شه مال عادل سليم *
(الفرسان) او (افواج وسرايا الدفاع الوطني ...,الخفيفة , جحوش , صداميين اكراد) تسميات عديدة اٌطلقت على تلك التشكيلات التي كانت شبه نظامية عملت باشراف من ضباط وعسكرين صداميين محترفين بالتعامل مع هؤلاء المرتزقة . . على سبيل المثال لا الحصر المجرم المدان سلطان هاشم , اياد خليل زكي , يونس محمد الضارب ,المتهم الهارب نزار عبدالكريم الخزرجي ,عدنان خيرالله و بارق الحاج حنطة الذي يعتبر احد (ابطال) القتل في انفلة اهالي (كرميان) والتي شملت مناطق كثيرة على سبيل المثال لا الحصر( جمجمال , سنكاو , ليلان , قادركرم , نوجول , كفري , سرقلا , جبارة , كلار , باوه نور ودربنديخان) ...و الخ ...
ولمعرفت هولاء الصداميين الاكراد للطبيعة الجغرافية لكوردستان واسرارمداخلها وخفايا طرقها الجبلية الوعرة والمسالك الصخرية المؤدية الى قمم جبالها وبطون كهوفها وعيون ميائها وسهولها ووديانها والطرق المؤدية اليها و طرق الانسحاب منها . . استخدموا كادلاء في الغزوات والانفالات والمعارك .....
لقد نهب هؤلاء المرتزقة كل الممتلاكات التي وقعت بايديهم من المؤن والاثاث الضروري والاجهزة والادوية الفائضة و التي وزعت في الكهوف وبين الصخور وفي الغابات والاماكن العاصية من قبل البيشمركة و والمقاومة الشعبية قبل بدء حملات الانفال تحسبا للطوارئ بعد ان تعمم القرار على مواقع البيشمركة الخلفية بضرورة تخفيف المقرات واخفاء اللوازم والمعدات الاضافية بشكل جيد......
بالاضافة الى نهبهم ومصادرتهم الممتلكات والحيوانات العائدة لاهالي المنطقة الذين تركوا كل شئ في قراهم وهربوا قبل ان تضيق عليهم فرص النجاة ... , كما لعبوا دورا قذرا في اسر واعتقال عوائل منطقة ( كرميان) ومناطق كثيرة اخرى وتسليمهم ايّاها الى مسالخ النظام وخاصة النساء والاطفال والشيوخ وذالك باعطائهم وعود كاذبة بعدم تعرض الجيش لهم في حال بقائهم في اماكنهم ...ولكن مع بدء (عاصفة الانفال) تم اعتقالهم وارسالهم الى مجمعات السلخ والاغتصاب والقتل .........
جدير ذكره انهم شاركوا ايضا في حراسة معتقلات ومجمعات ومراكز النقل الرئيسية التي شيدت خصيصا لضحايا الانفال على سبيل المثال لا الحصر مسلخ (توبزاوة والدبس ) الذي خصص للنساء المؤنفلات اللواتي تعرضن فيها الى مظالم كبيرة وشنيعة منها الاغتصاب و ترحيل اعداد منهن الى دول عربية وتحديدا جمهورية مصر العربية حسب الوثيقة الصدامية التي صدرت عن مديرية المخابرات محافظة كركوك بتاريخ 10-2-1989 والتي تضمنت اسماء 18 من المغدورات الكورديات المحجوزات اللواتي تراوحت اعمارهن بين 14 الى 29 سنة حسب ما جاء في الوثيقة حيث تم ارسالهن قسرا الى النوادي الليلية لجمهورية مصر العربية ) .
بالاضافة الى هذه التشكيلات الارهابية كان هناك (قوات الطوارئ و المفارز الخاصة )المتكونة ايضا من صداميين اكراد والتي كانت تعمل باشراف جهاز الاستخبارات العسكرية وتحت اشراف (مدير منظمة استخبارات المنطقة الشمالية ) وكانت لهم صلاحيات اوسع من مفارز افواج الدفاع اللاوطني . . على سبيل المثال : آليات الاعتقال , الاختطاف , القتل , السلخ , السحل , الاقتحامات الليلية , التحريات ,نصب الكمائن والسيطرات داخل المدن والطرق المؤدية الى مراكز المحافظات وفي المحلات التي كانت تشتبه بها والتي كان يطلق عليها من قبل ازلام النظام ب (وكر المخربين) وكان لكل قاطع مفرزته او مفارزه الخاصة المدججة بالاسلحة والرشاشات والدوشكا ,كان عدد المفرزة الواحدة يتراوح مابين 30 الى 50 مرتزق واغلبهم كانوا ملثمين كالميليشيات والتشكيلات الأرهابية الصدامية الأخرى وخاصة عندما كانوا ينفذون تلك الاوامر، بهدف نشر الرعب والارهاب بين المواطنين ....
لقد زرع النظام البائد عموم مناطق كوردستان وخاصة المناطق الحساسة بالربايا العائدة ل (الجاش والجيش ) وكان الكثير من هذه الربايا والمواقع العسكرية متاخم للمناطق التي سميت في قاموس النظام البائد ب (المحظورة) . . اي المناطق التي كانت تحت سيطرة و فرض تواجد قوات البيشمركة النظامية , لقد احكموا بتلك الربايا طوقا حول مدن واقضية ونواحي وجبال وسهول كوردستان بشكل عام , رغم اختراقات قوات البيشمركة بالقوة و دخولها الى المدن والاقضية والنواحي وانجاز عمليات عسكرية في عمق الاراضي التي يسيطر عليها الجيش واجهزة السلطة القمعية وملاحقة ازلام النظام البائد في المدن واقتحام وضرب مقرات الامن والاستخبارات وبطولات وملاحم كثيرة اخرى . . الا ان تلك الربايا و الالغام التي زرعت حولها كانت تعيق و تعرقل تحرك المفارز البارتيزانية وخاصة عند اجتياز تلك المناطق للدخول الى عمق الاراضي التي يسيطر عليها النظام البائد .......
كما لعب هؤلاء الجحوش ادوارا قذرة اخرى . . . على سبيل المثال لا الحصر ملاحقة ومتابعة كل الذين كانوا يتعاونون مع قوات البيشمركة وخاصة من اهالي القرى الذين كانوا يوفرون للبيشمركة الادوية والتموين (الارزاق) ,كما كانوا يقفون في السيطرات ملثمين ويحققون مع كل من يشتبهون به وخاصة مع عوائل البيشمركة من اهالي المدن الذين كانوا يزورون ابنائهم بين حين واخر وكانوا يعتقلون كل من يشتبهون به ويرسل الى المجهول .... كما كانوا ينصبون الكمائن , ويراقبون الطرق الشوارع وخاصة الاماكن والنقاط الحساسة التي كانت تعبر منها مفارز البيشمركة لانتقالهم من منطقة الى اخرى مثلا عبور الشوارع الرئيسية في عموم مناطق كوردستان ...
لقد ساهم هؤلاء المرتزقة في تدمير البنية التحتية لكوردستان وعملوا في انجاح الاعمال العسكرية والغزوات والانفالات وتحديدا مع بدء المرحلة الاولى من جريمة الانفال في 21- 2 - 1988 الى المرحلة الثامنة والتي عرفت في قاموس النظام البائد ﺒ(خاتمة الانفال والتي بدأت في 25 اب وانتهت في 6 ايلول لنفس العام )... و شملت منطقة بهدينان (القرى و الاقضية التابعة لها) و تم فيها تدمير 23 قرية في منطقة اميدي , 35 قرية في عقرة , 19 قرية في شيخان , 100 قرية في زاخو و 63 قرية في منطقة دهوك .....بمشاركة الفيلق الثالث والخامس والسادس والسابع من الجيش العراقي وبمساندة الطائرات الحربية والمقاتلة والمدافع الثقيلة و باستخدام السموم والمبيدات على نطاق واسع وبمشاركة قطعان الجحوش .. من الصداميين الأكراد , كادلاء ماجورين لاسيادهم كانوا يدافعون عن النظام البائد دفاعا مستميتاً و قادوا الجيش العراقي الى الهجمات على القرى و ساهموا في تدميرها تدميرا شاملا .
اخيرا اقول : نعم ... نعم لمحاكمة ومعاقبة الصداميين الاكراد على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب والوطن ....
* شاهد على جرائم القتل والابادة الجماعية (الانفال).[1]