#شه مال عادل سليم#
نبض وروح اي رقيب لا تختلف عن نبض وروح اناشيد دول العالم ...
لو نقارن بين اي رقيب و اناشيد دول العالم المتحضر على سبيل المثل لا الحصر الدانمارك , النرويج , فنلندا , السويد , ايسلاند والمانيا، لحنا وكلمات , نرى ان الكلمات قريبة جدا من كلمات اي رقيب ...اي في تشكيله الجمالي و نقل الافكار من خلال الصورة او اللوحة الشعرية ...اما اللحن فأنه يحث المستمع ويحرضه ويحرك الدم في عروقه بحيث يترك تاثيره حتى على اولئك الذين لا يفهمون لغة تلك الدول ..بحيث انهم يشعرون مع سماع النشيد ببدء القلب بالخفقان مع تصاعد وانخفاض الايقاع ولحن النشيد ... ويشعرون بحثّه المستمع على النهوض وحب الوطن والتحدي في سبيله، وبتذكيره بجمال صور ومناظر الوطن الطبيعية وتاريخه .... حتى الاسماء او عناوين الأناشيد الوطنية لدول العالم فيها روح وجمال يصمت الكون له ويسكنه كعنوان نشيدنا اي رقيب .....
فلاعجب ان كلمات النشيد الوطني السويدي المسموعة تذكّر مواطنيه بحب الوطن والقداء من اجله...ففي احدى مقاطعه يقول ((نعيش ونموت في وطننا ))..(.نعيش ونموت هنا) .... اما النشيد الالماني فاسمه (دوجلاند اي بلد الالمان ) وهذا بحد ذاته تحدي وعنوان ثوري ووطني بحت ...اما النشيد الدانماركي وعنوانه ((هذا الوطن الجميل )) يتحدث عن جمال طبيعة البلد وعن الدانمارك القديم وبقائه وانتصاره وعطائه وجمال وروعة الامهات والنساء .... ويجب الاشارة الى ان النشيد الوطني الدانماركي قد كتب في سنة 1819 من قبل الكاتب ( Adam Gottlob Oelenschlåger )...والذي يعتبر من اوائل الكتاب الدانماركيين .......
اي رقيب جزء من ثقافة وتاريخ شعب كوردستان ..
لقد ادرك رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني حجم وخطورة هذه الاصوات النشاز وآراء وافكار الذين يطالبون بتغيير النشيد وباسلوب ديماغوجي وخاصة الان في هذا الظروف المعقدة التي يمر بها العراق بشكل عام وكوردستان بشكل خاص . . وتجنبا لحدوث مشاكل وقلاقل وفتن صرح رئيس الاقليم بان لايحق لاحد تغيير نشيد( اي رقيب) لانه امتزج كراية كوردستان مع مقدساتنا لذا من المستحيل تشويهه ولا يجوز لاحد ان يقوم بتغييره .
اي رقيب من اناشيد الحب والوطنية ..
نظم دلدار قصيدة اي رقيب عام 1939 عندما كان طالبا في الصف الخامس الثانوي في كركوك , وقد تعلّمه والدي من دلدار عندما كانا مع مناضلين اربيليين اخرين في ساحة النضال يدافعون عن حقوق الشعب في نيل الحرية والاستقلال وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في اواخر الثلاثينات ... وكان اي رقيب اول نشيد علمني ايّاه والدي وانا في الخامسة من عمري وكان قد اصبح نشيدا وطنيا وثوريا لكل اطياف الشعب دون استثاء وخاصة لنا نحن طلاب المدارس حيث كنا نردده بحماس في المظاهرات والانتفاضات وخاصة في اضراب الطلاب عام 1982- 1983 في اربيل ومدن كوردستان الاخرى .. و في المناسبات الوطنية الاخرى ...
الشعر قبل كل شيء هو شعور , والهام , وابداع ....وليس وليمة وهدايا وتحزباً ضيقاً ......
اخيرا ان ( حب الوطن من الايمان) ...وان غالبية القادة الكورد على مر التاريخ كانوا من رجال الدين ومن علمائه و مشايخه، ولو نتصفح التاريخ نرى بوضوح حقيقة هذا الامر ولكن لم نسمع يوما اقتراحا لتغيير النشيد كما نسمع اليوم في منابر كثيرة ولم نسمع الاحتجاج او عدم رضا من مقطع او ماهيته من مقاطع النشيد بل العكس كانوا هم اول من غنّاه في المناسبات الوطنية والثورات والانتفاضات , نعم كان حب اولئك القادة وولائهم نابعا من ايمانهم بمذاهبهم وعقيدتهم واديانهم السماوية التي كان تحثهم على حب الوطن والفداء من اجله بكل غال ونفيس وان انتشار الوعي القومي كان عبر منابر الجوامع وبالتحديد من قبل رجال الدين المتعلمين والمتمكنين الذين كان ولائهم الاول والاخير لوطنهم وارضهم وشعبهم لذالك كانوا يؤمنون ايمانا راسخا بان الدين والايمان هو الوطن وان الانتماء للوطن هو الانتماء للدين.......
ولكن من المفارقات العجيبة حقا ان مكونات شعب كوردستان باغلبيته المسلمة تعرّضت ولاتزال للقتل والشنق والأعدامات والأبادة على ايدى حكام وانظمة اسلامية على مر التاريخ والى الآن، فعلى سبيل المثال لا الحصر اعلن في تركيا ان ليس هناك شيء اسمه اكراد ... بل انهم اتراك جبليون في حين ان عدد الاكراد في كوردستان تركيا يفوق كل اجزائها الاخرى ....
اما في ايران وسوريا فأن وضع الاكراد ليس احسن ان لم يكن اسوء فحكم رضا بهلوي على اكراد ايران كان نسحة طبق الاصل لحكم تركيا اي اعتبروهم فرساً جبليين وفرضت عليهم قيود وسلاسل كعبيد لايستحقون الحياة ....
اما في العراق وفي ظل النظام الصدامي البائد، فقد جرى قتل وذبح و محاولات ابادة هذا الشعب في اشرس عمليات عسكرية همجية منهجية منظّمة عرفت باسم احدى سور القران ( الانفال ) والتي ذبح وقتل فيها عشرات الالاف من الابرياء ودمرت الوف القرى بهدف تجريدها من السكان وسويت الجوامع والاديرة والكنائس بالارض. وتم حرق اراضي ومساحات شاسعة من الاراضي الزراعية واستخدمت الاسلحة الكيمياوية ضدهم لمحاولة ابادتهم ابادة شاملة، تشهد لها المقابر الجماعية التى جرى الكشف عنها بعد سقوط الصنم والتي سمع بها العالم اجمع من الناجين كشهود عيان من ذلك الجحيم الحقيقي، وكانت وقائع حقيقية عن ماساة شعب تعرض الى الابادة الشاملة على يد النظام الذي حكمه وحكامه ( المؤمنين بالدين الاسلامي) حيث راينا كيف كانوا يتلون الايات القرانية ويحثون ايتامهم في خطاباتهم على القتل والتدمير والتفخيف وجز الرؤوس ولم يكتفوا بهذه التفاهات حتى وهم داخل قفص الاتهام ينتظرون مصيرهم المحتوم . ........
نعم ان نشيد( اي رقيب) من الأناشيد الثورية والوطنية التي ستبقى حية في قلوبنا وعقولنا وتذكرنا دائما وابدا بماضينا المخضب بالدم ونضالنا الدؤوب من اجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وتذكّرنا بحاضرنا ومستقبلنا المزدهر في سبيل الديمقراطية ومن اجل تحقيق العدالة الاجتماعية ....
اطالب البرلمان الكوردستاني بقوة واناشد اعضائه واضع ثقتي بهم للاسراع باصدار قانون يعتبر( اي رقيب )نشيدا رسميا وطنيا حافلا بالامجاد .... ليظل لامعا مشرقا براقا عاليا كالعلم في سماء كوردستان و لأن لا يفارق لسان ابناء الشعب كنشيد للحب والحياة والثورة الوطنية .......
سلاما ﻠ( اي رقيب) و ﻟ(دلدار العاشق )...
سلاما لروحه الطاهره التي وهبته الحياة لاجل الحياة ...
سلاما لدلدار الذي وهب الحياة لاجل التجدد وديمومة الحياة ...
سلاما لك ايها الشاعر الجميل....
سلاما لك ايها المفكر والمبدع الانساني الكبير ...
سلاما لك ايها الانسان الانسان ...
سلاما لك ايها الشاعر المؤسس ...والرجل الذي ظل وسيظل مرفوع القامة ,معتزا باستقلاليته ,منتصرا على كل محاولة تريد تغيير والغاء نشيدنا الوطني ... محاولة وضعه في غير محله وبحجج وهمية مصطنعة وغير مقنعة اطلاقا ......
سلاما ﻟ(دلدار) العصي والباسق المتمرد .... فالشعر قبل كل شيء هو شعور , والهام , وابداع ....وليس وليمة وهدايا وتحزّب ......
نعم سيبقى( اي رقيب )نشيدا من اناشيد الحب للوطن والثورة والاستقلال ...
سيبقى محفورا على جدران الزنازين والاقبية والدهاليز المظلمة ....
ومعلقاً في قلوب ووجدان ابناء الشعب الكوردي بكل انتمائاتهم والوانهم ومذاهبهم ....
لان انتمائه للانسان وللحرية اولا واخيرا ..
ولأنه منطلقا نحو حياة فضلى ولم ينحاز لجهة او لحزب سياسي معين دون سواه ..
رافضا الخضوع والتملق والتسلق والتعلق ......... !!
نعم ان( اي رقيب) قادر على الصمود والتصدي والتواصل لانه كتب بحس شاعري وبكلمات صادقة نابعة من فكر المفكر والمبدع الانساني والاممي الكبير دلدار الرمز والانسان ... وهذا هو سر حياته وخلوده الابدي شئنا ام ابينا .......
كما اقترح على البرلمان الكوردستاني ان يحيي الذكرى التسعين لميلاد هذا الشاعر الكبير، وان يقام له ولذكراه العطره مهرجانا وعرسا جماهيرا كبيرا كوفاء له ولعطائه الثري ... كاحد كبار شعراء التمرد والتغيير والتجديد في الشعر الكوردي المعاصر، وكعاشق حمل هموم وطنه وشعبه في قلبه الذي كان مليئاً بالحب والجمال والاخلاص والتضحية ...
وقارع بكلماته وبمشاعره العذبة جبروت القهر الفكري الذي عاناه منذ طفولته ... و التي فجّرها في( اي رقيب )اواخر الثلاثينات كملحمة رائعة ونادرة في تاريخ الشعر الكوردي الحديث التي ستبقى منارا يعلو ويتالق في سماء الوطن دون منافس ........
كوبنهاكن.[1]