النصيرة الشيوعية : مه هاباد هه ورامي (تانيا)
تَرْجَمة بِتَصَرُّفٍ وإِعْداد :#شه مال عادل سليم#
(1)
المكان / (پشت ئاشان)
الزمان / 1 ايار ..عام واقعة (پشت ئاشان)
(كان جالساً عند إحدى قِمَم جبل قنديل الثلجية متوترأ وﻣﻔﺠﻮﻋﺎً منسحق ﺍﻟﻘﻠﺐ تماﻣﺎً)(1) وعلامات الحزن والأسى بادية على وجهه الجميل . وعند اقتراب أي شخص منه , كان يسأله بحرقة وبصوت مرتجف :
- هل رأيتم أحلامي ؟
متى تصل أحلام ؟
اين هي ولماذا تأخرت ؟
واسئلة كثيرة اخرى توجع القلوب وتفطرالافئدة .
لم يكن لدى المنسحبين الجواب, ولم يجيبه أحد.
وهو لم ينتظرالجواب منهم أصلاً, كان يسأل باستمرار وبدون ان ينظر حواليه .
كنا نسير و نحمل جرحنا الدامي العميق.
كنت أستمع لنبضات قلبه وألاحظ نظراته الثاقبة والجريئة نحو حلمٍ ليس له حدود .
اه ..
اه .. من هذا العاشق المفجوع واسئلته البريئة التي كانت تفطر القلب ..!
رفيقتي أحلام الغالية ...
ايتها النسمة الياسمينية الجنوبية الرقيقة ...
ايتها القديسة التي رسختِ فينا إحساس الإنتماء إلى الجذور العميقة
وغرستِ فينا حب الحزب بقوة وعزة وإباء ...
ايتها النجمة الجنوبية المشعة في سماء كوردستان
لا أحد يستطيع أن ينساكِ وينسى كلمات واسئلة العاشق المفجوعٌ بكِ.
كيف ننسى ...
وكيف انسى ..
لا .. لا من المستحيل ان انسى ...
لا أنسى ذلك اليوم ما حَييت .
المجد لكِ رفيقتي الخالدة أحلام ..
ستبقى (پشت ئاشان) وصمة عار على جبين القتلة والصامتين المتلونين ...
پشت ئاشان ...جريمة بشعة لا تُنسى ...
تانيا
اواخر نيسان
2021
(2)
المكان / (پشت ئاشان)
الزمان / 1 ايار ..عام واقعة (پشت ئاشان)
كنتُ هناك ... وكنا في غمرة الاحتفال بعيد شغيلة الفكر والعمال العالمي , دَوَّنَتْ ملخص التفاصيل وبكلمات مبعثرة وغير مترابطة كلوحات (پشت ئاشان) غير المكتملة في دفتر مذكراتي وبدقة : الاحداث المؤلمة , اسماء رفاقي ورفيقاتي الشهداء , الجرحى والاسرى , جريمة قتل الاسرى والتنكيل بجثامينهم , مسيرة المنسحبين باتجاه قمم قنديل الشاهقة المتجمدة , المطر والعواصف الثلجية, الجوع والعطش , التجمد من البرد, بكاء وعويل العوائل والاطفال في اعالي قنديل , استقبال الجلاليين بهلاهل واهزوجات من قبل اهالي (پشت ئاشان).
كتبتُ هناك وفي اعالي قنديل ما يعتلج في صدري، وبُحتُ به لوريقاتي البيضاء كبياض ثلج قنديل الناصع . وسجل إصبعيّ المرتجف ما عجز عنه لساني بعد ان فقدت النطق مع فقدان أعز اصدقائي ورفاقي .
دونت كل هذه الذكريات والمشاهد والاحداث المؤلمة واسماء الشهداء والمفقودين وانا في مسرح الجريمة .
رأيت بعيني ما حدث لنا من القتل والنهب والانتهاكات على يد الذئاب البشريّة.
أحداث مفجعة سجلتّها في دفتري الانصاري الصغير للتاريخ وكشاهدة عيان على احداث مأساوية ومؤلمة حد النخاع .
ستبقى پشت ئاشان وصمة عار على جبين القتلة .
تانيا
اواخر نيسان
2021
(1) النصيرة تانيا وثقت في مذكراتها مشهد مؤلم كشاهدة عيان على واقعة (پشت ئاشان) . وفي هذا النص تحديداً تتحدث عن النصير (سالم طه سالم العبيدي المعروف بملازم علي) زوج الشهيدة (عميدة عذبي حالوب الخميسي المعروفة بأحلام سيدة خاتم الزواج المسروق) , من ولادة سوق الشيوخ 1954 ومن أهالي بغداد وهي مهندسة زراعة ومن عائلة وطنية معروفة . غادرت العراق عام 1978 بعد ان واجه الشيوعي العراقي هجوماً شرساً على منظماته من قبل البعث الفاشي ضمن مخطط متكامل وشرس للقضاءعلى الحزب ومنظماته في عموم العراق . توجهت الرفيقة أحلام إلى بلغاريا ، ومن هناك إلى اليمن ، وبعدها إلى كوردستان . شاركت في الكفاح المسلح مع رفيقاتها ورفاقها بعد ان تبنى الشيوعي العراقي الكفاح المسلح وناضلت من اجل الاطاحة بالنظام الدكتاتوري . استشهدت في الاول من أيار 1983 في واقعة (پشت ئاشان) على يد مقاتلي جلال طالباني بعد مقاومة بطولية نادرة . وبعد استشهادها قطعوا الاوغاد إصبعها لكي يأخذوا أو بالاحرى يسرقوا خاتم زواجها . بالضبط كما فعلوا مع ضحايا حلبجة عام 1988 .
* النصيرة الشيوعية البطلة مهاباد هه ورامي المعروفة بالنصيرة تانيا وهي بنت الكادر الشيوعي المعروف والكاتب الصحفي والمربي الفاضل الرفيق الخالد (حمه رشيد هه ورامي). دوّنت النصيرة تانيا في دفتر مذكراتها تفاصيل كثيرة مرّت بها في مسرح الجريمة (پشت ئاشان) , منها ممارسات المرتزقة وجرائمهم بحق انصار الشيوعي العراقي , المعارك والمواجهات المصيرية وثم الانسحاب غير المنظم عبر سلسلة جبال قنديل الى إيران. تقيم الان رفيقتنا البطلة تانيا في احدى الدول الاسكندنافية .[1]