العائلة البدرخانية
عام 1880 ويظهر فيها من اليسار الى اليمين: أمين علي ، علي شامل باشا، بحري ، مورا رمزي، و الجالسون من اليمن الى اليسار: حسن بدرخان، مقداد بدرخان ، كامل بدرخان
لأمير الكوردي الثائر بدرخان باشا
هو القائد الكوردي الثائر بدرخان باشا بن عبد الله خان باشا أمير جزيرة بوتان ، ولد سنة 1802 الميلادية في مدينة آمد (ديار بكر) ب منطقة بوتان ، كان في مقتبل شبابه عندما توفي والده سنة 1822 فخلفه هو في إدارة حكم إمارة بوتان في كوردستان الشمالية .
خطط الأمير البوتاني الثائر منذ توليه الحكم ، لتأسيس حكومة كوردية مستقلة واسعة لكوردستان ، كي يتحرر الكورد من ربقة ونير الاحتلال الأجنبي ويوحد صفوفهم وموقفهم القومي، لذا بدأ بتوسيع حدود إمارته تدريجيا إلى أن وصلت حدودها المترامية الأطراف إلى مدن سرحد وسيورك و وان وبيرانشهر وسنجار والموصل ورواندوز وسابلاغ (مهاباد) .
أوقع هذا التوسع الهائل في حدود إمارة بوتان والنفوذ المتزايد لسياسته ، الرعب في نفوس العثمانيين ، لذا بادرت حكومة السلطان بأعداد جيش قوي التسليح ، والتدريب بقيادة عثمان باشا ، فشن هذا القائد العثماني حملة شعواء على قوات الأمير الكوردي الثائر بدرخان باشا. فبالرغم من شدة الهجوم تمكن هذا الأمير القائد في بداية الأمر إحراز النصر في بعض المعارك ، إلا أن القائد العثماني بدأ بوضع خطط عسكرية محكمة للإجهاز على تلك الثورة العارمة وضربها من الخلف ، وتمكن في النهاية من إقناع أحد أقارب الأمير واسمه عز الدين شير بالانسحاب من ميدان المعارك مع لفيف من اتباعه للعودة إلى عاصمة الإمارة واحتلالها فاهدر بذلك جميع مساعي بدرخان باشا الثائر ولو أن هذا القائد تمكن من إحراز نصر أولي واعادة ملكه ، إلا أن القوات العثمانية تمكنت في نهاية المطاف من محاصرته ومن ثم اسره وابعاده مع اثنين من أولاده الكبار من بوتان إلى الآستانة العاصمة سنة 1847 كي يعيش هناك تحت الإقامة الجبرية بعيدا عن كوردستان .
لقد رأى السلطان العثماني منه الحنكة السياسية وحسن الإدارة فاراد أن يستفيد من خبرته الإدارية فاصدر أرادته السلطانية بتعيين الأمير بدرخان حاكما على جزيرة كريت جنوبي اليونان في البحر الأبيض المتوسط . فخدم هناك الأهالي خدمة مرضية وبذلك نال رضى السلطان فاعاده إلى العاصمة آستانة ومنحه رتبة مير ميران أي أمير الأمراء مع لقب الباشا وعرف منذ ذلك الوقت (ببدرخان باشا) بصورة رسمية .
تولي حكم أمارة بدرخان من الملك صالح بل عام 1821م . قرر الأميربدرخان إعلان الإستقلال عن العثمانين و أعلن مشروعه بإقامة دولة (كوردستان) . مع بداية ربيع ( 1847 ) , فقدت القيادة العامة التركية الأمل في إحراز نصر سريع على قوات الأمير ( بدرخان الأريزي ) أمير جزيرة بوتان الكردية المستقلة ، لذا لجأت إلى أسلوب المخادعة وبذر الشقاق بين أمراء الأكراد وشراء ضمائر المتخاذلين منهم آملة من ذلك شق صفوف الكورد. خلال ربيع ( 1847 ) تمكن عثمان باشا قائد القوات التركية من فتح ثغرة في جبهة الجيش الكوردي بمؤازرة من ( الأمير المخدوع يزدان شير أبن عم الامير بدرخان ) ومعه ( 15 ) ألف مقاتل كوردي على أن يتولى حكم إمارة بوتان بعد القضاء على الأمير بدرخان. في تموز ( 1847 ) استسلم الأمير بدرخان بك وسلم القلعة في ( أروخ ) بعد أن قاوم مدة ثمانية أشهر وتم نفيه مع أخويه ( مير سعد ومير صالح ) ، وهيأة أركانه إلى استانبول .
بعد القضاء على انتفاضة الأمير بدرخان. جمعت الدولة العثمانية بعد ذلك الجزيرة وهكاري وبرواري في ولاية واحدة تحت سلطة الأمير ( يزدان شير ) وحرمت الورثة من الأمراء والحكام الكورد من امتيازاتهم الوراثية. وفي عام ( 1850 ) قامت القوات التركية بمذبحة مريعة في منطقة اومريان العائدة لحكم ( يزدان شير ) بحجة عدم وفائها للضرائب المترتبة عليها.
في عام 1855 بدا يزدان شير الذي كان حليفا للدلة العثمانية في البداية بأنتفاضة ضد الدولة العثمانية. في كانون الاول 1855 وقعت حرب طاحنة بين قوات الامير يزدان شير من ناحية و القوات التركية المدعومة من قبل والي بغداد كنعان باشا. أنتصر فيها الامير يزدان شير و أحتل مدينة سيرت.
بمساعدة مباشرة من البريطانيين و القنصلية البريطانية في الموصل، اشترت بريطانيا و تركيا بعض الذمم بنفس طريقة شراء دمة يزدان شير ضد الامير بدرخان. هذه الحركة اضعفت الامير يزدان شير. فاضطر الى التحصن في معقله ( قصرا كلي ) في منطقة بوتان الجبلية جنوبي وان و اضطر إلى دخول المفاوضات مع السلطات التركية تحت تأثير العميل البريطاني ( نمرود رسام ) لحل القضايا المختلف عليها . و ما ان خرج من معقله حتى ألقي القبض عليه
و أرسل من هناك إلى استانبول لزجه في غياهب السجون في استانبول و عاملوه كما عاملوا من قبله الامير بدرخان ومنحوة لقب باشا وأسلوة الى اليونان و بقى فيها حتى مماته في عام 1868.
ومن الامير بدرخان أنحدرت العائلة البدرخانية العريقة. التي كلها الاثر الكبير في اللغة و الثقافة و الاعلام و الفكر السياسي الكوردستاني .[1]