موقفنا من النظام السوري لا يعني أن لا نكون واقعيين في قراءاتنا.
الحوار المتمدن-العدد: 5437 – 2017-02-19
المحور: القضية الكردية
#بير رستم# (أحمد مصطفى)
بدايةً أشكر كل الأخوات والإخوة الذين شاركوا وعلقوا على مقالتي السابقة عن قضية استفادة الكورد من النظام السوري _وأقصد كورد تركيا والعراق_ وهنا أود أؤكد على نقطة أساسية ومبدئية وذلك بخصوص موقفي من النظام السوري حيث أعتقد بأن الجميع يعلمونه وبأنني لست بحاجة للدفاع عن نفسي، لكن موقفنا ذاك لا يعني أن لا نكون موضوعيينا في قراءاتنا السياسية .. أما بخصوص استفادة كورد العراق والذين يودون أن ينكروا ذلك فإنني أود من مؤيدي الأحزاب الكبرى الثلاث في كوردستان، الإجابة على سؤالي القادم بكل جرأة وموضوعية وأقصد مناصري كل من الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني في الإقليم الكوردستاني (العراق) وأخيراً مؤيدي العمال الكردستاني (تركيا) والسؤال هو؛ إن كانت العلاقة مع النظام السوري ليس في صالحكم ولم تكن فيه الفائدة لقضاياكم –ولو على حساب كورد روج آفا حتى- فلم كانت تلك العلاقة أصلاً، وهل كُنتُم تقدمون خدماتكم مجاناً للحكومة السورية.
فإن كانت كذلك فهي عمالة وخيانة للقضية إذاً وبالتالي تتطلب سياساتكم السابقة _أقصد سياسة أحزابكم وتياراتكم_ مراجعات نقدية ومحاكمة لتلك القيادات التي قدمت خدماتها (مجاناً) للحكومة السورية -بحسب تلك القناعة والقراءة- لكن أن تبقى تلك القيادات في مواقعها وعلى رأس أحزابها فهي واحدة من إثنتين؛ إما إن تلك القيادات لم تخطأ واستفادت وأفادت القضية الكوردية وبالتالي تم مكافأتهم، بأن أصبح السيد “مسعود بارزاني” رئيساً للإقليم والسيد “جلال طالباني” رئيساً للدولة العراقية وكوفئ السيد “أوجلان” كرئيس وقائد للشعب الكوردي -على الأقل من مناصري نهجه- وبالتالي فتم تقدير ومكافأة هؤلاء الثلاثة من قبل جماهيرهم الحزبية وذلك لقاء خدماتهم للقضية .. أما أن يأتي أحدهم ويقول؛ بأن علاقاتهم كانت بالضد من القضية الكوردية ويقبل مكافأة هؤلاء أو على الأقل يبقى مناصراً لهم فهو واحد من إثنين أيضاً؛ إما مرتزق جبان أو مرتزق عميل وذاك ما لا أقبله ولا هم يقبلونه على أنفسهم وعلى أحزابهم أيضاً.
وبالتالي فأي منصف سوف يقر بأن أحزابنا الكوردستانية الكبرى -الثلاث- استفادت من العلاقة مع النظام السوري والذي كان يتضرر من تلك العلاقات -حينها- كان أبناء شعبنا الكوردي في روج آفاي كوردستان إلى أن جاءت الفرصة واللحظة التاريخية المناسبة واستغلها حزب الاتحاد الديمقراطي ليستفيد هو الآخر من النظام السوري ويؤسس الإدارة الذاتية في المناطق الكوردية، لكن لم تكن تلك الخدمات مجانية حيث النظام هو الآخر كان يستفيد من تلك العلاقة والأحزاب الكوردية في صراعها مع الدول الإقليمية حيث كانت هي الأخرى تدعم بعض التيارات المناوئة والمعارضة للنظام السوري كتياري البعث المرتبط بالبعث العراقي والتيار الإخواني الذي كان يلقى الدعم من الأتراك .. لكن رغم كل ذلك أعود وأقول: بأن النظام كان دائماً نظاماً قمعياً مستبداً وأن الشعب السوري يستحق نظاماً أفضل؛ ديمقراطياً فيدرالياً يضمن حقوق كل مكونات سوريا.
وهكذا علينا أن ندرك بأن السياسة لا تعرف هذه الوجدانيات الشاعرية على طريقة كاتبنا العزيز “سليم بركات”، بل هي لغة أرقام ومصالح وبالتالي كانت تلك القيادات وبجردة حساب أولي مجبرين على القبول بتلك العلاقة (الوصاية) مع النظام السوري _وبالمناسبة لو توفرت لهم خيارات أفضل، لم ألتجؤوا لدمشق_ كما إنني لا أختصر كل نضال شعبنا وحركتنا الوطنية وتلك القيادات بهذه السنوات التي قضوها في العاصمة السورية، لكنها وبكل تأكيد هي جزء من تاريخ تلك الأحزاب وعملهم السياسي وبالتالي جزء من رصيدهم النضالي والسياسي وهنا يكون السؤال؛ هل كانوا مجرد عملاء ومرتزقة وأدوات بيد النظام السوري أم كانت هناك الإفادة والاستفادة المتبادلة للطرفين .. وأخيراً يكون “قسوة الغباء” عندما لا نجيد قراءة الواقع والحقائق بلغة عقلانية باردة، أما هذه الحمية العاطفية فيمكن أن تفيدنا في التراجيديات الوطنية ونحن نتلو -وأقصد أحزابنا- آياتنا على مؤيدي أحزابنا!![1]