#شوكت خزندار#
إلى الذين ساروا على درب الشوك ، درب الحرية والديمقراطية ..إلى الشهداء والأحياء من الشيوعيين الذين أكتوا بنار الانتهازية المقيتة ، إلى الأجيال القادمة من المناضلين .. مع الأمل بزمن جميل .
كنت في سجن نقرة السلمان عام 1962 في عهد الراحل عبدالكريم قاسم.. باختصار شديد أعود إلى الذاكرة لأضع بعض من الذكريات الأليمة أمام شباب اليوم عسى أن تنفع الذاكرة ، وأنا الآن جاوزت الخامس والسبعين من العمر ، وقد تعرفتُ على سلام عادل منذ عام1956 اثناء وبعد اندحار الحركة الانشقاقية ( راية الشغيلة ) .. كان الراحل جمال الحيدري يقود الحركة الانشقاقية وبعد هروبه من السجن ، تولى السيد عزيزمحمد قيادة الحركة الانشقاقية وهو بين أسوار السجن أنذاك لم يكن عزيزمحمد يتمتع باكثر من عضوية الحزب منذ اعتقاله عام 1948 مع والدته الكريمة لذا أرى لزاماً عليّ أن أروي :
الإضرابات الطلابية
كان في سجن السلمان الراحل حمزة سلمان ، عضو اللجنة المركزية مدير تحرير صحيفة الحزب المركزية ( اتحاد الشعب ) وكان من نزلاء سجن السلمان ( خالد على الصالح ) أحد الكوادر المتقدمة لحزب البعث ومعه كادر بعثي آخر . وكان الراحل حمزة في حوار دائم مع الأثنين .. أشتد الحوار بين الثلاث اثناء الأضرابات الطلابية البعثية في بغداد .. كان النشاط التآمري أو الانقلابي واضح تماماً . تمكن ، حمزة ، من جر لبعثيين وأخذ معلومات حزبية منهم عن طريق إستفزازهم حيث قال لهم :
( ان حزبنا الشيوعي يملك قوة عسكرية كبيرة وفي مختلف أصناف القوات المسلحة وأفشى لهم بعض الأسماء والقطعات العسكرية . )
واذ بالبعثيين يذكرون أسماء عديد من المتعاونين معﮪم مع الإشارة الى القطعة العسكرية ومكان وجودها .. كتب الراحل حمزة رسالة عاجلة الى ( سلام عادل ) دوّن في رسالته المعلومات العسكرية وتوجه البعثيين للقيام بحركة انقلابية .. وينتقد بشدة اجراءات قيادة الحزب تحديداً السكرتير العام للحزب وقدم العديد من المقترحات لقيادة الحزب ، تطوير نشاط وأساليب العمل السياسي للقيادة. كان جواب ( سلام عادل ) سريعاً .. قرأ لنا الراحل حمزة رسالة السكرتير العام . التي جاء فيها : لقد اتخذنا كافة الإجراءات الضرورية ولنا قوة عسكرية نهزم بها جيشاً بكامله .. وحدد في رسالته موعداً للمجيىء الى سجن ( نقرة السلمان ) واللقاء مع ( حمزة سلمان ) وحدد موعد الزيارة يوم الجمعة المصادف 8- 2 - 1963 أي يوم الحركة الإنقلابية الفاشية ... وحدث ما هو معروف عن التصفية الدموية للحزب في الأساس والحركة الوطنية عموماً . هكذا كانت قيادة ( سلام عادل ) الغافلة ، تلك القيادة الذي يقول بعضاً منهم بانها كانت ثورية ؟ القيادة لم تعير الاهتمام الازم بما يجري على الساحة السياسية وعدم يقظتها واعتمدت بالأساس على شخص ( عبدالكريم قاسم ) وهو حبيس عرينه في وزارة الدفاع حتى قضي عليه ، وعلى القوى التي دعمته طوال فترة حكمه وخاصة قيادة الحزب في ذلك الوقت .
العودة الى القلعة الحجرية !
في الصباح الباكر من يوم 11 - 2 - 1963 م نقلونا الى السجن القديم ( القلعة الحجرية ) كنا ( 46 ) موقوفاً وسجيناً شيوعياً وزعونا على أربعة غرف مظلمة . كان نصيبي أن أكون مع ( حمزة سلمان ومهدي حميد ) وعدد آخر من الأخوة من ضمنهم ، عبدالوهاب طاهر وسامي أحمد أبو وميض . قبل منتصف ليلة 13 - 2 - 1963 م طلب من ( حمزة سلمان ) أن يتهيأ خلال نصف ساعة للتوجه الى بغداد .. أجتمع بنا على الفور وخاطبنا باختصار مؤكداً على مسألة هامة قائلاً : أوصيكم بالحفاظ على وحدة الحزب .. المهمة الأساسية أمامكم هي وحدة الحزب أولاً وأخيراً .. وأضاف منذ هذه اللحظة الرفيق ( مهدي حميد ) هو المسؤول .. ان استطعتم قبلوا الرفاق وهم الآن في غرف أخرى لا أستطيع رؤيتهم . بلغوا تحياتي لهم جميعاً . ثم قبلنا واحداً بعد آخر . هذه هي آخر كلمات الشهيد الراحل ..
وكي لا يفوتني الفرصة لابد من عكس تجربتي المريرة أمام الجيل الصاعد من الشيوعيين عن الخلاف بين حمزة وسلام عادل كما حدثني الراحل حمزة داخل سجن السلمان وفي عهد عبدالكريم قاسم أروي القصة كاملة :
السكرتير العام فرط بهذا القيادي المخلص كونه يتقاطع مع سلام عادل في توجهاته السياسية منذ فشل المحاولة الانقلابية لعبدالوهاب الشواف في الموصل عام 1959.. كان الراحل حمزة سلمان متواجد في الموصل وبرفقته الراحل ( مهدي حميد ) القائد العام للمقاومة الشعبية والاثنان لهما دور مشهود في القضاء على تمرد الشواف .. وبعد تلك الاحداث وبقرار رسمي من قيادة الحزب أضطر الراحل حمزة سلمان الاختفاء عن الانظار، ففي عام 1961 طلب منه السكرتير العام التوجه إلى نقابة المحامين وقيادة قائمة الحزب الانتخابية لنقابة الصحفيين ، حمزة سلمان محامي وممثل الحزب في نقابة المحامين ، يعترض حمزة على القرار فيقول له ، بمجرد وصولي إلى نقابة المحامين سوف يتم اعتقالي .. لكن سلام عادل يطلب منه التمسك بقرار الحزب .. بمجرد وصول حمزة إلى بوابة النقابة تم إعتقاله ، والغريب في الأمر ووفق أمر عبدالكريم قاسم أعتقل حمزة وفق المادة 24 أي التشرد والتسكع في الشوارع .. والقانون يعود إلى العهد العثماني .. ؟! هكذا تم التخلص من هذا القيادي المشاكس كما قيل .. حمزة سلمان سرد ليّ تلك القصة المولمة عنما كنا في قاوش رقم 6، كان فراش حمزة في زاوية القاعة ويليه فراش الراحل مهدي حميد ثم الرجل الكربلائي الطيب أبو أسلم ثم فراشي .
هذا هو الفارق بين الشيوعي الذي لا يلين ومن أحب حزبه وأوصى بالحفاظ على وحدة الحزب في أدق لحظة حرجة في حياة هذا المناضل الشجاع .. وبين من شق وحدة الحزب مرتين ، وأخيراً انهى دور الحزب في الحياة السياسية والنضالية كالسيد (معين) . في الليلة الثانية 14 - 2 -1963 م أخذوا القائد العام للمقاومة الشعبية الراحل ( مهدي حميد ) من بيننا . وهكذا كانوا كل يوم يأخذون رفيقاً من بيننا .. حتى نهاية شباط 1963 خاصة المتهمين بقضايا الموصل لعام 1959 م . كان الرفيق ( عبدالرحمن سليم أبو بشار ) وهو معلم من أهالي ( دهوك ) قد بلغ قبل يوم من ترحيله الى ساحة الإعدام . حلق ذقنه وعطر الوجه ووقف أمامنا وقال :
(أودعكم .. ترون الآن إنني حلقتُ ذقني ولكن بعد حين سينبت مئات الألوف من الشعر على ذقني . هكذا الحزب . نحن نذهب ويأتي الألوف ( . ثم أخذوا عدداً آخر من رفاق محافظة الموصل . كل الرفاق متهمين بأحداث الموصل خلال إحباط مؤامرة ( الشواف ) كانوا قد حكموا بالأعدام والغي حكم الإعدام بقرار من ( عبدالكريم قاسم ) ومع ذلك نفذ الانقلابيون الفاشيون فيهم حكم الإعدام دون أية محاكمة قانونية . بل كانوا متعطشين للدماء .
العودة الى السجن الجديد !
بعد شهر ونيف ، اعادونا الى السجن الجديد .. السجن الجديد ، عبارة عن عشر قاعات طويلة. خمس قاعات في الجهة اليمنى وخمس في الجهة اليسرى . طول كل قاعة 26 متراً . بين الصفين من القاعات ساحة كبيرة ، أكبر من ساحة كرة القدم وفي جانبي القاعات مساحات واسعة من الأرض . كان في عهد (عبدالكريم قاسم) عدد من الآكراد موقوفين تحديداً الأخوة البارزانيين عددهم قرابة 700 موقفاً . بعد الإنقلاب صدر عفو عام شامل عن الآكراد دون تميز سواء كانوا بارتيين أو شيوعيين .. فبيان العفو لم يشر الى ذلك ..كان أولاد)حمد آغا ميركه سوري ) وهم شيوعيون ومعنا في سجن نقرة السلمان وهم : حسين الأبن الأكبر وسعيد وجميل وشقيقهم الرابع ( فاخر ميركه سوري ) مع البارزاني أعتقد كان يقود جهاز مخابرات الثورة الكردية ( باراستن) .كيف تصرف قادة البارتي الذين كانوا في السجن وهم : حبيب محمد كريم .. خالد دلير ومولود عزيز .. عزلوا أولاد ( حمد آغا ) ورفضوا خروجهم من السجن كونهم شيوعيين كان شاب يدعى ( حنا شقلاوي ) معتقل لكونه من البارتي ، وكان أبن عمه شيوعي معه في نفس القاعة .. حاول الخروج مع الأخوة البارزانيين .. إلا ان مولود عزيز صفعه وقال له : ( كلب كنت في قاعة الشيوعيين وتريد أن تغادر السجن) بينما بيان مجلس قيادة البعثيين ، لم يحدد الصفة السياسية للمسجونين والموقوفين الآكراد .
وهؤلاء القادة الذين أبدوا القسوة أكثر من البعثيين بالأمس ، تجاه السجناء ومن أبناء جلدتهم، والذين كانوا ينشدون الحرية والديمقراطية .
كان ( كيسنجر) مهندس اتفاقية الجزائرعام 1975 م ، وتلك النتائج المأساوية في (انهيار الحركة الكوردية) أي الأنهيار التام للحركة القومية الكردية التحررية على يد الطغمة الحاكمة في واشنطن ، بالآتفاق مع الطاغية ، صدام حسين ، وشاه ايران المقبور . ؟
يا لروعة وحدة البارزانيين ! بعد أن أصبح حوالي 700 موقوفاً من البارزانيين خارج القاعات . وفي الساحة الخارجية وهم بصدد الصعود الى الشاحنات للعودة الى بغداد .. أكتشفوا أن أولاد ( حمد آغا ) ليسوا معهم ومنعوا من قبل قادة البارتي . احتجوا وعادوا مع أفرشتهم الى قاعات السجن . وقالوا لن نغادر السجن دون حسين وجميل وسعيد وباتوا ليلتهم داخل السجن . الى أن رضخ السادة حبيب ودلير ومولود لطلب الأخوة البارزانيين ..ولهذا بالذات كان البرزانيون العمود الفقري للثورة الكردية دوماً.
الحرس القومي يستلم إدارة السجن !
بعد شهرين من الحركة الانقلابية الفاشية . أستلم حراسة وإدارة سجن( نقرة السلمان) مجموعة كبيرة من الحرس القومي الفاشي وقائد الحرس هو ( سليم عيسى الزئبق) .
منذ البداية أتخذ ( الزئبق ) قراراً قاطعاً بعدم جواز دخول أي فرد من أفراد الحرس الى داخل السجن بل منعهم حتى من دخولهم الى الساحة ذلك ان ( الزئبق) يخشى من الإحتكاك أو التحرش بالسجناء وبالتالي أن يحصل الشيوعيون على قطعة سلاح من هذا الفرد أو ذاك من الحرس القومي ومن ثم تحدث اشتباكات بين الشيوعيين وأفراد حرسه . أتخذ الحرس من سياج السجن في الجوانب الأربع مواقعهم في حالات قتالية دائمة وهم مدججون بأسلحتهم ليل نهار .في المساء وفي أوقات نوم السجناء ، يهتفون ويصرخون ويوجهون الشتائم القذرة للشيوعيين ولم يكتفوا بالشتائم .. كانوا يحملون صفائح معدنية وحولها الى ( دنابك ) يدقون حتى الصباح ، كي لا يخلد السجناء الى النوم . يصرخون يا أولاد الكذا والكذا ، نحن نسهر ونتعب لحراستكم وأنتم نائمون مرتاحون . ؟
قطار الموت !
بعد فشل الإنتفاضة الثورية في 3 -07- 1963 م بقيادة البطل ( حسن سريع) أعتقل عشرات آخرين من الضباط وضباط الصف وزج بهم في أقبية سجن رقم واحد العسكري في بغداد.. بعد ان كان السجن المذكور يضم مئات من الضباط ومن مختلف الرتب العسكرية ومن خيرة الطيارين الحربيين من أسراب 17 و19 و21 والقاصفات العملاقة وطائرات ( باجر ) الحربية وبعض طائرات ( هنتر ) الإنكليزية وعدد من الملاحين والمهندسين والفنيين في القوة الجوية العراقية .
أبلغنا بأن نتهيأ لأستقبال مئات من الضباط الشيوعيين .جاؤا بما عرف بقطارالموت في أشد أوقات الصيف وضعوا ( 800 ) عسكرياً في عربات الشحن المغلقة. كنا متهيئين لأستقابلهم .. وهيئنا الطاعم . على طول ساحة السجن . فرشت قرابة 50 متراً من الأرض بالبطانيات التي وضع عليها ما توفر لدينا من الطعام والخبز وماء الشرب . كان الرفاق القادمون من بغداد في أشد حالات الأنهاك والغثيان والعطش . كأنهم قادمون من المعتقلات النازية خلال الحرب العالمية الثانية . وكأن الطغمة العسكرية البعثية ، تريد أن تقول للعالم أجمع إننا أحفاد هتلر.
إنني عاجز عن التعبير في وصف حالات الرفاق القادمين في ( قطار الموت ) لما عانوه خلال عملية نقلهم بتلك العربات الحديدية المغلقة في حر الصيف القائظ دون تزويدهم بقطرة من الماء .
كان المجرم علي صالح السعدي قد صرح بعد شهرين من حركتهم الانقلابية الفاشية :
(لقد قضينا على الحزب الشيوعي العراقي كسياسة وتنظيم ) .؟ واذا بهم .. وبعد فشل الإنتفاظة المسلحة 3- 7 - 1963 م يكتشفون ويعتقلون عشرات من الضباط وضباط الصف داخل القوات المسلحة . لقد ذهلت الطغمة الحاكمة في ذلك الوقت عند قيام حركة حسن سريع ، فبعد اعتقال الآلف واغتيال العشرات من قادة وكوادر وأعضاء الحزب الشيوعي فوجئوا بتلك الحركة الجريئة التي لم يكتب لها النجاح بسبب سوء التنسيق ،( كان قد تم ابلاغ الرفاق في معسكر( الوشاش ) في 3 -07-1963 وابلغ الرفاق في معسكر الرشيد في يوم 6 من تموز .. وبسبب هذا الأختلاف ، لم يتحرك رفاق معسكر الرشيد .. كان الأخ( مﮪدي حاج عباس الجصاني أبو ليث ) رئيس عرفاء الوحدة ، ومسؤول سجن رقم واحد في معسكر الرشيد ، من المفترض فتح أبواب السجن وإطلاق سراح المئات من الضباط الشيوعيين وتسليحهم ، حيث كان أيضاً مسؤول مشجب الأسلحة .. قال لي نصاً : ( يوم 3-07-1963 لم أتحرك حسب الخطة المكلف بها ، وأعتبرتُ ان الحركة تعود الى القوميين العرب وأنا مبلغ يوم 6 / تموز ) هذا الأختلاف في المواعيد ، كانت سبباً رئيسياً في فشل الأنتفاظة المسلحة .) وهي من ناحية أخرى تؤكد نفوذ الحزب بين أفراد القوات المسلحة . ولكن كما أشرت سابقاً فأن قيادة الحزب لم تكن في مستوى الأحداث والتحولات السياسية التي كانت تتطلب منتهى اليقظة والحذر. فالسياسة ليست شيئاً جامداً وثابتاً ، بل انها تتعرض كل لحظة ويوم لتغيرات تؤثر على ميزان القوى ويستغلها هذا الطرف أو ذاك للقيام بحركة تقلب كل الموازين وتغير النظام عن طريق المباغتة والمغامرة أحياناً كما حدث في الثامن من شباط 1963 في رسالة السكرتير العام للحزب ، الراحل سلام عادل إلى ( حمزة سلمان ) يقول : ( نملك قوة عسكرية نهزم بها جيشاً ) .
إني أعيد هذه الجملة للدلالة على عقم اجراءات قيادة الحزب في ذلك الوقت وهذه حقيقة ولكن ما جدوى أن تملك القوة وتجهل استخدامها في الوقت المطلوب .. لقد سمعتُ من بعض الضباط الطيارين وهم من الأصدقاء المقربين ليّ وكنا نعيش في نفس القاعة في سجن نقرة السلمان مؤكدين انه في : ( ليلة الثامن من شباط أي ليلة وصباح الإنقلاب ، لم يكن لدينا أي تبليغ حزبي على اننا نواجه خطراً من أي كان . وكنا مطمئنين من سلامة الموقف حسب توجيه الحزب لنا .. وكان بعضنا قد سهر تلك الليلة وعاد الى البيت فجراً .. اعتقلنا ونحن على فراش النوم.
قائد القوة الجوية الشهيد ( جلال الأوقاتي ) كان في سهرة مع عائلته حتى ساعة متأخرة من تلك الليلة المشؤومة .. اغتيل عند خروجه من البيت في التاسعة صباحاً . حيث لم يبلغ بأي قرار حزبي طارىء ) ؟
هذا الكلام لم ينقل ليّ عبر وسيط .. بل قالها الطيارون وكثير منهم احياء يرزقون . وأصبحت هذه الحقيقة معروفة للشيوعيين وجميع الوطنيين العراقيين . أو ليس للشيوعيين وأصدقائهم الحق أن يسألوا قيادة الحزب من سلام عادل حتى أعضاء مكتبه السياسي وأخص بالذكر(عزيزمحمد) و( بهاءالدين نوري )لأنهما من الأحياء ويتحملان المسؤولية المباشرة ، ماذا يقولون للتاريخ وليس لحزبهم أو لشعبهم . فان نسوا هم ؟ فان التاريخ لن ينسى وينطق بالحقائق مهما طال الزمن
وهل كان يحق لهم البقاء في قمة قيادة الحزب .. ويزيدوا خراباً ودماراً لحزبنا المجاهد ولشعبنا الصابر .
ولابد من طرح سؤال آخر أمامكم : لماذا لم تكتبوا مذكراتكم السياسية والشخصية وتقولوا الحقيقة لرفاقكم وللأجيال القادمة . أو ليس هذا أقل واجب يقع على عاتقكم؟ أم ماذا .. هل كان لكم الدور في عدم اتخاذ أي اجراء حزبي ضروري ومن ثم تفويت الفرصة أمام قوى الردة والحيلولة دون وقوع الكارثة وابادة الحزب وقيادته أحدهم كتب مذكراته لكن طمس الحقائق ومسؤولياته وركز على ذاته أي بهاءالدين نوري ،اما الثاني أي ( معين ) فمن حقه أن يصمت لأن خطاياه ومنكراته ، ليس بمقدوره أن يتجاهلها ، وهي تمتد لعشرات السنين .. والقيادة الراهنة للحزب هي من افرازاته .. ولن أتطرق إلى حائق أخرى وهي دامغة فهنالك عيون تجفل ؟! ومن بينهم الكثير من الدراويش أو الذين ينظرون بمنظار آخر ؟
كان الحزب بحاجة ماسة إلى مناضلين يقدمون ما هو أفضل .. فالحزب لا يحتاج إلى الحب الرومانسي والقول كنا وكنا ..؟![1]