لا يتوقف النظام التركي بقيادة #رجب طيب أردوغان# عن استفزازاته لدول المنطقة خصوصاً سوريا والعراق، إذ استضافت مدينة إسطنبول مؤخراً مؤتمراً لتركمان العراق وسوريا جرى الحديث خلاله عما يسمى بالوطن القومي للتركمان.
ويرى مراقبون أن المؤتمر يعبر عما بلغته مخططات نظام أردوغان من خطورة تجاه سوريا والعراق عبر اختلاق قضية غير موجودة من الأساس تتمثل في الحديث عن الوطن القومي للتركمان، كما أن تلك المخططات تكشف عن حجم ما يقع على عاتق الكرد في التصدي لها على مدار السنوات الماضية.
تركيا تريد تقسيم المقسم
في هذا السياق، يقول سيهانوك ديبو الرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة في حزب الاتحاد الديمقراطي، لوكالة فرات للأنباء، إن أنقرة كانت منذ بداية الأزمات التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، والمنطقة العربية بشكل خاص من تونس إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا ومجدداً في بعض الدول التي بها أزمات لم تحل مثل العراق ولبنان والسودان لديها مقاربة خاصة بها.
وأضاف ديبو أن تركيا قاربت تلك الأزمات انطلاقاً مما يسمى بميثاقها الميللي الذي وفق هذا الميثاق المزعوم يفضي إلى تفتيت المنطقة العربية، أي أن الميثاق يعني واقعياً تقسيم المقسم، لا سيما من شمال سوريا إلى شمال العراق أي من المناطق الكردية في شمال سوريا إلى المناطق الكردية في شمال العراق، حيث تنطلق منها تركيا ولسان حال مسؤوليها يؤكد هذا الزعم.
وقال ديبو إنه في الآونة الأخيرة وفي هذه الفترة الحساسة التي تشهدها المنطقة والعالم تصر تركيا على تنفيذ أجندتها وإحياء مشروعها الذي يسمى العثمانية الجديدة، والتي تستخدم فيها وجود أقليات تركمانية في كركوك بنسبة تقل عن 30% وفي سوريا بنسب متفاوتة في مدن لا تربطها صلات جغرافية وليس لها أي تأثير ديمغرافي يفضي إلى هذه المزاعم، واستضافت في الفترة الأخيرة مؤتمراُ للتركمان لإحياء ما يسمى الوطن الأزرق، وهذه مسألة تشكل خطورة كبيرة على الأمن القومي والوطني لمختلف البلدان العربية.
وأكد على أن هذه المزاعم المتعلقة بإحياء الوطن الأزرق للتركمان تضر بجميع شعوب المنطقة وتطلعاتهم وفي مقدمتهم الكرد والعرب من خلال معاداة تركيا القصوى للقضية الكردية وعرقلتها على الدوام ومنعها لإيجاد حل عادل للقضية الكردية في سوريا والعراق وإيران، وبالتالي نجد أنها تهدد كذلك الدول من خلال أدواتها والجماعات التي وظفتها والتي وجهتها إلى ليبيا وتجنيد المرتزقة وهذا أمر يشكل خطورة وضربة لشعوب المنطقة وعرقلة أي محاولات لحل الأزمات.
وأكد ديبو أيضاً أنه لا أحد يمكن أن يتنكر لحقوق أي أقلية أو قومية عادلة، فللتركمان حقهم في سوريا من ممارسة لغتهم وثقافتهم، ولكن هذا الشيء يضحد ويفند كل حجة مفادها أن التركمان لهم أرض على كامل شمال سوريا وشمال العراق، وهذه حجة لا أساس لها من الصحة وباطلة وتفتقد إلى أية أسانيد تاريخية، وإنما تعبر عن مشروع تركيا السياسي.
الحاجة إلى موقف عربي
وقال إن هذا المؤتمر يؤكد صحة ما قلناه من قبل في مناطق الإدارة الذاتية في حزب الاتحاد الديمقراطي من أن تركيا الأردوغانية هي من تهدد أمن واستقرار المنطقة وتهدد الأمن القومي لجميع دول المنطقة، ومزاعمها اليوم باطلة وهي تعادي أي جهة تؤكد بأنه قد حان وقت حل القضية الكردية والاعتراف بها وحلها وفق العهود والمواثيق الدولية التي تعزز سلامة بلدان المنطقة وترابها، بعكس حججها الباطلة.
وفي ختام تصريحاته لوكالة فرات، أعرب ديبو عن اعتقاده بأنه يجب أن يكون هناك موقف من جامعة الدول العربية والبلدان العربية إزاء هذه الالتفاتة غير الحميدة أي إقامة مؤتمر للتركمان وفق هذه الخارطة بل وإعلانها، مضيفاً أنه يجب أن يكون هناك موقفاً واضحاً للبلدان العربية حيال هذا الأمر.
قضية من العدم
ومن الصور المتداولة للمؤتمر يظهر أرشد الصالحي وهو رئيس الجبهة التركمانية في العراق، وإلى جواره خريطة باللون الأزرق كتب عليها الوطن القومي للتركمان، ويشمل اللون الأزرق مناطق واسعة في العراق وسوريا تضم ميندلي وحلب وكركوك.
بدوره، يقول حازم العبيدي المحلل السياسي العراقي، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء، إن أي أقلية في المنطقة يجب أن تكون حقوقها محافظة ومراعاة، ولكن المشكلة تبدأ عندنا يتم تسييس مثل هذه الأمور، وهو ما يقوم به النظام التركي، موضحاً أن الرئيس التركي يريد اختلاق قضية من العدم بدعم ما يسمى بالوطن القومي للتركمان.
وقال العبيدي إن الرئيس التركي يريد تحويل أقلية التركمان إلى مخلب قط يستخدمه في تنفيذ أجندته التخريبية في المنطقة، كما يستخدم جماعة الإخوان الإرهابية لتنفيذ هذه الأجندة الشيطانية، مشدداً على ضرورة أن تقدم الدول العربية اعتراضات وبشكل واضح على مثل هذه الفعاليات.[1]