فؤاد عبد الله : أقامت كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في مجلس النواب مراسيم توقيع كتاب “نرجس في جحيم#الأنفال# ”، إلى جانب معرض فوتوغرافي لضحايا عمليات الأنفال سيئة الصيت التي قام النظام الدكتاتوري في ثمانينيات القرن الماضي بإبادة 128 ألف مواطن كوردي بريء من نساء وأطفال وشيوخ لا ذنب لهم سوى أنهم من القومية الكوردية، حيث قام بدفنهم أحياء في مقابر جماعية، مع هدم وتدمير 5000 قرية.
في مستهل الحفل افتتحت الناجية من مجزرة الأنفال نرجس عزيز التي استشهدت عائلتها بالكامل بجريمة الانفال، مراسيم توقيع الكتاب، الذي حمل قصتها في مجلس النواب بدعوة من كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني.
مآسي السجينات
نرجس عزيز بابة ناجية من عمليات الأنفال تحدثت للمسرى قائلة أنه ” عندما كانت تلد أي سيدة مولودها في السجن الذي كنا محتجزين فيه، حراس السجن لم يكن يعطونا أي شيء حاد ( موس أو سكين) نقطع به سُرة الجنين، لذلك كنا نقوم بقطعه بالحجارة، لم نكن نحمل معنا أي شيء سوى ما كنا نرتديه من الملابس التي أقتادونا بها”، مشيرة إلى أن عناصر البعث المجرم “ساقوهم إلى طوبزاوا في كركوك حيث بقوا فيه ثلاثة أيام ثم قاموا بنقلهم مرة أخرة إلى سجن دوبز حيث كان عددهم 25 شخصا في سجن واحد “.
موت الأطفال
وأكدت بابة أنها “خلال فترة بقائها في السجن قامت بقطع سرة أكثر من 200 طفل حديث الولادة في السجن، وأن أكثر الأطفال الحديثي الولادة كانوا يموتون في السجن بسبب الجوع وسوء التغذية”، لافتة إلى أن ” وجبتهم الغذائية خلال ال 24 ساعة في اليوم لم يكن سوى صمون واحد “، متسائلة كيف سيعيش هؤلاء الأطفال الحديثي الولادة ؟ وكيف تستطيع الأم أن تُرضع طفلها ؟ “، مطالبة الحكومة العراقية بالعمل على عدم تعرض ذوي ضحايا الأنفال مرة أخرى إلى عمليات إبادة جماعية، وأن تقوم بمساعدتهم ومد يد العون لهم.
وليد سجن
وبدوره قال هزار غازي عزيز أحد الناجين من عمليات الأنفال والمولود في سجن دوبز بكركوك، قال للمسرى ” نحيي اليوم في مبنى مجلس النواب الذكرى ال35 لعمليات الأنفال، ولا يختلف إثنان على أن تلك العملية كانت الأفظع والأبشع بحق شعب كوردستان، من أجل إبادة جماعية لشعب لم يرتكب ذنبا سوى كونه كوردي القومية”، مؤكدا أنه” كان أحد الأطفال المولودين في سجن دوبز، وهناك الكثير من الأطفال الذين لهم نفس مآسيه، أي جاءؤا إلى الحياة في ذلك السجن وذاقوا الأمرين”، مشيرا إلى أن ” هناك العديد من رفاة الرجال والنساء والشباب والأطفال مدفونة في رمال صحراء عرعرلم تعد إلى اليوم لتدفن في نصب شهداء الانفال”.
يوميات السجينات
ومن جانبه قال عضو مجلس النواب الدكتور كريم شكور في مؤتمر صحفي بهذه المناسبة تابعه المسرى إن ” ذوي ضحايا عمليات الأنفال سيئة الصيت يطالبون أعضاء مجلس النواب بالعمل على مساعدتهم لإعادة رفاة أهلهم وأقربائهم الذين فقدوهم قبل 35 عاما إلى مسقط رأسهم، إلى جانب مطالبتهم بتعويضهم تعويضا مجزيا ونيل حقوقهم بموجب المادة 132 أولا من دستور جمهورية العراق لعام 2005 والقوانين العراقية النافذة”، مبينا أن ” كتاب نرجس في جحيم الأنفال المفعم بالتفاصيل الذي بين أيدي النواب والمتابعين اليوم، فيه الجزء اليسير من تلك الأحداث واليوميات التي مروا بها ضحايا جريمة الانفال في سجون النظام البائد قبل دفنهم أحياء في المقابر الجماعية”.
وطالب ملا شكور خلال حديثه مجلس النواب “بالضغط على الحكومة العراقية من أجل تكثيف جهودها لكشف القبور وإعادة الرفاة إلى أهلهم وذويهم في كوردستان”، مؤكدا أنه “أصبح لزاما على مجلس النواب والحكومة العراقية وبعد مرور 35 عاما على جريمة الانفال المروعة أن يقوما بالتزاماتهما تجاه ذوي ضحايا هذه الجريمة، متمثلة بتعويض الضحايا وتثبيت فقرة في قانون الموازنة بمبالغ هذه التعويضات باعتبارها حقا دستوريا وقانونيا، وتنفيذا لتوصيات المحكمة الجنائية العراقية العليا الصادرة بخصوص هذا الملف، وكذلك العمل الجاد والفوري بإعادة رفاة جميع المؤنفلين المدفونين في المقابر الجماعية وتسليمهم إلى ذويهم”.
اعتراف دولي
وأضاف أنه على الحكومة العراقية أن تعمل على ” نيل اعتراف من المجتمع الدولي بتعريف جريمة الانفال كجريمة إبادة جماعية”، وكذلك على الحكومة والبرلمان أن يعملا على إحياء هذه الفاجعة سنويا على مستوى العراق في 14 من نسيان من كل عام، بالإضافة إلى اتخاذ التدابير القانونية اللازمة من قبل الحكومة بمقاضاة الشركات التي زودت النظام البائد بالأسلحة الكيماوية والمحضورة دوليا”.
ويعتبر كتاب “نرجس في جحيم الانفال” سردا حقيقيا من قبل ناجية من محرقة حقيقية، إلى جانب كونه بمثابة وثيقة تاريخية حقيقية لجريمة، هي الابشع والأفظع بحق الانسانية، وفي نهايته يضم الكتاب ملحقا لألبوم صور بعض أقرباء الأم نرجس الذين شملهم الأنفال أو نجوا من المجزرة كأبن نرجس آرام.
ومن جانبه صنف الادعاء العام العراقي خلال محاكمة أركان النظام البائد، في هذه القضية، إن حملة الأنفال التي شنت في 1988 على كوردستان تشكل “إبادة جماعية” فقد أدت إلى مقتل 100 ألف كوردي وتدمير آلاف القرى وتشريد سكانها.[1]