المسيحيين خسروا القسطنطينية ولنفس الأسباب خسرنا عفرين
#بير رستم#
وأنا أتابع المسلسل الوثائقي عن “الإمبراطورية العثمانية”، لفت إنتباهي تقاطعات عدة بين ذاك الماضي وحاضرنا حيث تجد بأن الإمبراطورية البيزنطية والمسيحيون منقسمون بين البابوية الكاثوليكية في روما وبين الأرثوذكسية اليونانية في بيزنطيا والقسطنطينية، وكان هذا أحد أهم العوامل الذي جعل العثمانيين ينفذون منها ويستغلون ذاك الصراع والانقسام في العالم المسيحي ليحقق حلم أجداده بغزو القسطنطينية والاستيلاء عليها في عام 1453م، كما أن المال وقدرة الجواسيس في التغلغل داخل الطرف الآخر وأيضًا الإعداد الجيد بالعدة والأعتدة والرجال المدربين كجيوش نظامية، كلها شكلت عوامل مهمة لصالح العثمانيين حيث استطاعوا شراء العقول؛ وضمناً حتى أولئك المسيحيون الذين يملكون مخططات ومشاريع مبتكرة، مثل مشروع المسيحي المجري “أوربان” عن المدفع العملاق، بل وصل الأمر إلى اعتمادهم على الجيش الانكشاري وهو الجيش الذي تشكل أساسًا من الأطفال المسيحيين الذين تم خطفهم بعد أن قتل أهلهم ودمرت قراهم وبلدانهم ليتدربوا كمقاتلين، بل قتلى ومجرمي حرب قذرين.
وهكذا توفرت كل شروط وأسباب الفوز والانتصار لدى العثمانيين حيث الانقسام في صف الأعداء من جهة وضعفه عسكريًا وماليًا، بينما هم سلحوا جيشًا قوياً حيث تسلح “محمد الفاتح” العثماني ب(80)ثمانين ألفًا، بينما الإمبراطور قسطنطين المسيحي ب(7) سبعة آلاف مع الفارق الكبير بالتدريبات والعتاد الحربي حيث يسجل التفوق لصالح العثمانيين والأهم هو وحدة الكلمة والقيادة لديهم، بينما نجد المسيحيين منقسمين في السفسطة الكلامية عن جنس الملائكة.. نعم كان ذاك في الماضي قبل ما يقارب خمسة قرون ونيف حينما أضاعوا المسيحيين عاصمتهم الدينية المشرقية، لكن لو عدنا إلى يومنا هذا وقارنا حاضرنا بماضيهم فهل يا ترى نكون أخذنا عبرة من ذاك الدرس التاريخي؟! للأسف الجواب وبكل بساطة لا حيث نحن الكرد منقسمين بين البارزانيين والآبوجيين كحال المسيحيين مع انقسامهم بين الكاثوليكية والأرثوذكسية وأزدنا في الطين بلة؛ بأن الجيش الانكشاري الجديد لم يخطفوا كأطفال لدى العثماني، بل كسياسيين لهم تاريخهم السياسي وللأسف
ولذلك ولكل ما سبق؛ هم خسروا القسطنطينية ونحن خسرنا عفرين[1]