$ملف شهيد:$
الاسم والكنية: عرفان جاغلا
الاسم الحركي: خمكين هيشاتي
مكان الولادة: سيرت
اسم الأم – الأب: مقبولة – رمضان
تاريخ ومكان الاستشهاد: 2022-10-12\ بوطان
$حياة شهيد:$
خمكين هيشاتي
وُلد رفيق دربنا خمكين في قرية هيشات التابعة لناحية برواري في سيرت في العام 1984، عندما انطلقت قفزتنا في 15 آب، التي أصبحت بمثابة ميلاد للشعب الكردي، ونشأ في قرية هيشات الوطنية التي تقع عند منحدرات جبل هراكول تحت تأثير كريلا حرية كردستان وأصوات معركة الحرية، و انخرطت قرية هيشات ومحيطها في مقاومة لمئات السنين انطلاقاً من مير بدرخان إلى مقاومة العشائر والنضال الأسطوري لكريلا حرية كردستان، وتطورت قرية هيشات، التي تستند على جبال كردستان الشامخة، بالقيم الاجتماعية والمشاعر الوطنية والولاء للأرض، وشكل هذا الأمر تأثيراً قوياً على شخصية رفيق دربنا خمكين، وعمل في الأعمال القروية كأبن من أبناء عائلة مزارعة وكادحة، وتنفس من الهواء النقي للجبال، واضطر إلى الذهاب لمدارس الدولة التركية لبضع سنوات، لكنه ترك المدرسة فيما بعد.
كان رفيق الدرب خمكين إنساناً طيباً من أناس بوطان من الناحية الشخصية، الذي لم تفسد فطرته الطبيعية، وكان شخصية تتحلى بالعفوية والصداقة والنقاوة، ودفعه قلبه وعقله النقي لأن يبحث عن الحرية والحقيقة والجمال، وعلى الرغم من الظروف القاسية للكريلا، جذبت الروح الرفاقية لحزب العمال الكردستاني، والحياة الأخلاقية، والحالة التجمعية الديمقراطية، والروح الفدائية لمقاتلي الكريلا من أجل رفاق دربهم، رفيق دربنا خمكين، وتقرّب رفيق الدرب خمكين من الكريلا بشوق كبير لرؤية جمال الجمال والعيش معه والشعور بالحرية ولتحرير شعبه ووطنه، وتقهقرت هيبة جيش الاحتلال التركي في الهجوم الذي شنّه في العام 2008 على زاب، حيث لحقت هزيمة نكراء بالجيش التركي الفاشي، وفقد جنرالاته قيمتهم، وأدت هذه المرحلة إلى خلق معنويات كبيرة لدى الشعب الكردي، وكانت هذه الروح المعنوية نتيجة سمات الكريلا التي لا تُقهر وتُعتبر مصدراً للأمل، وشكل هذا الأمر أثراً كبيراً على الشبيبة أكثر من غيرهم، وفي خضم هذه المرحلة والجو، قرر رفيق دربنا خمكين الانضمام إلى صفوف الكريلا، وعلى هذا الأساس، انضم مع أحد رفاق دربه من القرية إلى صفوف قوات الكريلا في صيف العام 2009.
وانضم رفيق دبنا خمكين إلى صفوف الكريلا من ساحة كاتو في بوطان، وشارك لمدة 15 يوماً في تدريبات المقاتلين الجدد، وبدأ بالممارسة العملية، وكان التدريب في شمال كردستان لمدة 15 يوماً فقط كافياً لرفيق دربنا خمكين في ظل أسوأ الظروف وأصعبها، وأصبح هذا التدريب أساساً لمسيرة الكريلا بالنسبة له، وفي وقت لاحق، خاض رفيق الدرب خمكين الممارسة العملية للكريلا على مدى 8 سنوات متواصلة في بوطان، وأظهرت حقيقة وممارسة رفيق الدرب خمكين أن فهم حزب العمال الكردستاني لا تتحقق بالتدريب القليل أو المكثف؛ وليس بخوض الحديث لأيام؛ بل يكون بقلب نقي وأخلاق صادقة وتعامل مثابر ووعي وشخصية ناضجة، وإن الحقيقة التي وصفها القائد أوجلان بالقول إن أعضاء حزب العمال الكردستاني يفهمون على بعض بالنظر إلى أعين بعضهم البعض، ولا يحتاجون إلى الحديث المستفيض، قد تجسدت في أسلوب المشاركة الصادقة والفطرية لرفيق الدرب خمكين، وفي الحقيقة، منح رفيق دربنا خمكين شخصيته للكريلا وللحياة الكريمة لحزب العمال الكردستاني من خلال شخصيته الإنسانية الصادقة والجميلة، واتخذ من القائد والشهداء كدستور بالنسبة له.
وأطلق رفيق دربنا خمكين اسم خمكين سرحد ضمن صفوف الكريلا، ولكن كون أنه من قرية هيشات، كان معروفاً لدى رفاق دربه باسم خمكين هيشاتي، ولأن قرية هيشات بالإضافة إلى وطنتيها، وكذلك بعد انضمام الرفيق خمكين، انضم العديد من الشبان من قرية هيشات إلى صفوف قوات الكريلا، ويمكن القول تقريباً أن العدد الأكبر من الكريلا قد خرجوا من هذه القرية أكثر من جميع نواحي كردستان، وإن الانضمام الصادق والشجاعة المثالية لكريلا قرية هيشات ضمن صفوف النضال التحرري، وكذلك استشهاد العديد من رفاق الدرب الأبطال، أمثال باور هيشاتي ، ودارا هيشاتي، وهراكول، وهيفي هيشاتي، وبروسك هيشاتي، جعلوا من قرية هيشات تتمتع بمكانة حاسمة وهامة في النضال التحرري، وكان رفيق الدرب خمكين أحد هؤلاء الشبان الأبطال في قرية هيشات، وخاض الممارسة العملية من العام 2009 حتى العام 2017 في بوطان وبشكل مكثف في جبال كاتو، ولم يترك أي حجر وصخرة في جبال كاتو إلا وقام بالسير عليها، ولم يترك شجرة إلا وقد تفيّئ تحت ظلها، ولم يترك نهراً إلا وقد شرب الماء منه، وكان رفيق الدرب خمكين مطلعاً على كل تفاصيل الساحة وظروف فصول السنة وجغرافية وطقس ومياه المنطقة مثل الماعز البري، وكان قد نقش في عقله متى تتساقط الثلوج في جبال كاتو، ومتى يشتد البرد، وفي أي ساحة وكيف يجب أن يقيم المرء فيها، ومتى يذوب الثلج الكثيف في الشتاء، ومتى تتفتح الزهور في سفوح الوديان، وبهذا السبب، كان رفيق الدرب خمكين يعني اتحاد الكريلاتية مع كاتو، وشارك في كاتو، بكل شيء من القتال إلى قيادة الفريق والوحدة، ومن توصيل البريد إلى العمل اللوجستي، والمشاركة في الأنشطة العسكرية، وأعمال التمركز، كما أنه كان يشارك في أي عمل يُسند له، وعمل لفترة في أنشطة وحدات حماية المدنيين (YPS)، وأنجز هذا العمل بنجاح كبير.
وأدرك رفيق الدرب خمكين أن حرب الشعب الثورية لا يمكن أن تتم فقط من خلال قوات الكريلا فحسب، بل يتوجب على الشعب الكردي من صغرهم حتى كبيرهم أن يقوموا بحماية أنفسهم، لذلك أولى أهمية كبيرة للأعمال التي تخص الحماية الذاتية، وانضم إلى هذا العمل على مستوى القيادة من أجل تحقيق الحماية الذاتية لأهالي بوطان، وقد أدت الشخصية الشعبية القوية جداً لرفيق الدرب خمكين إلى أن يكون ناجحاً في الأعمال الخاصة بالعلاقات مع الشعب، وكان رفيق دربنا يحظى بالاحترام بين أبناء شعبنا في كل ساحة يعمل فيها، وكان يحظى بمحبة واهتمام أطفال الكرد.
وبقدر ما كان رفيق دربنا خمكين متعمقاً في الجانب العملي والعمل المثابر، فقد اتخذ من الأيديولوجية الآبوجية دائماً أساساً بالنسبة له للتدريب والتعمق فيها أكثر فأكثر، حيث كان يتدرب في معسكر شتوي في بوطان ويناقش قضايا النضال، وقيّم نضاله الجنسي والطبقي، وبدأ بكل ربيع بتصميم كبير وحافز قوي لخوص النضال، وناضل باستمرار في كل عام، وعمل رفيق الدرب خمكين على مدى 8 سنوات من الممارسة العملية المستمرة في بوطان، انطلاقاً من القتال إلى القيادة وتولي المسؤولية على جميع المستويات، ومن ثم في العام 2017، انتقل إلى مناطق الدفاع المشروع، رفاق دربه الذين رأوا المهارة الإنسانية العالية ومشاركته العفوية والتعامل الصادق لرفيق الدرب خمكين، شجعوه للانضمام إلى المرحلة التدريبية في مدرسة مظلوم دوغان المركزية للحزب، من أجل تطوير وتعزيز نفسه بشكل أكثر، ومن أجل إنجاز مسؤوليات أكثر أهمية، وتعمق رفيق دربنا خمكين في المدرسة المركزية للحزب بشكل موسع حول الأيديولوجية الآبوجية ونموذج القائد ونضال الخط التنظيمي ضمن حزبنا وتكتيكيات العصر للكريلا، كما تلقى الدروس المهمة بهذا الصدد، ومزج تجربته القوية والدروس العملية إلى أجواء الأكاديمية، وأصبح دليلاً للحياة بالنسبة لرفاق دربه، ولم يتكبر رفيق الدرب خمكين أبداً على رفاق دربه من خلال شخصيته المتواضعة والقائمة على الروح الدرويشية، ووطد علاقة قوية من الروح الرفاقية مع كل رفيق من رفاق الدرب، وقد رأت قيادة حزبنا المشاركة الجوهرية لرفيق دربنا خمكين، وأرادت أن يستمر في دورة تدريبية أخرى، وأن يتولى المسؤولية ويتعمق أكثر فأكثر، وانتقل رفيق دربنا، الذي استمر في دورتين تدريبيتين، مرة أخرى بوطان من أجل وضع تعمقه وأساليب نضاله وأسلوبه وإيقاعه قيد التطبيق العملي من خلال الوعي القوي الذي كان قد استلهمه من تدريب الحزب.
وكان رفيق الدرب خمكين قد أوضح بأن المسير نحو بوطان ليس بالأمر العادي، بل إنه المسير من أجل الانتقام للشهداء والوفاء بمسؤوليات المرحلة ومن أجل أن يكون جديراً للقائد والشعب، وأنجز رفيق الدرب خمكين مسيرة النصر نحو بطان بحماس كبير ورغبة عظيمة، وبمجرد أن وصل إلى بوطان أخذ على عاتقه تولي مهمة قيادة المنطقة على الفور، وسرعان ما انضم إلى المرحلة العملية، وإن انتقال رفيق الدرب خمكين من جديد إلى بوطان أصبح محل ثقة ومعنويات عالية بالنسبة لجميع رفاق الدرب، وفي جبال بوطان التي وُلد وعاش فيها، وبدأ منها حياة الكريلاتية واكتسب الخبرة والتجربة، تقلد هذه المرة المسؤولية كقائد، وأظهر مثالاً عظيماً للروح الفدائية، وأصبح رفيق دربنا الذي هو بعمر قفزة 15 أب، السائر على خطى الشهداء الخالدين، وناضل عشرات الآلاف الأبطال في هذه الجبال وأصبحوا أبطالاً، وكان يوجه الضربات للعدو المحتل المستعمر في كل فرصة سانحة له، وأصبح لديه أسلوب ناجح بشجاعته العالية وعدم خشيته.
وأصبح رفيق الدرب خمكين اسماً فارقاً في مسيرة نضالنا، وتجسيداً لمعايير الأشخاص الأحرار لحزب العمال الكردستاني في الشخصية، وللشخصية المتواضعة، وللروح الرفاقية المخلصة، والروح الفدائية الآبوجية وثورية الدراويش، وأثناء قيام كل من رفيقي الدرب خمكين وعباس بأداء واجباهما، انخرطا في الحرب ضد العدو، وحاربا بأسلحتهما الفردية ضد المئات من جنود الاحتلال وتقنياتها الحربية حتى أنفاسهما الأخيرة، واستشهد رفيق الدرب خمكين، الذي لم يعرف الاستسلام من خلال شخصية النضالية الآبوجية، ولم يستسلم حتى أنفاسه الأخيرة وحارب بشجاعة، وإن المسيرة الثورية ل خمكين هيشاتي، التي أصبحت مثالاً لرفاق دربه، باتت منبع شرف عظيم بالدرجة الأولى لأهالي هيشاتي وبوطان ولرفاق دربه، وسيصبح رفيق الدرب خمكين مثالاً يُحتذي به من خلال مهارته الإنسانية العالية و موقفه القوي والمقاوم وثورية الدراويش وقيادته، وسنتمسك بإحياء ذكراه في خضم نضالنا.
[1]