*د. فائق بطي
كان #ابراهيم احمد# صاحب امتياز جريدة (گەلاوێژ)، واحداً من الرواد الاوائل في الصحافة الكردية وخصوصا السياسية والفكرية، اذ كان شاعراً وقاصاً وسياسياً ساهم منذ بدء حياته في الحركة الوطنية العراقية والكردية. ولد في السليمانية عام 1914 وانهى تحصيله الثانوي وكلية الحقوق في بغداد عام 1940.
بدأ حياته الصحفية محرراً رئيسياً في مجلة يادكاري لاوان ونشر عدة مقالات وقصائد قبل ان يصدر مجلة كه لاويز. شغل منصب حاكم اربيل لمدة سنتين عام 1942 الا انه ترك الوظيفة ليتفرغ الى العمل الصحفي ويقاوم العهد الملكي حيث تعرض الى الاعتقال والمطاردة المتواصلة من قبل سلطات الحكم الرجعي وحكم عليه بالسجن لسنتين عام 1949 لنشاطه السياسي بعيد تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي، ثم فرضت عليه الاقامة الجبرية في مدينة كركوك.
قبيل ثورة 14 تموز 1958، اصدر مع لفيف من مثقفي كركوك مجلة شه فق، وبعد الثورة اصدر جريدة (خبات) الصحيفة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني باعتباره سكرتير عام الحزب وتعرض الى الملاحقة في عام 1960 وقدم الى المحاكمة على اثر نشره مقالا في 19 تشرين الاول من العام المذكور بعنوان الامة الكردية والمادة الثانية من الدستور امام المجلس العرفي العسكري الثاني. وبعد محاكمة صورية، اطلق سراحه من التوقيف، وواصل نشاطه السياسي والصحفي، ثم اصدر جريدة (كردستان) باللغة الكردية عام 1961 الا انها لم يصدر منها سوى خمسة اعداد فقط.
من مقالاته المهمة والمؤثرة في الصحافة، الافتتاحية التي كتبها عن حقوق الكرد والمادة الثالثة من الدستور التي تنص على ان العرب والكرد شركاء في هذا الوطن في حين ان المادة الثانية تنص على ان العراق جزء من الامة العربية، فاكد فيه بان العراق العربي جزء من الامة العربية اما الشعب الكردي فليس جزء من الامة العربية وكذلك كردستان ليست جزء من الوطن العربي بل ان الكرد في العراق هم جزء من الامة الكردسة وكردستان العراق هي جزء من وطن الامة الكردية، مما عرضه الى المحاكمة بحجة اثارة التفرقة في صفوف الشعب العراي.
ومن المقالات المهمة ايضا، وبمساهمة من عدد من الحقوقيين والسياسيين الكرد، ما جاء في الرد على جريدة (الثورة) لصاحبها يونس الطائي ضد الدعوة التي دعت الى صهر القومية الكردية في بودقة القومية العربية بقلم كلوفيس مقصود العنصري العربي المعروف انذاك، فصدر قرار من حكومة عبد الكريم قاسم باعتقال ابراهيم احمد واغلاق صحيفة (خه بات).
بعد اندلاع ثورة ايلول عام 1961 في جبال ومدن كردستان العراق، التحق كقائد حزبي مسؤول عن التشكيلات المسلحة (البيشمركة) وأسس مقرات السرايا والافواج والمكتب السياسي في الجبل، وقام بتأسيس المطبعة هناك واصدر الصحف السرية وانشأ اذاعة خاصة بالثورة طيلة فترة الثورة.
افتتح ابراهيم احمد نتاجه الادبي بكتابة القصص باللغة الكردية منذ عام 1933 وكانت تلك المساهمة رائدة في تاريخ الادب الكردي حيث نشر مجموعة من القصائد والقصص بعنوان ذكريات الشباب في بغداد عام 1933 ثم واصل النشر في اصدار عدد من الكتب، منها كتاب الكرد والعرب سنة 1937، وكتاب شقاء الناس عام 1972 وغيرها من المؤلفات.
توفي عام 2000.
گەلاوێژ (نجمة الصباح)
مجلة ادبية علمية ثقافية شهرية ب 64 صفحة متوسطة الحجم اعتبرت من ارقى واهم مجلة تصدر في تلك الفترة بعد صدور عدد لا بأس به من الصحف والمجلات الكردية الاخرى، وخصوصا انها كانت منتظمة الصدور وباوقات متقاربة حتى بلغ اعدادها 105 بعد عشر سنوات من عمرها، تولى اصدارها في بغداد الكاتب والسياسي الكردي المعروف ابراهيم احمد، يساعده في التحرير علاء الدين السجادي، والذي كان مدير ادارتها ومسؤولها المالي ومحررها الاول وله دور كبير في ديمومة صدورها وتطورها واستقطاب اقلام المؤرخين والادباء وكبار شعراء تلك الفترة، صدر عددها الاول في كانون الاول 1939 وجاء في الافتتاحية:
كلمة الى القراء:
استطعت بمساعدة الاصدقاء والاخوان ان اقدم لكم العدد الاول من (گلاوێژ ) وامنيتي ان تنال رضاكم وان تستقر في قلوبكم وبالاعتماد على الله وبمساعدتكم استطعنا ان نصل الى اصدار هذا العدد، وسوف نسير في طريق النور والاضاءة والعلم الذي اردتموها انتم ان تكون بهذا الشكل.
تحتوي المجلة على قضايا ادبية وثقافية وحياة الكرد والمحافظة على ادبيات الكرد..
وختم الرسالة بالقول:
.. لذا نأمل ان تكون (گلاوێژ ) طيبة في نفوسكم لانها جاءت من ضمائركم وان تعطي للشعراء الكرد المزيد من اجل الحرية والله الموفق.
كما احتوى العدد البكر على المقالات والابواب التالية:
- ادب اللغة الكردية بقلم محمد امين زكي.
- البداية بقلم توفيق وهبي حول اصل اللغة الكردية ونشرت متسلسلة في الاعداد اللاحقة.
- مقال بقلم رفيق حلمي – الصليبيون يدخلون كردستان مترجم عن الفرنسية.
- حدث في كردستان.
- قصيدة عن الجمال للشاعر المعروف عبد الله كوران.
- قصيدة مطولة للشاعر محمد شاكر فتاح يصف فيها ناحية المزوري في محافظة دهوك.
- قصيدة مترجمة للشاعر الانكليزي ت. مور.
- حياة الحب لجبران خليل جبران.
- مقال مطول عن صلاح الدين الايوبي.
- باب نوادر وتفكهة.
- مقال عن الحرب بين السوفييت وفلندا.
- باب هل تعلم.
- قصة الشهر بعنوان الرجل القوي بتوقيع (أ. ع).
وكانت الاعداد اللاحقة تتسع لاقلام جديدة في مختلف ميادين الادب والتراث والمعرفة، وساهم فيها، صالح قفطان، بيره ميرد، حامد فرج، توفيق وهبي، عبد الله كوران، محمد امين زكي، علي مدهوش، بابا الشيخ علي، شكري فضلي، الشاعر فائق بي كه س، علي كمال، رمزي قزاز، د. ابراهيم حلمي، الشيخ محمد خال، مصطفى نعمة الله، وكان عدد الصفحات في بعض الاعداد يتجاوز الثمانين صفحة.
اغلقتها السلطات الرجعية بعد صدور العدد 105 لسنتها العاشرة في آب 1949.
قال عنها الدكتور عز الدين مصطفى رسول في كتابه الواقعية في الادب الكردي المطبوع في بيروت 1961 بانها خدمت الادب واللغة الكردية خدمة كبيرة وجمعت على صفحاتها كتابا من مختلف الاتجاهات وربت جيلا من الادباء ولعبت دورها في تطوير مستوى الادب الكردي ونشر نتاج الادب وتعريف القراء بانتاج الادبي العالمي.
وفي لقاء مع علاء الدين سجادي اجرته جريدة التآخي في عددها المرقم 1449 في الاول من تشرين الاول 1973 قال سجادي:
.. كنا نطبع من الجريدة 1000 نسخة فقط وكان القراء الذين كانوا ينتظرون صدورها، يتلقفونها بكل لهفة وشوق حتى انهم كانوا يجتمعون في المدن الكردية امام دوائر البريد يوم وصولها او يراجعون مقر ادارتها في بغداد للحصول على نسخة منها في اول يوم صدورها..
ويقول صالح الحيدري في مقال له نشر ضمن مختارات من مذكراته في العدد 7 كانون الاول 1992 من جريدة (الاتحاد( التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني: ... ان صدور مجلة (گلاوێژ -نجمة الصباح) من قبل الاستاذين ابراهيم احمد المحامي وعلاء الدين سجادي عام 1929، ونشرها لمقالات وبحوث متنوعة، معادية للفاشية، ودعوتها للديمقراطية قد قدم خدمة كبيرة جدا في مجال مكافحة الدعايات الفاشية – الهتلرية في كردستان وتأثيرها على الشعب الكردي بحيث غدت حقيقة، لسان الحال التقدمي الحقيقي لجميع القادة والزعماء والقوى التقدمية في الحركة القومية التحررية للشعب الكردي في العراق، ان مجلة (گلاوێژ ) قد هيأت الظروف والجو المناسب لتأسيس حزب هبوا السياسي في كردستان العراق..
*(الموسوعة الصحفية الكردية في العراق) 2012.[1]