#شه مال عادل سليم#
كتب الشاعر الكبير احمد دلزار عن الخالد عادل سليم وعن ذكريات ايام النضال الصعب في كثير من المناسبات و اخر ما كتبه كان في اكتوبر 2009 والذي بيّن فيه :
( تعرفت على المناضل عادل سليم في حزيران 1948 وكان عضوا نشيطا في حزب التحرر الوطني , و مرت السنين ... و عملنا سوية منذ تموز 1973 , حين كنا مكلفين من الحزب ان نقوم بتقوية العلاقات مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني المجاز علنياً ومتصرفية اربيل والجمعيات الاجتماعية في اربيل ، واحيانا في خارج اربيل ايضا .
و كنا كذلك عضوين في ما دعي بالجبهة الوطنية ، منذ قيام تلك الجبهة في تموز 1973 وكذلك كنا عضوين في مجلس السلم والتضامن العراقي برئاسة الاستاذ الخالد الذكر ( عزيز شريف ) منذ اواسط 1975 الى ان توجهنا الى اكناف راسياتنا الشامخات في ايار 1979 معارضين .
ومن الجدير ذكره انه لم يمر اجتماع واحد من اجتماعات لجنة الجبهة في اربيل من دون انتقاد و كشف الرفيق عادل سليم خروقات البعث و سلوكه سواء مع الجماهير او مع الأحزاب الوطنية بما فيها العاملة في الجبهة, وعلى سبيل المثال اذكر هنا ثلاث مواقف جريئة جدا للرفيق عادل سليم وهي :
في احدى اجتماعات لجان الجبهة التي عقدت في القصر الجمهوري ببغداد وتحت اشراف صدام حسين و بحضوره, انتقد الرفيق عادل سليم خروقات البعث في كوردستان و عموم البلاد بالتفصيل وبجراة غير عادية، حيث لم يكن هيّاباً من ( القائد الضرورة ) ، مما دفع بصدام الى التوجه الى المنصة ووقف ازاء الرفيق عادل وهو يتُقد غيظا ...
ولما انهى عادل سليم خطابه وقام ليجلس في مكانه، حل محله صدام على كرسي المنصة وقال : لقد قال الرفيق ..... وتلكأ في النطق ، واذا بقائل يقول : عادل سليم ! فقرأ جملة من كلام عادل سليم ثم علّق رداً عليها بالصيغة التي تلائمه هو ... وهكذا بين فينة واخرى كان يردد : قال الرفيق عادل ثم يُرد على قوله الى ان رد على كل الخروقات التي طرحها عادل بالصيغة التي يُريدُها هو . ثم عرفنا فيما بعد بان صدام كان ينوي تصفيتُه
بعد شهور زار صدام حسين أربيل و اجتمع باعضاء المجلس التنفيذي دون التشريعي , وهناك ايضا تحدث عادل سليم نيابة عن المجلس و كان يوجه انتقادات جديدة و اتهامات خطيرة الى البعث، الأمر الذي اوغر صدر الطاغية بالحقد الاسود على عادل سليم وحزب عادل سليم .
انتقد الرفيق عادل سليم سياسة البعث الهوجاء وموقفه العدائي ازاء الحزب الشيوعي العراقي , امام وفد للجبهة الوطنية البلغارية كان يزور المجلس التشريعي في اربيل , وذالك اثناء تناول وجبة الفطور في فندق هورامان السياحي , عندما سأل رئيس الوفد الزائر عادل سليم عن جو العلاقات بين الحزبين : الشيوعي العراقي والبعث العربي . و في عموم الزيارة كان الرفيق ينتقد بشدة و يكشف الخروقات والسلبيات البعثية بالتفصيل . .
واخيرا و حين وصل ارهاب البعث وطغيانه الذروة في مدينة كركوك . . في ايلول 1978 ، اسقط البعث لجنة محلية كركوك و (الجبهة الوطنية) كانت ما تزال قائمة ؟!. فذهب وفد من قيادة الاقليم مكون من رفيقين احدهما الرفيق الخالد الذكر البطل عادل سليم , و اجتمعا هناك باللجنة المحلية المسقطة وبالبعثيين وهناك جرى تسميم عادل سليم . . وفي طريق العودة الى اربيل خلال ساعات قلائل كانت حياة عادل سليم الغالية تنتهي ليدخل اسمه في سجل الشهداء الخالدين .
لك المجد ايها الرفيق المخلص حتى النهاية ) .
دلزار.[1]