كوردستان ..هل بات إعلان إستقلالها قريباً؟!
الحوار المتمدن-العدد: 5194 – 2016-06-15
المحور: القضية الكردية
إن قضية إستقلال كوردستان _ونقصد هنا ومرحلياً؛ إقليم كوردستان (العراق)_ باتت من الأحداث والمواضيع الساخنة في المشهد العراقي “كوردياً وعربياً”، بل وحتى إقليمياً ودولياً حيث هناك القوى والأحزاب الكوردستانية التي تتطلع لإجراء الإستفتاء قريباً لتكون مقدمة شعبية وقانونية لطرح مبدأ الإستقلال، كما أن هناك في الآونة الأخيرة بعض الأصوات العراقية العربية هي الأخرى تطالب بإستقلال وإنفصال الكورد عن الجسد العراقي، إن كانت عن قناعة للبعض ومن منطلق حق سياسي للكورد _وهم القلة_ أم كانت نتيجة ردود أفعال وتشنجات عصبية، كما صرح به مؤخراً “د. محمود المشهداني”، رئيس برلمان العراق الأسبق حيث ومن جملة ما قاله في إحدى مقابلاته التلفزيونية؛ “إذا إنفصل الكورد سوف تتعافى العراق” وذلك على الرغم من إعترافه، بأن كوردستان لم تكن يوماً جزءً من العراق.
وكذلك فإن تحركات وسياسات الحزب الديمقراطي الكوردستاني والرئيس بارزاني خلال الفترة الماضية _الإقليمية والعالمية_ كانت جميعها وفي جزء أساسي منها؛ هي معرفة ردود القوى الإقليمية والدولية من مسألة إجراء الإستفتاء وإعلان الإستقلال للإقليم الكوردي وقد كانت زيارته لكل من السعودية وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية من أهم تلك الزيارات وأعقدها بخصوص القضية ويبدو أنه قد نال بعض الإشارات من مراكز القرار الإقليمي والدولي، حيث رأينا خطاب التصعيد السياسي والتهديد بالإستقلال في أزمة النواب العراقيين في بغداد وكذلك في عموم الملفات الخلافية مع الحكومة المركزية، بل إن الديمقراطي الكوردستاني أستخدم هذه الورقة السياسية حتى مع خصومه التقليديين داخل إقليم كوردستان ونقصد به تيار الاتحاد الوطني مع الفرع المنشق عنه “حركة كوران” وذلك من خلال الإيحاء بأن هناك من يقف (حجر عثرة) في طريق إستقلال كوردستان.
لكن جاء الرد من الحزبين السابقين؛ الاتحاد الوطني وحركة كوران بعد إجتماعهم الأخير وما تمخض عنه بخصوص القضية حيث يقول البند الثالث من البلاغ الختامي والذي عقد بين اعضاء القيادة المشتركة للاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير، اليوم الثلاثاء، في مدينة السليمانية، ما يلي: “تم التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة الصف والبيت الكوردي ووحدة الشعب وأرض كوردستان، والعمل من أجل محو آثار الإدارتين المنفصلتين في كوردستان”، ويضيف البلاغ ليقول في البند السادس منه ما هو التالي؛ “دعم وإسناد حق تقرير المصير وتنظيم الإستفتاء وإعلان الإستقلال، وتقرر الاستعداد لذلك والإعلان عن الخطوات اللاحقة في أوقاتها المناسبة”. وهكذا فإننا أمام مشهد سياسي بات يرتسم ملامحه بوضوح بحيث من كان يحسب على المحور الإيراني والمناهض لإستقلال كوردستان، بات هو الآخر يعلن بكل وضوح وشفافية موقفه السياسي من القضية وبأنه مع إستقلال الإقليم الكوردستاني ولذلك جاء السؤال؛ هل بات إستقلال كوردستان قريباً؟!
أعتقد ما زالت الإجابة صعبة عن هذا السؤال وذلك في ظل حالة العنف والإرهاب التي تشهدها المنطقة وضرورة الحفاظ على وحدة القوى التي تحارب المجموعات الإسلامية الراديكالية وعلى الأخص منها تنظيم “داعش” الإرهابي، لكن وبنفس الوقت هي فرصة تاريخية للكورد لكي يضغطوا على القوى الإقليمية والدولية للحصول على إستقلالهم السياسي، كون الدولة الديمقراطية الفيدرالية في الشرق تعاني من أزمات مجتمعية كثيرة.. وهنا فقط نود أن نطرح سؤالاً واحداً على كل أولئك الذين روجوا عن الحزبين المذكورين _وعلى الأخص منهما حركة كوران_ بأنهما عملاء إيران وهم (ضد إستقلال كوردستان)، ألا تشعرون بالخجل من أنفسكم وأنتم تخوّنون تيار سياسي عريض له تاريخه النضالي في الحركة الكوردية حيث مهما إختلفنا معهم في القراءات والرؤى والمواقف السياسية، إلا أن الأخلاق والضمير والشرف والميثاق السياسي، بل المصلحة الوطنية الكوردستانية تفرض علينا جميعاً أن لا نطعن في ظهر الأخ والشريك السياسي .. فهل ستكون عبارة ورسالة لكم أيها (الثوار الفيسبوكيين)!![1]