$تاريخ عيد نوروز(اليوم الجديد) واهميته القومية والدينية لدى الشعب الكردي$
#برادوست ميتاني#
يعد عيد نوروز عيداً دينياً وقومياً للكرد كما أنه أعتبر من قبل الكرد تاريخياً تقويماً سنوياً ويحتل مكانة هامة لديهم لاسباب عديدة اهمها :
1- كملحمةتاريخية قومية دينية دخلت في مشاعر الكرد من حيث الميثولوجيا عندما حمل كاوا هسنكار مطرقته في وجه الدكتاتور زهاك ليخلص العرق الأري عامة والشعب الكردي خاصة من استبداده ووحشيته إذ تقول الملحمة أن أفعيين نبتا على كتفي زهاك وقد نغصا له حياته خاصةً عندما كانا يشعران بالجوع , فجمع زهاك حوله أطباءه , فأشار أحدهم له بأن يطعمهما من دماغ شخصين في مقتبل عمرهما , لذلك أخذ يأخذ يومياً شابين من أسرتين وأحياناً شاب وشابة ويذبحهما ويطعم الأفعيين دماغهما فيهدءان . بمرور الأيام والأشهر أزداد عدد الضحايا هذا ما جعل أطباءه أو حاشيته القائمين على هذا الأمر يشفقون على الضحايا فقرروا أن يذبح شخص ويخفى الآخر متواريا في الجبال ويأتي بدلاً من دماغه بدماغ نعجة أو غيرها حتى جاء الدور لشخص حداد ألا وهو كاوا هسنكار , ويقال بأنه الدور السادس عشر له إذ أنه أفدى بأولاده ال15 في كل مرة يأتيه الدور وكان عليه في هذه المرة أن يفدي بولده السادس عشر. لذا جمع حوله الناس الذين حرضهم ضد زهاك وقاموا بثورة فهاجموا قصره ليلاً وكان ضمن الثوار ابنه السادس عشر (زير Jîr) وعند وصول الثوار إلى باب سور القلعة ,رفعوا زير من فوقه ليقفز إلى الداخل ثم فتح لهم الباب ودخلوا في عراك مع حامية قصر زهاك الذين انتصروا عليهم ثم تمكن كاوا من التسلل إلى مخدع الدكتاتور زهاك الذي كان يسهر مع بطانته من المغررين بهم والحريم ثم امتشق كاوا سيفه في وجهه وأخذ يذكره بجميع جرائمه وطغيانه وأرواح الأبرياء التي أزهقها ثم ضرب بسيفه على رأسه وقتله وكان قد أتفق إذا ما انتصروا على زهاك فأنه سيشير لهم بالنار من على قصره لذا أنطلق إلى سطح القصر ورفع بمشعل إلى الأعلى إشارة إلى النصر الذي حققه وهذا ما فعله الأهالي في البلدات والقرى وكذلك هؤلاء الشبان الملتجئين إلى الجبال وقد هبط الشبان من أعالي الجبال إلى قراهم وفي أيديهم مشاعل أنارت ظلمات الليل .
لقد خلدت النيران هذه الذكرى فأصبحت منذئذ محببة من قبل الشعب الكردي وكان اختيار زهاك للجيل الصاعد بأن يذبحه إيحاء إلى أنه يسعى إلى القضاء على تجدد المجتمع كما أن اختياره للدماغ هو سعيه للقضاء على الفكر والعلم والوعي .
2- تعد ملحمة نوروز وكاوا هسنكار من الملاحم الشعبية النادرة في العالم وقد أغنت هذه الملحمة التاريخ والحضارة الكرديتين بما فيهما من تراث وفكر وثقافة حافظت الأمة الكردية من خلالها على أصالتها وديمومتها في وجه السياسات المعادية للإرث الثقافي الكردي وهذا ما فعله مع الأسف الفرس منهم الفردوسي في كتابه شاهناما الذي يلغي دور كاوا بل يجسد الشخصية فريدون وجمشيد وأحياناً أخرى يتشدقون بثورتهما على الكرد في شخصية كورش الفارسي المنقلب على جده من أمه أماندا وهو آخر الإمبراطور الميدي أستياغ .
3- نوروز تمثل وحدة الاعياد في ميزوبوتاميا ولها اسماء أخرى لدى شعوب وديانات اخرى. فهي الاول من نيسان عيد السومريين وعيد أكيتو لدى الاخوة السريان وجارشما صور لدى الاخوة الأيزيديين وعيد الاكباش لدى الكرد الكوتيين وهكذا ولكن بايجاد التقويمين الشرقي والغربي تم تقديم نوروز شكليا عن بقية الاعياد لذلك تسبقها بقرابة 13 يوم .
4- لنوروز أهمية من حيث التعريف بالقومية الكردية: ساعدت نوروز على انتشار صيت وشهرة الكرد في العالم من خلال عيد نوروز وقد تحول هذا العيد لدى العديد من الشعوب الآرية إلى عيد قومي كالهنود والباكستانيين والآزرين وغيرهم وإلى عيد ترفيهي ربيعي في أصقاع واسعة من العالم يسمى بعيد الربيع لأن الليل والنهار يتساويان في عيد نوروز أي في 21 آذار كشهر ميلادي وفي 1-1 من شهر فروشي ها في التقويم الزرادشتي , كما أن في هذا اليوم يتخلص الإنسان من برودة الشتاء القاسية فتتساوى وتتعادل درجات الحرارة ويتلاءم المناخ ويكثر النبات والزرع و الورود وكان يسمى لدى الفاطميين بعيد شم النسيم وقد قال قبل عهدهم الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما كان يشهد العيد ويحتفل به مع الأهالي : ليت الأيام كلها نوروز وقد كان بني إسرائيل أيام النبي موسى كانوا يحتفلوا بعيد اسمه يوم الزينة وكذلك النبي إبراهيم عليه السلام قد حطم الأصنام في يوم كان الأهالي قد خرجوا للاحتفال بعيد كبير لهم فلا ضير إن قلنا إن هذين العيدين كانا يصادفان أيام عيد نوروز .خاصة للشعب الكردي عندما نظم كاوا الحداد الشعب ورسخ فيهم روح النضال والجرأة للوقوف في وجه الظلم وقادهم إلى المقاومة وإشعال انتفاضة ثورية والنصر على السلطة الجائرة ثم تحرر الشعب منها وهذا متجسد عبر تاريخ اضطهاد الشعب الكردي من قبل الحكومات الظالمة والحركات التي احتلت كردستان وما نيران ومشاعل كاوا الحداد والمظلومين معه إلا إشارة إلى الحرية التي يتوق إليها الشعب الكردي لذا يعيشها الكردي في كل لحظة ووقت وينتظر هذا العيد بفارغ الصبر ليحتفل به بأفكاره ولباسه وأشعاره وفنونه وكيانه.
5- من حيث التقويم السنوي :يحق للشعب الكردي أن يكون له تقويمأ قومياً ودينياً كغيره من الشعوب الأخرى لذلك أعتبر يوم نوروز رأس السنة الكردية في الأول من شهر فروشي ها أو شهر فرورديت لدى الزردشتيين وكان يسمى بالعيد الكبير وتبدأ سنتهم منه ب 12 شهر كل شهر 30 يوم يصبح 360 مع إضافة 5 أيام على الشهر الثاني عشر فيصبح 365 يوم وكانت السنة الكبيسة تأتي بعد 120 سنة وفيها تكون السنة 13 شهر , أما الميديون فقد كانوا يحتفلون قبل الزردشتيين بهذا اليوم وأيضاً اعتبروه بداية السنة وقد خلدوا هذا اليوم في 21 آذار أي الأول من شهر فروشي ها عندما أسقطوا الإمبراطورية الآشورية في سنة 612 ق.م لذا إن الكرد وحركته الكردية منذ أن وعينا تتخذ من ذلك اليوم بداية لرأس السنة الكردية أي 612 ق.م + 2023 م يصبح2635 كردي الآن (عند كتابة هذا البحث )وبما أن نوروز هو اليوم الأول من فروشي ها أي آذار فإن نوروز يبدأ في 21 آذار الميلادي وبما أننا اليوم في 19 آذار ميلادي فيكون قد بقي يومين فقط لدخولنا في السنة الكردية الجديدة حيث سبكون 21 آذار هو 1-1- 2635 كردي
يتجه العديد من الكتاب والساسة إلى القول بأن كي أخسار هو نفسه كاوا الذي حرر الكرد الميديين من ظلم الآشوريين ومن الجدير ذكره إن أجدادنا الكوتيين أي الجوديين كانوا يحتفلون في نفس هذا اليوم ما نحتفل به عبر التاريخ مثلما الآن في الجبال والوديان والسهول وكان اسمه العيد الديني عيد الأكباش هذا العيد الذي استغله حاكم اوروك الملك اوتوخيجال(اوتو كي كال ) في 21 آذار 2109 عندما انقلب على الكرد الكوتيين المجتمعين والمحتفلين في الجبال وقضى على دولتهم في سومر واكاد وربما من الصدفة أو القصد إن يقوم كي اخسار في هذا اليوم بالذات وهو21 آذار ميلادي بأن يقضي على الأشوريين أحفاد الآكاديين بعد مرور قرابة 1500 عام .
لقد تعمد أخواننا في جزء كبير من الحركة الكردستانية في جنوب كردستان إلى تغيير التقويم الكردي الذي يبدأ من 612 ق م والاعتماد إلى 701 ق.م وهو عام فترة قوة الإمبراطورية الميدية على يد دياكو وإن حجة إخواننا في هذا التغيير هو احترام مشاعر إخواننا الأشوريين لذلك نقول إن تقويمهم في نوروز الغد هو هذا اليوم بالذات 1-1-2724 كردي .والسؤال هو هل إننا أو هل إن أي طرف يحق له أن يغير بمفرده من أعياد الأمم أو بالأحرى أن يغير من التقويم السنوي الكردي لأسباب شتى ؟
في الختام نقول : الفكر الكردي بدأ ينشط في مجالات عديدة حتى لو أنه يصطدم بعراقيل أحياناً داخلية أو خارجية , فإنه يعثر على خفايا ضرورية وملحة كحاجتنا إلى تقويم قومي من التاريخ الكردي يبدأ من عيد نوروز , وهذا ما قمت به وأنجزته ,وهذه الروزناما الكردية تحمل اسم ديداركةه , هذا الاسم الذي أخذته من ملتقى كركى لكى الثقافي بالكردي ديداركةه( DîDARGEH ) , هذه الجمعية الثقافية التي في إطارها نفذنا العديد من الأنشطة الثقافية من تسع سنوات .
في الختام :
كل عام وانتم الكرد والشعوب الآرية ومحبي الإنسانية بألف خير وجعل الله هذا اليوم المبارك المفعم بالسعادة عيدا للحرية والسلام والأمن والمؤاخات بين الجميع
كركى لكى- 19-3-2023م
29-12-2634 كردي
[1]