صلاح الدين الأيوبي ..والتأسيس للدولة الكوردية .؟!! (2)
=KTML_Bold=الولادة والبدايات:=KTML_End=
“إن شر الحكام هم من يسمنون وشعوبهم جياع”؛ هي إحدى المقولات الشهيرة لصلاح الدين الأيوبي وهو يضم ولاية الرقة لدولته.. فبدايةً من هو صلاح الدين الأيوبي؛ حيث تقول ويكيبيديا في ذلك بأنه “الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي (532 _ 589 ﮪ 1138 _ 1193 م)، المشهور بلقب صلاح الدين الأيوبي قائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة.(1) ” لكننا سوف نجد بأن ذاك كان فقط في البدايات وتمكيناً لسلطته وأما بعد ذلك فإنه سوف يعمل لتأسيس مملكته ودولته الخاصة بالأيوبيين.. وتضيف الموسوعة نفسها “قاد صلاح الدين عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر، وقد تمكن في نهاية المطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس هزيمة منكرة في معركة حطين”.
وتقول الموسوعة عن شخصية صلاح الدين الأيوبي ما يلي: “كان صلاح الدين مسلمًا متصوفًا (2) اتبع المذهب السني والطريقة القادرية”. وهكذا وعلى الرغم من قول الموسوعة؛ بأن صلاح الدين وحد تلك البلاد تحت “الراية العباسية” إلا إننا ومن خلال قراءة العلاقة بين المركز _مركز الخلافة بغداد_ وصلاح الدين نلاحظ بأن العلاقة أضعف من أن تسمى بغداد بمراكز القرار السياسي والعسكري، بل هو لا يعود لبغداد بشيء في معظم _بل كل قراراته العسكرية والسياسية_ ويمكن أن نشبه العلاقة تلك بعلاقة اليوم بين بغداد وأربيل وذلك في ظل مفهوم الدولة الفيدرالية أو الكونفيدرالية ومن دون أن ننسى الفارق الزمني التاريخي وبيئة كل مرحلة سياسياً وثقافياً وما تحمل من مدلولات ومفاهيم خاصة بها وهي في ذلك كانت تشبه إلى حد ما علاقة الدول الأوربية المسيحية بروما البابوية وذلك من حيث السلطة ومركز القرار السياسي والعسكري وكونهما _بغداد وروما_ ليستا أكثر من مركز ديني.
وهكذا فإن هذا القائد التاريخي أستغل أوضاع الدولة الاسلامية المفككة أيام الخلافة العباسية _يوم ذاك_ وذلك في تأسيس الدولة الأيوبية والتي كانت _أو يمكن أن تكون_ بحق دولة كوردية؛ لو كتب لها البقاء كما كتب للإمبراطورية العثمانية والتي دامت أكثر من أربعة قرون بينما الدولة الأيوبية لم تدم إلا ما يقارب الأربعة عقود وذلك على الرغم من الصفة الاسلامية لهما والتي كانت الحامل الثقافي للمرحلة التاريخية عموماً حيث الإمبراطوريات الدينية وثقافتها.. وإننا من خلال رحلته ومسيرته السياسية والعسكرية، سوف نكتشف كم أجحفنا بحق هذا الرجل نحن أبناء جلدته _كما أجحف الداغستانيون بحق شامل_ وذلك في الجانب القومي أو ما يمكن تسميته بخدمته لملته وذلك حسب التوصيف والتعريف التاريخي له آنذاك.
ولتوضيح النقطة والتأكيد عليها فإننا سوف نقوم بالبحث والدراسة الشبه مفصلة حول هذه الشخصية التاريخية الفذة في تاريخ شعبنا الكوردي وأولاً نعود إلى البدايات؛ حيث تقول الموسوعة ويكيبيديا بحق صلاح الدين وبشأن مولده، بأنه ((ولد في تكريت في العراق عام 532 ﮪ/1138م في ليلة مغادرة والده نجم الدين أيوب قلعة تكريت حينما كان واليًا عليها، ويرجع نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة دوين في أرمينيا،(4) وقد أختلف المؤرخون في نسب العائلة الأيوبية حيث أورد ابن الأثير في تاريخه أن أيوب بن شاذي بن مروان يرجع إلى الأكراد الروادية وهم فخذ من الهذبانية،(5) ويذكر أحمد بن خلكان ما نصه: «قال لي رجل فقيه عارف بما يقول، وهو من أهل دوين، إن على باب دوين قرية يُقال لها “أجدانقان” وجميع أهلها أكراد روادية، وكان شاذي قد أخذ ولديه أسد الدين شيركوه ونجم الدين أيوب وخرج بهما إلى بغداد ومن هناك نزلوا تكريت، ومات شاذي بها وعلى قبره قبة داخل البلد..)). وهناك من قال بغير ذلك، بل هناك من أدعى بأن أصل العائلة الأيوبية تعود لجذور عربية أيضاً وهو قول ضعيف وغير مأخوذ به من حيث القيمة التاريخية.
ملاحظة: بما أن الموضوع توسع كثيراً فقد رأينا أن نجزأه بحسب الفقرات كي لا يمل القارئ من طول الموضوع وكون الحلقة الماضية نشرنا التمهيد فإننا في هذه الحلقة سوف نكتفي بالوقوف على مسألة الولادة فقط.. مع أجمل تحية ومحبة.[1]