ربيع الكرد هو ربيع الشعوب
الدار خليل
استطاع الشعب السوري أن يمزق جدران الخوف لأول مرة بعد نصف قرن تقريباً من حكم النظام البعثي، وأن يقول للنظام »كفى
مضى عامان على الثورة في سوريا وغرب كردستان، ونتائج هذه الثورة باتت تظهر رويداً رويداً. كما هو معلوم أن الشعب بدأ بمناهضة الأنظمة الحاكمة في كل من تونس ومصر وليبيا قبل أن يشمل هذا الربيع سوريا، وقال لتلك الأنظمة الديكتاتورية التي تحكمها لن أقبلك بهذا الشكل. الشعب بدأ يرفض النموذج الذي يتم اتباعه في نظام الإدارة والديكتاتورية الموجودة. حيث أن الثورة السورية تعتبر استمرارية لهذا الوضع.
استطاع الشعب السوري أن يمزق جدران الخوف لأول مرة بعد نصف قرن تقريباً من حكم النظام البعثي، وأن يقول للنظام »كفى « لن أقبل بهذا. هذا بحد ذاته يعتبر بمثابة ثورة، في الحقيقة هي ثورة تاريخية، لأن الشعب كان محطم الارادة نتيجة ممارسات النظام البعثي المفروضة عليه خلال النصف القرن الماضية، كان يفتقد إلى التنظيم والفكر والرأي والثقة بنفسه والجرأة اللازمة لإبداء مواقفه. فمن خلال القضاء على حركة الاخوان المسلمين التي كانت لها بعض الانطلاقات في أعوام الثمانينات تم القضاء على بصيص الأمل الذي كان يملكه القلة من العرب في تلك الفترة بالكامل. الكرد كانوا الوحيدين الذين لم تتحطم إرادتهم وظلوا مستمرين في المقاومة والنضال وكانت لهم مساعي من أجل الثورة في سوريا. فاختلاف تنظيمهم، وخاصيتهم وقوة القضية الكردية في الأجزاء الكردستانية الأخرى ووجود حركة حرية الكرد والتنظيمات الكردية والنضالات التي يتم تسييرها في الأجزاء الكردستانية الأخرى كان لها التأثير الهام في هذا الموضوع، وبالإضافة إلى هذا أنهم يشكلون قومية مختلفة في سوريا، وبالإضافة إلى هذا أنهم لم يصبحوا شركاء في النظام، أي لم يأخذوا مكاناً ضمن النظام ولم يصبحوا شركاء كي يقبلوا به، لهذه الأسباب كلها ولعدم الاعتراف بالقومية الكردية كان للكرد تنظيم خاص على الدوام. فمع ولادة مرحلة بهذا الشكل ظهرت لوحة بهذا النمط، الشعب لا يقبل ويقول للنظام لا أقبلك ولكن الشيء المهم كان كيفية التقرب وكيفية احلال تلك التغييرات ضمن المرحلة التي تدفع الوطن إلى احياء تحولات وتغييرات كبيرة، حيث أن كيفية تحديد الاستراتيجية كانت الخطوة الأساسية خلال الأيام الأولى من اندلاع الثورة.
إن كنا نتحدث الآن عن ثلاث سنوات ونقول أننا ندخل العام الثالث ونقوم بإبراز تحليلات ايجابية فهي تستند إلى البداية الصحيحة التي استندنا لها أي فترة تحديد الاستراتيجية، حيث تمت هذه من خلال الاستناد إلى التوجيهات التي طرحها القائد آبو، حيث ذكر جملة واحدة فقط قال »إن القضية الكردية هي الأساسية، ومن الواجب على الكرد أن لا يصبحوا طرفا لا للساعين إلى السلطة ولا للنظام والقوى الدولية التي تسعى إلى فرض رأسماليتهم وحاكميتهم، أي من الواجب أن يكونوا طرفا ثالثا طرفا للمجتمع الديمقراطي أي الطرف الذي يسير نضال الحضارة الديمقراطية .« فاستراتيجيتنا استندت إلى أن نكون طرفا ثالثا وأن لا نؤيد أي من الطرفين الآخرين، والعمل من أجل خلق نظام جديد ليس من الناحية السياسية فحسب بل حتى من الناحية الايديولوجية ومن ناحية وجهة النظر أيضاً.
فبالرغم من وجود الكثير من النواقص والأخطاء من الناحية العملية وعدم القيام بالأعمال المطلوبة في وقتها المناسب وتسرعنا في بعضالامور، إلا أن الشيء الذي يصون نجاحنا هو صحة الاستراتيجية التي تم تحديدها، هي التي لعبت دور المنقذ بالنسبة لنا، وساهمت في أن نكون واثقين من أنفسنا بدخولنا العام الثالث للثورة.
من خلال ثورة التاسع عشر من تموز تم تحرير مناطق غرب كردستان وتم تغيير التوازنات التي كانت موجودة في منطقة الشرق الأوسط وسوريا، تم تغيير المعادلة بالكامل. ففي الأيام الأولى لم يقبل أحد بوجود الكرد ضمن الثورة السورية، لم يكونوا يقبلون حتى ذكر اسم الكرد، حتى أن الكثير من القوى المعارضة لم تكن تقبل بأن يتم اضفاء الطابع الكردي واللون الكردي على الثورة، حتى أنه ومع الأسف كان هناك بعض الكرد مشتركين في هذه الآراء أيضاً كانوا يناهضون هذا المشروع. حتى أن تحرير المناطق واحلال نظام الادارة الذاتية وخطو خطوات نحو الأمام، وتحول الكردياتية والوجود الكردي والكيان الكردي إلى أمر واقع مفروضعلى الجميع تم نتيجة هذا النضال، والأهم هو دفع المعارضة والنظام والقوى الدولية لتقبل وترى الكرد كعامل أساسي ضمن الثورة السورية، وحتى أننا نصر على أنه إذا لم يتم حل القضية الكردية من غير الممكن دمقرطة سوريا وايجاد حل للأزمة السورية.
فالأن نرى بأن الكل يقبلون بهذا التحليل حتى وأن لم يعلنوا عنه علناً عبر تصريحاتهم.
فالتطورات الهامة التي تم معايشتها ضمن ثورة غرب كردستان وسوريا والتأثيرات السياسية التي ولدت في الأجزاء الأخرى من كردستان على السوية الوطنية ساهمت في اضفاء طابع خاصعلى الثورة في عامها الثالث، وعلى وجه الخصوص أن تصريح قائد الشعب الكردي السيد عبد الله اوجالان الذي أدلى به في نوروز آمد كان تصريحاً تاريخياً، حتى يمكننا القول بأن التصريح فتح صفحة جديدة في تاريخ الكرد وتاريخ الشرق الأوسط. لأنه فتح الطريق أمام ايجاد الحل لأكثر القضايا تعقيداً في منطقة الشرق الأوسط؛ هذه القضية التي تدخلت فيها الكثير من القوى الخارجية والتي تضم الكثير من القضايا الأخرى. كان تصريحاً يسعى إلى إضفاء طابع سلمي على مراحل الحرب ومراحل النضال المسلح وايجاد الحلول لها وفرض الحل وخاصة الحل الديمقراطي على الكل. فتح الطريق أمام قبول ايجاد حل للقضية الكردية من قبل الدولة التركية والقوى المستعمرة لكردستان. واوضح بأن حدود الحل لا تنحصر ضمن حدود شمال كردستان لأنه لو تم حل القضية في شمال كردستان هذا يعني أن الدولة التركية تعترف بوجود الكرد والحقيقة الكردية، فإن تم قبول هذا فلا يبقى لهم أية حجة لمعاداة الكرد في غرب وشرق كردستان. وبالإضافة إلى أنها ستصبح نموذجاً للحل يقتدي به الجميع في منطقة الشرق الأوسط.
لو تم الملاحظة أن الجميع في منطقة الشرق الأوسط يحاولون حل كل قضاياهم ومشاكلهم بالطرق العسكرية والقتل والتخريب والنهب والسلب حيث ساد ويسود هذا الوضع في العراق والآن الوضع بهذا الشكل في سوريا أيضاً، ولكن عندما أدلى قائد الشعب الكردي السيد عبد الله اوجالان بتصريحه في نوروز آمد الذي ينص على »أننا نريد تطوير الحل بطرق سلمية سياسية بعد مرحلة الحرب والنضال المسلح الذي دام اكثر من ثلاثين عام أثر نضال مسلح « أشار إلى طرح الحل وطريقة حل القضايا والمشاكل بطريقة مختلفة وجديدة للشعوب في منطقة الشرق الأوسط. وبالارتباط به فصيغة الحل الواجب احلالها أو تطبيقها، من الواجب أن تكون ديمقراطية يقوم الشعب فيه بإدارة نفسه بنفسه، وليس حلاً مستندا إلى السلطة. بالإضافة إلى ذلك ساهمت في أن تخطو القوى المستعمرة خطوات نحو الحل. فهذه الرسالة اكسبت الشعب الكردي سوية عالية من المعنويات. هذا الشعب الذي يخوض النضال بهذه السوية يتطلب حملة من ناحية المعنوية من الناحية السياسية ومن الناحية الفكرية، هذه الرسالة قامت بهذه الحملة. حيث ساهمت في تطور هذه الحملة، ونحن في غرب كردستان نتابع هذه المرحلة ورأينا بأنها ولادة مرحلة الحل في شمال كردستان بلاشك ستؤثر على غرب كردستان أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك هناك تطورات ميدانية في غرب كردستان، وعلى وجه الخصوص ففي النوروز الذي تم فيه قراءة رسالة قائد الشعب الكردي السيد عبد الله اوجالان في نفس الوقت أبدى الشعب الكردي في غرب كردستان وفائه لنظام الإدارة الذاتية الديمقراطية وأبدوا اصرارهم لتطوير نظام إدارة الذات وبناء مجتمع ديمقراطي. فالشعب الكردي في كل المناطق الكردية بدأً من ديريك وصولاً لعفرين وحتى في دمشق وشعبنا في الخارج في لبنان والمناطق الأخرى اختار نموذج الحل هذا أو نموذج النظام الذي تم انشاءه هنا حتى وأن كان هذا النظام في مرحلة الانشاء ضمن مرحلة الثورة هذه. وفي نوروز هذا العام قال هذا هو نموذجي للحل. وأن ولاء الشعب الكردي في غرب كردستان لهذا النوروز بهذا الشكل بهذه الوقفة أثبتت بأن السياسة التي اتبعتها الحركة التحررية الكردية في غرب كردستان هي سياسة صحيحة وسليمة. بالطبع أن هذه الأحداث تمت في وضع تأزمت فيها الأزمة في سوريا أكثر.
النظام يستمر بوحشيته أكثر ويقوم بتدمير المدن ويقتل المدنيين حتى أنه وصل لمرحلة يستخدم فيها الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ضد المدنيين، فاستخدام أي نظام للأسلحة الكيماوية ضد شعبه في وطنه لا يستطيع أن يقول بأنه يمتلك المشروعية ولا يمكنه القول بإدارة هذا الوطن فهو يتحول إلى عدو لوطنه وبهذه العداوة لا يمكنه اطالة عمر نظامه، بل يساهم في تقريب نهايته، فبوحشيته هذه يتضح بأنه فقد تأثيره وسلطته وباتت نهايته قريبة.
بالإضافة إلى الخطوات العملية التي تم خطوها في المناطق تم خطو خطوات من الناحية السياسية أيضا من أجل قبول الكرد والقضية الكردية، ظهر من يمثل الكرد باسم الهيئة الكردية العليا، بالرغم من الانتقادات الموجهة لها وعدم فعالية الأطراف المؤلفة لها بالشكل المطلوب إلا أنها تمتلك مكانة وهي تمثل إرادة الكرد. إلا أن الوضع الذي تعيشه الهيئة الكردية العليا الآن يوضح وجود حالة انقسام بين القوى الكردية وخاصة ضمن المجلس الوطني الكردي على وجه الخصوص بعد احتفالات نوروز هذا العام، حيث وصلت لمرحلة لا يمكن لهذا المجلس من انتخاب رئيسا له، وعقد اجتماعاته بشكل دوري وتسيير بعض أعماله أي أنه طرأ ضعف على آلية عمله ونضاله. حتى أن الأوضاع ضمن المجلس الوطني الكردي أثرت على نوعية ودورية اجتماعات الهيئة الكردية العليا. لهذا السبب يتطلب من الهيئة الكردية العليا اعادة تشكيل أو اعادة تنظيم أعمالها من جديد، وتتمكن من متابعة هذه المرحلة وتجاوزها ليس هذا فقط بل هناك مهمات وواجبات تاريخية عليها القيام بها، فهذه المرحلة تتطلب تحليل ومتابعة لحظية بخصوص متابعة النضال واتخاذ القرارات. ولكن هذا لا يدفعنا بأن نقول بأنه تم تصفية الهيئة الكردية العليا، فإن فتح المعابر الحدودية وعقد العلاقات ووصول المساعدات وغيرها من الأمور كأنها تمت نتيجة النضال الذي قدمه الشعب الكردي.
هذه المكاسب التي تم تحقيقها دفعت بالفئات الأخرى من المجتمع بالاعتراف بصحة السياسة التي تم اتباعها ويرونها كشرط اساسي لانتصار الثورة. هذه اعطتنا جرأة اضافية للوقوف على العديد من الأمور الأخرى.
حيث أن هذه الثقة لم تأت من فراغ بل أنها جاءت نتيجة نضال مرير، وعلى وجه الخصوص بعد المقاومة التي أبديت في كل من قسطل جندو والأشرفية والشيخ مقصود وسرية كانية ساهمت في أن يتم قبول هذه الحقيقة. ألا وهي أننا كنا على صواب ومن غير الممكن أن يتم صون أمن المنطقة من دوننا ولا توجد قوة أخرى في المنطقة لها الجرأة أن تدعي بأنها موجودة من أجل الحل غيرنا. فهذه التطورات دفعت كل القوى الداخلية والخارجية حتى كل من تركيا واوروبا وروسيا والولايات المتحدة الامريكية أن تعيد النظر وتغيير تقارباتها تجاه الكرد والقضية الكردية ورأت أن الكرد يشكلون العامل الأساسي ضمن هذه الثورة.
في النتيجة يتضح لنا أن النظام الذي أنشأناه والمؤسسات التي أسسناها والدبلوماسية المسيرة والنضال المسير وصلوا إلى مرحلة في غرب كردستان من الواجب على جميع القوى الإقليمية والدولية الاعتراف بها. فإن لم يتم تقبلها بالشكل الكامل حتى الآن إلا أنها ساهمت في تهيئة الأرضية لاعتراف وقبول تلك القوى بها.
سيستمر نضالنا الداخلي والخارجي والايديولوجي مع كل القوى الخارجية والداخلية والمعارضة. في المقابل ستستمر قوى المعارضة الداخلية المسلحة أي المجاميع المسلحة المرتبطة بالقوى الخارجية بمحاولاتها بالإضافة إلى بعضالمجاميع المسلحة المرتبطة ببعض الأحزاب الكردية هي الأخرى ستستمر بمحاولاتها.
كما أن الذين يتقربون وفق المنطق الاسلامي ومنطق القوموية العربية مازالوا يستمرون في النيل من مكتسبات الشعب الكردي. حيث أن هجماتهم على المناطق التي تم تحريرها من النظام توضح معاداتهم لمكاسب الشعب الكردي.
الأوضاع التي تطورت مؤخرا ليست كما يدعي البعضبل أنها تعبر عن بدء حملة ضد مكتسبات الشعب الكردي. فمن هذا المنطلق نحن أمام مرحلة صعبة جداً.
فمن ناحية من الواجب علينا أن نقوم بإحلال مشروعيتنا بين القوى الدولية كإرادة يتم الاعتراف بها من قبل تلك القوى، وأن تتم المناقشات واللقاءات والحوار بشكل مباشر وليس عن طريق الوساطة، وكذلك علينا أن نقوم بفرض الحلول التي ستتطور وأن نفكر من أجل سوريا كلها، فإن كنا نعتبر أنفسنا قوة ونمثل ثورة فمن الواجب علينا أن نقوم بطرح مشاريع الحل لسوريا عامة أيضاً.
المجاميع المسلحة التي كانت تنادي بالحرية باتت عبئاً على كاهل الشعب بتقرباتها من الشعب والنظر إليه على أنه أداة لخدمتها وقامت هذه المجاميع وكذلك النظام بأعمال ارهابية بحق الشعب من ارتكاب المجازر وقصف الأحياء المدنية وبذلك ابعدوا الشعب عن هذه المعادلة وبقيت الحرب بين النظام والمجاميع المسلحة، حيث أن النظام يرى أن الأعمال التي يقوم بها هي حق ضمن القوانين الدولية، فبهذه الأعمال تم افراغ الثورة السورية الحقيقية من محتواها. لهذا السبب أن استمر الوضع بهذا الشكل في العام الثالث للثورة فإن الأمل الذي يبشر بأن هذه القوى لها القدرة على أن تقوم بإدارة الشعب ستضعف تدريجياً. لذا نلاحظ بأن الجيش الحر يحث عناصره على إعادة النظر في معاملتهم مع الشعب.
فهذا الوضع دليل على أنهم أدركوا بأنهم اخطأوا ومن الواجب عليهم أن يعودوا إلى الشعب، ولكن هناك حقيقة ألا وهي فقدانهم القاعدة الشعبية من حولهم بدخولهم العام الثالث للثورة. وهذا ما اعطى النظام القوة وفي النتيجة يمكن أن تستمر سوريا بهذا الشكل حتى عام 2014 أي حتى الانتخابات المقبلة، حتى أنه في تلك الفترة لا يمكننا التكهن بأنها ستنجح، حيث أن استمر الوضع بهذا الشكل وأن لم تعيد هذه المجموعات النظر في ممارساتها وأن استمروا بهذا الأسلوب ربما تساهم في فوز بشار الأسد في الانتخابات المقبلة مرة أخرى وذلك لعدم وجود منافس له. هذه من الناحية السورية. أما بالنسبة إلى الناحية العالمية يتضح بأن التقاربات من أجل القضية الكردية والكرد تغيرت، ليس كما كانت في اعوام 1945 و 1918 و 1915 ففي أعوام الحرب العالمية الأولى والثانية لم يكن هناك شي اسمه كرد ضمن السياسة الدولية في تلك الفترة، حيث أن خريطة الدول التي اعدت في تلك المرحلة لم تكن تحوي على اسم الكرد، ولكن الآن يتفق الكل على أن الورقة الرابحة هي الورقة الكردية، فالآن الكل يقومون بالمتاجرة على الورقة الكردية، وتسعى إلى كسب الكرد إلى جانبهم، لهذا السبب أن التناقضات الحاصلة في العراق بين الاقليم والمالكي ولقاء انقرة والكرد تؤثر على السياسة العالمية. وأن ذلك يعتبر نقطة لصالح المشروع الذي طوره القائد آبو وتحقق نجاحه لأن الكل وصول إلى قناعة بأن الورقة الكردية هي الورقة الرابحة. إلا أنه نظرة القوى الدولية بشأن القضية السورية لم تتوحد بعد. لم يحصل حتى الآن تطابق في وجهات النظر فيما بينهم، حيث يحاول البعض حماية النظام والبعض الآخر متردد بخصوص الإطاحة بالنظام، كما أن من يقول من الواجب أن يتم الإطاحة بهذا النظام لا يقوم بنضال جدي من أجله، كما أنه كان من الواجب أن يتم اتخاذ الكثير من القرارات الهامة ضد هذا النظام إلا أنه لم يتم هذا. أي أن القوى الدولية لم تصل بعد إلى نظرة موحدة بخصوص هذا النظام.
هناك اختلافات كبيرة ضمن المعارضة السورية. وكل من الائتلاف والجيش الحر وجبهة النصرة وغيرها من الكتائب المسلحة والقوى السياسية كل واحدة منها مرتبطة بجهة معينة ويتبعون أساليب مختلفة في النضال وأن التناقضات فيما بينهم وصلت إلى مرحلة متقدمة جداً لا يمكنهم اخفائها. حيث اندس بعض عملاء الدولة إلى ادارتها أيضاً وأن السياسة التي يقومون باتباعها الآن لا تبشر بالتفاؤل كثيراً. كنا نأمل أن تكون المعارضة السورية متوحدة بعضالشيء وصاحبة مبدأ وأن نستطيع التحاور فيما بينها على الأقل حول ما هو الواجب عمله في مثل هذه المرحلة ولكن مع الأسف. في النتيجة أننا في هذا العام من ناحية نسير نحو الحرية ويتطور الحل ويتم تشكيل ادارة الكرد وسيكون الكرد اصحاب نظام للإدارة وسيتطور نظام الإدارة الذاتية وبنفس الشكل سيتطور الحل في شمال كردستان وسيدخل حل القضية الكردية جدول الأعمال على المستوى الدولي وستقوم بعض الأطراف بالاعتراف بوجود الحقيقة الكردية بعد أن كانوا لا يعترفون بها، إلا أنه وفي هذه المرحلة من الواجب أن لا ننسى أننا سنصادف ونواجه أيام اصعب وحتى يمكن أن تجلب معها مجازر بحق الكرد أو الهجوم على المناطق الكردية والهجوم على ممثلي الكرد. من الواجب أن نتخذ التدابير اللازمة لمثل هذه التحديات، لهذا السبب من الواجب علينا أن نتخذ التدابير من كافة النواحي. فحلها يكمن في بداية كل شيء أن نتمسك بالخط الثالث ألا وهو الحل الديمقراطي، ومن الواجب إنشاء مجتمع منظم ديمقراطي صاحب فكر ديمقراطي. وبالإضافة إلى تطوير وسائل الدفاع وتطوير نظام الادارة الداخلية وامتلاك إرادة وابراز ثقلها ضمن السياسة في منطقة الشرق الأوسط، وفرضالحل الديمقراطي على الجميع.
فالكرد لهم فلسفتهم في الحياة الخاصة بهم، من الواجب عليهم تعريف الجميع عليها. بالإضافة إلى هذا ومن أجل أن يتحقق هذا من الواجب على الحركات الكردية أن تلم شملها وتتجاوز التقسيم والتفرقة والتجزئة الموجودة بينها، أن لم يتم تجاوز هذا الوضع فهناك احتمال أن نفقد فرص تاريخية هامة فنحن لا نريد أن يتم احياء مثل هذا الوضع أو فقدان مثل هذه الفرص. بشكل عام استطيع القول بأن هذا العام والعام المقبل هي اعوام الكرد وأنا ادعوها أو اسميها بربيع الكرد حتى وأن كانت بشكل عام هي ربيع الشعوب إلا أنها ومن أجل الكرد على وجه الخصوص تعتبر ربيعاً. ودون شك أن ربيع الكرد يعني في نفس الوقت ربيع الشعوب، لأنه في هذا الربيع ستتطور الديمقراطية والحرية ولهذا يتم اختيار حياة جديدة لحل القضية الكردية وتحطيم التسلط المفروض على القيم الديمقراطية.[1]