أجرى الحوار : #شه مال عادل سليم#
لو تخلصت من كل انتماء ما عدا إحساسك بالإنسانية .. سيساعدك ذلك على اتخاذ الموقف الصحيح:
أثناء لقائي مع الاستاذ هه فال كويستاني سألتُه: اين كنت اثناء الاقتتال بين قوات الاتحاد الوطني وقوات جبهة (جود) ؟
أجاب قائلاً : (كنت انذاك اعمل في مؤسسة ثقافية تابعة لعصبة كادحي كوردستان . وفي عام 1983 عند ما احتدمت المعارك بين قوات جبهة جود والاتحاد الوطني الكوردستاني , كنت في الاعلام الاتحاد المركزي ومسؤول الاذاعة , ومع انبثاق المكتب الإعلامي المركزي , اصبحت عضواً في المكتب المذكور المتكون من ثلاث اشخاص انذاك) .
طرحت عليه سؤالا آخر: ماهو تعليقك على تبريرو حجج جلال الطالباني لهجوم قواتها على قيادة الشيوعي العراقي في بشت اشان والذي قال : (بان الشيوعي العراقي اشعل نار الاقتتال بين الطرفين بعد مهاجمته على مقرنا في باليسان وفعلوا بنا ما كان بأستطاعتهم , وكانوا السبب في امتداد نارالاقتتال نحوهم دون ان يكونوا في حالة الأستعداد للقتال والمقاومة) (1).
وهل ترى بان تبرير الطالباني هو تبرير منطقي فعلاً , في حين ان الاحداث تقول بان الاتحاد الوطني هو المبادر في اشعال الاقتتال وضرب انصار الشيوعي العراقي , على سبيل المثال لا الحصر: تم الاعتداء على (عبدالله ماويلي) واغتياله في شباط عام 1982 بعد ان التحق بانصار الشيوعي العراقي مع مقاتليه . ومن الجدير بالذكر اقر جلال طالباني بعد حادثة اغتيال (عبدلله ماويلي) بان الذنب كان ذنب الاتحاد الوطني في خلق هذه المشكلة ) (2)
وفي عام 1983 اي قبل احداث باليسان بشهرين تقريبا وقعت مفرزة كبيرة لانصار الشيوعي العراقي ضمت اكثر من 90 مقاتلا بعد ان اكملت مهمتها وانسحبت من اربيل , وقعت المفرزة في كمين نصبه مقاتلو الاتحاد الوطني , وكانت علاقات الشيوعي العراقي جيدة انذاك مع الاتحاد الوطني ولم يكن قد مضى غير أيام على توقيع اتفاقية ثنائية بين الجهتين حول العمل المشترك ضد النظام البعثي الفاشي , وعليه تطورت الاصطدامات المسلحة حتى بلغت قمتها في معركة بشت اشان ؟
اجاب كويستاني : (الاقتتال الدامي الذي جرى بين الاتحاد الوطني والشيوعي العراقي لم يكن له إطلاقاً أي مبرر, وإن من يدقق في تطور الصِراعات والاصطدامات بين الطرفين والوثائق التي صدرت عن جميع الأطراف لا يجد مبرراً مقبولاً لما جرى ابداً ، كما لا يلمس الجدية وروح المسؤولية في التعامل معها،, الا ان دخول الشيوعي العراقي في جبهة جود وعدم التزامه جانب الحياد ,مهد الطريق للاقتتال بين الطرفين (الاتحاد الوطني والشيوعي العراقي), لان الاطراف الاخرى في (جود) كانت تقاتل ضد الاتحاد الوطني. وفي نفس الوقت ان حادثة (عبدلله ماويلي) أدت إلى رفع حدة التوتر بين الاتحاد الوطني والشيوعي العراقي بشكل خطير).
يضيف كويستاني : (كما يعرف الجميع ,ان عبدلله ماويلي كان مطلوبا للاتحاد الوطني بعد ان قتل عدد من بيشمركة الاتحاد وسلم نفسه إلى السلطة واصبح آمر مفرزة خاصة ، وبعد فترة التحق المذكور بالشيوعي العراقي , وعندما علمت قيادة الاتحاد بهذا الامر, طلبت من الشيوعي العراقي ان يسلمه اليها لمعاقبته, ولكن الطلب جوبه بالرفض وعليه قامت مفرزة تابعة للاتحاد بقتله , وجراء هذه الحادثة قام الشيوعي العراقي بقتل عدد من بيشمركة الاتحاد الوطني.
اضافة إلى ذلك هجم الشيوعي العراقي مع اطراف جود على مقر القاطع الرابع للاتحاد الوطني في باليسان , وقبل ذلك بايام وبالتعاون مع مفرزة تابعة للاشتراكي الكوردستاني قتلوا (شه مال وسرباز) في وادي خلكان , كل هذه الاحداث اعطت الحجة والتبرير لكى يقوم الاتحاد الوطني بالهجوم على قيادة الشيوعي العراقي في بشت اشان).
وانتقلنا بعدئذ إلى تناول قضية قرار قتل الاسرى ميدانيا بعد اعتقالهم والمعاملة اللاإنسانية والمنافية لكل المواثيق والمعاهدات الدولية والقيم والمبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان. تحدثنا عن جريمة القتل الممنهج للمناضلين الشيوعيين الذين وقعوا في اسر قوات الاتحاد الوطني اثناء المصادمات .
تحدث الاستاذ هه فال كويستاني إلى موضوع قتل الاسرى وتطبيق شعار(ليكن حصادكم نضيف بمعنى ,اقتلوا كل من يقع تحت ايديكم من الاسرى). وهناك فيديو يوثق تورط جلال الطالباني بتهمة التحريض المباشر والعلني وحث قواته على هدر دماء الشيوعيين وإبادتهم ,أرجو من كل قارئ أن يتوقف قليلاً ليسمع ماذا يقول الطالباني لمقاتليه قبل الهجوم على بشت اشان بيوم واحد (3).
وحول قرار الهجوم على قيادة الشيوعي العراقي في بشت اشان , قال كويستاني : (بعد حادثة قتل شه مال وسرباز ورفاقهم في 15-04 -1983 والاستيلاء على مقر الاتحاد الوطني في باليسان كما اسلفت سابقاً, توجه نوشيروان على رأس قوة كبيرة نحو بشت اشان لضرب المقرات الرئيسية للمكتب السياسي للشيوعي العراقي والاشتراكي والديمقراطي الكوردستاني والاشتراكي الكوردي .
وكانت قيادة الاتحاد الوطني بشكل عام مع قرار الهجوم على قيادة جبهة جود في قرناقاو وبشت اشان بهدف الانتقام والثأر منهم, ولم يقف اي شخص في قيادة الاتحاد ضد القرار باستثناء القيادي ملازم عمر).
وفي الختام اكرر واقول : أتمنى أن يحذو مهتمون آخرون حذو الاستاذ هه فال كويستاني وملا بختيار وقهار كزنيي ومصطفى حسن كه وره, لكشف الحقائق وكسر حاجز الصمت والمكاشفة المطلوبة والمحاسبة النزيهة والنقد البناء على الرغم من ان جُرحٌ بشت اشان سيبقى في الفُؤاد لا يَلتئم.
(1) يقول الرفيق قادر رشيد ابو شوان : (بأمر من جلال الطالباني تم نقلنا نحن الثلاث (كريم احمد , احمد باني خيلاني وانا ..قادر رشيد) من معتقل خانه قا الى ناوزنك . واثناء لقاءنا مع الطالباني قال لنا نصا : (انتم البادئون باشعال نار القتال , فأنتم مع جبهة جود بدأتم بالهجوم علينا في باليسان في حين كان بيننا وبينكم اتفاق ثنائي وكنا شركاء في الخنادق , ان قاطع سليمانية كركوك بقيادة الاستاذ بهاءالدين نوري اصدر بيانا مشتركا مع ملابختيار ورفاقنا في قرية (ديوانة) يدعون فيه إلى التعاون والسلم وعدم الاقتتال , ان هذا العمل موضع ترحيبينا ورضائنا).
(2) حول حادثة قتل (عبدلله ماويلي) , يقول الرفيق بهاءالدين نوري : (كان من المألوف ان يلتحق البعض تارة بصفوف احد الاحزاب الكوردستانية وأخرى بصفوف مرتزقة السلطة . وهناك من انتقل مرات بين السلطة وبين هذه الاحزاب . غير انه ندر ان يلتحق الجحوش المرتزقة بصفوف الشيوعيين . في عام 1982 التحق بنا الجحش عبداللة ماويلي مع عدد من زملائه . وهو كان شيوعيا في وقت ما مضى ثم انضم إلى صفوف مرتزقة السلطة وارتكب شأن الغالبية الساحقة من اضرابه جرائم بحق الفدائيين من التشكيلات الاخرى ، خصوصا من الاتحاد الوطني . فأثار انضمامه الينا السخط والاحتجاج لدى الاتحاد بذريعة ان هذا الرجل قد قتل سابقا عددا من بيشمركته. وطالبنا بتسليمه اليه لمحاكمته على هذه الجرائم . رفضنا الطلب وأعطيناهم جوابا منطقيا وقلنا لهم : نحن مستعدون للاتفاق على تحديد ضوابط مشتركة تسرى على جميع الاحزاب ويعامل الجحش ، ايا كان الحزب الذي ينضم اليه ، وفق نفس الضوابط ، وليس العفو عمن ينضم إلى بعض الاطراف وصب جام الغضب على من ينضم إلى جهة اخرى .
لم يستجب الاتحاد الوطني لاقتراحنا ولم يكن يقبل التعامل مع جحوش انضموا اليه على نفس الاسس بل اصر على رأيه ، ربما بسبب الخوف من تكرار التحاقات الجحوش بصفوف الشيوعيين . وكمن يريد فرض رأيه عنوة على الاخرين ويحتكر الساحة لنفسه وحده ,اباح مسلحو الاتحاد الوطني لأنفسهم حق تطويق الدّار الّتي وجد فيها (ماويلي) بقرية دركلة وقتلوه بصورة استفزازية . ادى ذلك الى اثارة فدائيينا في تلك المنطقة وثأروا ، بقيادة علي كلاشنكوف ، لزميلهم القتيل بتطويق وقتل عدد من فدائيي الاتحاد الوطني في قرية ملكان . وفي اعقاب ذلك وقع صدام مسلح بين مسلحي الطرفين في قرية ورتى وحواليها ، استمر ساعات وأصيب فيها البعض بجراح .
في هيئتنا هندرين استنكرنا بقوة مقتل (عبدالله ماويلي) وألقينا التبعة على الاتحاد الوطني واعتبرنا رد علي كلاشنكوف ردا مشروعا وطالبنا بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة . وتوترت العلاقات حتى على الصعيد القيادي وخيم على وادي الاحزاب خطر اصطدام اشمل . لكن كفة العقل رجحت ، لحسن الحظ ، ونجحت الوساطات . وكان (د . عبدالرحمن قاسملو) بين الوسطاء وأبلغنا بان سكرتير الاتحاد الوطني أقر بان الذنب كان ذنب الاتحاد في خلق هذه المشكلة).
(3) اضغط على الرابط المرفق لسماع خطاب جلال الطالباني وهو يحث مقاتلي حزبه قبل احداث بشت اشان بيوم واحد ويحرضهم بشكل علني ومباشر على ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الاحزاب والاطراف الكوردية ومناصريهم وعوائلهم واصدقائهم , ويطلب منهم ان يضربوا الشيوعي العراقي (التحريفي والانتهازي حسب زعمه) بيد من الحديد ولا يرحموا أحدًا, وان ينتقموا ويثأروا لرفاقهم (محمد شيخ محمود باخه المعروف ب شيخ شه مال وسرباز وسعدي وكامران) .
https://www.youtube.com/watch?v=HuDHpAYjOSw
(*) للاطلاع على مذكرات الاستاذ هه فال كويستاني باللغة الكوردية , اضغط على الرابط التالي :
https://www.kurdipedia.org/files/books/2017/142952.PDF?ver=131641367941154689.[1]