=KTML_Bold=كان يوسف كلو ركيزةً للمقاومة والتنظيم والوحدة والشجاعة=KTML_End=
جالاك جوانرو
لا يمر يومٌ دون أن يتعرض فيه الشعب الكردي للهجمات الوحشية ،الظلم ،الإكراه وكل أنواع الضغوطات.يعتقد أعداء الشعب الكردي أنهم سيستطيعون من خلال هذا الهجوم ،والظلم والضغط القضاء على آمال الشعب الكردي بالحرية. لكن كل هجوم وظلم وضغط جديد يكون سبباً في تصاعد غضب ووعي وحقد الشعب الكردي.
نُفدت إحدى هذه الهجمات الوحشية في التاسع من تشرين الثاني الجاري في حي الهلالية في مدينة قامشلو في روج افا كردستان (غرب كردستان). في هذا الهجوم انضم يوسف كلو وحفيديه محمد ومظلوم إلى قافلة الشهداء.نستذكر هؤلاء الشهداء بامتنان وننحني احتراماً لكل شهداء الثورة.العزاء لعائلة كلو والشعب الكردي وشعوب شمال وشرق سوريا.
هذا الهجوم الذي جرى في حي الهلالية في قامشلو ليس هجوماً عادياً. إنه يحمل معنىً ويجب معرفته. استهدف محتلو كردستان حتى الآن الكثير من زعماء، وكبار وعلماء وقادة الشعب الكردي وتسببوا باستشهادهم بطرق مثل الإعدام والاغتيال والتعذيب. على حد علمي فحتى الآن لم يتم استهداف أي شخصيةٍ كبيرةٍ أوعالم كرديٍ تجاوز عمره 80 عاماً. اُستهدف يوسف كلو وهو أحد قادة الشعب الكردي من قبل المحتلين وقُتل عن عمرٍ يناهز 82 عاماً. والهدف هو إبقاء الشعب الكردي بلا قائدٍ وعالمٍ .قبل أن يتعرف يوسف كلو إلى القائد عبدالله أوجلان وحزب العمال الكردستاني أيضاً أسس يوسف كلو مع شخصيات مثل عثمان صبري منظماتٍ تخدم قضية الشعب الكردي كما شارك في النضال. وواجه ظلم نظام البعث عدة مراتٍ. لكنه لم يتراجع يوماً.وسواء بالأساليب السرية او العلنية أو الشبه العلنية خلق عملاً وخدمةً وطنيةً كبيرةً. ثقف الشعب ونظمهم وخلق فيهم الروح والشجاعة.عُرف بعمله هذا بين الشعب الكردي وأصبح أملاً للشعب الكردي في روج أفا كردستان.بدأ كلو حياةً ومرحلةً جديدةً عندما تعرف إلى قادة وكوادر حزب العمال الكردستاني في الثمانينيات وأضاف إلى نضاله طرقاً وأساليب جديدةً. وأصبح كلو ركيزةً للمقاومة والتنظيم والوحدة والشجاعة وخاصةً بعد تعرفه على القائد عبدالله أوجلان وخوض النقاشات معه.
قرأ يوسف كلو العديد من الكتب ليطور نفسه كما كان له أبحاثه الخاصة. تابع علم الثورة وتجارب الثورات الشعبية عن كثب وفهمها وحدد دوره ومهمته وفقاً لذلك.لم يكتفي بالعمل العملي فقط بل أصبح قائداً طبيعياً لتعليم المجتمع وتنظيمه.كان يوسف كلو يفكر على صعيدٍ كردستاني ولم يتعامل مع الثورة الكردستانية في إطار جزءٍ واحدٍ من كردستان.كان وطنياً يبذل كل ما يستطيع عندما يتعلق الموضوع بثورة كردستان حتى أنه كان يقتسم دخل عائلته ويسخّره لخدمة الثورة الكردستانية.هناك العديد من الشهود على مواقفه هذه وهم لا يزالون على قيد الحياة. ربّى ابناءه وأحفاده على معرفة القائد آبو. أصبحت العائلة شعلةً للثورة. كان يوسف كلو لطيفاً في حياته وعلاقاته وكان محترماً وخدوماً.كان إنساناً صادقاً ويتأثرالأشخاص به بسرعة.كانت أقواله نابعةٌ من القلب وكانت أفعاله مطابقةٌ لأقواله. وبسبب ميزاته هذه كان يعزز آمال الحرية في الناس. بعد النقاشات التي خاضها مع القائد آبو حدثت تغيرات كبيرة في موقف يوسف كلو ولم يعد معروفاً ومحبوباً لدى الشعب الكردي فقط بل لدى الشعب العربي أيضاً.
خلال مرحلة ثورة روج أفا أصبح بموقفه المتواضعة وثقافته الديمقراطية ومقاومته وصدقه جسراً بين الشعوب العربية والكردية والسريانية والآشورية والأرمنية. تأثر العديد من الأشخاص بمنهج يوسف كلو وآمنوا بعمله. كان يوسف كلو ووالد الشهيد ممو والعديد من هؤلاء الأشخاص القيمين أساساً للأمة الديمقراطية. عاش يوسف كلو في منزله بشكلٍ متواضعٍ دائماً.لم يكن هناك أي شيءٍ مذهل وفخمٌ في منزله فقد عاش وفقاً لفلسفة قطعةً واحدةً ولقمةً واحدةً .كان يشبه الدراويش. وكان حقاً درويشاً قيادياً لشعبه في الثورة الكردستانية.لم يكن مثالاً يحتذى به من خلال علمه وحديثه فقط بل من خلال حياته أيضاً.أي أن كلامه كان ينطبق على أفعاله.لم يطمع بالمكاسب المادية للثورة يوماً. كان داعماً لأخلاق ومعنويات الثورة. أي أنه عاش في حياته كشخصٍ اشتراكي.
أراد ديكتاتور العصر أردوغان القضاء على ثورة روج أفا منذ اليوم الأول من خلال مرتزقة الجيش الحر وجبهة النصرة وداعش. وبدأ بالهجوم هو وقواته على ثورة روج أفا وخاصةً بعد أن هُزم داعش في كوباني والرقة ودير الزور.رأى أنه لن يستطيع تحقيق أي نتيجةٍ في عفرين سري كانيه وكري سبي فأراد تحقيق ذلك من خلال عمليات الاغتيال. ولكن هذه أيضاً هجماتٌ عقيمةٌ تظهر فقط وحشية الاحتلال التركي وأردوغان. يريدون بالهجوم على شخص يوسف كلو القضاء على أمل الثورة والقضاء على ركيزة الشعوب العربية والكردية والسريانية والأرمنية والتركمانية إضافة إلى اقتلاع الروح والثقافة التي يمثلها كلو من المجتمع. أُعدم الشيخ سعيد والسيد رضا في شيخوختهما كما قُتل العم موسى أيضاً في شيخوخته. عندما ذهب الشيخ سعيد والسيد رضا إلى جلادهما كانا يدركان أن أحفادهم سينتقمون لهم ولن تذهب دمائهم هدراً وهذا ما تحقق فعلاً.
يقوم أعداء وقتلة الشعب الكردي مرة أخرى بخداع أنفسهم. إنهم يعتقدون أنه باستشهاد يوسف كلو سيتم القضاء على ثورة روج أفا ومعنويات الشعب. لكن الآلاف من أحفاد يوسف كلو انتفضوا في قامشلو وروج أفا وسحقوا هدف الاحتلال التركي مرةً أخرى. أعاد يوسف كلو بناء نفسه بمعرفة القائد آبو وقال بنفسه أنه سيستمر على نهج القائد آبو حتى نفسه الأخير وفعل ذلك حقاً. من الضروري أن يعزز الشعب الكردي وحدته أمام الهجمات الاحتلالية التركية أكثر من أي وقت مضى وأن يحققوا هدف يوسف كلو وحفيديه محمد ومظلوم. يجب أن يخجل الأشخاص الذين طوروا علاقاتهم مع الاحتلال التركي ولا يزالون في مستوى الخيانة والعمالة لتركيا من أنفسم. يجب أن يحترموا خدمة يوسف كلو ويبدوا ندمهم ويطلبوا الصفح والعفو. يجب ألا تُنسى خدمة يوسف كلو التي استمرت 65 عاماً من أجل كردستان والحرية والمساواة والديمقراطية. أي شخص أو حزب كردي يتعامل مع قتلة يوسف كلو بعد استشهاده لن يتخلص من لعنة شعبنا يوماً.[1]