صدر البيان التالي عن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني ج. بلينكن ووزراء خارجية التحالف الدولي لهزيمة #داعش# عقب اجتماع في 8-06- 2023:
اجتمع وزراء خارجية التحالف الدولي لهزيمة داعش في الرياض اليوم بدعوة من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن .
ورحب الوزراء بانضمام جمهورية توغو كأحدث عضو في التحالف، ما رفع العدد الإجمالي للأعضاء إلى 86.
وأكد شركاء التحالف دعمهم المستمر لبرامج مكافحة الإرهاب في أفريقيا والعراق وسوريا وجنوب ووسط آسيا، وهو ما يؤكد اتساع رقعة التحالف ومواصلة الالتزام بتقليص قدرات داعش.
تواصل الدول الأعضاء والمنظمات الدولية تقديم مساهمات فريدة للحملة القوية لدعم جهود تحقيق الاستقرار في المناطق التي جرى تحريرها من داعش في العراق وسوريا ولمكافحة تمويل داعش والسفر والدعاية.
وأكد الوزراء التزامهم بتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب التي يقودها المدنيون في شتى الدول الأعضاء في التحالف من العراق إلى أفريقيا وجنوب ووسط آسيا، مؤكدين على الأمن الحدودي والداخلي، والإصلاح القضائي، وتبادل المعلومات الاستخباراتية وإنفاذ القانون عبر منصات ثنائية ومتعددة الأطراف.
يتطلب أمن الحدود الحفاظ على أدلة ساحة المعركة ومشاركتها، حسب الاقتضاء، مع أجهزة إنفاذ القانون، وجمع البيانات الحيوية للمشتبه بهم الإرهابيين والإرهابيين ومشاركتها عبر منصات ثنائية ومتعددة الأطراف مثل قنوات الإنتربول.
وأعاد وزراء التحالف التأكيد على أن القتال ضد داعش في العراق وسوريا لا يزال يمثل الأولوية الأولى للتحالف. وأكدوا على أهمية تخصيص الموارد الكافية لدعم التحالف والشركاء الشرعيين.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن وزراء التحالف إطلاق حملة تعهد مالي من أجل الاستقرار، بهدف جمع 601 مليون دولار للمناطق المحررة من داعش في العراق وسوريا، وقد أعلنت ثماني دول أعضاء بالفعل عن تعهدات بأكثر من 300 مليون دولار.
اهمية دعم قوات الأمن العراقية والبشمركة الكردية
فيما يتعلق بالعراق، شدد الوزراء على الحاجة إلى تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب التي يقودها المدنيون ومكافحة تمويل الإرهاب في العراق على المدى الطويل، جنبا إلى جنب مع جهود تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من داعش، ودعم الحكومة العراقية وقوات الأمن العراقية، بما في ذلك البشمركة الكردية. وأشادوا بالتقدم الذي أحرزه العراق في إعادة مواطنيه من شمال شرق سوريا والجهود العراقية لتنفيذ حلول مستدامة طويلة الأجل، بما في ذلك الإجراءات القانونية المناسبة لضمان محاسبة المذنبين بارتكاب جرائم، وضمان تمكين ضحايا داعش الذين يسعون إلى إعادة الاندماج في مجتمعاتهم الأصلية من القيام بذلك.
أهمية الحلول الدائمة للسكان المتبقين في شمال شرق سوريا
وفيما يتعلق بسوريا، يقف التحالف إلى جانب الشعب السوري لدعم تسوية سياسية دائمة تماشياً مع قرار مجلس الأمن رقم 2254. ويواصل التحالف دعم الاستقرار في المناطق المحررة من داعش والدفع بجهود المصالحة وإعادة الإدماج لتعزيز الظروف المواتية لتحقيق حل سياسي للنزاع على مستوى البلاد.
وأكد الوزراء مجددا على أهمية الحلول الدائمة للسكان المتبقين في شمال شرق سوريا، بما في ذلك ضمان إيواء إرهابيي داعش المحتجزين في سوريا بشكل آمن وإنساني، وتحسين الظروف الأمنية ووصول المساعدات الإنسانية لأفراد أسرهم المقيمين في مخيمي الهول والروج النازحين.
سيعمل التحالف مع المجتمع الدولي لتحديد الفرص للمساهمة بشكل أفضل في الاحتياجات الأساسية المستمرة للمساعدات الإنسانية، ومساعدة إعادة الإدماج للعائدين، والتدابير الأمنية، وتحقيق الاستقرار للمجتمعات المحررة من داعش في جميع أنحاء شمال شرق سوريا.
أول حدث للتحالف في منطقة إفريقيا
أما فيما يخص أفريقيا وجنوب الصحراء، فقد ناقش الوزراء ظهور فروع داعش التي تعمل في غرب إفريقيا والساحل وشرق إفريقيا ووسط وجنوب إفريقيا. وأشاد الوزراء بعمل مجموعة التركيز على إفريقيا التابعة للتحالف العالمي، وأشادوا بانعقادها في نيامي، النيجر في مارس/ 2023 – كونه أول حدث للتحالف في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. إلى ذلك، أيد الوزراء خطة عمل مجموعة التركيز الأفريقية التي تم تبنيها في نيامي والتي تدعو الأعضاء إلى التعاون في تحسين قدرات مكافحة الإرهاب التي يقودها المدنيون الأفارقة وقدرات الاتصال الاستراتيجي، فضلاً عن ضرورة مواجهة القوات العسكرية الخبيثة والانفصالية والجهات الفاعلة غير الحكومية التي تقوض التعاون في مكافحة الإرهاب وتزعزع الأمن الإقليمي.
وفيما يتعلق بالتهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان في المنطقة المحيطة بأفغانستان، وكذلك على المجتمع الدولي، شدد الوزراء على أهمية تركيز التحالف المكثف ومواءمة جهوده لمراقبة داعش في خراسان ومنع قدرته على جمع الأموال والتنقل ونشر الدعاية. ويظل أعضاء التحالف ملتزمين بضمان ألا تصبح أفغانستان مرة أخرى ملاذا آمنا للإرهابيين.
ضرورة قيام أعضاء التحالف بزيادة المشاركة
ورحب الوزراء بمشاركة طاجيكستان وأوزبكستان كمراقبين في الرياض وشددوا على ضرورة قيام أعضاء التحالف بزيادة المشاركة مع آسيا الوسطى لتعزيز قدراتهم على مكافحة الإرهاب. وأكد الوزراء التزام التحالف تجاه الناجين وأسر ضحايا جرائم داعش بضرورة محاسبة الجناة، حيث تعتبر الفظائع التي ارتكبها داعش إهانة للإنسانية، ولا يزال التحالف متحدا في تصميمه على منع الأجيال القادمة من تحمل المعاناة التي تسببها داعش.
أقر الوزراء بأن التطرف والإرهاب، بجميع أشكاله ومظاهره، لا يمكن ولا ينبغي ربطهما بأي دين أو جنسية أو جماعة عرقية، وأشاروا إلى الحاجة الملحة للتصدي بقوة لمثل هذه الأنشطة.
اتفق الوزراء على تحديث المبادئ التوجيهية الحالية للتحالف الدولي لهزيمة داعش، والتي أقرها الوزراء في عام 2018، بما يعكس نمو التحالف في العضوية من مختلف المناطق والأولويات وأداء مجموعات العمل المواضيعية والتركيز القائم على الجغرافيا والمجموعات المستقلة.
تتضح اليوم أكثر من ذي قبل مسؤولية المجتمع الدولي ويزداد زخمه ضد هذا الخصم المشترك، فالتحالف الدولي هو الأكبر من نوعه وهو لا يزال عاقدا العزم على هزيمة داعش في أي مكان يعمل فيه.نهاية النص.
كلمة وزير الخارجية الامريكي في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري للتحالف الدولي
الوزير بلينكن:
شكرا جزيلا يا فيصل. شكرا على استضافتنا هنا اليوم وشكرا… شكرا للمملكة العربية السعودية على مساهماتها الكبيرة في عملنا المشترك الرامي إلى هزيمة تنظيم داعش بصفتها عضو مؤسس لهذا التحالف ومن خلال قيادتها اليوم. ويسعدني أن أرى هذا العدد الكبير من الزملاء معنا اليوم في الرياض.
لقد نما تحالفنا منذ توحدنا في العام 2014 ليضم اليوم 86 عضوا من الدول والمنظمات من كافة أنحاء العالم.
لقد حققنا معا الهزيمة الإقليمية لداعش في كل من العراق وسوريا وتخلصنا من قادتها أو أسرناهم، كما أننا تجنبنا هجمات واسعة النطاق واستثمرنا المليارات لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة وإعادة إعمار المنطقة.
يمثل التقدم الذي أحرزناه شاهدا على قوة هذا التحالف وشجاعة شركائنا الميدانيين.
مساعدات إرساء الاستقرار عبر العراق وسوريا
ولكن المعركة لم تنته على الرغم من كافة التقدم الذي أحرزناه، لذا أود أن أركز بشكل موجز اليوم على أكثر المجالات إلحاحا للتركيز عليها لتحقيق الهزيمة الدائمة لداعش.
بادئ ذي بدء، مساعدات إرساء الاستقرار عبر العراق وسوريا. يشكل انعدام الأمن والأوضاع الإنسانية الصعبة وقلة الفرص الاقتصادية وقودا للإحباط الذي يتغذى به تنظيم داعش ويجند عناصره بناء عليه، لذا ينبغي أن نبقى ملتزمين بأهداف إرساء الاستقرار خاصتنا بقدر ما كنا ملتزمين بالحملة العسكرية التي أفضت إلى تحقيق النصر في ساحة المعركة.
نعلن اليوم عن هدف تمويل لحملة التعهد الخاصة بإرساء الاستقرار قدره أكثر بقليل من 601 مليون دولار، كما أعلن أن الولايات المتحدة تلتزم بتقديم 148,7 مليون دولار إلى هذا الصندوق.
سيلبي هذا الدعم الاحتياجات الحرجة التي حددها السوريون والعراقيون أنفسهم ويعالج مواطن الضعف التي استغلها تنظيم داعش في السابق ويردم الهوة في الاحتياجات المحلية، بما في ذلك للخدمات الأساسية والتعليم وإعادة الإدماج المجتمعي والمحاسبة على الجرائم.
عدم إعادتهم إلى أوطانهم الأم يمثل تهديدا
ثانيا، إعادة المقاتلين الإرهابيين الأجانب وأفراد أسرهم إلى أوطانهم الأم، إذ تمثل إعادتهم أمرا حاسما لتخفيف عدد سكان مخيمات النازحين مثل الهول ومراكز الاعتقال التي تضم حوالى 10 آلاف مقاتل من داعش، بما فيهم ألفان من دول غير العراق وسوريا.
تهدد عدم إعادتهم إلى أوطانهم الأم بإمكانية معاودتهم حمل السلاح ومحاولة استعادة ما يسمى ب”خلافة” داعش وترهيب المجتمعات التي نعمل على تحقيق استقرارها وإعادة بنائها، مما يهدد أوطاننا في نهاية المطاف.
يضم مخيم الهول حاليا 50 ألف نازح معظمهم من النساء والأطفال ونصفهم ما دون سن الثانية عشرة.
لا يعرف بعض من هؤلاء الأطفال شيئا سوى الحياة في الهول ويحكم تركهم في المخيم عليهم بالعيش وسط الخطر ويحرمهم من الرعاية الصحية الأساسية ومن التعليم ومن الأمل، لذا نحن نعرف حق المعرفة أن الإعادة إلى الأوطان الأم هي الحل الوحيد المستدام حتى إن كنا نعطي الأولوية لمعالجة الاحتياجات الأمنية والإنسانية الهائلة في الهول والمخيمات الأخرى.
نحن نحرز بعض التقدم لحسن الحظ، إذ فاق عدد المواطنين الأجانب الذين تمت إعادتهم إلى أوطانهم من شمال شرق سوريا العام الماضي عدد العامين السابقين مجتمعين. وقد استعادت 14 دولة أكثر من ألفين من مواطنيها حتى الآن في العام 2023، بما فيهم مئات الأطفال الذين سيحصلون على فرصة جديدة الآن في حياتهم.
نحن ممتنون للدول الكثيرة التي لبت النداء. لقد كانت الحكومة العراقية السباقة في هذا المجال منذ العام 2021، إذ أعادت حوالي خمسة آلاف من مواطنيها من شمال شرق سوريا، بما فيهم مئات المقاتلين. أذكر أيضا دولا استعادت عددا كبيرا من مواطنيها، بما في ذلك دول في وسط آسيا، وأذكر الكويت التي تعمل كمحطة عبور حاسمة لعمليات الإعادة هذه.
الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة في عمليات الإعادة وتوفير المساعدة الدبلوماسية واللوجستية، وكذلك المساعدة في إعادة التأهيل وإعادة الدمج والتحقيق وجهود ضمان المساءلة من خلال المحاكمة متى دعت الحاجة.
ينبغي أن يتمثل مجال تركيزنا الثالث كتحالف على مواكبة التهديد المتطور. لقد ساء الوضع الأمني في مختلف أنحاء الساحل ومعظم غرب أفريقيا كثيرا على مدار السنوات الأخيرة. … مزارعين في كمين في مقاطعة كيفو الشمالية. باتت أفريقيا تشهد اليوم على حوالي نصف الوفيات الدولية بسبب الإرهاب.
تساهم مجموعة التركيز الخاصة بأفريقيا – والتي تنضم إليها اليوم توغو، أحدث عضو في التحالف – في بلورة تركيزنا على التهديد الإرهابي في المنطقة. وقد أسلط الضوء على ذلك في نيامي، حيث اجتمع 38 مراقبا وعضوا في التحالف مؤخرا لتعزيز التعاون الإقليمي، بما في ذلك من خلال المصادقة على خطة عمل مجموعة التركيز الخاصة بأفريقيا. وسيعزز ذلك أمن الحدود وجمع البيانات الحيوية الخاصة بالإرهابيين ومكافحة حملات الدعاية والتمويل التي يقودها تنظيم داعش… تدعم الولايات المتحدة هذه الجهود وقد تعهدت لتوها بتقديم 130 مليون دولار لتعزيز القدرة المدنية على مكافحة الإرهاب في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بما في ذلك أكثر من 22 مليون دولار للشراكات مع الدول الساحلية في غرب أفريقيا.
التهديد المتطور الذي يمثله تنظيم داعش-خراسان
ونبقى في الوقت عينه متنبهين إلى التهديد المتطور الذي يمثله تنظيم داعش-خراسان. لقد عقدنا جميعنا العزم على الحؤول دون تحول أفغانستان مرة أخرى إلى ملاذ آمن للإرهابيين، وأنا ممتن للمملكة المتحدة على عملها في هذا السياق. وتعزز الولايات المتحدة جهودنا المشتركة مع أكثر من 30 مليون دولار من برامج مكافحة الإرهاب الجديدة لوسط آسيا والتي تضاف إلى ال50 مليون دولار التي سبق أن استثمرناها في بناء قدرات المنطقة.
أود أن أذكر ختاما أننا نواصل التركيز على وضع حد لقدرة داعش على جمع الأموال ونقلها عبر سلطات قضائية عدة، بما في ذلك المديرية العامة للمقاطعات. وسأعلن اليوم عن إدراج قائدين لداعش من المديرية العامة للمقاطعات على لائحة الإرهابيين المدرجين على نحو خاص، ألا وهما أمير في مكتب بلاد الرافدين متمركز في العراق وقائد كبير في مكتب الفرقان متمركز في منطقة الساحل.
لا يواجه المجتمع الدولي المتمثل معظمه هنا اليوم أي قلة في التحديات الأمنية، وقد بينت السنوات الأخيرة مدى التقدم الذي نستطيع إحرازه من خلال العزم الثابت. وأنا واثق من أن اليوم سيعزز الالتزام المشترك بتحقيق هزيمة داعش والتخلص أخيرا من آفة الإرهاب في مختلف أنحاء العالم.[1]