قضية هجرة شعبنا؛ هل الإدارة الذاتية تتحمل جزء من المسوولية؟
وأنا استمع إلى شهادة السيد محمد داوود عودة “أبو داوود”؛ عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو المجلس الثوري ل”حركة فتح” وهو يتحدث عن هزيمة العرب في عام 1967م وهجرة أو تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية باتجاه الشرق، نحو الأردن والذي لم يكن كله بفعل جرائم الإسرائيليين، كما تروج لها وسائل الاعلام العربي وتياراتها القومية من ناصرية وبعثية وحتى الفكر اليساري العربي، وإنما الأغلبية نتيجة الهلع الشعبوي والتي ضخمتها الشائعات وكذلك الاعلام الزائف للدول العربية عن الجرائم الإسرائيلية من جهة ومن جهة أخرى عن الانتصارات العربية الكاذبة مع أن الواقع ومشاهدات الناس كانت تكذب تلك الانتصارات، فكانت الاذاعات العربية تتحدث عن انتصارات الجيوش العربية، بينما من على الأرض من الفلسطينيين يشاهدون تقدم الجيش الإسرائيلي، فإن جميعها ساهمت بتلك الهجرة الجماعيه لموطنهم وقراهم وتركها للإسرائيليين، بل يضيف السيد عودة في شهادته على العصر، فيقول؛ بأن وللأسف حتى في يومنا هذا يتم تهجير الفلسطينيين، لكن بوسائل وطرق أخرى حيث عدم توفر الفرص في المناطق الفلسطينية مع توفر البديل والحياة الرغيدة في الجانب الآخر، إن كانت في الأردن أو باقي الدول العربية، يجعل الفلسطينيين يتركون بلدهم وحقولهم واللجوء لهذه الدول، مما يهدد الديموغرافية الفلسطينية لصالح اليهود!!
إن سماع هذه الشهادة واسقاطها على الحالة الكردية وما قامت بها تركيا والفصائل وكذلك ما قامت بها الإدارة الذاتية، وللأسف، من سلوكيات وإجراءات جعلتها عوامل فاعلة لهجرة شعبنا، ويجعلنا نقارن بين الماضي والحاضر لنستنتج؛ بأننا وقعنا في نفس الخطأ الذي وقع به الفلسطينيين وللأسف بحيث تركنا مناطقنا للآخرين وأن الإدارة الذاتية تتحمل قسمًا كبيرًا من المسؤولية عن هذه الكارثة ولذلك من الضروري أن يتم تشجيع كل من يقدر على العودة، ليس فقط من حلب والشهباء، بل من كل منطقة من دول الشتات وبالأخص من تركيا وإقليم كردستان، وخاصةً من هو ليس مطلوبًا من تركيا بحجة علاقته مع الإدارة السابقة، كما نتمنى أن لا تتعرض منطقة كردية أخرى للاحتلال والهجوم التركي أو غير التركي، لكن وإن حصل لا سمح الله فعلى شعبنا البقاء في مناطقهم وقراهم.. وبالأخير على الإدارة الذاتية أن تعمل بجد ومسؤولية لتحسين الظروف الحياتية في مناطقها بهدف الاقلال من الهجرة وإن أمكن جذب من تهجر وبالأخص من الإقليم للعودة وذلك من خلال الاهتمام بالبنية التحتية وتأمين فرص العمل وعدم ملاحقة الناس والمضايقة على من لا ينسجم مع سياسات الآبوجية.[1]