السلاح الخفي للأنظمة ضد المجتمع.. المخدرات (6)
مكافحة شبكات المخدرات وتوعية المجتمع
جيهان بيلكين- أحمد سمير
#09-06-2023#
تقوم مؤسسات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بمكافحة شبكات المخدرات بمختلف والطرق والأساليب، تلاحقها وتتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة حيالها من جهة، وتعمل على إنقاذ المتورطين في هذه الشبكات وتوعية أفراد المجتمع من خلال المحاضرات التوعوية والمنشورات التي تسلط الضوء على مخاطر المخدرات من جهة أخرى.
تخوض الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كفاحاً شاملاً ضد شبكات المخدرات ونشر هذه السموم داخل المجتمع، ولا يقتصر هذا الكفاح على الإجراءات والتدابير الأمنية، بل يمتد ليشمل العمل على توعية المجتمع أيضاً.
الإجراءات والتدابير الأمنية والقانونية
مع تزايد الهجمات على المنطقة وتعدد أشكالها وأساليبها، عززت الإدارة الذاتية من كفاحها ونضالها لمجابهة هذه الهجمات، فقد تحولت عملية مكافحة المخدرات التي كانت تتولاها قوى الأمن الداخلي حتى عام 2022 في العام ذاته، إلى عمل مؤسساتي، حيث تم في 26 حزيران عام 2022، أي في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، تأسيس الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شمال وشرق سوريا. وتُنظم هذه الإدارة تحت مظلة قوى الأمن الداخلي كوحدة خاصة، ومهمتها الوحيدة هي مكافحة هذه الشبكات، وتدرب كافة عناصر هذه الوحدة على مكافحة المخدرات، وبعد هذا التدريب تم افتتاح فروعٍ لها في كافة مدن ونواحي شمال وشرق سوريا.
وأشار مدير الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب في شمال وشرق سوريا، حسن كانو إلى أنهم ونظراً لتزايد شبكات المخدرات في المنطقة بعد الهجمات الاحتلالية التركية وجدوا أن من الضروري العمل على هذه القضية بشكل خاص وإنشاء جهاز خاص للتعامل معها، وأكد أنهم يتعاونون مع باقي المؤسسات الأمنية والمجتمعية في هذا الإطار، ويخططون لفتح خط اتصال ساخن للشكاوى، مستقبلاً.
ويعقد أعضاء الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في إطار عملهم من وقت لآخر وفي مؤسسات الإدارة الذاتية، محاضرات وندوات توعوية حول طرق مكافحة المخدرات، وحسب المخطط السنوي للإدارة العامة، تُعقد هذه المحاضرات في الجامعات والمدارس وبين الناس شهرياً، كما يعملون على توعية الأهالي في الأحياء أيضاً، أما بخصوص زراعة الحشيش وتصنيع هذه المواد، يقوم أعضاء الإدارة العامة لمكافحة المخدرات مع فرق البلديات وهيئة الصحة، بعمليات تفتيش في المناطق الزراعية، ومصانع إنتاج المنظفات والصيدليات.
وفي سياق مكافحة المخدرات، أجريت تغييرات قانونية أيضاً، حيث أُضيف حكم المؤبد إلى القوانين، ووفقاً لقوانين المحكمة الاجتماعية، يُحكم على تجار المخدرات أو المتورطين في شبكات المخدرات هذه بالسجن من 10 أعوام إلى السجن المؤبد، فيما يُحكم على مدمني المخدرات بالسجن من 3 أشهر إلى عام.
إجراءات وتدابير هيئة الصحة
أنشأت هيئة الصحة لجنة رقابةٍ لمراجعة الأدوية والمواد الكيماوية، وتقوم اللجان التي تتألف من أعضاء الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وأعضاء البلديات بتفقد وتفتيش الصيدليات ومستودعات الأدوية. وحسب المعلومات التي قدّمها الرئيس المشترك لهيئة الصحة، جوان مصطفى، فإنه من ضمن قرارات الهيئة، ألا تُصرف الأدوية التي تحتوي على مواد مخدرة إلا بموجب وصفة طبية، كما يجب أن تكون وفقاً للكميات التي يحددها الأطباء، وفي حال مخالفة إحدى الصيدليات لهذه القرارات، تُعاقب حسب تقرير اللجنة بعقوبات؛ كالإنذار أو دفع غرامة مالية، أو القبض على المسؤولين، أو مصادرة التراخيص وأخيراً إغلاق الصيدلية.
وأشار الدكتور جوان مصطفى إلى أنه يصعب الرقابة الصحية، في ظل الحصار المفروض على المنطقة والهجمات التي تتعرض لها، لكنهم يعملون على القيام بذلك وفقاً لإمكاناتهم.
جوان مصطفى: سنفتتح مراكز لمعالجة الإدمان
وتستعد هيئة الصحة في إطار جهودها لمساعدة وإنقاذ مدمني المخدرات، لافتتاح مراكز لمعالجة الإدمان، وكشف الرئيس المشترك لهيئة الصحة، الدكتور جوان مصطفى أنهم وضعوا ضمن مخططهم السنوي، برنامجاً لمعالجة مدمني المخدرات وقال: نسعى إلى افتتاح مراكز لمعالجة الإدمان، ولهذا دعونا العديد من المنظمات الدولية إلى تقديم المساعدة.
هناك حاجة لمستشفى خاص
وسلط الدكتور عيسى حمادي، أحد الأطباء الذين يعالجون مدمني المخدرات في مستشفى الفرات في منبج، الضوء على الأضرار النفسية والجسدية للمخدرات وأشار إلى أن تأثير المخدرات يبدأ من التسبب بآلام جسدية ويصل إلى حد الانتحار، كما أنها تُبعد المدمنين عن المجتمع، وأوضح أن منظمة الصحة العالمية قد قامت عام 2020، بتصنيف الإدمان على المخدرات باعتباره المرض الأول في العالم، وقال: هذا المرض أصعب من السرطان، وكورونا الإيدز وجميع الأمراض الأخرى.
وأوضح حمادي الذي أنقذ وعالج 15 شخصاً من الإدمان حتى الآن، أن معالجة الإدمان أمرٌ في غاية الصعوبة، في حين أن إمكانات المنطقة محدودة، لذا يعود مدمنو المخدرات إلى تعاطيها مرةً أخرى بعد علاجهم بشهرين أو ثلاثة، وأشار حمادي إلى الحاجة لمركزٍ خاص وأطباء مختصين بعلاج الإدمان، وقال إنه يجب افتتاح مشفى خاص لمعالجة الإدمان.
إجراءات هيئة التعليم والمنظمات النسائية والشبيبة
تعقد هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وبهدف توعية المجتمع، محاضرات وندوات توعوية عن تعاطي المخدرات، وتُعقد هذه المحاضرات بالتعاون مع هيئة الصحة، وحركة الشبيبة الثورية السورية، والقوات الأمنية ولجنة شلير لحماية الطفل، كما يتم شرح أهمية مكافحة المخدرات في المدارس، وتنشر لجنة الرياشة والشباب ملصقات وكتيبات توعوية لمكافحة المخدرات.
فيما يعقد مؤتمر ستار، ووقف المرأة، ومجالس وكومينات المرأة ندوات لتوعية الأهالي بمخاطر المخدرات، وتشير الأكاديميات الاجتماعية التي تقيم دورات للأهالي إلى تجارة المخدرات وتعاطيها بوصفها جزءاً من الحرب الخاصة، مؤكدةً على أهمية مكافحة المخدرات.
ونظمت لجان المرأة في كل من دير الزور، والطبقة، والرقة، ومنبج، وكوباني والشهباء، برامج متنوعة لمكافحة المخدرات، فيما قامت لجنة الشباب والرياضة في دير الزور بحملة للتوعية بمخاطر المخدرات.
وتقوم حركة الشبيبة الثورية في المدن بتوزيع منشورات وملصقات وعقد محاضرات وندوات لتوعية الشباب بأضرار المخدرات. ونتيجة لهذه الأنشطة، يقوم الأهالي، الذين بدأ أبناؤهم بتعاطي المخدرات أو الذين يشكون بتعاطي أبنائهم للمخدرات بتبليغ الأجهزة الأمنية. كما تم خلق حالة من الحذر حيال الأشخاص الذين ينشرون المخدرات في المجتمع.
النهاية[1]