* علي حسين
سعى الى ارساء اواصر التاخي بين العرب والكرد
كان مؤمنا بأن الحرية والديمقراطية هي حق للعراقيين بكل اطيافهم
منذ البواكير الاولى لحياته اختار #ابراهيم احمد# قضية شعبه لتكون البوصلة التي يهتدي بها في مسيرة حياته النضالية، وكل ما يحيط به يضعه في ميزان المعادلة التي احد طرفيها نضال الشعب الكردي بشكل خاص من اجل الحصول على حقوقه القوميه ونضال الشعب العراقي بشكل عام والذي كان ابراهيم احمد احد ابرز المدافعين عن القضية العراقيه وواحد من المناضلين الصلبين الذين نذروا حياتهم في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية لكل ابناء الشعب عربا وكرداً واقليات اخرى حتى اعتبره كتاب سيرته بانه الرجل الذي سعى الى ارساء اواصر التاخي بين العرب والكرد مؤمنا بان اعداء العراق لايفرقون بين عربي وكردي وان الحرية والديمقراطية هي حق للعراقيين بكل اطيافهم، فأعداء القضية العراقية هم أعداؤه وأصدقاء العراقيين هم اصدقاؤه، وهي معادلة بسيطة لا تحتاج الى بعد فلسفي ولا تقبل التأويل.
لقد أجمع معظم الذين رافقوا الراحل على ان ابراهيم احمد كان مناضلا من طراز خاص سمات قيادية يتسم بها وأجمعوا على تواضعه وبساطة عيشه، ولم يتنصل من المسؤولية يوماً، ولم يدعِ العصمة وإنما اثناء العمل الطويل الدؤوب كانت احتمالات الخطأ والصواب واردة، لقد ساهم في نضال الشعب العراقي ضد الحكم الملكي في سبيل ان يتحررالعراق من جنوبه الى شماله من قبضة المستعمرين والرجعيين وكان ينتصر دوما لقضية المضطهدين ويدافع عن حقهم في العيش بكرامة وقد استطاع بشخصيته الكارزمية ان يحتل مكانة مرموقة في قلوب العراقيين ليصبح رمزاً خالداً لنضال هذا الشعب بعربه وكرده.
ولد #ابراهيم احمد# عام 1914في مدينة السليمانية رحل الى بغداد لتلقي تعليمه الثانوي ثم ليلتحق بجامعة بغداد حيث تخرج عام 1937من كلية الحقوق.. عين قاضياً عام 1942وخدم في مدينة اربيل ثم في حلبجة
عام 1939 اسس مجلة ( گلاوێژ ) وهي مجلة ادبية وكان هو الناشر ورئيس التحرير وقد نشر فيها كثيراً من قصائده وقصصه القصيره وترجماته ومقالاته.
في عام 1944 ترك العمل الوظيفي ليتفرغ للعمل السياسي والثقافي.
في عام 1949 صدر بحقه حكم بالسجن لكتابته مقالات ضد الحكم الملكي ليخرج من السجن الى الاقامة الجبرية في كركوك والتي استمرت لمدة عامين
شارك الراحل في معظم النشاطات السياسية وقاد المظاهرات في سبيل حرية الشعب العراقي.
اصبح عضوا في الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1947 ليواصل مسيرته السياسية فيصبح عام 1953 امينا عاما للحزب..ورئيس تحرير لجريدة الحزب (خه بات).
في عام 1960 حكم عليه بالسجن بسبب مقالته التي نشرها في صحيفة خه بات وانتقد فيها موقف الحكومه من الكرد.. في عام 1961 توجه الى السليمانية ليلتحق بالحركة الكردية المسلحة التي تأسست في نفس العام.
مارس العمل السياسي داخل الحركة الكردية حتى عام 1975 حيث سافر لاجئا الى بريطانيا وعاش فيها معظم سنوات حياته التالية الى ان توفي عام 2000 في احدى مستشفيات بريطانيا عن عمر ناهز الثامنة والستين.
تلك صور من حياة هذا المناضل الفذ الذي عاش حياة ملؤها الأمل والتجدد، والنضال من اجل عراق حر ومزدهر.
*صحيفة (المدى) 2013.[1]