أستميح العذر لست ناقدا محترفا ولكني قارئ نهم ذو بصيرة ذواق. القاصة والروائية گلاویژ تبلورت شخصيتها الأدبية في وسط الأدب والسياسة والنضال ومنذ صباها تعرفت على مفردات لم يعرفها من في عمرها. مثل: زائر الليل، الأمن، الشرطة، المداهمة، التوقيف، وأخيرا وأقساها الترحيل، تعلمت هذه المفردات لان خالها المحامي الكردي حمزة عبدالله كان سياسيا عرف بمواقفه الثابتة وصموده أمام ظلم الحكومات المتعاقبة على حكم العراق وثباته على مواقفه مع كل هذه الاغرات.
تعلمت منه ان يكون الإنسان الكردي إنسانا يطالب بانسانيته وأرضه، وتلك المفردات وأحداثها جعلت من عودها صلبا فلم تنحنِ حتى أنها في قصصها ورواياتها جسدتها في شخصية أبطالها يعيشونها ويروونها لنا بمفرداتهم التي كانت وليدة تلك المعاناة، ثم شاءت الاقدار ان تتزوج من المفكر والاديب السياسي الاستاذ ابراهيم احمد الرجل كان مهندس الحركة الكردية.
الأديب والصحفي والمفكر السياسي والزوج وصديق العمر والمعلم الناقد وتمر سنين واذا بعراب الشرق الأوسط والسياسي الداهية والقائد دائم الحضور وصاحب الفكر الموسوعي، كان حاضر الحلول ببداهته وشمولية تفكيره، دخل العائلة صهرا، كان هذا الرجل فخامة الرئيس القائد البيشمركه مام جلال.
في هذا الوسط بزغت القاصة والروائية گلاویژ فأشرقت بإبداعاتها وجسدت كل هذه الخصال في شخصيات قصصها ورواياتها وبالأخص القضية الأم كردستانها والانسان فيها.
والمدهش في كتابات القاصة والروائية طلاويذ أنه ليس هناك تشابه بين قصصها ورواياتها من حيث السرد والسبكة.
ان الابطال في رواياتها وقصصها يتقمصون الحدث بمفرداتهم، يجيدون الوسط الذي يعيشون فيه. لا يمكن أن تتشابه المفردات والجمل في رواية أو أي عمل أدبي مع آخر لسعة أفقها وغزارة مفرداتها في خارجها.
وان هذه الخصوصية هي التي جعلت من الكاتبة أن تشد القارئ إلى النص وان يتواصل مع القراءة بعيدا عن نمنمات بلغاء القصور.
الصدق والشفافية في طروحاتها وتجسيد أبطالها وشخصياتها وإعطائهم الحيز الواقعي والتمسك بالقضية المقدسة.. كردستانية كردستان.. في قصصها ورواياتها وجميع نشاطاتها، كانت بعيدة عن عقلية شعراء البلاطات الباحثين عن جمالية الابيات وصورها.
في هذا الكم من إنتاجها كانت تكافح لإيصال معاناة شعبها، شعب صاحب أرض ولغة وفلكلور وتاريخ، وان تذكر العالم وشعوب المنطقة ان مفاخرهم وأنصع ايام العرب والترك والفرس لو انصف المؤرخون كانت بسيوف الكرد وان الحقائق لاتحجب باوامر من الملوك وان الروائية گلاویژ في نشاطاتها الادبية تنمي روح الامل لدى قرائها وتقول لهم ستشرق الشمس وان غدا لناظره لقريب.
عبدالخالق عمر.[1]