#عزيز الحاج#
إنها حرب الإرهاب الإسلامي الجهادي، التي ترمز لها بقوة تفجيرات 11 -09- 2001.
لقد كان 11 سبتمبر، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، هو الحدث الدولي الأكبر بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وكتلته؛ حدث غيَّر مسار السياسة الدولية ولحد يومنا، وترك طابعه وآثاره.
وإذ نشاهد اليوم مراسيم الذكرى العاشرة للجريمة أمام غراوند سنتر وفي واشنطن، فلا يفوتنا أن نشير لمغزى حضور جورج بوش وزوجته بجانب اوباما وزوجته كدلالة على وحدة الشعب برغم الانقسامات السياسية الحادة. فالمأساة توحد والحزن يغمر الجميع. وهذه دلالة من دلالات القوة والثقة بالنفس والإرادة على حملة مكتسبات الشعب الأميركي وحضارته والحضارة العالمية معها. ويذكر أيضا أن الضحايا كانوا من جنسيات مختلفة ويقدر العدد بثمانين جنسية. ويخطئ من يعتقدان تلك الكارثة – المأساة تخص أميركا وحدها؛ فالمجرمون الجبناء وقادتهم إنما وجهوا في الوقت نفسه ضربة للأمن الدولي ولقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، بل وأيضا ضربة لسمعة الإسلام بالذات. وبهذا الصدد فما أحسن ما كتبه في حينه الشهيد عبد المجيد الخوئي في جريدة الزمان [4 -10-2011 ]، تحت عنوان من هو الخاسر الأول: الإسلام أم أميركا؟ ومن منهما الأحق بالرد، كتب يقول:
يجب علينا أن نقول بصراحة بأن من قام بهذا العمل الوحشي قد اعتدى على المسلمين أيضا وعلى الإسلام كرسالة أخلاقية... وعلينا أيضا واجب الوقوف في وجه مرتكبيه، وبكل جرأة ووضوح كي لا نخسر وجودنا المعنوي، وألا نفقد معني القيم النبيلة. ما أروع! ولكن هل استمعت له الأكثرية المسلمة؟ كلا، ما بين راقص فرحا وشماتة بالجريمة، وما بين صامت مرتاح، وما بين مبررين بحجة السياسة الأميركية. وجاء جواب الإرهابيين على مقاله باغتياله المروع في الحرم الحيدري. ويا له من جواب! وللتذكير فإن الجريمة نفذت بعد يومين فقط من اغتيال شاه مسعود، الزعيم الأفغاني الثائر على طالبان، وكأنما كان اغتياله جزءا من مؤامرة القاعدة – طالبان الإرهابية على نيويورك وواشنطن.
1- لمحة خاطفة:
11 سبتمبر كان تتويجا لسلسلة عمليات إرهابية دموية باسم الإسلام نفذت منذ صعود الخمينية وحرب أفغانستان. قبل تلك الفترة شهد العالم عمليات خطف طيارات باسم فلسطين، وعمليات التنظيمات اليسارية المتطرفة والفوضوية في إيطاليا وألمانيا واليابان، وكلها كانت ذات طابع سياسي معين، وكانت موضعية غالبا، باستثناء بعض عمليات المنظمات الفلسطينية المتطرفة [حادث الاولمبياد وخطف الباخرة الإيطالية اكيلي لاورو، وخطف مجموعة وزراء]. وكانت الخسائر البشرية عادة محدودة. أما العمليات الجهادية الإسلامية، فذات طبيعة مختلفة، وأهداف سياسية مبرقعة.
ويمكن القول عن انتصار الخمينية ومجريات حرب أفغانستان كانت صفارة الانطلاق لعمليات الإرهاب الجهادية. فنظام خميني قام بخطف موظفي السفارة الأميركية وحجزهم رهائن لمدة 444 يوما، ونفذ عمليات إرهابية في مكة، وعمليات اغتيال لشخصيات سياسية معارضة في باريس وفينا، وقام بتفجير مقر المارينز في بيروت عام 1983 بخسائر بشرية أميركية كبرى [241 ضحية] وخسائر فرنسية من القوات الدولية[ 24 مظليا]. وفي شهر تموز 2011 طالب القضاء الأرجنتيني طهران بتسليمه المتهمين بتفجير المركز اليهودي في بوينس آيرس عام1994 والذي خلف 85 قتيلا. وقبله قامت عناصر إيرانية بتفجير قنبلة في السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية مما أدى لمقتل 29 شخصا وجرح مائتين. وكانت أصابع الحكومة الأرجنتينية قد توجهت بالاتهام لدبلوماسيين ومسؤولين إيرانيين، ومنهم وزير الدفاع الحالي أحمد وحيدي. وفي 1994 خطفت عناصر من حراس الثورة طائرة إيرفرانس نحو طهران.
إن نظام خميني قام بالتخطيط لعمليات إرهابية وتنفيذها قبل ظهور القاعدة في أواخر الثمانينيات. وكانت العمليات الإيرانية الصنع تنفذ بعناصر حزب الله وفيلق القدس والاستخبارات الخاصة. وبرز عماد مغنية، المسئول العسكري لحزب الله، في عمليات إرهابية عديدة، حتى بالتعاون مع القاعدة، كاعتداء الرياض عام 2003 الذي قتل 18 أميركيا. وتدل المعلومات على أن مغنية اجتمع بابن لادن في التسعينات، وهو الذي وفر السلاح لتنظيم الجهاد المصري. فإيران تعاونت مع القاعدة قبل 11 سبتمبر، وخاصة بعدها، برغم اختلاف المذهب والأهداف، ولكنه كزواج متعة مصالح. والزرقاوي الذي أشرف على تقتيل العراقيين وقطع الرؤوس كان يدخل إيران ويخرج منها بكل حرية. والعشرات من كوادر القاعدة حلوا إيران، ولا يزال 35 من المطلوبين بتهمة الإرهاب للعدالة في السعودية هناك، وقد نشرت الشرق الأوسط مؤخرا أسماء وصور العديد منهم. وسيف العدل، [وهو عقيد مصري سابق واسمه محمد هلال زيدان]ا المسئول العسكري للقاعدة، ظل فترة طويلة في إيران. وتعتبر إيران ملجأ اضطراريا لقادة ومقاتلي القاعدة عندما يصبحون محاصرين. وقد أسس نظام خميني نظام فيلق القدس واستخبارات الحرس الثوري للتدخل في دول المنطقة، وتنفيذ عمليات إرهابية فيها، وتسليح وتمويل مجموعات ومليشيات إرهابية كحزب الله اللبناني، وبعد سقوط صدام، مليشيات مقتدى الصدر وحزب الله العراقي وكتائب إرهابية أخرى. ونعرف تنظيمه لخلايا تخريبية في الكويت ومصر ودول أخرى، وعلاقاته بالقاعدة.
هذا عن دور إيران خميني التي افتتحت عصر الإرهاب الجهادي على نطاق واسع.-مؤكدين على كلمة نطاق واسع، لكيلا ننسى عمليات التنظيم السري لحسن البنا: من وضع قنابل في السينمات والنوادي واغتيالات. وليس من الصدف أن يقوم خميني بترجمة بعض كتب سيد قطب، المنظر البارز للإسلام الجهادي الدموي. وذكر هذه الحقائق مفيد عندما نأتي لمناقشة كل من شعار الحرب على الإرهاب و شعار الحرب على القاعدة الذي يرفعه أوباما، أي نافيا أن معسكر الإرهابيين لا يقتصر على القاعدة مع أنها الأكثر انتشارا وإيذاء، وإنما هناك أيضا أنظمة الإرهاب، مثل نظام الفقيه، ونظام البشير، وطالبان بالأمس- وهناك شبكات إرهاب؛ وهذا بقدر ما يتعلق الأمر بالإرهاب الإسلامي العابر للقارات. واستطرادا فإن منظمة التعاون الإسلامي [المؤتمر الإسلامي سابقا] والتي رأس إدارتها العثماني الجديد إحسان اوغلو، أصدرت للتو بينا يستنكر تصريحا لرئيس الوزراء الكندي يقول إن الإرهاب الإسلامي هو التهديد الرئيس للأمن العالمي. إنه عود على بدْ، ورجعة إلى الوراء سنوات لأن هذا التوصيف شائع في مقالات ودراسات عدد غير قليل من المثقفين والكتاب والمفكرين العرب والمسلمين. وهذا التوصيف لا يتهم الدين الحنيف بل يتهم من يستغلونه لعمليات القتل الجماعي والتفجيرات وغيرها من الجرائم. أي أن القاعدة وكل الجهاديين الإسلاميين ينفذون جرائم باسم الله ورسوله وبالقرآن، والدين منهم برئ. ولابد من فضح وإدانة هذا القناع.
***
قبل 11 سبتمبر نفذت عمليات كثيرة كانت أولا موجهة ضد المصالح الأميركية، ولكن أيضا ضد الرعايا الغربيين عموما، وضد حكومات عربية وإسلامية، وضد الكنائس في المنطقة. فهناك عمليات الهجوم على مركز التجارة الدولي عام 1993، والهجوم على قاعدة الخبر بالسعودية عام 1996 ومقتل 19 أميركيا وجرح 400. وهناك تفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، وضرب المدمرة كول في خليج عدن. وقبل 11 سبتمبر أيضا نفذت الجماعة الإسلامية الجزائرية المسلحة سلسلة عمليات في فرنسا، كتفجير محطات القطارات الأرضية بضحايا كثيرة. ومع أواخر التسعينات، والتحاق تلك الجماعة بالقاعدة، جرت نشاطات إرهابية كثيرة في فرنسا لكنها لم تنجح، كمحاولة تفجير برج إيفيل وكاتدرائية ستراسبورغ وصنع سلاح كيمياي وغيرها. ونفذت القاعدة والمجموعات المرتبطة بها سلسلة عمليات إرهابية في مصر والمغرب وأندونيسيا والفيليبين والصومال وغيرها. وكانت البداية اغتيال السادات على أيدي عناصر الجهاد المصري الذين يعودون اليوم لمصر ما بعد مبارك آمنين، وبترحيب!!
أما 11 سبتمبر، فكان تتويجا مرعبا وكارثيا مذهلا لعمليات القاعدة، سواء بهولها وفداحة الخسائر البشرية والمادية، أو بدقة التنظيم والاستعدادات. وتلتها تفجيرات مدريد ولندن من الطبيعة نفسها.
الذكرى العاشرة لجريمة 11سبتمبر مرت للتو، والنقاش حول الحدث متواصل، وأكثره نقاش قديم يتجدد، والأسئلة كثيرة، خصوصا بعد أن تعرضت القاعدة لضربة معنوية كبرى بمقتل بن لادن هذه السنة.
***
2- عن شعار الحرب على الإرهاب
حين رفع جورج بوش شعار الحرب على الإرهاب بعد جريمة 11 سبتمبر، ضجت وسائل الإعلام العربية والإسلامية بالويل والثبور متهمة بوش بإعلان الحرب على الإسلام. وقد تعمد الإعلام العربي- الإسلامي ولحد يومنا تأكيدات الرئيس الأمريكي السابق حين قال لسنا في حرب مع الإسلام بل مع قلة خطفت الإسلام. وكانت البادرة الأولى منه زيارة المركز الإسلامي في واشنطن، وقابل كبار شخصيات إسلامية أميركية، ودعاهم إلى حفل سنوي بمناسبة رمضان. وهذا ما ذكّر به مؤخرا للشرق الأوسط نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، مضيفا أنه كان قد طلب من أوباما بعد وقت قصير من تنصيبه المحافظة على تلك العلاقة مع المسلمين [الشرق الأوسط عدد 11 سبتمبر 2011 ]. وتقول واشنطن بوست إن أوباما لم يزر مسجدا أميركيا، علما بأنه زار مسجدا في أندونيسيا.
وحين أعاد أوباما، ولأول مرة، في مؤتمر صحفي عام 2010، التذكير بعبارات بوش الابن، وأشاد بها، فقد تعمد معظم وسائل الإعلام العربية حذف اسم بوش وعباراته، ونقل الخبر ناقصا وكأن العبارات هي لأوباما. وأذكر أن صحيفتين سعوديتين دولتين، واسعتي الانتشار، نقلتا النص بطريقتين مختلفتين؛ الحياة حذفت اسم بوش، بينما نقلت الشرق الأوسط النص بدقة وأمانة. وقد أشرت لذلك في مقال لي بإيلاف بتاريخ 14 سبتمبر 2014. هذا وإن عبارة الحرب على الإرهاب استعملها مرارا ويستعملها اليوم عدد من الكتاب العراقيين والعرب المنصفين والموضوعيين، مثلما يكثرون من استخدام تعبير الإرهاب الإسلامي، الذي يحتج إحسان أوغلو، مدير منظمة مؤتمر التعاون الإسلامي، على استخدام رئيس وزراء كندا له.. كما ضجت وسائل الإعلام العربية ضجيجا لوصف بوش لهذا الإرهاب بالإرهاب الفاشي، مع أن كتابا بوزن عبد الرحمن الراشد استعملوا التوصيف نفسه. وكتب الراشد مرة أن نعم إنها فاشية إسلامية، وهذا لا يعني أن المسلمين فاشيون، بل هناك شرائح منهم هم دمويون وسفاحون. وإلا فما توصيف قطع الرؤوس، وتفجير الأبرياء بالجملة، ونشر الكراهية العمياء ضد أكثرية البشرية، والتحريض ضدها، وممارسة العنف الدموي كنهج دائم؟؟!!
إن جريمة 11 سبتمبر نفذتها القاعدة من معقلها في أفغانستان التي كانت تحت حكم طالبان، وبالاتفاق والشراكة معهم. أي أن دولة سمحت لشبكات إرهاب في أراضيها بشن عمليات إرهاب كبرى على الولايات المتحدة، أي شن عدوان مسلح، وعمل حرب. وكانت الخسائر البشرية أكثر من الخسائر الأميركية للعدوان الياباني على ميناء بيرل هاربر، والذي دخلت أميركا بسببه الحرب على اليابان- أي إن جريمة 11 سبتمبر كانت عدوانا عسكريا نفذ من قلب دولة، وبعلم حكامها والتنسيق مع القاعدة. ومن هنا، كان الرد الأميركي الطبيعي هو الرد العسكري بضرب نظام طالبان ومعاقل القاعدة في أفغانستان.
والإرهاب القاعدي خاصة، والإرهاب الإسلامي عامة، وبمذهبيه، هو عابر للقارات، ولذا فإن محاربته يجب أن تكون دولية، أي تبادل المعلومات، والتنسيق المشترك، والوقوف معا مع كل دولة ضحية. وبالتالي، فالحرب على الإرهاب الإسلامي هي حرب دولية ضد الحرب الدولية لهذا الإرهاب. والحرب على الإرهاب ليست عسكرية وحسب، ولا أمنية ومخابراتية وحسب، برغم الأهمية الاستثنائية لهذه الوسائل الرادعة، وإنما يجب إكمالها بنشر الحرية والديمقراطية، وعمليات التنمية، ونشر الثقافة الديمقراطية، والتعليم العصري المدني. وهذا ما دعا جورج دبليو بوش للإعلان عن مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، مبينا كيف أن أنظمة الاستبداد والفساد تفرّخ التطرف والعنف والإرهاب، أو كما قال: إن الشرق الأوسط عبارة عن مستنقع للاستبداد أصبح يمثل مفرخا لحشرات الإرهاب [ انظر مقال أمير طاهري في الشرق الأوسط في 9 سبتمبر 2011 ]. وهذا ما سنعود إليه من جديد.
ولابد من إضافة عن كيفية تشويه الإعلام العربي، وحتى اليساري الغربي، لحديث بوش عن الحرب الصليبية على الإرهاب، وكيف تعمدوا تفسير ذلك بان الولايات المتحدة تشن حربا صليبية على المسلمين كالحروب الصليبية للقرون الوسطى. ولو راجعنا القواميس الإنجليزية- العربية والفرنسية- العربية مثلا، لوجدنا أن الصليبية تعني أحيانا في اللغتين بلا هوادة، أو بمنتهى الحزم- مثلا حملة صليبية ضد المخدرات.
لقد تعمد الإعلام العربي، ودعايات اليسار الأميركي والغربي أبلسة جورج دبليو بوش، وتشويه الحقائق حول مواقفه وسياساته. ولا يزال الكثيرون من الإعلاميين العرب يجدون راحة نفسية في شتم بوش ونسبة كل الشرور إليه. ولو محصت كل هذا الهراء المضلل، لوجدت أن وراء كل ذلك حرب أفغانستان وحرب إسقاط صدام. والحرب الأولى لم تكن هواية مشعل للحروب بل حربا دفاعية عن الأمن القومي للشعب الأميركي وردا على حرب دموية تركت نحو 3000 قتيل. أما حرب العراق، فقد توقفنا لديها في عشرات المقالات، ولنا عودة لاحقا في فصل خاص. ومع ذلك، فمجرد وقفة خاطفة ضرورية عن العراق بمناسبة ظهور مقالات عربية بالمناسبة تركز على التحامل على بوش. أحدهم في الحياة يصف بوش بالأحمق، والمجنون كجنون بن لادن. والثاني في الشرق الأوسط يعتبره أسوأ رئيس غربي ظهر. أما ماذا كان دور العرب والحكومات والمنظمات والإعلام العربي في خذل المعارضة العراقية، ومقاطعة عراق ما بعد صدام؛ وأما تحريض بعض فقهاء الدين كالقرضاوي، وقلسطينيين كخالد مشعل، على تنفيذ العمليات الإرهابية في العراق باسم المقاومة؛ وأما رفض البرلمانيين العرب لإدانة المقابر الجماعية؛ وأما جحافل الإرهابيين العرب المتسللين من سوريا؛ وأما رفض روسيا والصين وفرنسا وألمانيا إصدار قرار لردع النظام العراقي السابق مع أن القرارات عن الأسلحة المحرمة بموجب الفصل السابع كانت تصدر بإجماعهم كلهم؛ وأما عدم الاكتراث لمعاناة الشعب العراقي وما لاقاه من تنكيل يعادل، بل، يزيد على مجموع ما لاقته شعوب الانتفاضات العربية قاطبة؛ أقول، أما هذا، وغير هذا، فلا يبدو أن له دورا ما في ما صارت إليه أحوال العراق اليوم! فالذنب كله على جنون بوش! وأما أن جميع أعضاء مجلس الأمن عهد ذاك كانوا يشكّون بوجود نشاطات تسلحية محرمة في العراق فيصدرون قرارا بعد قرارا، كل منها بفتح باب التدخل بالقوة، فهو أمر يتلاشى أمام أكاذيب بوش عن أسلحة العراق!!!! وأحدهم يقارن أميركا وصعوباتها بالصين الصاعدة اقتصاديا، مرجعا الصعوبات لحربي أفغانستان والعراق. وعجبا لمن يتحدثون عن ربيع العرب ويشيدون بالصين التي تدعم أنظمة الاستبداد العربية!
نقول إن بوش الابن له ما له، وعليه ما عليه، ولابد أن ينصفه التاريخ ذات يوم.
*********************
ملاحق
ملحق 1
نشرت الصحف في شهر مايو 2011 موجزا عن التقرير الذي أعده مايكل سميث للكونغرس الأميركي ومما جاء فيه إن إيران أقامت بهدوء علاقة عمل قوية مع أبرز قادة القاعدة بهدف التصدي للنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وجاء أنه منذ اعتداء 11 سبتمبر تعززت الشراكة بتزايد، ولجأ مئات من القاعدة وعائلات كبار القاعدة إلى إيران. وفي 4 نوفمبر 1998 ، اتهم مكتب المدعي العام الأميركي في جنوب نيويورك أسامة بن لادن بالتآمر لمهاجمة منشآت أميركية. واتهم المدعي القاعدة بالتعاون مع إيران وحزب الله والسودان في ذلك. وقبل عام من هجمات 11 سبتمبر، اعترف علي محمد، وهو أحد المتهمين في الهجمات على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، بأنه كان على علم بروابط بين تنظيم الجهاد المصري وإيران وحزب الله. وقال إنه رتب تأمين اجتماع في السودان بين عماد مغنية وبن لادن في التسعينيات، ووفر حزب الله التدريب على المتفجرات لعناصر القاعدة، ووفر السلاح لتنظيم الجهاد المصري التكفيري. والمعلومات اليوم تشير أيضا إلى أن إيران هي التي تؤوي السفاح أبو درع، الملقب بزرقاوي الشيعة، والذي لعب دورا كبيرا في عمليات التصفية الدموية الطائفية في سنوات 2006- 2008 .
ملحق 2
لا دليل على أن المخابرات الأميركية ساعدت العرب الأفغان أثناء الغزو السوفيتي لأفغانستان. بل كانت الاتصالات الأميركية مقتصرة على الأفغانيين عبر الاستخبارات الباكستانية. وقال محمد يوسف، ضابط في هذا الجهاز، في كتابه فخ الدب [ 1992 ] إن الأميركيين لم يدربوا المجاهدين [العرب] ولم يتصلوا بهم اتصالا مباشرا. [ الحياة عدد 11 -05- 2011 بعنوان خمس أساطير عن أسامة بن لادن]
ملحق 3
انتقد المدعي العام الأرجنتيني في 17 -07- 2011 [نقلا عن أ. ب. ب.] إعلان إيران استعدادها للمساهمة في تصويب مسار التحقيق في الهجوم على مركز يهودي في بوينس آيرس عام 1994، وطالب طهران بتسليمه جميع المتهمين بالتورط في الاعتداء. وقال في بيانه: إذا كان الإيرانيون وحكومتهم مستعدين للتعاون، عليهم أن يفعلوا ذلك في شكل نهائي عبر سلوك الطريق الوحيد الممكن لذلك: تسليمنا جميع الذين يتهمهم القضاء الأرجنتيني بالمشاركة في هذا الاعتداء الإرهابي الرهيب، والتوقف عن إطلاق تصريحات فارغة لا تقود لأي مكان. وجاء بيان المدعي ألبرتو نيسمان ردا على تصريح طهران بكونها تدين كل العمليات الإرهابية، خصوصا الهجوم الذي استهدف المركز اليهودي في الأرجنتين عام 1994، وتؤكد تضامنها مع عائلات الضحايا. [ نص الخبر في الحياة في 18 -07- 2011 ]..[1]