=KTML_Bold=نيران نوروز أحرقت كل ما يربطنا بالاستعمار=KTML_End=
أحمد بيرسن
احتفالات يوم أمس في شمال كردستان تظهر أن نوروز هذا العام سيكون مختلفاً عن باقي السنوات. في جميع احتفالات نوروز تمت المطالبة بحرية القائد عبد الله أوجلان، والمقاومة كانت هي الشعار الأساسي للاحتفالات. هذا يدل على أن سياسات العزلة والإبادة الجماعية التي تمارسها فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية لا يمكن أن تؤثر سلباً على الشعب الكردي، بل على العكس من ذلك، فقد تطورت ثقته بنفسه. مما لا شك فيه أن موقف القائد أوجلان في إمرالي، ومقاومته وانتصار مقاتلي الكريلا على الجيش التركي كان له الأثر البالغ في ذلك. وفي هذا الصدد، فإن الكرد لا يقاومون الهجمات منذ سنوات فحسب، بل يسيرون أيضاً نحو النصر تحت شعار حان وقت الحرية. لذلك، يمكن القول إن هذا النوروز سيكون بمثابة المرحلة النهائية للتحرير.
من غير المعروف إلى متى ستستمر المرحلة النهائية، لكن بالنظر إلى إرادة وإصرار الشعب الكردي، يمكن القول إن كل العلاقات مع المحتلين احترقت بنيران نوروز. كما قال القائد أوجلان إما الحرية أو لا شيء. من خلال فعالياته يظهر الشعب أنه لن يعيش كما كان من قبل ولن يكون كما كان من قبل. ومن الواضح أن الشعب بات واثقاً بأنه لا توجد طريقة أخرى غير ذلك، وبنار نوروز يحول أجواء الظلام التي فرضتها فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية إلى نور. وأكد عزمه وإصراره على تقديم التضحيات بدون تردد، وبشكل خاص فإن ديكتاتورية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية اللذان يصران على الفاشية سوف يدفعون الثمن. رسالة أخرى لنوروز هذا العام هي بلا شك موجهة لأولئك الذين يخونون ويدعمون فاشية حزب العدالة والتنمية - حزب الحركة القومية.
الأمر اللافت والأكثر إثارة للاهتمام في نوروز 2022 هو أن هناك مشاركة قوية من النساء والشباب. النساء الأكثر تعرضاً لهجمات النظام الفاشي الذكوري ملأن الميادين في نوروز، كما فعلن في 8 آذار. اعتقلت السلطات الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية العديد من النساء قبل أيام قليلة من نوروز، ما أظهر أنها تخاف أكثر من نهج حرية المرأة. ولكن وكما ظهر بوضوح في احتفالات نوروز، لم تتراجع النساء، مما يدل على أنهن سيضعن حداً للنظام الفاشي للسلطة الذكورية بالتوجه إلى ميادين نوروز.
كانت المرأة الكردية في طليعة المقاومة في روج آفا وباكور وباشور وروجهلات وشنكال ومخمور وأوروبا وبالطبع في الجبال. من الآن فصاعداً. وبناء على ذلك فإن نهج حرية المرأة بقيادة المرأة الكردية ستكون السمة الأساسية للقرن الحادي والعشرين.
ميزة أخرى لنوروز هذا العام هي أنه: مثلما اتحدت الشعوب في حراك الميديين وتصدوا للضحاك الظالم، يتبين أن الشعوب اتحدت في نوروز هذا العام بنفس الشكل ضد الهيمنة والاستبداد والاستعمار والخيانة، وبإيقاد نيران نوروز تتجه نحو خوض نضال عظيم. في شمال وشرق سوريا، يوقد العرب بحماسة نار نوروز. نار حرية الجبال اتحدت بنار انتفاضة الصحراء. اتحدت شعوب تركيا وباكور كردستان ضد فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحولت نوروز إلى نوروز الأمة ديمقراطية. في العراق وإيران كثفت الشعوب إلى جانب الشعب الكردي بحثها عن كونفدرالية ديمقراطية للحرية على ضوء نيران نوروز. في أوروبا صعّدت الشعوب إلى جانب الشعب الكردي انتفاضتها من خلال نار نوروز ضد الاستعمار والحداثة الرأسمالية. وعليه فإن نار نوروز تمثل أممية حرية الأفراد الأحرار والمجتمعات الديمقراطية والشعوب المناضلة ضد العبودية الحديثة.
في المرحلة الراهنة، فإن نيران نوروز التي أوقدها القائد آبو عام 1973 برفقة ستة أشخاص في سد جوبك، منحت الأمل للملايين، في كردستان وخارج كردستان. نضال القائد آبو على مدى 50 عاماً أصبح بمثابة ربيع حرية الشعوب. يؤمن الملايين من الناس اليوم أن عالماً جديداً ممكن التحقيق من خلال النموذج الذي طرحه القائد آبو. وعليه وبدلاً من قيادة الشعب الكردي، أصبح قائداً عالمياً. جعل حزب العمال الكردستاني بصفته حزب نوروز، من نوروز عيداً للحرية والديمقراطية ليس فقط للشعب الكردي بل لجميع الشعوب.
في المرحلة الراهنة، فإن شعوب الشرق الأوسط، وخاصة الشعب الكردي، وجميع الشعوب التواقة إلى الحرية والديمقراطية أكدت في هذا النوروز أنهم لم ينسوا الكفاح الدؤوب الذي قدمه القائد، ولم ينسوا الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في هذا السبيل وبشكل خاص كاوا العصر مظلوم دوغان. ويبدو أن حماسة نوروز هذا العام سوف تستمر على مدار العام. أظهر الكرد أنهم سيعيدون بناء أنفسهم عبر نيران نوروز. لقد أظهر في هذا النوروز حقيقته كشعب، من خلال حرية القائد آبو. وعليه، فإن حرية القائد آبو، والإصرار على انتصار كردستان الحرة كانت السمة الأساسية لنوروز عام 2022.
كل نوروز وأنتم بخير[1]