سهيل الزهاوي
لا شك أن كتابة المذكرات بحاجة الى الدقة والتمحيص، خاصة عندما تتناول مرحلة تاريخية. وهذه المذكرات لا یمكن الاعتماد في كتابتها على الذاكرة فقط او ما تتردد على ألسنة الآخرين، لأن ذلك يجعل مصداقية المذكرات على المحك لذلك يتطلب الاعتماد على الوثائق.
كتب أحمد حامد في كتابه المعنون مذكراتي في الصفحة 349 – 350 التي طبعت باللغة الكردية تحت عنوان رسالة خاصة: (1)
(یقول بعد أن سمعت من هنا وهناك وجود خطة لضرب قواعد الحزب في قندیل، وبدأت اتابع الاخبار بدقة بعد أن توصلت إلى یقین ان هناك خطة لضرب الحزب. كتبت رسالة باللغة العربية الى الحزب حول الاخبار والخطة المرسومة اتذكر بشكل قاطع أن الرسالة ارسلتها قبل أحداث بشتاشان ب 19 یوم لم اعرف ماذا حدث لتلك الرسالة ) حسب ما يدعي أي قبل شهر أيار من عام1983 ، (في ذلك الحین كنت أسمع بأن كمال الزهاوي هو المسؤول الأول في الحزب في السليمانية!! وبعد ذلك وقعت الأحداث في بشت ئاشان وأرسلت رسالة ثانية الى الحزب انتقدت الحزب كنت اعتقد ان الحزب أهمل رسالتي الأولى ولم یجر الاهتمام بها وتبین فیما بعد أن رسالتي الثانیة ایضا له نفس المصير.) ولم یشرْ الى المصدر حول معرفته عن أن الرسالة الثانية لقت نفس المصير.
ويسترسل في مذكراته (بعد الانتفاضة عندما فتح المقر في عقاري أخبرني أحدهم بأن كمال الزهاوي كان يحتفظ برسائلك ولم يبعثها إلى الحزب.)
قبل الدخول في تفاصيل علاقتي بأحمد حامد اود ان اشير في عام 1983 وقبل أحداث بشت ئاشان لم تكن لدي أية علاقة بتنظيم السليمانية لا من قريب ولا من بعيد، بل كنت مسؤول سياسي لبتالیون التاسع في قریة باراو . في شارباژير وبعد وقوع الأحداث في ایار 1983 توجه قواتنا نحو قرداغ ومن ثم إلى شهرزور وتسلمنا برقیة من الحزب بأن قيادة قاطع السليمانية وكركوك تمت إعادة تشكيلها من الرفاق احمد باني خيلاني (ابو سرباز) مسؤولاً للقاطع، إبراهيم صوفي محمود (ابو تارا) مسؤول عسكرياً، وابو لینا مسؤولاً سیاسیا وابو ناصر عضو في قيادة القاطع وسهيل الزهاوي (كمال الزهاوي) مسؤول اداري للقاطع. وبقيت في قيادة القاطع في منطقة كرجال إلى عام 1984.
في 27 كانون الثاني 1984 توجهت إلى داخل مدينة السليمانية، استلمت التنظيم، لم تكن لأحمد حامد أية علاقة بالتنظيم يذكر في تلك الفترة عندما كنت مسؤولا.
بعد سفر الرفيق ابو سرباز في عام 1987 الى خارج العراق لغرض العلاج أرسل لي رسالة یشیر فیها: انه أخبر المحطة التي يرسل منها احمد حامد رسائله الى الحزب أن يسلمها لي بغية الاطلاع علیها من قبلي، لكي استفاد من المعلومات الواردة فيها قبل ارساله الى الحزب، وعلمت منه ان أحمد حامد على علاقة بمسؤول مكافحة الشيوعية في مدیریة أمن السليمانية اسمه أحمد لا اتذكر لقبه وفعلا اطلعت على أول رسالة من أحمد حامد یشیر فیها ان مسؤول مكافحة الشيوعية طلب منه أن يساعده في كتابة تاريخ الحركة الشيوعية في كردستان.
ولم تكن هناك قنوات اتصال مباشرة مع أحمد حامد ولم يكن هو على علم بمكان تواجدي في داخل المدینة ولا المحطات التي كنت أستلم منها البرید الحزبي، وبالأحرى لم يكن على اتصال مباشر معي توخيا للحذر.
بعد تصدع الجبهة مع حزب البعث وانسحاب الحزب منها ورفع شعار إسقاط النظام وإعلان العمل المسلح ، حينذاك كان أحمد حامد أمين عام في المجلس التنفيذي لمنطقة كردستان للحكم الذاتي . لم يلتحق بالحزب كباقي الرفاق الذين عملو معه وبقي داخل المدينة.
بعد الانتفاضة المجید في 7 آذار 1991 طلب مني عمر الاخ الاصغر لأحمد حامد ان اتصل بأخيه وقال لي انه يخجل أن يأتي إلى المقر فتوجهت إلى داره مع أخيه ودعوته الى المقر. وبقي معنا الى يوم 31 آذار من نفس السنة.
عندما اقتحمت الجماهير المنتفضة مديرية أمن السليمانية في عقاري كان المدعو أحمد رئيس قسم مكافحة الشيوعية في إجازة، لم ينل العقاب .
عندما بدأنا بالانسحاب من السليمانية في 31 آذار من نفس العام بعد تقدم جيش النظام نحو المدينة، طلب مني احمد حامد أن أسمح له بالبقاء في المدينة خوفا من أن یعود الموما اليه الى مديرية الامن مرة اخرى وان يسأل عنه وفعلا بقى في المدينة.
بعد أن استولى الرفاق على وثائق الأمن وكان بضمنها وثيقة تتعلق بأحمد حامد وقد حاول بعض الرفاق طرحه على كونفرس السليمانية في عام 1993 ولم نسمح لهم على طرحه باعتبار أنه أخبر الحزب على شكل ارتباطه بالأجهزة الأمنية وفي هذا الكونفرس كاتب هذه السطور أصبح سكرتير محلیة السليمانية وكان أحمد حامد لم يطرح أي تساؤل حول الرسائل الآنف الذِّكر
لیس من الصعب أن يلاحظ قارئ مقالي ومذكرات احمد حامد فیما یتعلق فقرة المتعلقة برسالته الخاصة نبرة التوتر وتشويه الحقائق وعدم الموضوعية في طرحه يحاول من خلالها أن يضعني في دائرة الشكوك والتخلص من الوضع النفسي الذي هو يعاني منه.
لماذا لم يسألني عن هذه الرسالة التي وجهها إلى الحزب آنذاك رغم لقاءاتنا المتكررة؟ ألا كان الحَرِيِّ به أن يسألني في جلساتنا و لقاءاتنا عن تلك الرسائل إن كان حقاً صادقاً؟ وتذكر ذلك بعد مضي كل هذه السنين.
أليس كان من الأجدر به أن يحقق في الموضوع بدلاً من ان يعتمد على هذا أو ذاك ويسجلها في مذكراته.
مقتطف من مذكرات الرفيق الفقيد احمد باني خيلاني (ابو سرباز) عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ومسؤول قاطع السليمانية وكركوك السابق.
(كان كمال الزهاوي مسؤولا اداريا للقاطع و كثيراً ما كان يبدي استعداده ورغبته للعمل الحزبي داخل المدينة ، فأرسلت الخبر الى المنظمة الحزبية في المدينة كي يشرف على عمل المنظمة على ان يتواجد هناك بشكل دائم مما يتطلب اعداد وتهيئة مكان ملائم له . وجاء رد المنظمة سريعاً بالايجاب وبعثت الينا رفيقاً من المدينة ليرافق الرفيق واخبرت الرفيق كمال بتهيئة نفسه ايضا حيث نقله الرفيق الى داخل المدينة بأمان ، وكان الرفيق كمال قد عاش بمدينة السليمانية ردحاً من الزمن عندما كان طالباً بجامعة السليمانية وسكرتير ( اتحاد الطلبة العام في كوردستان العراق ) ومارس فيها العمل الحزبي وكان دقيقاً في عمله ، وبقى على ارتباط بي الى العام 1987 لحين سفري الى خارط العراق لغرض العلاج ، وقد استمر تواجده في الداخل لغاية انتفاضة آذار 1991 مؤديا مهامه الحزبية بنجاح (2)
(1) احمد حامد قادر ، مذكراتي باللغة الكردية ، 65 عاماً من عمري في مسيرة النضال ، طبع في السليمانية في 1 / 10/ 2013 ص. 349 - 350
(2) احمد باني خيلاني ، مذكراتي باللغة العربية ، دار الرواد المزدهرة للطباعة والنشر والاعلان ، رقم الايداع في دار الكتب والوثائق في بغداد 824 لسنة 2009.[1]