الدكتور عزالدين مصطفى رسول ، هاشم كؤﭽﺎني ، احمد رجب ، الصحفية ئه ستيره ، الشاعرة د . سامية ﭽﺎوشلي ، كمال غه مبار، الشاعر رفيق صابر ، اسو كريم ، عبدالكريم شيخاني ، جلال دباغ ، احمد حامد وكاكه حه مه و حه مه كريم وحسين عارف والصحفي المخضرم ممتاز الحيدري والدكتور هادي محمود وكريم احمد وزيره ك كه مال وابو دلشاد ﴾ وجنود مجهولين اخرين اناروا الدرب للسائرين ، بمشاعل كلماتهم . . و الذين لهم دورا ثقافيا واضحاً و مؤثرا من خلال نشر كتاباتهم في الصحافة العراقية والكوردستانية تحديدا !
ختاما : فلترفرف عاليا راية نضال الشيوعيين الكوردستانيين من اجل الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية ! والف تحية من القلب للصحافة الشيوعية الكوردية والعراقية في يوبيلها الماسي التي انارت الطريق امام ابناء وبنات شعبنا العراقي بقومياته في نضاله الدؤوب من اجل الحرية والديمقراطية والاستقلال .....[1]