=KTML_Bold=مصطلح ميزوبوتاميا=KTML_End=
دلالات التسمية :
مصطلح ( ميزوبوتاميا ) كما هو معروف كلمة اغريقية مكونة من مقطعين الأول ( ميزو ) وتعني الوسط اما ( بوتاميا ) فهي مشتقة من ( بوتاموس ) وتعني نهر فيصبح المصطلح بلاد ما بين النهرين ، وظهرت تسمية ميزوبوتاميا Mesopoamia كمصطلح جغرافي في الفترة ما بين القرنين الرابع والثاني ق . م في كتابات الكتاب اليونان والرومان، ويحتمل أن يكون زمن ظهور هذا المصطلح في عهد الأسكندر الكبير ( 339 - 329 ق . م ) ، وأقدم و أوضح ذكر لمصطلح ميزبوتاميا هو ما ورد في كتاب المؤرخ الشهير بوليبوس Polybius ( 1200202 ق . م ) وتبع بوليبوس الجغرافي الشهير سترابو ( 120 - 64 ق . م ).
ولقد شاع هذا المصطلح الجغرافي في اللغات الأوربية وخاصة بعد ترجمة التوراة إلى اليونانية واللغات الأوربية ، إذ جاء ذكر أقليم ( أرام نهر ايم ) وتعني أرام النهرين أي بلاد ما بين النهرين في التوراة ( التكوين اصحاح 24 : 10 ) للدلالة على الإقليم المحصور بين نهر الفرات والخابور ، او نهري الخابور والبليخ او كلا هذين النهرين مع الفرات، ومهما يكن من أمر فإنه لما ترجمت التوراة الى اليونانية ترجم مصطلح رام نهرايم بكلمة ميزوبوتاميا .
ويجدر الإشارة إلى كون مصطلح أرام نهر ايم تعبير أرامي يعني أرض النهرين ، وتعود في جذورها إلى تسمية بابلية هي مات بيريتيم Mat Biritim أي ( أرض المابين ) للدلالة على الجزء الشمالي من بلاد ما بين النهرين، وورد ذكر بيرت نارم Birit Narim ونهارين Naharina للدلالة على مملكة ميتاني في رسائل تل العمارنة في القرن الرابع عشر ق . م ، واتسع مدلوله فيما بعد ليشمل القطر العراقي كله وليس قسم من أقليم كردستان العراق فقط
جغرافية ميزوبوتاميا :
استخدم هذا المصطلح للدلالة على المنطقة المحصورة ما بين دجلة والفرات من الشمال إلى حدود بغداد تقريبا وهو ما يرادف تقريبا مصطلح الجزيرة الذي أطلقه البلدانيون المسلمون على القسم الشمالي من بلاد الرافدين.
وهو يحتوي على واديين كبيرين هما وادي دجلة ووادي الفرات حيث يشكلان الطريق الكبير الذي يربط اسيا الصغرى بالخليج العربي، انهما يكونان حوضاً حدوده من الشرق عيلام حيث نهر الكارون والكرخا التي تنبع من هضاب ايران وبلاد الهندوس ومرتفعات زاجروس , ومن الغرب بصحراء واسعة هي الصحراء السورية التي تشقها القوافل إلى البحر المتوسط والصحراء العربية التي تغمرها الواحات وقبائل البدو، وفي الشمال يوجد نهر دجلة حيث يُعبر الآشوريين والميتانيين إلى أرمينيا والقوقاز، اما نهر الفرات الذي يأخذ مصادره من مئات الكيلومترات عن البحر الاسود عبر جبال طوروس والذي يقترب من البحر المتوسط فيعبر بلاد الأموريين قبل أن يصب في دجلة، وان جميع اقاليم آسيا الصغرى تتجمع حول ميزوبوتاميا عن طرقها المائية الواسعة، أما الخليج العربي فجعلها على علاقة مع وادي الهند.
المصدر :
_الفكر والنظام السياسي في العراق القديم ل شفيق عبد الرزاق السامرائي
_ من اطروحة بعنوان كوردستان العراق في التاريخ القديم بقلم رافدة عبدالله عبدالصمد القره داغي
_ موسوعة المدن والمواقع في العراق - الجزء الثاني ل بشير يوسف فرنسيس[1]