=KTML_Bold=أصالة وعراقة الوجود التاريخي للكُرد في مناطقهم الجغرافية=KTML_End=
▪︎التّاريخ هو السجل الكامل للوقائع و ذاكرة شعب تعكس وجهه الحضاري المشرق و عراقة وأصالة وجوده و مساهمته في الحضارة الإنسانية.
لم يتعرّض تاريخ أي شعبٍ في العالم كما تعرّض له تاريخ الكُرد و إرثه الحضاري و الثقافي العريق لحملاتٍ ممنهجةٍ من التّشويه والتّزوير المتعمّد من قبل محتلّي كُردستان لدرجة بات الإنسان الكُردي تائهًا في الإنتماء الوطني وضائعًا وسط كمٍ كبيرٍ من الهويّات المزيّفة...
في هذه الدراسة المقتضبة و الموثّقة؛ تسليط الضوء على أصالة الوجود التاريخي للكُرد في مناطقهم التاريخية وكشف زيف و ادّعاءات محتلّي كُردستان:
▪︎أقرب دليل حتى الآن على وجود ثقافة موحّدة و متميّزة يتقاسمها سكّان جبال كُردستان يتعلّق بفترة ثقافة حلف التي بدأت منذ حوالي 8000 عام حيث سُمّيت بثقافة حلف نسبةً إلى إسم تل يقع في غرب مدينة مدينة قامشلو القامشلي.
تشتهر هذه الثقافة بأسلوبها الفخّاري الذي و لحسن الحظ تمّ إنتاجه بوفرة و يمكن بسهولة تمييز أواني حلف المطليّة بشكل رائع و المصمّمة بدقّة عن المنتجات السابقة و اللّاحقة.
دامت تلك الثقافة حوالي 600 عام، من العام 6000 ق.م إلى حوالي العام 5400 ق.م.
الفخّار بمفرده ليس معيارًا يؤخذ به على وجود ثقافة موحّدة، لكن هناك معايير أثرية أخرى تُعتبر أدلّة قوية على وجود ثقافة مشتركة و هي أوجه التشابه المذهلة في نوعية الطعام و الأدوات المستخدمة و الفنون المعمارية و ممارسة الطقوس وأدوات الزينة والحُليّ.
بمساعدة هذه المعايير الأثرية؛ حدّد كل من العالم: J.Reade عالم الآثار في المتحف البريطاني و العالم: M.Roaf عالم الآثار في جامعة كاليفورنيا، حدود ثقافة تل حلف و هي تكاد تتطابق تمامًا مع المنطقة التي لايزال الكُرد يعتبرونها موطنًا تاريخيًّا لهم أي من كرماشان إلى آديامان، و من عفرين إلى المناطق الشمالية من بحيرة وان.
▪︎وفقًا للأدلة التاريخية و الأركيولوجية و الدراسات الديموغرافية؛ يؤكّد العلماء أنه من المستبعد جدًّا أن يكون شعب حلف هم سكّان مهاجرون من خارج بلاد ما بين النهرين. كانت جبال زاغروس و طوروس موقعًا للفائض السكّاني الدائم نتيجة التقدّم المتتالي في السيطرة على مصادر الغذاء بعد اكتشاف الزراعة و تدجين الحيوانات البريّة الأمر الذي أدّى إلى نشوء إقتصاد زراعي مزدهر رافقته كثافة سكانية عالية يستلزم التنقّل والذي حدث و لأوّل مرة في التاريخ في كُردستان منذ مالا يقل عن 12000 عام و نتج عنها هجرة سكانية داخلية واسعة النطاق بحثًا عن مراعٍ جديدة وأراضٍ صالحة للزراعة و طقس أكثر دفئًا من الجبال الباردة و الوعرة.
▪︎يُعتقد أنّ انتشار ثقافة حلف بسرعة كبيرة عبر هذه المساحات الشاسعة كان نتيجة طبيعية لتطوّر نمط حياة جديد و نشاط اقتصادي يستلزم التنقّل.
تمّ تطوير جميع التقنيات المطلوبة و تدجين الحيوانات الضرورية و خاصةً الكلاب من قبل المزارعين المستقرين. إنّ ما يؤكّد هذا القول هو العثور على تماثيل للكلاب المستأنسة في كل من حلف و قرية جارمو في جنوب كُردستان.
=============================
- المصادر والمراجع:
- بعض المقتطفات من المحاضرة التي ألقاها البروفسور: M.Izady في جامعة هارفارد تحت عنوان:
Exploring Kurdish Origins, The Kurdish Life, Number 7, Summer 1993, and Lecture at Harvard University, 10 March 1993.
- Julian Reade,Mesopotamia Cambridge: Harvard University Press, 1991.
- Michael Roaf, cultural Atlas of Mesopotamia, the Ancient Near East,New York:Equinox - Oxford, 1990.
- Charles Reed, A review of the Archaeological Evidence on Animal Domestication in the Prehistoric Near East, in R.Braidwood and B.Howe, eds, Prehistoric, Chicago:University of Chicago, 1960.[1]