#شوكت خزندار#
ما أشبه اليوم بالبارحة .!
في هذا الظرف التأريخي الهام والحاسم ، بالنسبة لشعبنا العراقي عامة ولشعبنا الكردي خاصة . أقدم إلى القراء عرباً وأكراداً كتاب الدكتور مكرم الطالباني تحت عنوان ( #حزب هيوا# ) على شكل حلقات متسلسلة بصورة يومية قدر المستطاع . ان البحث القيم الذي قدمه مكرم الطالباني ودراسته التحليليه للحركة القومية الكردية ولتاريخها النضالي المرتبط بنضال شعبنا العراقي من اجل التحرر والانعتاق ومن أجل نيل شعبنا الكردي لحقوقه القومية ، يعطينا درساً بليغاً لتجارب حركتنا القومية الكردية المليئة بالمآسي والمعاناة والتراجعات والانكسارات ، والتي كان لليمين السياسي بمختلف منابعه داخل حركتنا القومية الكردية وامتداداته الاقطاعية والعشائرية المتعصبة ، كان عاملاً حاسماً لضياع الحقوق القومية المشروعة والتسبب بماسي شعبنا لعقود طويلة .
وبما ان هذا البحث يمتد بنظرته لعقود خلت ، فهو يستحضر ذهن ووعي القوميين والوطنيين من ابناء شعبنا بتجارب حركتنا القومية الكردية وعلاقتها التاريخية المغيبة حاليا بالحركة الوطنية العراقية عموما ، والدور الذي يقوم به ورثة القيادات العشائرية والاقطاعية في عراق ما بعد الاحتلال، باقامة كياناتهم الخاصة وقد نسوا بفعل نشوة ما يحققون انه لايمكن ان يستمر من يعضدهم الان ويستخدمهم لمصالحه ، بالاستمرار والوجود ، مع جملة المتغيرات الحاصلة والقادمة ، والتي سيدفع فيها شعبنا ثمنا باهظآ.
( شوكت )
الحلقة الأولى :
المقدمة
(( كتب العديد من الباحثين في بحوثهم ومذكراتهم عن ولادة ونشوء واضمحلال حزب هيوا ودوره في قيادة الحركة القومية الكردية خلال الأعوام من 1937 إلى1945م . إلا أن جميع تلك البحوث لم تستند إلى وثائق عن ولادة الحزب واسباب انهياره . وقد نسي جميع تلك البحوث جانباً هاماً ، وهو أن حزب هيوا قد ولد في المؤتمر الأول والأخير ( كونفرانس ) لجمعية دار كه ر ( الحطاب ) الذي انعقد في حزيران عام 1938 في كركوك تلك الجمعية التي أسسها عدد من طلاب الثانوية المركزية بكركوك في النصف الأول من شهر أيلول عام 1937 .
فقد كتب عن هذه الفترة الدكتور عبد العزيز الشمزيني في رسالته للدكتوراه ( الحركة القومية الكردية ) التي نشرت عام 1986، وشخص بعمق الخلافات الفكرية والسياسية داخل الحزب التي ظهرت منذ السنوات الأولى لتأسيسه بين القيادة اليمينية للحزب برئاسة رئيس الحزب السيد رفيق حلمي وبين مجموعة من المثقفين التقدميين الذين كانوا يشكلون الأكثرية فيه ، والتي أدت إلى تأسيس ( لجنة الحرية ليزنه ي ئازادي ) في بارزان من قبل عدد من الضباط التقدميين برئاسة الملا مصطفى البارزاني . ولكن الدكتور شمزيني لم يكن دقيقاً في بيان تأريخ ولادة الحزب ومكانها بسبب عدم معرفته بتأريخ ميلاد جمعية ( دار كه ر ) التي تحولت إلى حزب هيوا . ونظراً للزمان والمكان الذي أعد فيهما أطروحته للدكتوراه ، حاول الدكتور شمزيني إقحام هذا الحزب في مجال مكافحة النازية عندما قال : وضع نصب عينيه النضال ضد الفاشية هذا الهدف الذي لم يكن لا في برنامج الحزب ولا في سياق نضالاته اليومية .
وكتب السيد صالح الحيدري في مذكراته الخطية عن حزب هيوا وعن التناقضات الطبقية في صفوفه ، فحاول إعطاء الدور الأول في الحركة إلى حزب رزكاري الذي تأسس على انقاض حزب هيوا ، وقد كان للسيد الحيدري دور بارز في تأسيس حزب رزكاري كورد . إلا أن تأسيس هذا الحزب بجمع شتات من حزب هيوا ، لم يكن المحاولة الأولى لترميم الصدع الذي أصيب الحزب ، وقد انهار رزكاري كورد أيضاً لنفس الأسباب التي أدت إلى انهيار حزب هيوا وبوقت أقصر وأسرع .
أما الدكتور عبد الستار طاهر شريف ، فقد كتب عنه في مؤلفه ( الجمعيات والمنظمات والأحزاب الكردية في نصف قرن بغداد 1989) ويقول في تحليله لاسباب الخلافات داخل حزب هيوا وهو يحاول استبعاد الأفكار التقدمية التي نشرت في صفوف المثقفين الكرد الذين تأثروا بالأفكار المنتشرة آنذاك في العراق ، لتكون أحد الأسباب في اشتداد الخلافات الداخلية وتفكك الحزب بسببها . كما ينكر أن يكون الموقف من الاستعمار البريطاني ومن الاتحاد السوفيتي سبباً لتلك الخلافات ، ويأتي بمثل غير موفق ، وهو علاقة الحزب الديمقراطي الكردي بقيادة الشهيد القاضي محمد في إيران بالسوفيت ، ويعتبر هذا الحزب يمينياً .
أن الدكتور عبد الستار نسي أن القاضي محمد كان من المثقفين الكرد الأوائل في كردستان الذي أقام علاقات مع البلاشفة الروس في وقت مبكر .
أن الحركات القومية التي تهدف إلى التحرر الوطني هي ، في الجوهر، ديمقراطية ، وتكون في مقدمة أهدافها تصفية العلاقات البالية التي تعرقل تقدم البلاد ، اعني العلاقات الإقطاعية . واذا وضعنا نشوء ونشاط حزب هيوا في إطاره التأريخي كما قال الدكتور عبدالستار ، لوجب علينا القول، أن حزب هيوا ولد وفي رحمه تلك الخلافات الفكرية والسياسية التي أدت إلى انهياره . ففي تلك الفترة ( 1937 1945 ) حدثت أحداث هامة في العالم وفي المنطقة . فقد نشبت حرب ضروس بين الفاشية والديمقراطية شملت العالم ( 1940 1945 ) أدت إلى انتصار الديمقراطية على الفاشية وهزيمة النازية فكرياً وسياسياً وعسكرياً . وفي العراق ، كانت فترة نهوض فكري وسياسي في أعقاب إخفاق حركة السيد رشيد عالي الكيلاني عام 1941 وعودة الاحتلال البريطاني للعراق تحت ستار ضرورات الحرب ، للنضال من أجل الديمقراطية واستقلال البلاد ، فتمكنت القوى الديمقراطية ، بجناحيها القومي والاشتراكي ، من فرض وجودها ، وملأت شوارع المدن بشعاراتها المعادية للاستعمار والرجعية وبمظاهراتها الصاخبة للمطالبة بالحريات الديمقراطية كما شهدت المؤسسات الصناعية والخدمية إضرابات العمال المطالبة بالحقوق النقابية وتحسين الظروف المعيشية للعمال . وامتلأت السجون والمعتقلات بالمناضلين من مختلف الآراء والأيديولوجيات ، وانتزعت الحركة الوطنية المزيد من الحريات ، فولدت الأحزاب الوطنية ، الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وحزب الشعب وحزب الاتحاد الوطني وحزب التحرير الوطني والحزب الشيوعي العراقي . وصدرت صحف وطنية وامتلأت أرصفة الشوارع بأكوام من الكتب والمطبوعات التقدمية ، فهل كان لحزب هيوا أن يتمكن من غلق الباب على نفسه والتصدي للأفكار التقدمية ويبقى بعيداً عن تلك الصراعات الفكرية والسياسية القائمة في البلاد ؟ ففي الوقت الذي كانت أرصفة الشوارع تعج بالكتب الماركسية والقومية ، كانت القيادة اليمينية في حزب هيوا تعتبر وجود كتاب ماركسي لدى أحد الأعضاء سبباً كافياً لوضعه تحت الرقابة الحزبية والنظر اليه بعين الشك والريبة ، ومن ثم إيجاد الحجج لابعاده عن الحزب . لقد كان الدكتور شمزيني على حق عندما أشار إلى دور الاستعمار البريطاني في تأجيج الخلافات الداخلية للقضاء على الجناح اليساري في الحزب . ولكن الجناح اليميني كان يسبح ضد التيار الجارف فأدى إلى تغليب عليه وانهيار مقاومته وهجره ميدان الكفاح القومي من أول اختبار صعب وهو ثورة 1945 في كردستان بعد أن الحق أكبر الأضرار بقضية الشعب الكردي .
وقد أوردت في هذا البحث وقائع عديدة عن التدخل المباشر للضباط السياسيين في الأمور الداخلية للحزب وعن عزل الثورة بقيادة لجنة الحرية عن الجماهير الحزبية لحزب هيوا وابعاد العشائر الكردية عنها وإجهاضها والقضاء عليها . فكيف يبرر الدكتور عبدالستار طاهر شريف قوله : اننا نعتقد إن الاستعمار البريطاني لم يكن قادراً على التأثير فيه وتأجيج الصراع داخله ، لو كان حزباً متماسكاً ومتجانساً ومتسلحاً بنظرية ثورية ... الخ . هناك مثل كردي يقول إن زرعت ( لو ) في أرض خصبة ، لما نبتت فقد كان حزب هيوا حزباً قومياً عاماً غير متجانس وغير متماسك ، ويجمع في صفوفه ، القومي اليميني والمثقف الماركسي ورجل الدين والإقطاعي الرجعي والتاجر المحافظ . لقد فقد هذا التجانس عندما تحولت جمعية ( داركه ر ) الطلابية التي كانت تجمع فئة من الطلاب وان كانوا من أصول متباينة ، إلا انهم متقاربون في نمط تفكيرهم إلى حزب سياسي عام كحزب هيوا . لقد كان الاضطهاد القومي الذي عم معظم الطبقات والفئات الاجتماعية في كردستان هو العامل الوحيد الذي يجمع تلك الطبقات والفئات في هذا التنظيم الهش خلال الأعوام الأولى التأسيسية ، غير انه سرعان ما دبت فيه الخلافات الفكرية والسياسية عندما فتح المثقفون اعينهم على ما يجري في العالم من صراعات سياسية وفكرية ، وعندما طرح على بساط البحث أهداف ومسار الثورة القومية ، فكانت ثورة 1945 محكاً لبقاء ذلك التماسك القلق أو التفكك . وقد برزت فكرتان حول أهداف ومحتوى الثورة وعلاقاتها السياسية ، وتمخضت هاتان الفكرتان عن ظهور مركزين قيادين متباينين في الحزب وفي الثورة ، مركز قيادي يميني في الحزب بزعامة رئيس الحزب السيد رفيق حلمي الذي حاول حصر أهداف الثورة في إطار بعض المطاليب المتواضعة ، يمكن تحقيقها من دون المساس بكيان النظام القائم في العراق أو المصالح البريطانية فيه . والقيادة اليسارية التي تمثلت في لجنة الحرية ( ليزنه ي ئازادي ) التي وثقت علاقاتها بالحركة الديمقراطية في كردستان إيران واقامت لها علاقات وثيقة بالاتحاد السوفياتي وكانت تطمح في تحقيق أهداف أبعد من مطاليب القيادة اليمينية التي دخلت في مساومات مع رجال الدولة حتى تلك المطالب التي قدمتها عام 1942 ، وقد عزمت لجنة الحرية التي قادت الثورة عام 1945 الإقتداء بالحركات التحررية التي عمت المستعمرات والبلدان التابعة أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية والتي تمخضت عن ولادة عشرات من الدول القومية في آسيا وأفريقيا وانهيار النظام الإستعماري العالمي ، وكانت ترى في الظروف القائمة في كردستان الإيرانية أملاً قوياً لتحرر الشعب الكردي أيضاً من الاستعمار البريطاني . ولكن كلا القيادتين كانتا تعانيان من المشاكل السياسية . ففي الوقت الذي أذعنت القيادة اليمينية لموقف رؤساء العشائر الذين رضخوا لنصائح الضباط البريطانيين في الابتعاد عن تأييد الثورة ولجنة الحرية ، انفصلت القيادة اليسارية في لجنة الحرية عن التجمع العشائري الذي خان رؤساؤهما الثورة وتحولوا إلى جانب الحكومة والإنكيز . فالقيادة اليمينية سقطت في هذا الاختيار التأريخي وهجرت ميدان الكفاح ، بينما استمرت قيادة الثورة المتمثلة في لجنة الحرية ، رغم هزيمتها العسكرية في الكفاح ، عندما انسحبت إلى كردستان الإيرانية لمساندة الحركة القومية الديمقراطية هناك والدفاع عنها . وفي الوقت الذي رضى فيه رئيس الحزب بالبقاء في وظيفته الحكومية المتواضعة ولم تشمله أي إجراءات ، فقد نصبت المشانق فيما بعد لقادة لجنة الحرية في بغداد ليخلدوا في وجدان شعبهم .
إن كل تلك الاحداث كانت إدانة لنهج القيادة اليمينية في حزب هيوا ، فقد هجرت ميدان الكفاح القومي ، ولكن التقدميين واصلوا الكفاح وقدموا المزيد من التضحيات في سبيل قضية شعبهم العادلة . وهذا لا يعني إننا نشطب بسهولة كل أعمال قيادة حزب هيوا . فمنذ أن تبوأ الأستاذ رفيق حلمي قيادة الحزب ، انخرط في صفوفه الوف من المثقفين والكسبة والتجار ورؤساء العشائر لتتجاوز الانتكاسات التي لحقت بالحركة القومية الكردية في الثورات التي قادها الشيخ محمود ( 1919 1931) وتعيد الثقة إلى نفوس الجماهير الكردية لنشر الوعي القومي في ربوع كردستان وتهيئة الجماهير الكردية للمعارك الوطنية والقومية المقبلة ، والحركات السياسية هي كالكائن الحي ، تولد وتترعرع وتكبر ثم تشيخ فتموت لتفسح المجال لغيرها لمواصلة الكفاح . وكل حركة بنت وقتها ، يقتضي ألا ننظر أليها بمنظار مرحلة لاحقة فقط .
وهناك استنتاجات عامة في مسيرة حركات التحرر الوطني التي عمت القارات إبان وبعد الحرب العالمية الثانية ، في ظروف وجود نظام اشتراكي في بلد واسع كالاتحاد السوفيتي ، وقد أدت تلك الحركات إلى انهيار نظام الاستعمار العالمي وظهور عشرات من الدول المستقلة الفتية. ويصعب علينا فهم جملة من العوامل الملازمة لأية حركة قومية من دون دراسة تلك التجربة التاريخية دراسة صحيحة . فقد كان جوهر تلك الحركات في تلك المرحلة التأريخية ، هو انفصال البلدان عن النظام الاستعماري . بصورة سلمية وغير سلمية . ولكن لكل حركة قومية خصوصيتها ومميزاتها القومية بالإضافة إلى العوامل المشتركة بينها . أن إهمال أي جانب ، العام والخاص ، لها قد يؤدي إلى الانحراف عن الطريق السوي والأضرار بقضية الشعب فالتمسك بالجانب الفكري العام وإهمال الخصوصيات القومية لكل حركة تحررية ، يؤدي إلى ترديد عبارات أيديولوجية بصورة جامدة لا ينطبق على الواقع القومي لها ، والمغالات في التمسك بحصوصية أية حركة قومية مع إهمال الأسس العامة يؤدي إلى فقدان الرؤيا الصحيحة للقادة القوميين والأضرار بقضية شعبهم .
وقد حاولت عند تقديم هذا البحث الذي يعتمد ، بالأساس ، على المشاهدة والمشاركة الميدانية وعلى قليل من الوثائق المدونة ، أن أكون موضوعياً دون التحيز إلا إلى الحق والحقيقة . وكل الذين قدموا البحوث أو اسهموا في بيان جانب من الأحداث لهذه الفترة الهامة من كفاح الشعب الكردي ، أما أنهم اعتمدوا بالأساس على سرد ما لديهم من معلومات ، وهي غير دقيقة وغير موثقة دون أن يستندوا على مشاهدة ميدانية أو وثائق مدونة ، أو انهم واكبوا جزءاً أو جانباً من الأحداث فقط لتلك الفترة . ويتبين من المناظرات السياسية التي نشرت في الصحف والمجلات الكردية الصادرة ، وساهم فيها العديد من المعنيين مشكوراً ، بأن المقالات التي نشرتها في تلك المطبوعات تغطي رقعة واسعة من الأحداث التي جرت ، لأنني كنت أحد المؤسسين لجمعية ( داركه ر ) وحزب هيوا وقد عشت في خضم الصراعات الفكرية والسياسية التي جرت لنشوء ونمو وموت هذا الحزب ، لأطلع على كثير من الجوانب التي كانت خافية على الآخرين ، لإظهار الحقائق وتحليل الأحداث والفهم الصحيح ولكن الفهم الصحيح لها والتعامل الإيجابي معها هما اللذان يقرباننا من الحقيقة .
وقد كنت أتمنى أن يكون معي أولئك الذين اجتمعنا في إحدى الأمسيات لتأسيس جمعية طلابية صغيرة ونحن شباب يا فعون ، لنسرد معاً تلك الأحداث ، ولكنهم رحلوا عنا ولم يتركوا لنا من أخبار تلك الفترة غير الذكريات ، فتركوا هذه المهمة الصعبة لي ، أنا الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من بينهم . ولكي لا تضيع أنباء تلك الفترة الهامة من مسيرة شعبنا بادرت إلى تدوين تلك الأحداث في ذكرياتي = بيره وه ري التي نشرت بعض حلقاتها في مجلة شمس كردستان التي تصدرها جمعية الثقافة الكردية ببغداد وقد كنت رئيساً لتحرير المجلة لآنذاك . إلا أن معظم فصولها بقيت مخطوطة لم تصل إلى أيدي القراء ، فواصلت نشر أحداث تلك الفترة وبصورة مقتضبة في مجلتي روشنبيري نوي و رنكين الصادرتين عن دار النشر والثقافة الكردية . ثم جرت مناظرة سياسية حول هذا الموضوع على صفحات جريدة ( هاوكاري ) الكردية والمجلتين المذكورتين أعلاه ، بعضها موضوعي يغني البحث وبعضها ضحل لا يستحق الاهتمام ، فرأيت من المفيد أن اغني بحثي عن أحداث تلك الفترة بآراء الآخرين أيضاً . وقد نقلت آرائهم سلباً وإيجاباً في هذا البحث ليطلع القراء على مختلف الآراء ويكون له رأياً صائباً حولها .
ولم تكن الفرصة المواتية لحركة التحرر الكردية أبان وبعد الحرب العالمية الثانية وقد لا تكون هي الأخيرة التي فاتت على الشعب الكردي كفرصة تاريخية للوصول إلى أهدافه القومية . فقد قدم شعبنا كثيراً من التضحيات وخاض كفاحاً شاقاً في سبيل حقوقه المشروعة العادلة . ولكن خصوصيات القضية الكردية وظروفها الذاتية والموضوعية ، هي التي جعلت من هذه القضية أعقد القضايا القومية في هذا العصر . والشعب الكردي هو الشعب الوحيد الكبير بملايينه العديدة ووطنه الواسع في العالم ، لم ينل حتى الآن حقوقه القومية العادلة . ولابد أن نتعلم من أخطائنا وإنجازاتنا ، والحياة خير محك لا عمالنا .
أرجو أن ينال هذا البحث المتواضع اهتمام القراء والباحثين ويعملوا من أجل اغنائه بدراساتهم وبحوثهم ، إنها فترة هامة من تأريخ شعبنا يستحق منا كل الاهتمام . وقد نمس من سرد الأحداث مشاعر هذا أو ذاك، ولكننا لا نهدف إلا إلى بيان الحقائق ، فأستميح منهم العذر والله من وراء القصد . ))
المؤلف
الدكتور مكرم الطالباني
يقع البحث في كتاب صغير الحجم ، عدد الصفحات 184 صفحة .
صادر عن ( مركز خاك للنشر والاعلام ) في السليمانية عام 2002.[1]