#شه مال عادل سليم#
على هامش الذكرى ال 29 الأليمة لجريمة الأنفال الاكثر من سيئة الصيت والتي تعتبر من الجرائم المرتكبة ضد الانسانية , وخلال حلول الدكتور (#رجائي فايد# ) , الخبير المصري والعربي في الشؤون العراقية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية , ضيفأ عزيزا على إقليم كردستان العراق , سنحت الفرصة لنا للقاء الدكتور (فايد) وذالك في 16-04- 2017 , وقد تضمن اللقاء الحديث على ثلاث محاور رئيسية وهي : جريمة الإنفال الاكثر من سيئة الصيت , انفال الايزيديين , و الوضع السياسي الحالي في إقليم كردستان , وكان معه هذا اللقاء .
ما زالت جرائم الانفال مستمرة بحق الايزيديين والمكونات غير المسلمة الاخرى
السيد رجائي فايد , كما تعلمون قامت سلطات حزب البعث الفاشي في العراق بتدمير العديد من قرى (الايزيدية )في سنجار والشيخان وتلكيف والقوش ، ففي سنجار تم تدمير اكثر من 360 قرية تعود للايزيدية وكذلك (محلة البرج في مركز القضاء وتم اسكان اهاليها في 12 تجمع قسري عام 1975) , كذلك جرى تدمير قرى (الايزيدية) في منطقة (تلكيف والشيخان والقوش ودهوك وفاييدة في عام 1984 – 1987 وقد شملت قرى سهل القايدية التي كانت بمستوى مدن صغيرة) , و في احصاء عام 1977 تم تسجيل كافة (الايزيدية كعرب )بقرار من السلطات العراقية حيث اعتبرت سلطة البعث كل (الايزيديين عرب) من دون ان تسال (ايزيدي) واحد عن رأيه او موقفه من هذه المسألة.
وفي سنة الانفال (1988) غيبت العديد من عوائل (البيشمركة) من سكان (بعشيقة وبحزاني ودوغات وسنجار وكرساف وخورزان ومل جبرا وباعذرة وخانك) وعددهم تجاوز ال200غالبيته من الاطفال والنساء بحجة ان ا(لايزيديين )عرب ولا يشملهم قرار العفو.
و بعد سقوط نظام صدام حسين تعرض (الايزيديون) الى الإبادة الجماعية على يد داعش الارهابي .
والسؤال هو : كيف ترون كباحث عربي مصري مستقبل الإيزيديين والأرمن والسريان والكلدان وبقية الأديان بما فيهم اليهود والمسيحيين في العراق والمنطقة بشكل عام امام المد الاسلامي و(تحت راية المربع الاسود لا اله الا الله محمد رسول الله) ؟
كما قلت فى البداية منهجى هو الصراحة والوضوح،ودائما أقول (صديقك من صدقك بفتح الدال والقاف لا من صدّقك) ويقول المثل المصرى (يا بخت من أبكانى وبكى علىّ ولاضحكنى وضحك الناس علىّ)،لذلك فأن أرفض تماما مقولتك (تحت راية المربع الأسود لا إله إلا الله محمد رسول الله)،أنا مسلم وأعتز بانتمائى لهذا الدين العظيم السمح ولرسوله الذى قال عنه الله سبحانه وتعالى(وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين)،لذلك فرغم أن لدى ماأرد به على السؤال لكن طريقة صياغة السؤال مرفوضة،لذلك فإننى لن أجيب إلا بكلمة أوجهها للإخوة الكرد خصوصا الشباب منهم،أنتم سواء حققتم الإستقلال أم لا ستظلون تعيشون فى بحر إسلامى وبالتالى لايجوز أن أسمع الإنتقادات الغير قائمة على العلم أو المعرفة للدين الإسلامى الحنيف، من ينتقد عليه أن يدرس الدين وليس قشوره كى يكون نقده قائم على العلم . اما عن مستقبل المكونات غير المسلمة فى المنطقة من الممكن أن يكون مستقبلاّ شأنه شأن إخوانهم المسلمين إذا عملوا على الإندماج فى مجتمعاتهم وعدم الإحساس بأنهم منبوذون فى أوطانهم ، وفى الطرف المقابل عليه أن يدرك أن فى وجود هؤلاء ثراءاّ لمجتمعاتهم ،وما أقوله ليس من باب التمنى ولكن مسألة تحقيقه أصبحت أسهل كثيراّ مما مضى، والدليل جريمة إرهابية تحدث، والإدانة تخرج من المكون المسلم كما تخرج من المكونات الأخرى ، ولننظر الإدانة الواسعة مصرياّ وإقليمياّ لجريمتى تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية ، كل ذلك يشير بأن التعايش وبالتالى الترحيب بالتنوع أصبح أكثر قرباّ مما مضى .
دكتور رجائي فايد , اسمحوا لي بان اصيغ السؤال بطريقه اخرى : تحت الراية السوداء لتنظيم الدولة الإسلامية تم انفلة المكون الايزيدي ولحق بهم غبن كبير وكبير جدا لايوصف النساء والفتيات تعرضن للبيع والسبي والاغتصاب والتعذيب الممنهج وتم تدمير قراهم ومدنهم تدميرا شاملا , ولكن وللاسف بقت الدول العربية والاسلامية متفرجة ولم نسمع لها قرارا ولا بيانا ولا شجبا ولا تنديدا لهذه الحملات الشرسة ضد هذا المكون المسالم ؟
لنحاول سويا أن ننقل لهم ما حدث من أهوال ولا نسكت يائسين، وأنا إذ أقول ذلك أقوله إنطلاقاّ من الإنطباعات التى تركتها الأخت الإيزيدية (خالدة خليل رشو) خلال 5 أيام فقط فى القاهرة، لابد من التحرك وعدم السكوت والإكتفاء باللوم , وبالطبع فإن العالم العربى غارق حتى أذنيه فى الهموم والمشاكل وأنا لا أقلل من الذى حدث للإيزيديين ولكن مايحدث وما يتوقع حدوثه للعرب ليس بالأمر الهين , عموما لابد من التحرك وعرض المأساة التى حدثت .
هل تعتقدون بأن عمق رسالة (نادية مراد) الناجية الايزيدية من مسالخ داعش والتي التقت بالرئيس المصري والازهر, هل وصلت رسالتها الى الدول العربية من خلال وجودها بمصر ؟
إلى حد ما , ولايجب أن نكتفى بها، لابد من عمل كبير متراكم طبقة فوق طبقة والفكرة الماركسية تقول (التراكمات الكمية تؤدى إلى تراكمات كيفية) , من المهم توضيح طبيعة الديانة الايزيدية وتنقيتها مما لحق بها من تشويه على مر التاريخ فهذا يساعد فى فتح القلوب.
نتطرق الى الخلافات الداخلية بين الاحزاب الكردية , والاستفتاء وامكانية انفصال إقليم كردستان عن العراق في حديثنا القادم .
يتبع
* رجائي فايد ، من مواليد طنطا 1943 جمهورية مصر العربية , كاتب ومحلل سياسى مصرى , ورئيس المركز المصرى للبحوث والدراسات الكردية , وعضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية, عاش مع عائلته في ( هه ولير ) اكثر من 9 سنوات كاملة بدءأ من أول مايو 1979 حتى 26 اب 1988 ،عمل في التخطيط والمتابعة بالمنشاة العامة للدواجن في ( هه ولير) وثم في مديرية الثقافة الجماهيرية .[1]